«نوابغ العرب».. مبادرة تعيد العقول المهاجرة إلى أوطانها

أخبار

حظي إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن مبادرة «نوابغ العرب» التي تعد مساراً حضارياً جديداً يبحث عن نوابغ العرب في «الفيزياء والرياضيات وعلوم البرمجة والأبحاث»، بتفاعل كبير من القيادات التربوية، ومجتمع التعليم بمختلف فئاته في ربوع الإمارات.

وقالوا إن المبادرة تجمع قوافل العقول العربية المهاجرة من جديد، وتشكل خطوة جادة نحو بناء جيل جديد من العلماء في تخصصات علمية يركز عليها المستقبل في شتى المجالات، من خلال صناع الحضارة العربية الأصليين، مؤكدين دعم صاحب السمو نائب رئيس الدولة، اللامحدود لإعادة إحياء الحضارة العربية واستئنافها، وصياغة تاريخها من جديد بمبادرات استثنائية ورؤى ثاقبة لا تضاهى، عربياً وعالمياً.

«الخليج» ترصد جانباً من تفاعل ميدان التعليم، ومدى انعكاس مشروع «نوابغ العرب»، الذي خُصص له 100 مليون درهم على مجتمعات العلم والمعرفة، محلياً وعربياً.

البداية كانت مع حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، الذي أكد أن تحسين وتطوير وتميز واقعنا، المعرفي والعلمي والحضاري، أضحى الشغل الشاغل لدولة الإمارات، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما العربي أيضاً، وهو نابع من مقتضيات تمليها ضرورة بناء الإنسان وتمكينه، باعتباره حجر الأساس لأي نهضة منشودة، وهذا ما تضعه القيادة الرشيدة ضمن صميم اهتماماتها وأولوياتها المطلقة، لتتابع بذلك مبادرات الإمارات الخيرة والإنسانية والمعرفية والعلمية والثقافية، لتجوب كل بقاع عالمنا العربي وتصل إلى كل فرد طامح إلى الإنجاز والتفرد.

وقال إن المشروع الحضاري العربي، المتمثل في البحث عن النوابغ العرب الألف، في مجالات الفيزياء والرياضيات وعلوم البرمجة والأبحاث والاقتصاد، وغيرها، والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يؤكد مجدداً أن البوصلة في الاتجاه الصحيح، وأن الإنسان في المقام الأول محط الاهتمام، ومرتكز البناء، وعلينا في هذا السياق أن نمكن الإنسان من علوم العصر المتقدمة، والاستثمار فيه استشعاراً لأهمية المرحلة، وهو ما أصبح حقيقة راسخة بفضل رؤية القيادة ونبضها الذي يلامس هموم الشباب ومتطلبات ريادة أوطاننا للمستقبل.

وأكد أن المبادرة رائدة ومتميزة، في المضمون والهدف، إذ تركز على تحقيق نواتج متفردة في المجالات العلمية مستقبلاً، إذ تطال فئة أساسية يعوّل عليها في تقدم الأوطان، هي العلماء والنوابغ الذين يقودون دفة الابتكار والبحث والتطوير والإبداع، ويرسمون ملامح المستقبل.حراك حضاري

وأكدت جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أن مبادرة نوابغ العرب التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تأتي استكمالاً لرؤيته في استئناف الحراك الحضاري في منطقتنا العربية، الذي يسعى سموه عبر باقة متفردة من المبادرات إلى ترسيخه وجعله واقعاً ملموساً ماثلاً للعيان أمام الأجيال الحالية والمقبلة، ليكونوا مكوناً رئيسياً من مكونات ريادة العالم العربي ومساهمين حقيقيين في صناعة الإنجازات الحضارية على مستوى البشرية جمعاء. وبينت أن دعم القيادة الرشيدة لفئة الشباب متواصل، محلياً وعربياً، من أجل خلق أجواء مواتية لنهضتهم، وتمكينهم من أدوات تميزهم وتفردهم، ما يبرهن على سمو رسالة دولة الإمارات ورقيها وحملها لرسالة أمة بأكملها، والمضي بها إلى مصاف الأمم المتقدمة، فكرياً وحضارياً وعلمياً وثقافياً، ضمن رؤية جامعة تبني على ما تم تحقيقه في الماضي، وتمضي للمستقبل واثقة بقدرة الأجيال المقبلة على صناعة الفرق وتحقيق الآمال والنجاحات المنتظرة.

