ما زال الحذر مطلوباً

آراء

وماذا بعد المباركة والتهليل؟

هل نلغي الاحترازات الشخصية ونتصرّف وكأن شيئاً اسمه «كورونا» لم يكن موجوداً؟

نذهب إلى المراكز التجارية دون حذر، وننسى الكمامات والتعقيمات، ونحشر أنفسنا وسط التجمّعات، فالجهات الرسمية قالت إن جميع القيود والإجراءات الاحترازية قد ألغيت، هكذا يقول البعض، رغم أن أحداً منا لم يسمع أن كورونا قد انتهت، «زالت هي وأذاها»، بل ما قيل انحصر في انخفاض عدد المصابين، وسرعة الشفاء، لكنها موجودة، الفيروسات ما زالت تحلّق في الأجواء، تضرب هذا، وتقاوم تطعيمات ذاك، وما زال هناك من ليست لديهم مناعة، يدخلون المستشفيات، ويتضرّرون من جراء التقاطهم المرض أو الوباء، وكبار السن عرضة للإصابة إذا لم يحتاطوا.

علينا الحذر وعدم التهاون، التجارب طوال الأعوام الثلاثة علّمتنا ذلك، فمن يضمن مجتمعه لا يضمن المجتمعات الأخرى، ومن يعرف أهله لا يعرف رواد المناسبات والأسواق والمطارات والطائرات، نحن كأفراد نتحمّل المسؤولية اليوم، ننتبه لخطواتنا وللأماكن التي نزورها، ولا أقول هنا أن نقيّد أنفسنا، بل أدعو إلى الاحتفاظ بعلب الكمامات المكدّسة في البيت والسيارة، ونستخدمها في أي مكان يساعد على انتقال فيروسات كورونا، أن نضع الكمامة لأنها ستنفعنا، وليس في استخدامها أي ضرر، وأن نتريّث قليلاً في «السلام الساخن»، نؤخره لفترة كما فعلنا منذ بدايات عام 2020، ولا أتحدّث عن السلام بالكوع أو قبضة اليد، لا نريد العودة إلى مرحلة الحرمان وتجاوز العادات، بل هي دعوة إلى عدم الاندفاع، وفرض بعض القيود الذاتية تجنباً لتداعيات الإصابة، برضانا نتطوّع ونتقيّد ونخرج أكثر قوة، فالجهات الرسمية أدت المطلوب منها بكفاءة واحترافية، ونحن مطالبون بأن نكون عوناً لهم ولأنفسنا حتى تكون كورونا مثل الأنفلونزا محدودة الانتشار وقليلة التأثير.

حفظكم الله جميعاً.

المصدر: البيان