الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣
زادت نسبة ضخ الكراهية بين المجتمعات الإسلامية من خلال تغذية الفوارق المذهبية في محاولة لتغييب مفاهيم التعايش المجتمعي للمحيط الجغرافي الواحد مع تغيب تنوعاته واحتياجاته التي يرغب أصحابه تحقيقها في ظل القانون المساوي بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، بناء على المواطنة، وليس بناء على المذهبية أو العرقية أو الانتماءات الفكرية، ولهذا اتسعت الفرقة، كون الفرقاء يتجاذبون الأفراد ويجيشونهم لتحقيق هدف المذهب أو الفئة أو الجماعة.وفي ظل غمة هذه الكراهية، غدا كل رأي مستنير ينبذ المذهبية أو الطائفية أو الانتماءات الضيقة رأيا محاربا يتم تشويه صاحبه تشويها مزريا، فلا يلتفت إلى ما يقول، وهي السياسة التي اتبعها مثيرو الكراهية لكي يغلقوا الأبواب على الآراء المستنيرة، من خلال تحريض أنصارهم بالكف عن متابعة كتابات أو مقولات أو آراء فلان أو علان، وفي هذه التوصية تم حجب أنصارهم من الاطلاع والتفقه بما هو حادث، وليس بما هو محفوظ في ذهنية الأتباع من إيمان جازم بأن المخالف لهم هو الأوجب بالمحاربة والقطيعة. وفي موجات الكراهية هذه كان الدين وسيلة الجذب، فكل فئة تستخدم آيات القرآن والأحاديث النبوية بما يعزز وجودها ويظهر الآخر بأنه الضال المظل، ومع مرور الزمن وتكشف الأهداف السياسية لكل فئة، وما كان يحمله أصحابها من تجاوزات أو أخطاء يقوم الطرف المناوئ والمخالف بتضخيم تلك الأخطاء وإظهارها للآخرين أنها منتمية للدين،…
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٣
مع نهاية الأسبوع تنتهي المهلة المسموحة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل المعمول بها في المملكة. ومع انتهاء المهلة، ما زالت أعداد كبيرة لم يتم تصحيح أوضاعهم لأسباب عديدة قد يكون أهمها قصر المدة مقارنة بالأعداد المهولة وبتنوع مشاكلها، ويصاحب انتهاء الموعد المحدد للتصحيح تأكيدات جازمة بغياب فكرة تمديد الوقت حتى الآن، وأن حملة وزارة العمل وإدارة الجوازات سوف تبدأ في تطبيق إجراءاتها من بداية الأسبوع المقبل. وإذا كانت مهلة التصحيح جاءت من أجل حل مشكلة معقدة ظلت تتنامى خلال عقود من الزمن، فمن الضروري تحت هذا الوضع إعطاء الوقت الكافي لتصويب الأخطاء الحادثة، وإلا فإن المشكلة ستظل قائمة. فعدم اكتمال التصحيح سيبقي على عشوائية سوق العمل، ولن يساعد على توفير فرص وظيفية لطالبي العمل من السعوديين، خصوصا أنه ليس لدينا طبقة عمالية، ما يعني حاجتنا الملحة لهذه العمالة (بتنوعاتها)، ولو تم هذا القرار مع وجود نواة للعمالة الوطنية لكان ممهدا لإحلالها والبناء عليها، ومع غياب العمالة الوطنية التام يصبح من البديهي استكمال عملية التصحيح، وإلا فنحن لم نقم بشيء يذكر، بل ساهمنا في ارتفاع أجور الأيدي العاملة وشحها، ما يسهم في مضاعفة تعثر وتأخر كثير من المشاريع التنموية القائمة على أرض الواقع، وهذا ما سوف نشعر به مع بداية حملة الترحيل. وهي حملات مكلفة اقتصاديا على الدولة، ولم…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
