الأربعاء ١٤ يوليو ٢٠٢١
الوقائع التاريخية تتجاذبها أقاويل مدونة أو شفوية، وكل قول يخضع للميول وليس للحقيقة، وإذا تعمقت مقولة تاريخية بالترديد أو سرت على لسان عدة مؤرخين يصبح البحث عن الحقيقة من الصعوبة بمكان. أقول هذا، بعد محاولات مضنية في تتبع سيرة شخصية تاريخية رغبت أن أكتب عنها رواية، ولم يسبق لي أن انغمست في كتابة شخصية روائية، كوني أؤمن أن الرواية إذا دخلت التاريخ فسوف تكون سجينة للوقائع لا تمكن الخيال من الانطلاق، كما أن غياب الحقيقة تجعل الرواية تجدف بين مقولات ليست صائبة، فكما يميل المؤرخ سوف يجد الروائي نفسه ميالا لتثبيت أقاويل ربما تبتعد عن الحقيقة بمسافات كبيرة، والكاتب الروائي مثله مثل أي مدون ينتفي الحياد، وأعتقد أن ليس هناك كتابة محايدة مهما ادعى الكاتب إن وقف على الحياد. ومنذ فترة -ليست بالقصيرة- انشغلت بحثا عن فترة تاريخية مرت بالمدينة المنورة، وكلما أمسكت بخيط قادني إلى خيوط متشابكة، متفرعة، ومع أهمية الحدث، وتداخل الشخصيات، وكثرة الوثائق، واتساع فضاء السرد بين عدة دول، غدا تجميع الأحداث المتنافرة في (مغزل) واحد يحتاج إلى ألاعيب سردية تكسر تمدد الزمن، وانتقاء الأهم من الأحداث. ومازلت في حالة (شربكة) أعتقد أني سبقى سجين تلك الخيوط العنكبوتية. أقول هذا كمدخل للسؤال الكبير: - هل تمت استعادة (المقتنيات المقدسة) التي تم إرسالها إلى الشام ومن ثم إلى…
الإثنين ٢١ يونيو ٢٠٢١
ثمة أمور مشاعة لا يمكن للأفراد أو الدول ادعاء تملكها. فالله خلق الأرض وما عليها نعمة لخلقه، ومع سيطرة الإنسان على جل مخلوقات الله ظهرالجشع في تملك ما لا يملك. وقد ربا الجشع حتى تحول إلى نظام سياسي واقتصادي واجتماعي عرف بالإقطاعية، اكتسب مسماه متأخرا (العصور الوسطى) إلا أنه نظام معمول به منذ زمن سحيق، وتواجد في كل موقع على الأرض على فترات متصلة ومنفصلة. ولم تقم ثورة ضد هذا النظام الاستبدادي إلا في فترات نهضة أوروبا. ويبدو أن الجشع يتخذ أشكالا متعددة، ويأخذ أسماء مختلفة. وأرى أن النظام الرأسمالي هو تطور للطبقة الإقطاعية وإن اختلف المسمي تطبيقا أو فلسفة. ومع حق تملك الفرد لما يقدر على الاستحواذ عليه قانونا فليس أمام المجاميع سوى الإذعان للعبة الحياة. ولكنْ هذا نوع من أنواع الاستلاب للحقوق العامة وإن كان القانون يمهد لما لا يجوز امتلاكه. تذكرت أن الامتلاك حق للأفراد ما لم يضر بالآخرين لكي لا يتفشي الفساد، وهذه الآفة تأكل الأخضر واليابس، فما الذي يقال إن أرادت دولة امتلاك نعمة ربانية لا يحق لها امتلاكها كونها حقا مشاعا؟ ويبدو أن الشيخ أحمد الطيب الإمام وشيخ الجامع الأزهر لجأ في خطابه الذي ألقاه مؤخرا حاثا المجتمع الدولي والأفريقي والعربي والإسلامي، إلى تحمل مسؤولياتهم ودعم ومساندة مصر والسودان في الحفاظ على حقوقهما المائية…
الثلاثاء ٠٨ يونيو ٢٠٢١
مع عودة الجدل حول حقيقة الأطباق الطائرة، يمكن تجدد العقل البشري، وإفاقته من أجل تقدير الله حق قدره «وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ» (67) الزمر. فمعظم الناس يتعاملون مع الله في الحدود الدنيا من المعرفة، وكل المنتمين للديانات الثلاث رسّخوا في أذهان التابعين أو المنتمين صورة مبسطة عن خالق الكون، والقصص الدينية مجتمعة تحركت في فضائها المعرفي المحدود وفق زمنيتها، فأمسكت الأذهان صوراً محددة، لا تبتعد تلك الصور عن الحدود