5.8 ملايين تغريدة عربية يومياً

منوعات

عادت قضية دور الحكومات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى دائرة الأضواء من جديد، وذلك في أعقاب الأحداث العالمية الجارية التي تؤكد الدور القائم بين الحكومات وموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، في وقت تسعى المنطقة إلى إطلاق منصة إعلام اجتماعي تستهدف الحكومات، خلال «قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي 2013 التي تنعقد في 2 و3 أيلول (سبتمبر) المقبل.

ويأتي الإعلان عن القمة في وقت ارتفع عدد مستخدمي «فايسبوك» في المنطقة من 16 مليون مستخدم إلى 45 مليوناً خلال سنتين. أما في «تويتر»، فقد أسهم مستخدموه في منطقة الشرق الأوسط في رفع حجم التغريدات يومياً ليصل إلى 5.8 مليون تغريدة، أي بمعدل 4.000 تغريدة في الدقيقة. وتشير الإحصاءات إلى أن كلمة «سورية» حازت الرصيد الأكبر من البحث من بين الكلمات الأخرى في ميزة «تصنيف المواضيع» أو «الهاش تاغ» في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن اللغة العربية تربعت على عرش اللغات الأكثر استخداماً بين مستخدمي «تويتر» على صعيد المنطقة، مع تضاؤل استخدام اللغتين الإنكليزية والفرنسية بحجم كبير.

ووفقاً لأحدث نتائج تقرير الإعلام الاجتماعي العربي لعام 2013 الصادرة عن برنامج الحوكمة والإبداع التابع لكلية دبي للإدارة الحكومية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة اعتلت قائمة دول المنطقة على صعيد التوظيف الجيد لوسائل الإعلام الاجتماعي، تلتها الكويت، ثم قطر، ثم لبنان ثم الأردن. ويمثل الشباب الشريحة الأكبر بين مستخدمي تلك الوسائل، إذ تبلغ نسبتهم (بين 15 و29 عاماً) 70 في المئة. وتبلغ نسبة الإناث المستخدمات لمواقع التواصل الاجتماعي نحو 34 في المئة، وهي أقل من المعدل العالمي الذي يصل إلى 50 في المئة.

ومن المقرر أن يسبق انطلاق القمة عقد محاضرة تقديمية عن الإعلام الاجتماعي، على اعتبار أن هدف الحدث هو «تمكين حكومات دول مجلس التعاون الخليجي من الاطلاع على قصص النجاح وتبادل الرؤى واستعراض أحداث المبتكرات والأبحاث التي تعزز من ريادتها في ثورة الإعلام الاجتماعي».

وأكد المنظمون أن القمة ستسلط الضوء على أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في هذا المجال، وستستقطب كبار المتخصصين في موقع «فايسبوك» والأكاديميين والمؤسسات الإعلامية والحكومات الدولية التي نجحت في توظيف المبتكرات في مجال الإعلام الاجتماعي بنجاح، وعلى رأسها وزارة الدفاع في المملكة المتحدة، الأمر الذي «سيعطي فرصة لمندوبي الحكومات الخليجية لاكتساب رؤى وخبرات جديدة».

وكان مؤسس «فايسبوك» مارك زوكربيرغ أصدر بياناً طمأن فيه مستخدمي الموقع إلى أن خصوصيتهم وبياناتهم ستبقى طي الكتمان ولن يُكشف عنها في حال طلبت السلطات ذلك. وتحرص الحكومات على بناء جسور التواصل مع مواطنيها عبر الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، حيث تحتل منطقة الخليج مكانة في قطاع الإعلام الاجتماعي.

وقال المسؤول في شركة «ستريم لاين» للتسويق بيجو سيث، إن ثورة الإعلام الاجتماعي في المنطقة تؤكد تنامي هذا القطاع المهم، ولا توجد إشارات تدفعه إلى الوراء. كما أوضح مدير برنامج الحوكمة والإبداع في كلية دبي للإدارة الحكومية فادي سالم أن التغيير في بعض الأحيان يجب أن يتضمن طريقة التفكير وليس الأدوات، قائلاً: «إن معدلات الاختراق الاستثنائية والنهج المبدع لوسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، ساعدت الأفراد والعملية التنموية التي تقودها الهيئات الحكومية على فتح أفق لابتكارات متعددة الوجوه، وتبنّي قوى مؤثرة جديدة في المجتمعات العربية اتجاهات اجتماعية جديدة. وتشير أبحاثنا إلى أن وسائل الإعلام الاجتماعي تحظى باعتراف متزايد من قبل هيئات حكومية عربية مختلفة باعتبارها أدوات فاعلة لصوغ السياسات وتقديم خدمات متميزة على الصعيد المؤسسي».

المصدر: صحيفة الحياة