أدوات التواصل الحديثة تشعرك بارتجاج عنيف، إذ ليس هناك شيء مستقر في مكانه. في كل دقيقة وأنت في حال، فتقلبات الأحداث تجعل من جريانها أداة تحريك مستمر، ولأن الواقع السياسي يغلي في بقاع مختلفة من عالمنا العربي، وهو واقع استخدم فيه الدين من جميع الأطراف بحثا عن التأيد والاستقطاب، وحول هذا الوضع انقسم الناس بين مؤيد ورافض لذلك الواقع، وتفلتت أعصاب المختلفين، مستخدمين لغة حادة في التراشق لا تتناسب مع الحجج الدينية المرسلة من الأطراف المتجادلة، وغدا الجميع إما مدافعا أو مهاجما مسخرا كل الإرث الديني لاظهار صدق دعواه في ذلك الاختصام الحاد. ولأن واقعنا سريالي، كان لا بد من ظهور نماذج سريالية مصاحبة له تتناسب مع الوضع القائم. فمع انطلاق الدعوة للجهاد في سوريا من قبل مجموعة من المشايخ (والتي أسقطت شرط أن يكون إعلان النفير من قبل الحاكم) تسابقت الأصوات المؤيدة في إشعال جذوة الحماسة في روح الشباب من غير أن يكون للداعين تواجد على أرض المعركة!! ومع تطاير غبار الكلمات باسم الدين ظهر المهدي المنتظر ليخلصنا من واقعنا المر... هكذا. إذ بدأت تصل روابط لموقع إلكتروني يعلن فيها المهدي المنتظر عن ظهوره والمطالبة ببيعته، مبينا موقفه من الدعوة للجهاد في سوريا. والمهدي المنتظر هذا أغفل العلامات الكبرى التي تسبق ظهوره ضاربا بها عرض الحائط، ولم يكترث بأن…
الثلاثاء ٠٤ يونيو ٢٠١٣
في حادثة يعتبرها البعض عابرة، أنقذ رجل من الدفاع المدني فتاة من الانتحار، حين عزمت على قذف نفسها من على مبنى جمعية الملك خالد الخيرية بتبوك بسبب زعمها سوء المعاملة التي تلقاها داخل الدار. وقد تعب الإعلام والكتاب من الكتابة حول أهمية التنبه لدور الرعاية والسجون والمستشفيات كون أي مكان مغلق تجري فيه جميع أنواع المعاملات غير المقبولة إنسانيا. والموضوع الذي أود الحديث عنه اليوم هو الإقدام على الانتحار، فبين فترة وأخرى تظهر أخبار عن انتحار أشخاص بطرق مختلفة ويتبع ذلك الخبر تأكيد بأن المنتحر مريض نفسيا ولا أعرف لماذا هذا الاتباع. ولو أردنا الوقوف مع مثل هذا التعليل فإنه يقودنا أولا إلى التبرؤ من أن نكون نحن «كمجتمع» مسؤول مسؤولية مباشرة «أو غير مباشرة» عن ذلك الانتحار، وأن السبب مرض أدى بذلك الفرد إلى الإقدام بإنهاء حياته، وأرى أن هذا التبرؤ المبطن إدانة مبطنة أيضا لكل المجتمع، فإيراد كلمة مريض نفسيا هي الطوق الذي نقفز إليه متخفين من ذنب المنتحر ومحاولة للهروب من تبعات ما أحدثه ذلك الفرد، فحين نصم أي فعل لا نرتضيه يقوم به شخص ما ونصمه بأنه مريض نفسانيا هو عذر واه، إذا علمنا أننا جميعا مرضى نفسانيون بدرجات متفاوتة لا تظهر عند بعضنا وتصل عند البعض إلى مرحلة التهور بإزهاق الروح وليس هناك مريض نفسانيا…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
كثيرة هي المرويات التي راجت بين الناس بينما حدوثها فيه شك، إذ لا تتسق الحادثة مع من نسبت إليه، ومنها قصة الزبير بن العوام ــ رضى الله عنه (أحد المبشرين بالجنة)، فقد روى عن ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر كانت تخرج حتى عوتب في ذلك، فعتب عليها وعلى ضرتها (يقال إنها عاتكة بنت زيد)، فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا، وكانت الضرة أحسن اتقاء، وكانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر؛ فشكت إلى أبيها أبي بكر ــ رضي الله عنه ــ فقال لها: أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح، ولعله أن يكون زوجك في الجنة. وهي رواية غريبة ومتحاملة على نماذج رائعة في تاريخنا الإسلامي، وتختل هذه الرواية (في مصداقيتها) لأن مالك ابن أنس لم يدرك أسماء بنت أبي بكر، ولأن الرواية لم تذكر ممن أخذ مالك هذه الحكاية، ولهذا فهي حكاية ساقطة ولا يعتد بها، لكن الجهل بقيم الإسلام العظيم يجعل من مثل هذه الحكايات بابا واسعا للرجل لأن يضرب زوجته بحجة أن الصحابة فعلوا ذلك، والعقل يقول حتى وإن فعل أحدهم ذلك ففعله خاص به وليس تشريعا ربانيا يقتدي به. هذه التوطئة كانت مهمة لدحض تغريدة (غير مسؤولة) غرد بها أحدهم من أن الزبير بن العوام (منع زوجته من المساجد…