الدنيا للخالق. ومع تشابك الديني والأسطوري في مرويات بسيطة، كانت فيه الأسطورة هي خارطة الطريق حتى بعد نزول الرسالات السماوية، والتي أرادت إحداث طفرة توعوية لتأسيس النظرية المعرفية والتي يبنى عليها لكشف أسرار الكون، ومع مرور الزمن وتراكم الخبرات والمعرفة، سخّر الله عقولاً فذة، لتصل إلى فتق أسرار لم تكن في عقول بعض رجال الدين. وتشهد وقائع تاريخية أن علماء أفذاذاً نقلوا العالم من الحركة البسيطة البطيئة إلى عالم العلم الأرحب. ولأن بعض المجتمعات الدينية (بعض معتنقي الديانات الثلاث) حوّلوا الدين إلى سلطة لا يرغبون أن يتفلت من سطوتهم أحد، لذلك تمت محاربة هؤلاء الذين قدروا حق الله حقاً، من خلال مكتشفاتهم، واختراعاتهم، فنقلوا العلوم، ونقلوا ما هو مجرد إلى واقع أصبح الناس يتعاملون مع ذلك المستحيل على…
الأربعاء ١٩ مايو ٢٠٢١
الأستاذ سلمان الأنصاري كان راقياً في حواره مع وزير الخارجية شربل وهبة، ففي حديثه كان يستند على معرفة عميقة بتاريخ طويل جمع بين المملكة ولبنان، والأستاذ سلمان محلل سياسي مستقل (قالها لكي يعرف الوزير أن أقواله هي أقوال العارف وليس قول المستأجر كما يحدث مع معلقي تجار الشنطة)، وكان حريّاً بوزير خارجية أن يكون مؤدباً أو رجلاً دبلوماسياً كحد أدنى، ومن تابع اللقاء تنبه لعجز الوزير شربل عن الرد على حقائق مفردة أوقعت المملكة في أضرار جسيمة مصدرها لبنان كسياسة وكرجال سياسة هناك، ولم يكن إيقاف صادرات الفواكه والخضار هي السبب الرئيس في اختبار مدى اتساع صدر وصبر المملكة لكل إيذاء يصلها من لبنان. وإذا كانت السعودية في سياستها الخارجية عبر الزمن السابق (تبلع) الإيذاء من أجل وحدة العرب، فإنها لم يقدر لها تحمل الإيذاء المتواصل، والسياسة ترتكز على البحث عن المصالح الوطنية، فهل يعيبها الآن أن تبحث عن مصالحها مهما كان القريب أو البعيد؟ وإذا تعكر مزاج معالي الوزير لعجزه عن الرد، كان حريّاً به معرفة صيرورة التاريخ، وأن الزمن انتقل وغير مواقع دول المركز، نعم نحن (البدو) تحولت بلداننا إلى مركز، ومركز عالمي وليس إقليمياً، وهذه حقيقة راهنة، فهل تلفظ الوزير بكلمة (البدو) أو ذكر مقتل جمال خاشقجي هما صد لما سببته لبنان وسياستها من وجع رأس لنا؟…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
منذ زمن طويل، ونحن نحمل التعليم أوزار ما حدث من تلكؤ في مسيرتنا النهضوية، وما تفشى من تشدد، وبعده الإرهاب، واستيطان خطاب الكراهية، وضعف المنتج التعليمي الظاهر على الطلبة، والانتقال من تجربة فاشلة إلى أخرى من غير إحداث نقلة توعوية تؤسس للمستقبل في جوانبها الإنتاجية والعلمية، من خلال العناصر البشرية التي تتدرج في مراحل التعليم وصولا إلى الحصول على الشهادات.. طبعا هذا القول ينطبق على أغلب المنتج التعليمي، وإن كانت هناك نسبة متفوقة، فأنا أعيد ذلك إلى طموح فردي، تقف مِن خلفه الأسرة كداعمة لذلك الفرد. عن إنشاء «وحدة التوعية الفكرية» في جميع إدارات التعليم والجامعات؛ باستهداف تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، والتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال. يجوز لنا التوقف لكي نراجع هذه الحزمة التي أعلن عنها معالي الوزير، وأول وقفة: أن معاليه ابن الوزارة تدرج في عدة مناصب تعليمية إلى أن تقلد منصبه الوزاري، وأثناء تواجده عمليا كانت ملاحظات الكتاب، ورجال المجتمع يشيرون بأصابعهم جميعها إلى أن الخلل في التعليم ذاته، فالمنتج التعليمي أفرز لنا كل (الدواهي) التي أشرت إليها في مقدمة هذا المقال، وكانت حركة الوزارة قائمة على رد فعل المجتمع وليست مبادرة منها لكي تتخلص من كبواتها المتلاحقة، وهذا يعلمه تماما معالي وزير التعليم، ويعلم أن الخطط التي جاءت كرد فعل لم تحقق الهدف من وضعها. والآن،…
