محمد بن زايد للجامعيين المغتربين

آراء

في جهودكم، وأنتم في الغربة، تنهلون من العلم والمعرفة، من أجل مستقبلكم، من أجل وطنكم، من أجل أهلكم، هذه مسؤولية ملقاة على عاتقكم، وهو طموح قيادتكم، وطموح بلدكم، لأنكم أنتم قادة المستقبل، وأنتم من ستتسلمون الراية، وهذه سنة الحياة، وطبيعتها. فلا تتوقفوا عن نهل العلم من نبوعه.

كلمات لها معناها، ولها دلالاتها، ومغزاها في ضمير كل مواطن، وكل عاشق للمجد، وكل محب للحياة، والنور، وكل من فهم أن الوطنية ليست شعاراً، ولا اسم ماركة ما نضعها على جبيننا، بل الوطنية تضحية، وعمل دؤوب من أجل الوصول إلى الأهداف السامية، ومن أجل تحقيق الطموحات الكبرى، والتي تضع الوطن في مقدمة الأوطان، وتجعلنا في العالمين نجوماً براقة، وأقماراً تضيء سماء الدنيا بالعلم، والمعرفة، وثقافة لا تعرف التحيز، ولا الاصطفاف، ولا الاستخفاف بالآخر.

هذه هي الوصايا التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة في عهدة الدارسين الجامعيين، وهذه هي النصائح التي أسدى بها لهم، حاثاً الجميع إلى قطف ثمرات العلم، من أشجاره الوارفة. لأن سموه على يقين أننا بالعلم نرتقي، وبالمعرفة تتسع مداركنا، ولا حياة ولا مستقبل من دون هذا السلاح المذهل والمثير.

ونحن أمة وصلت عنان السماء عندما غصنا في بحور العلم، ونزلنا إلى الحضيض عندما انشغلنا بترهات الأمور، وتركنا الجياد تقاد بأيدي سوانا.

هذا الحلم يراود كل قائد وهب نفسه، لخدمة شعبه، ونهضة وطنه، هذا الحلم يسكن ضمير كل الشرفاء من بني أمة شيمتها كلمة اقرأ، هذا حلم قيادتنا منذ التأسيس على يدي الباني المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقد سارت القيادة على هذا الأثر الطيب، مقتدية بطيبات المآثر، وطيب الأثر.

هذه هي الإمارات تتبع الحسن في العلم، والجمال في العلم، والثراء في العطاء، وكل من يبخل ويظن في عطائه يبقى خارج إطار الدورة الدموية لهذا الجسد الواحد، ولهذا الفريق الواحد، كون الإمارات ليست وطناً فحسب، بل هي أسرة كبيرة ممتدة في ضمير كل إنسان يعيش على أرضها، الإمارات وحدة في الوجود، واتحاد في المشاعر، ومن لا يتسق مع منظومة الأخلاق هذه فهو يغرد خارج السرب.

المصدر: الاتحاد