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣
يبدو أن مدننا سوف تتخصص في الأمراض. فجل الأخبار التي تأتي عن مرض الضنك ووفياته منحصرة في مدينة جدة -كما تنقلها إلينا الأخبار- وأن الإصابة بفيروس مرض كورونا متمركز في محافظة الأحساء. وكلا المرضين يحملان نسبة مرتفعة من الوفيات، إذ أن معدل الإصابة بمرض حمى الضنك بلغت 150 حالة في الأسبوع الواحد ينتج عنها وفاة أربع حالات أسبوعيا. بينما جاءت إحصائية مرضى المصابين بفيروس كورونا منذ شهر شوال إلى الآن 24 حالة، توفي منهم 15 حالة. ومنذ أن تم تناقل خبر ارتفاع نسب الوفيات في المرضين.. والمواطنون يعيشون في هرج ومرج وإن كان مرض حمى الضنك معروفا كتشخيص ووسائل علاج فإن فيروس كورونا جاء غامضا ومرعبا. وقد صاحب الإعلان عنه ذعر وبحث عن ماهية هذا الفيروس الجديد إلا أن كل المعلومات تشير إلى أنه فيروس غامض لايعرف عنه شيئا ولايعرف كيف يتم انتقاله ولايوجد له تطعيم وقائي أو مضاد حيوي.. وهذا يقتضي على وزارة الصحة أن توافي المواطنين بكل المستجدات التي تصلها كونها تجري اتصالاتها بالمراكز العالمية وبمنظمة الصحة العالمية.. أي أننا بحاجة إلى تواصل وأخبار مستحدثة في كل ساعة من خلال موقع وزارة الصحة فيما يجب أن يفعله المواطن حيال هذا الفيروس الغامض. وإن أردت العودة إلى بداية المقال أجدني استرجع الأمكنة وأثرها على الفرد في نقل الأمراض، فمثلا…
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣
يقال: أهل مكة أدرى بشعابها. وهذا المثل القديم كان معنيا بمعرفة جغرافية مدينة مكة ذات الجبال والشعاب المتداخلة، والتي تفضي منحنياتها إلى أحياء وأزقة وبرحات وأسواق ومواقع، كان هذا فيما مضى من سالف العصر والأزمان، أما الآن فكثير من تضاريس مكة أزيلت، وغدا أهل مكة يبحثون عن منازل يسكنونها، وليسوا في حاجة لذلك المثل العريق. وقد سبق أن كتبت عن نزع ملكيات عقارية في مكة المكرمة استهدف جزءا من منطقة الفلق وجبل قرن، وهي عقارات تم إزالتها وقابل نزعها تأخر في تعويض أصحاب العقارات، وقلت ــ حينها ــ إن تأخر التعويضات أمر غير مستساغ البتة، حيث أن أي جهة أو منطقة يتم اختيار نزع ملكيتها للصالح العام تكون ميزانية التعويض جاهزة، وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي، فلماذا يتم حجب التعويض لشهور أو لسنوات؟ فالمواطن الذي وجد عقاره ضمن الإزالة من حقه ــ شرعا وقانونا ــ أن يعوض في الحال. إذا، لماذا يحدث تباطؤ شديد في تسليم المواطنين حقوقهم من التعويضات، وهل هم بحاجة للصراخ كي تنبه أصواتهم جهات أخرى لوجود مماطلة أو إهمال أو فساد؟ ولا أعرف إلى أين ذهب استفساري واستفسار أصحاب العقارات المنزوعة في وجوب سرعة التعويض، كون الشخص الذي نزعت ملكية عقاره لن يكون قادرا على الشراء أو الاستئجار داخل مكة لارتفاع الأسعار، فكيف به وهو…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