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٠
لم يعد بالإمكان «الصراخ» بما فيه الكفاية عما يحدث من استهتار صريح لحي طيبة في جدة. في كل مرة تتجه شكوى أهالي الحي إلى جهة بعينها، فتجد الردود الجاهزة الباردة «يبقى الحال على ما هو عليه»، وفِي أحيان يتبرأ المسؤول بحجة عدم الاختصاص، ليولي الناس وجوههم إلى جهة أخرى. وبعد الصراخ والطرق، لم يعد من جهة نولي وجوهنا إليها سوى الأمير خالد الفيصل، فيا سمو الأمير: منازلنا طفحت بالمياه الارتوازية «العميقة والسطحية» وشوارعنا لم تعد شوارع بل حفرا أصبحت مقابر لسياراتنا وإن لم تلتهمها، فالشقوق العميقة تتسبب في أعطال يومية، ومياه الصرف جرت في عروق الأرض فلم يعد هناك أرض صلبة، والأرض الرخوية أضرت بأساسات البيوت، وكأن هذا لا يكفي، فجيء بالأشياب والوايتات لتواصل تدمير الشوارع، وتخنق الشارع الرئيس الوحيد في الحي، والشكوى من سرعة سائقي الوايتات لا تخص حيا بعينه، أو طريقا بعينه، فهؤلاء مدوا حبل الاستهتار من غير حذر. كما أن المسطحات المائية المنتشرة في حي طيبة حدث ولا حرج، ومع المطر الذي نزل قبل أيام تحول الحي إلى بحيرة لها ألسنة وجيوب. يا سمو الأمير أنت القادر بعد الله على إنقاذنا من خلال توجيهكم الكريم لوزارة النقل، والأمانة، وشركة المياه الوطنية. فنحن تعبنا من الصراخ وهم تعبوا من الرد علينا «ليبقَ الحال على ما هو عليه».. ومع…
الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠
استكمالا لدور الصديقين خالد مدخلي والدكتور حمود أبوطالب، في تناول ملف البطالة بالرغم من مرور الإعلاميين عليه وفتحه بفضول، ففي الواقع نجد أشخاصا مؤهلين بالشهادات وهم رقود في منازل ذويهم بانتظار فرص العمل. منذ سنوات طويلة تم رفع شعار سعودة الوظائف، وهو شعار يفترض تسكين الوظائف وفق المؤهلات، وليس وفق الإحلال في المهن المتوسطة التي من المفترض أنها لمن لم يتم تأهيله. والحادث في سوق العمل اختراع الحيل من أجل إظهار أن القطاع الخاص ينفذ قرارات الدولة، وهذا التحايل له صور عدة، وبقاء هذا التنصل سيبقي البطالة في مواقعها إن لم ترتفع مع مرور الزمن. باختصار شديد، هناك شباب ينتظرون، وحقيقة يشعر بها أولياء أمورهم. ولو قلنا إن الشاب بلغ الثلاثين من العمر وما زال منتظرا فرصة عمل بعد أن اجتاز تعليمه، ولَم يعد لديه سوى الانتظار. أعتقد أن على المعنيين الإجابة على سؤال: أين الخلل؟ المصدر: عكاظ
الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٠
