مايو يوم التأسيس المجيد

آراء

السادس من مايو، يوم التأسيس، يوم حلقت فيه النسور بأجنحة الفخر، يوم جاءت فيه الطلقة الأولى لانطلاق الإمارات نحو المجد، والسعد والوعد والعهد والسؤدد.

يوم السادس من مايو 1976م، يوم تفتحت فيه أزاهير الجمال الإماراتي، يوم فيه انبعثت رسالة السلام مدعومة بالقوة، بقوة السواعد السمر، وشيم الرجال المخلصين، وقيم الأفذاذ الذين على سواعدهم تقع مسؤولية النهوض والاعتناء بالمنجز، ورعاية المكتسبات، وحماية السور العظيم بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، والإيمان بأن الإمارات هي المقلة، هي القبلة، هي سنبلة التطلعات، وقصيدة الطموحات الملحمية.

في هذا اليوم أشرقت الشمس على الأرض، فمدت لها خيوط الشعاع، مشيرة إلى ذاك الأفق البعيد، أفق الانطلاقة المباركة، ووثبة الجياد نحو العلا، نحو غايات أسس لها بناة المستقبل، وها هم الخلف يسيرون على الدرب مطمئنين، واثقين ثابتين راسخين، متوجين بأمنيات، مدججين بآمال، حاملين معهم حزمة من كتب الغد، يقرؤون فيها المآثر فيحتذون، يتلون الأواصر فيقعدون، القافلة تمضي، مكللة بعطاء لا ينضب، مجللة بسخاء لا يجدب، مبجلة بسيرة المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى، وهي اللبنات التي تزخر بما تجود به قريحة الأوفياء، ها هي الإمارات تزهر بورود السعي والرعاية بكل جد وجديد، حتى أصبحنا في العالمين الصورة الزاهية، والسيرة الباهية، والصوت العالي، والصيت المتربع على عرش الفرادة بين الأمم.

قواتنا المسلحة هي الدرع، وهي الحصن الحصين، وهي المكانة والأمانة والرزانة والصيانة، هي صوت الإنسان الحر، هي قبعة السلام عندما يكون السلام الحل، وهي تاج الذود، عندما يكون الذود نهاية المطاف.

قواتنا المسلحة هي المد والمدى، هي الامتداد لروح المؤسسين، هي الجواد النبيل، هي الحلم القابع في صدر كل الخيرين، هي الصدر والفجر، هي الفكرة النيرة في ضمير الأحرار، الذين شيدوا القلعة العظيمة من أجل سلام يحمي الحياض، ومن أجل مناعة تفضي إلى قوة السرد في ضمير عشاق الوطن.

قواتنا المسلحة عملت منذ البدء، منذ التشييد، على بناء القوة في مواجهة الضعف، وبناء الحلم الجميل، في مواجهة الوهم الرذيل، وها هي اليوم تؤتي أكلها، وتزهر وتثمر، والأبناء الأبرار يتصدرون المشهد، بعزم وحزم وجزم، وأرواحهم على كفوفهم، في سبيل وطن حر أبي، معافى مشافى، من كل غي وطغيان.

قواتنا المسلحة اليوم بين جيوش العالم، القوة الصارمة، والتي لها في الجو نسور، وفي البر جذور، وفي البحر صدور.

قواتنا المسلحة لا يقتصر دورها على حماية حدود الإمارات فحسب، بل هي للحق في كل مكان وزمان، البحر الذي يغسل السواحل من الزبد، ويمشط جدائل الأرض، لتبقى الخصلات أنعم من الغيمة، وأسلس من النهر الجاري.

المصدر: الاتحاد