«ياسر» رصاصة متفجرة غيّرت ملامحه فتعرفت عليه والدته من ملابسه

أخبار

اتجهت طواقم وزارة الصحة في مسيرة العودة شرق خانيونس وفي المستشفى الأوروبي لتضميد جراح الطفل ياسر أبو النجا وإنقاذ حياته، لكنها لم تتمكن من السيطرة على حجم النزيف الهادر من رأسه بعد إصابته برصاصة متفجرة هشمت رأسه خلال تواجده مع المتظاهرين شرق خانيونس.

تمكن الأطباء من إخفاء معالم الجريمة الإسرائيلية باستهداف طفل لا يتجاوز الـ 13 من عمره ضمن عملها للسيطرة على جرحه ونزيفه، لكن كاميرات وسائل الإعلام تمكنت من فضح الاحتلال الإسرائيلي ونشر صور وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، تبين عنجهية جنود الاحتلال الذين يستهدفون الأطفال بالرصاص المتفـــجر، وإظهار رأس الشهيد وهو ممزق ومهشم.

صور وفيديوهات انتشرت كالنار في الهشيم وصالت وجالت في العالم، حتى أصبح الطفل حديث الشارع الفلسطيني والعربي، واهتمام وسائل الإعلام الدولية والعربية بنقل مراسم تشييع ودفن الشهيد الطفل ياسر أبو النجا.

غاب للأبد

ككل الأطفال شارك ياسر في مسيرات العودة، كان أعزلاً محتضناً طفولته بين الرجال والشبان، كان يداعب الشمس قبل الغروب حتى غرب معها، فارتقى شهيداً وهي اختفت خلف البحر، حتى الجميع عاد لبيته، لكن الشهيد غاب إلى الأبد.

خُطف الشهيد الطفل ياسر من بين الشبان برصاص قناص إسرائيلي حاقد، ليترك الألم والحسرة في قلوب أسرته ووالدته التي أنجبته بعد انتظار دام 15 عاماً، بعد انجاب تسع فتيات، ونقل إلى المستشفى دون التعرف على هويته، وتم إعلان استشهاده كشهيد مجهول الهوية، حتى تعرفت عليه والدته من ملابسه وأطرافه، بعدما أخفت رصاصات الاحتلال ملامح وجهه.

الملابس

والدة الشهيد لم تتوقع أن الشهيد الذي يتم تداول خبره كمجهول الهوية على الإذاعات المحلية أن يكون ابنها، لكن بمجرد ما شاهدت ملابسه وأطرافه في صورة منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تعرفت عليه على الفور.

صراخ وبكاء داخل ثلاجة الموتى في المستشفى بعدما احتضنت والدة الشهيد ياسر جثمان طفلها، الذي اختفت ملامح وجهه، وتهشم رأسه، ولم يتبق إلا جسده وأطرافه.

وتقول والدة الشهيد:«طفلي كان يتجه لمسيرات العودة كل يوم جمعة مع الشبان، ويتوجه بحماسة إلى شرق خانيونس في الباصات المنطلقة هناك، ولكن الاحتلال أصر على إعدام هذه الطفولة البريئة.. ما ذنب طفلي أن يتم استهدافه وهو يتواجد بشكل سلمي أعزل قرب السياج الفاصل؟ وأوضحت والدة الشهيد أن ابنها كان البكر لهم بالإضافة لتسع فتيات، وبألم تقول:» تعرفت على طفلي من ملابسه وأطرافه، لكنني لم أتخيل حتى الآن مشهده وهو متواجد داخل ثلاجة الموتى، وتغير ملامح وجهه الذي خطفها جندي إسرائيلي قاتل«.

وفي لحظة ألم أخرى همس أمجد أبو النجا والد الشهيد الطفل ياسر في أذن نجله داخل ثلاجة الموتى قائلاً:» والله انك بطل يابا، والله رفعت راسي يابا، انت صغير بس أفعالك كالكبار يابا«.

وبكى والده بحسرة أمام جثمان طفله داخل المستشفى قبل الوداع الأخير، داعياً الله أن يتقبله مع الشهداء، بعدما رفع اسم عائلته عالياً، وقال له:» تنسانيش من شفاعتك، وامك واخواتك، مش خسارة في ربك، انت غالي على قلبي كثير وبحبك ربنا).

المصدر: البيان