نشرت جريدة «عكاظ» خبراً على هيئة سؤال: - هل يمكن إحياء الإنسان بعد موته؟ هذا السؤال ليس جديداً، فمنذ أمد بعيد والإنسان يبحث عن وسيلة ما؛ لكي يعود للحياة أو بمعنى أدق الوصول إلى الخلود، وهو السر الذي كان محل بحث عن إمكانية تحقيق ذلك، وأعتقد أن فكرة الخلود جاءت من الأسطورة التي صاغها الإنسان الأول حين كانت الآلهة الخالدة، ولكي يمتلك الإنسان تلك الديمومة حدث التزاوج بين البشر وتلك الآلهة (المتخيلة) فعرفت بعض الشخصيات الأسطورية الساعية للخلود أمثال اخيل أو شمشون (وعشرات من أمثالهم).. ومع تقدم الزمن تم البحث عن سر الخلود من خلال الجن والسحر، كان ذلك في العهد الأول الذي لم يكن هناك معرفة علمية تمكن الإنسان من الدخول إلى أسرار الكون لتحقيق الخلود.. حتى إذا ظهر عصر الكيمياء تمسك الناس بعلمائها، فاشتهر مصطلح (إكسير الحياة) وكان ضمن الاتهامات التي يواجه بها علماء الكيمياء أثناء المحاكمة قبل أن يتم تطبيق حد القتل بمن اشتغل بذلك العلم، واتهم أنه ساعٍ لتحضير ذلك (الإكسير). في هذا الزمن، زمن العلم الذي شب عن الطوق بأدوات معرفية عديدة ظل حلم الخلود هاجساً لدى الكثيرين، ومن الشخصيات الباحثة عن البقاء داخل الزمن ريثما يتم تصنيع ذلك الإكسير شخصيات دفعت أموالاً كثيرة؛ لكي تبقى جثامينها مجمدة حتى إذا توصل العلم إلى وسيلة استعادة…
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩
مات المفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور.. في فترة وجيزة سبقه المترجم صالح علماني وبين الشخصيتين كنت أتحرك على المستوى الإبداعي والفكري، نعم هناك عشرات الشخصيات التي نتابع أنشطتها، ومن خلال آرائها تنمو بناء وتقويضاً، ولأن الإنسان كائن متطور تجد جهوده تسهم بفتح نوافذ من نور، فتهتدي وتغير قناعات كنا نسير عليها حذو القذة بالقذة حتى إذا ظهرت تلك الأفكارالجديدة تجعل الحياة حرثاً جديداً تدفعك لأن تقلب تربة عقلك لتبدأ من جديد في بناء قناعاتك. الدكتور محمد شحرور -رحمه الله- من تلك الشخصيات التي حرثت تربة المقولات والأحكام الفقهية عبر مئات السنوات لتقدم فكراً اقترب كثيراً من تحرير العقل الجامد، ووسع دائرة مفهوم الإسلام، وحرر العقل من الثبات عند أحكام سابقة، وأدخلنا إلى قراءة القرآن بعقلية متحفزة تفكك النص لتمنحه البعد الإنساني، وخلال مسيرته الكتابية ظل ملتزماً بتفنيد الآراء التقدمية في النص القرآني، وإزاء هذا وجد المعترضين عليه في تزايد إلا أن قلة قليلة - وتحديداً من مصر- ناظروه فكانت الحجة لديه قوية بينما ظل البعض - سقيمي المعرفة- يراوحون بالتهم والشتائم. إن الإرث الفكري للدكتور محمد شحرور سيظل منارة من أجل البناء عليه وفتح الأبواب للعقل الإسلامي للتحرر من الانغلاق الذي ظل قابعاً فيه لدهور سابقة. ولأن للرجل عمقاً معرفياً استخدمه للخروج بأفكار جديدة لم نألفها ستظل تتردد، وليس بعيداً…
الأربعاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٩
نستطيع القول أن الأمير محمد بن سلمان أحدث نقلة مهولة لوطنه، وسن طريقاً تصاعدياً لما يحلم به المواطنون لرفعة وطنهم. والأمير محمد ليس قائداً للشباب فحسب، بل هو مهندس رؤية لوطن يزخر بكل تفاصيل الحياة، وراعٍ لجميع الأحلام الساكنة في مخيلة كل مواطن، وعلينا أن نؤسس هذا من غير تضييق معنى القيادة.. وإذا كانت قراراته المتوالية استطاعت تجديد روح الوطن وتفعيلها لأن تكون تلك القرارات باحثة عن مستقبل أكثر حيوية وفتوة فإن هذا لا يعني بتاتاً أن القيادة الشابة غافلة عن أصحاب الخبرة من المواطنين وفق كل تخصص، فحياة المجتمعات قائمة على حيوية الشباب المستندة على خبرات وعمق تجارب كل فرد من أفراد المجتمع. والقائد يقف خلفه الشيخ الكبير والشاب الفتي والمرأة العجوز والفتاة الصغيرة والطفل، يقف خلفه كل فرد من أبناء الوطن؛ لذا لا يمكن للوسائل الإعلامية تضييق ما اتسع. أقول