مصر والخليج.. علاقة لا تهزها الأقلام!

آراء

«ما تسمحوش للأقلام والأفكار ومواقع التواصل المغرضة أن تؤثر على الأخوّة اللي بيننا».هذه الجملة قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع، وفي جلسة حوارية على هامش أعمال اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث عقدت القمة هذه السنة تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، وجمعت تحت مظلتها نخبةً من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم.. وكل ذلك لأهداف تنموية واقتصادية وبغية تبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في تعزيز التنمية والازدهار حول العالَم.

العلاقات المصرية الخليجية علاقات متينة ومتجذرة وذات طابع فريد ومتميز، ولها أبعاد ثقافية وديموغرافية واقتصادية وثيقة تجعل منها عُمْقاً استراتيجياً أساسياً لكل الأطراف، حيث تشكل كلٌّ من مصر ودول مجلس التعاون الخليجي مراكز قوى أساسية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مراكز ذات أهمية استراتيجية تتكئ عليها المنطقة العربية قاطبةً.

فقد لعبت كلٌّ من مصر والخليج أدواراً محوريةً في تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها. وهذه العلاقات الخليجية المصرية أُسست على دعائم راسخة من الانسجام الذي يفرضه التجاور الجغرافي وروافد التاريخ العريق والمصير المُشترك، والتمازج المجتمعي القوي، خصوصاً منذ بداية ظهور النفط في منطقة الخليج حيث وصلت أعداد كبيرة من المصريين للعمل في مجالات التعليم والصحة والعمران.. إلخ.

ومع ارتباط الأمن القومي للخليج بالأمن القومي لمصر كان التعاون وثيقاً في شتى المجالات التنموية والعسكرية والاجتماعية، قديماً وحديثاً، ولعل أبرزها تاريخياً وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها عام 1956، حيث قدّمت السعوديةُ المالَ لبناء السد العالي بعد تنصل أميركا بسحب عرضها، فضلاً عن التعبئة العامة للجنود في مواجهة العدوان. وكذلك الضخ الخليجي عقب العدوان الإسرائيلي عام 1967 إبان دعوة الملك فيصل بن عبد العزيز زعماءَ الخليج والعرب عامةً لدعم مصر ومساعدتها على الصمود.

واستمر الدعم في حرب أكتوبر 1973 حيث قادت السعوديةُ «معركة النفط» خدمةً لمصر في حربها.

وبينما لم تبخل دولُ الخليج يوماً بدعم مصر اقتصادياً وسياسياً وحل أزماتها الاقتصادية والسياسية، فإن لمصر مواقف عظيمة ونبيلة تجاه دول الخليج، كما اتضح جلياً في حرب تحرير الكويت عقب غزو صدام حسين لها، حين التزمت مصر بموقف تاريخي لن ينساه أبناء الخليج في صد العدوان على الإقليم، وفي إنهاء الاحتلال عن دولة الكويت الشقيقة واستعادة أرضها وكرامتها من براثن العدوان الغاشم.

هذه العلاقات الفريدة، المتجذرة والمتميزة لن تهزها أقلام مغرضة ولا إعلام حزبي مسيس متربص يتحين الفرص لإشعال الفتن بين الأشقاء، ويقولب الأحداث لخدمة أجندات هدامة تسعى لتدمير هذه العلاقات التاريخية وتحطيم أواصرها بمقالات محرضة وتصريحات مدلسة. وأختم مقالي كما بدأته بجُمل من حديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «إن مصر كادت أن تضيع قبل سنوات مثل بقية الدول»، و«أول نقطة مضيئة لبناء الدولة المصرية هي دعم الأشقاء»، «ولولا وقوف الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت لما كانت مصر وقفت تاني».

المصدر: الاتحاد