ما ذكره الدكتور حسن البار من إحصائية عن مرض الضنك، وما أحدثه هذا المرض في مدينة جدة ــ وخلال أسبوع واحد ــ يجعلنا في حالة ذعر حقيقي، إذ كانت حصيلة هذا المرض أربع وفيات خلال الأسبوع الماضي. ويقول الدكتور البار أن معدل حالات الإصابة بالمرض بلغ 150 حالة أسبوعيا، وهو معدل خطير يفترض أن لا ينام أي مسؤول بجدة قبل أن يقف على الإجراءات الحقيقية لإيقاف تنامي وتصاعد معدلات هذا المرض. وهذا المرض طاب له المقام في مدينة جدة منذ سنوات مضت، إذ وجد من التقاعس والإهمال في مواجهته، ما يجعله يضرب بأطنابه ويحل مقيما بيننا. فهل تذكرون المليار ريال التي دفعت من خارج ميزانية أمانة جدة من أجل محاربة هذا المرض؟ هي مليار ريال ذهبت في الملصقات ومصاريف ليس لها معنى، وتبخرت في الهواء، بينما بقي المرض يجوس كل أركان جدة! ولم يبق من تلك الملصقات التي صرف في طباعتها مليار ريال شيء يبقي الإرشادات حاضرة في أذهان الناس لتوعيتهم بمخاطر هذا المرض وطرق الوقاية منه، وفي ظل عدم التوعية وتكاثر المستنقعات وغياب محاربة ومحاصرة انتشار المرض ثمة موتى يقعون أسبوعيا ولا أحد من المسؤولين يسمع ويلبي الاستغاثة! والمهم الآن أن سكان جدة يواجهون هذه الحمى ويسمعون عن المصابين والوفيات، بينما أمانة جدة تتحلى بالدم البارد حيال تزايد نسب…
السبت ٢٧ أبريل ٢٠١٣
اليوم، ومنذ ساعات الصباح الأولى، تنطلق أول محاكمة في تهمة جنائية (يصنفها النظام في خانة الجريمة الإلكترونية)، وهي القضية التي رفعها القاضي عيسى الغيث ضد الدكتور محمد العريفي، كونه قام بإعادة نشر قصيدة مسيئة للقاضي الغيث من خلال التويتر، فما كان من الأخير إلا أن غرد بتغريدة وجهت للدكتور العريفي بأن يعتذر خلال 24 ساعة، وعندما مضت مهلة الزمن المضروب للاعتذار تقدم القاضي الغيث برفع دعواه. وهي قضية تحزب حولها المساندون والمعاضدون، وذهب كل فريق مذهبا في الدفاع والنقض، ولم تخل المرافعات بين الأنصار من الشتائم والتهم، وهو الأمر العجيب، إذ يؤشر أننا نمتلك شهوة الإيذاء من غير تدبر. وخلال الأسبوعين اللذين سبقا موعد المحاكمة قيل الكثير، إلا أن نقطة غياب الوعي القانوني غاب عن تلك الحوارات، وغاب معها احترام حقوق الآخرين في الذود عن سمعتهم بأي طريقة نظامية تردع من يتجرأ على هتك تلك الحقوق، إذ نلحظ تفلت الكثيرين من أداب الحوار والقفز إلى الاتهامات الصريحة والمبطنة من غير خشية، إذ لم يردع هؤلاء الشتامين والمشوهين خلقا أو دينا، فغدت وسائل التواصل سوقا مفتوحة للشتم والقذف، وكأن من حق من يمتلك لسانا أن يدليه في أعراض وسير البشر. وللأسف، فإن خصلة قذف الآخرين تغذينا بها من الشارع، ومن المدرسة، ومن البيت، فلم يعد أحد في مأمن من تهمة أو…
الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣
لو وقف شخص على خارطتنا الجغرافية وعرف المساحة الإجمالية (مليوني كيلو متر مربع) وعدد السكان والدخل الوطني، فلن يصدق بتاتا أن البلد يعيش أزمة سكن. طبعا، لن يصدق بناء على معطيات المكان، ولن يصدق عندما يعلم ــ أيضا ــ المبالغ المهولة (المهولة جدا جدا) التي أنفقت من أجل توفير السكن للمواطن (فهي مبالغ تنشئ مساكن تفيض عن حاجة السكان أضعاف مضاعفة)، إلا أن الهدر وسوء التخطيط والتلاعب بدد كل المبالغ التي صرفت على هذا الاحتياج الملح. وأزمة الإسكان بدأت تطل برأسها من زمن ليس بالقصير، ثم أخذت تضغط خلال السنوات الأخيرة كوضع اجتماعي واقتصادي يقلق معظم المواطنين، حتى انتقل ذلك القلق إلى الدولة، إذ أخذت الإحصائيات