قراءة الاحتياجات

من جانبها، أكدت فوزية غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية، أن «نوابغ العرب» تعد مبادرة متفردة تقرأ احتياجات الوطن العربي المستقبلية بكل دقة ومنهجية، موضحة أن هذا المشروع الحضاري المعرفي الجديد يشكل قفزة نوعية تقود دفة التطوير المستقبلي بسواعد النوابغ، فضلاً عن الارتقاء بجيل العلماء، إذ تبحث وبعمق عن صناع الحضارة الأصليين لتأمين حياة ومستقبل والأجيال القادمة.

وترى أن المجتمعات العربية، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة، وفق خريطة طريق ممنهجة، ترتكز على علوم العصر وتخصصات تحاكي في مضمونها مجالات وقطاعات استراتيجية مهمة، تجسد بكل وضوح احتياجات المستقبل، لتحقيق منتج عالي الجودة من العلماء في تخصصات مهمة، بما ينسجم مع الرؤية الوطنية لمسايرة ركب التحضر والتقدم في المجالات كافة. وأكدت أن المبادرة تنعكس إيجابياً على مسيرة بناء أجيال، إذ ترتكز على تبني المهارات المستقبلية في تلك التخصصات، وبسواعد صناع الحضارة الأصليين، من دون تجميل، الأمر الذي سيمكّن أبناء المجتمعات العربية من مقدرات وممكنات علوم المستقبل.

قدرات وطاقات

يرى الدكتور نورالدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة العين، أن ما قام، ويقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من تأسيس علمي وفكري وثقافي واقتصادي وتنموي نشهده يومياً في دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، هو فصل من فصول استئناف الحضارة العربية من جديد.

وأضاف أن قوافل العقول العربية كانت تهاجر من أوطانها، متّجهة ناحية الشمال والغرب، واليوم بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي تسعى إلى وقف هذا النزيف والاستثمار في القدرات والطاقات والمواهب الفذة والاستثنائية، ضمن رؤية ثاقبة، تسعى إلى الحفاظ على العقول العربية المبدعة واستغلال إمكاناتها على النحو الأمثل.

وأكد البروفيسور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن دولة الإمارات حاضنة للعقول العربية المبدعة، ورائدة في تقديم المبادرات التي تبرز تميز الإنسان العربي، وتعيد تأكيد مكانة الحضارة العربية وتأثيرها في الحضارة الإنسانية.

وقال إن مبادرة «نوابغ العرب» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تجسد حرصه على رعاية النوابغ العرب، للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لبلادهم وللأجيال العربية القادمة.

واكد الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أن مشروع «النوابغ العرب» بمثابة خريطة طريق لاستئناف الدور الحضاري للعالم العربي في إغناء الإرث الإنساني ورسم ملامح المستقبل. وليس مستغرباً إطلاق هذا المشروع الحضاري العربي المتفرد من قائد استثنائي يرى أن «استعادة العقول» ليست إنجازاً بحد ذاتها، بقدر ما هي مؤشر رئيسي للتنمية، مؤمناً بأنّه «حيثما تذهب العقول العظيمة ستحدث أشياء عظيمة في الغد. وها هو العالم العربي اليوم يستعد لانطلاقة الحراك العلمي والبحثي والفكري الأكبر من نوعه، مع تخصيص 100 مليون درهم لدعم 1000 نابغة عربي خلال السنوات الخمس المقبلة عبر «متحف المستقبل».

صفحة جديدة

أما صلاح الحوسني رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، فيرى أن مبادرة نوابغ عربية، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة العربية، إذ تركز على جمع العباقرة والعلماء الأصليين لتلك الحضارة العريقة، موضحاً أن تخصصات «الفيزياء والكيمياء والأحياء والبرمجة والرياضيات» التي ركزت عليها المبادرة غاية في الأهمية، إذ تحاكي المستقبل وملامحه واحتياجاته.

وأوضح أن المبادرة تفتح آفاقاً جديدة للمعلمين في تلك التخصصات، وترسم لهم أدواراً حديثة في بناء وإعداد الأجيال وفقاً لتلك المستجدات، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على مستوى الوطن العربي بكامل مجتمعاته.

رحلة جديدة

التربوي وليد فؤاد لافي، أكد أن مبادرات صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، الخاصة بالحضارة العربية والنهوض بها واستئنافها من جديد في مختلف مجتمعاتنا العربية، تلامس الواقع والاحتياجات الفعلية، وتركز على استعادت قوتها ومكانتها بين دول العالم. وقال إن المبادرة تعد رحلة جديدة لاستكشاف العقول التي صنعت الحضارة العربية، لتكون نواة فاعلة تفيد الأجيال وتسهم بفاعلية في تشكّل مرحلة جديدة في تاريخ حضارة العرب، لتحاكي بمحتواها وأهدافها عصر الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، وما يتبعه من تطورات تكنولوجية في المجالات كافة.

المصدر: الخليج