هذا من خلال ما ألحظ من وسائل الإعلام من ترسيخ مفهوم يقلل من اتساع معاني الرؤية، فالقرارات التي تم اتخاذها ليست قرارات مستهدفة فئة عمرية محددة، بل هي قرارات شاملة لكل الاحتياجات الوطنية ولكل مواطن. وحين تعلق وسائل الإعلام العالمية على أن الشاب الأمير محمد بن سلمان أحدث تغيرات عديدة لوطنه فإن تلك الوسائل لا تقول أحدث تغيرات على فئة معينة وتحصر كل المنجزات في فئة عمرية محددة…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩
أقدمت العصابة الحوثية على ارتكاب جريمة حرب كونها تستهدف الأماكن المدنية، واستهداف مطار أبها تأكيد لمواصلة إيران العبث بالمنطقة من جهات عدة. وخروج المتحدث الرسمي لعصابة الحوثيين متبجحاً أن 300 هدف سيتم استهدافها من خلال الصواريخ والطيارات المسيرة بلا غطاء أخلاقي عسكري ومن غير التزام بأي قاعدة من قواعد القانون الدولي، إن هذا التصريح لهو تأكيد على التبجح والسعى إلى قيام حرب الأرض المحروقة، فهي عصابة تسعى لإحداث ذلك لأنه ليس لديها ما تخسره، بينما السعودية لا تزال ملتزمة بمشروعية مساندة الحكومة والشرعية والمحافظة على الدولة اليمنية بجميع معطياتها وبسبب هذا الالتزام لم تقم بحرب شاملة، وهذا ما أعطى الحوثيين استمرارية في البقاء. لا شك أن المواجهة دخلت إلى منطقة جديدة خطرة عندما تم استخدام الصواريخ لضرب الأماكن المدنية، والدخول إلى هذه المنطقة يقف عند شارة تشير إلى أن إيران تبعث رسائل من ضمنها أنها متواجدة بتزويد الحوثيين بالأسلحة والطاقة البشرية القادرة على التدريب وتفعيل الحرب في الاتجاه الذي يخدم مصلحتها.. ويلحظ أنه كلما هدأ الوضع في منطقة الخليج كلما أظهرت إيران إصرارها في العبث. إن استهداف مطار أبها من قبل العصابة الحوثية لم يكن تسجيل حدوثه ممكنا لولا الإمدادات العسكرية والبشرية الإيرانية.. ولأن الحوثيين ذراع متقدمة فهي لم تكن فعلتها تمثل سوى رفع الصوت الإيراني بأنها متواجدة وأنها قادرة…
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٩
كُتب إهداء رواية نباح في جملة قصيرة: - إلى أوغاد العالم لعنة كبيرة. كانت الرواية تتحدث عن رائحة الحرب، وكيف لتلك الرائحة أن تسمم الجو، وتجعل الموت أقرب من حبل الوريد، وإذ تباعد الموت فثمة موت انتزاعك من وطنك لتكون لاجئاً مكسوراً موزع المشاعر وباحثاً عن الأمان، ويعز على المرء كل شيء حتى لحاف يستر الجسد يعز وجوده. إن استبداد رجل السياسة قاهر، ولو نقبنا في كل آلام شعوب العالم سنجدها تخرج من جحر سياسي كَمَنَ كأفعى في بياتها الشتوي حتى إذا خرجت كانت حيّة تسعى تلدغ وتحيل كل من حولها إلى قتلى أو مسممين. والعصر الحديث ترك لنا لوحتين عظيمتين تجسدان ويلات الحروب، وتوعز للبشرية الكف عن تدمير حياة البلدان والناس، كانت لوحتا الحربين العالميتين كفيلتين بأن يقف منتجو السلاح عن تزويد الدول المستبدة أو الباحثة عن حرب وإشعال الحرائق في تلك البلدان. إن الساسة يعبثون بحياة الناس، ولا دم ينهي عبثهم، ولا تشريد يدمي قلوبهم، تحدث كل المآسي وينكوي بها الناس الذين لا حول لهم ولا قوة. ومنذ أن عرف العالم الحدود السياسية نشرت الحروب ملابسها القذرة على حبال الحدود، تلك الحبال التي تحولت إلى مشانق تعيق فرصة النجاة من ويلات الحروب، فظلت جروح الهاربين من استبداد نظام بلدانهم ناراً، والهجرة إلى بلدان الله أكثر عذاباً. وفي العالم…