مجالس الداخلية.. جذور وأصول

آراء

تعلم الناس على مدى الأزمان والعصور صورة مغايرة للواقع عن الشرطة وكل من يرتدي الزي العسكري، ولكن في الإمارات تبدو الصورة مختلفة تماماً، ورجل الشرطة هو السقف الذي يظلل الناس بالدفء والأمان والإحساس بالأنفة والكبرياء.

عندما ترى رجل الشرطة في الشارع وفي أي مكان تشعر بشيء ما في داخلك يهمس في أذنيك، ويقول لك أنت في أمان أنت تتمتع بحائط سميك يمنحك المنعة والقوة، أنت في محيط يطوقك بأذرع المحبة.

الوعي الشرطي في الإمارات صناعة وطنية متناهية في الاستثنائية، وفي ذروة الفرادة الوعي الشرطي يمنحك القوة، ويهديك صورة ناصعة عن الحياة في بلد تمتع منذ الأزل بالشراكة بين رجل الشرطة والناس الآخرين، جميعهم يتقاسمون رغيف الالتفاف حول الوطن، جميعهم يتشاركون الحب لوطن يذهب إلى المستقبل بمرآة صافية نقية من الغبار.

ولاستكمال الدور الشرطي في الحياة الاجتماعية عملت وزارة الداخلية على تشكيل مجالس رمضانية، هدفها رسم الصورة المنطقية لدور الشرطة بشكل خاص والدور المحوري لوزارة الداخلية، وهو الدور الذي يقوم على الانغماس في الحياة الاجتماعية، معاصرة هموم الناس وتطلعاتهم وطموحاتهم كون رجل الشرطة هو من الناس ومن دمهم ولحمهم. خطوات تستضيء بنور الإدراك التام للمسؤولين في الوزارة وقيادتها الشابة على أن الدور الجوهري لهذه المؤسسة الاجتماعية هو دور اندماج الماء بالماء وتعانق الجذور بالأصول، وإدراك أن الهوية ترسيخ جذور الشجرة في تراب الأرض في ضمير الناس لجعل المشاعر جداول محبة وأعشاب عطاء وقيثارة نشيد وطني لا يخفت له صوت ولا يخبو له ضوء.

وتهدف وزارة الداخلية، من خلال إحياء المجالس الرمضانية، إلى الاستفادة من روحانية الشهر الكريم، ومن عبقه السماوي في خلق أجواء تضفي بظلالها على مشاعر الناس حنان الوجود ودفء التواجد في مكان واحد يجمع بين المدني والعسكري والاثنان ضفتان لنهر واحد وهو الوطن، وهذه فطرة إماراتية تستحوذ عليها الأفكار النيرة لدى المسؤولين في الوزارة، وتجعل من الفكرة عبرة ومن العبرة دبرة ومن الدبرة تدبيراً يخدم الإنسان في هذا الوطن، ويرفع من شأن العلاقة بين طرفين هما ذراعان لجسد واحد هما عينان وأذنان لوطن واحد.

عندما يستوقفك رجل المرور ويلقي عليك السلام وبأدب جم يطلب منك الرخصتين بلغة فائقة بالحنان والود تشعر بالامتنان لثقافة بلد علمت من لا يعلم كيف تتم العلاقة بين طرفين يشكلان عمودين لسقف واحد تشعر بأنك تعيش أيامك الذهبية في وطن الدر النفيس وطن الحب والوفاء للوجود من دون استثناء.

تشعر بأن العالم يخلق من جديد على أرض الإمارات تشعر بأن الوجود يستعيد خلق أفراد بشكل يتلاءم مع الحضارة الإنسانية المفعمة بالانسجام مع الذات.

المصدر: الاتحاد