تفضح حال الواقع بإعلان أن 80% لا يمتلكون مسكنا. ظهرت هذه الإحصائية بعد كل المشاريع الإسكانية التي قامت بها الدولة، ومع وجود منح الأراضي وقرض صندوق التنمية، ما يعني أن كل تلك المشاريع لم توزع التوزيع الصائب أو أنها لم تكن على دراية بالنمو السكاني، ولهذا توالت القرارات لتعديل مسار الإسكان، وكان قرار إنشاء وزارة للإسكان، وقد اقتصرت مهمتها الأساسية في توفير السكن للمواطن.. إلا أن هذه الوزارة وقفت عاجزة تماما ومعلنة من خلال أكبر مسؤوليها أنها لن تستطيع تنفيذ مهمتها بسبب ندرة الأراضي، وهو سبب ضاعف حيرة ودهشة من يريد أن يفهم. وكان…
الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣
هناك معضلات حياتية تواجهنا ولا تتحرك للأمام مهما طال الزمان وكثرت الأعذار، ويمكن للكاتب نشر مقالة كتبها قبل أربع سنوات عن نفس المشكلة التي ترزح في مكانها من غير حلول تذكر. ويمكن لأي قارئ أن يتذكر مشاكله التي لم تحل بالرغم من مضي الوقت والوعود التي سفكت من أجل حل تلك المشاكل، ومعظمنا يجد في البحث عن واسطة تريح بحثه الدائم عن حلول لاحتياجاته أو طلباته.. وجل المعاملات تسير سير السلحفاة، بينما الجهة المعنية لا تقدر ذهاب وإياب المواطن و(عطلته) وحرقة دمه لكي تحل مشكلته. وهناك مشاكل جماعية تصيب الأفراد والمدن، وقد يكون أهمها شح المياه.. هذه المشكلة التي تتكرر دوما من غير أن نجد لها حلا، ولم نجد من شركة المياه الوطنية جوابا حول هذه المعضلة المتكررة، فهي لم تعطنا سببا واضحا عن شح المياه ــ هذه الأيام ــ في مدينة جدة (ويقال إن مدنا أخرى تعاني من نفس المشكلة).. ويبدو أن معاناة أهالي جدة في الحصول على الماء لن تنقطع، وسوف تصبح عادة الركض خلف الوايتات من سمات أهل جدة. حتى يقال: إذا رأيت رجلا يركض خلف وايت فاعلم أنه من سكان جدة! وكل ما نسمعه حول هذا الشح أقاويل يتم التحجج بها، وهي الأقاويل التي تخرج علينا في كل حين، فمرة يقال إن سبب شح المياه يعود…
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣
ما زال النظام غافلا عما يحدث في عالم العقار، وغفلته تلك تخلق أضرارا اجتماعية خطرة، ولأن العقار هو المنفذ الاستثماري لبلوغ الثراء السريع، فهو ساحة طحن لمصارعين أشداء يتصارعون من غير حكم ساحة. يحدث هذا في مستويات مختلفة، والذي يعني جل الناس هو استئجار منزل للسكنى، وهذا هو ما يعنينا في هذه المقالة كعادة متكررة لما يجده المواطن من ارتفاع فاحش في الإيجارات. ففي فترة سابقة، كنا نقف مع الملاك إزاء ما يحدث لهم من قبل المستأجرين من مماطلة وعدم تسديد الإيجارات وضياع وقت وحقوق الملاك، وهم يترددون على جهات مختلفة لكي يحصلوا على حقوقهم، ويبدو أن ذلك الإلحاح الإعلامي نتج عنه قرارات تنظيمية أدت إلى إطلاق يد المالك وإغفال حقوق المستأجر، أدى ذلك إلى تعسف الملاك في استخدام الحق.. والآن تنتقل الشكوى من خانة المالك إلى خانة المستأجر.. ومن يتابع سوق العقار «في جانب المؤجر والمستأجر»، سيلحظ المغالاة الجنونية في ارتفاع أسعار إيجار الشقق السكنية، بحيث قفزت إلى أسعار لا تتناسب مع دخول المستأجرين في الغالب، حيث وصلت إلى الأربعين والخمسين ألفا في شمال جدة ــ على سبيل المثال، وهذا الارتفاع المجنون شمل بقية الأحياء الأخرى التي يسكنها ذوو الدخول البسيطة، لتقفز الإيجارات هناك إلى 25 ألفا كحد أدنى، ما أدى إلى إرهاق ميزانية تلك الأسر.. هذا ما يحدث،…