«مشاهير الفلس»

آراء

تابعت موقفاً حازماً للسلطات الصينية بمنعها من يطلقون على أنفسهم «مشاهير» ممن «فسدت أخلاقهم» من الإعلان والترويج للمنتجات على اختلاف أنواعها.

وبحسب ما ذكرت تقارير صحفية فإن الصين منعت المشاهير الذين «تراجعت أخلاقهم»، الذين تورطوا في قضايا التهرب الضريبي وإدمان المخدرات والكحوليات والاحتيال وغيرها، من تقديم الإعلانات والترويج لمنتجات، منها المتعلقة بالصحة والتعليم، ضمن حملة متواصلة لمواءمة المجتمع مع «القيم الأساسية».

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية «إن الخطوة التنظيمية الجديدة هي الأحدث في عالم صناعة الترفيه في الصين، إذ تم وضع المشاهير في القائمة السوداء».

كما نص القرار الصيني على منع الشركات من توظيف مشاهير يتبين أنهم «فاسدو الأخلاق» أو انخرطوا في سلوك غير قانوني بما في ذلك التهرب الضريبي وإدمان المخدرات والاحتيال».

وفي الوقت ذاته تابعت وسماً أطلقه الأشقاء في المملكة العربية السعودية تحت اسم «مشاهير الفلس» للتحذير من هذه الموجة العاتية التي تضرب مجتمعاتنا من خلال الترويج للتفاهة والممارسات التي لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد لقيم مجتمعاتنا الخليجية والعربية على يد هذه الفئة التي تقدم نفسها لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنهم من المشاهير والمؤثرين، ولا تدري على أي أساس نالوا تلك الشهرة والقدرة على التأثير، ومن الذي أصبغ عليهم الصفة، وهل هي بعدد المتابعين أم بحسب المحتوى الذي يقدمونه؟!.

لقد استطاع «مشاهير الفلس» أن ينجحوا في غفلة من المجتمع باستقطاب الأغرار وصغار العقول بل حاولوا أن يقدموا أنفسهم قدوة للأجيال، فوجدنا سباقاً محموماً من فئة واسعة من المراهقين والمراهقات على تصوير أي شيء وكل شيء، لدرجة اختراق الخصوصية الشخصية وأسرار البيوت والحرمات، كل ذلك من أجل الظفر بمتابعين، ومع حمى زيادة أعدادهم ظهرت تجارة غريبة لشرائهم، ليتضح بعد ذلك أنهم «مزيفون» وغير حقيقيين وإنما لأجل الاستعراض بهم للفوز بعقود إعلانية.

اليوم بدأت المجتمعات تستيقظ وتعي خطورة مروجي التفاهة على القيم والأخلاق ومنظومة التربية في المجتمع، خاصة بعد اكتشاف تورط هؤلاء في قضايا تمس الأمن والاقتصادات الوطنية في العديد من البلدان.

وفي الوقت الذي نحيي فيه وجود كوكبة من المشاهير والمؤثرين الإماراتيين الذين يقدمون محتوى راقياً والموجودين في مختلف المناسبات الوطنية يحز في نفوسنا أن بعض الجهات والمؤسسات الرسمية عندنا تستعين بالمفلسين الذي حان الوقت للتعامل معهم بحزم، و«لا لمشاهير الفلس».

المصدر: الاتحاد