الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣
عندما تنظر إلى وجوه الأطفال، وقد تمشت ابتسامة الفرح الهوينى، وطوت أيامك بحرير لفك وضمك، واحتضن كل ما مر بك من كبوات وحسرات وفجوات، وحتى الانهيارات الأرضية التي حفرت في قلبك آثار دمار وخراب، تتلاشى وتتعافى أنت من ألم الضلوع، وأوجاع ما تحت القفص الصدري. لأن الأطفال مجسات عافية، في ابتساماتهم تخفق أجنحة التفاؤل، وترفرف أوراق الربيع من جديد، وكأنك تولد من بدء، وفي الولادة ميلاد أمنيات وآمال، في الولادة تنمو أعشاب القلب من جديد وتتفرع، وتملأ الدنيا أغنيات ترقص لها النجوم، وتردد الغيمة لحن الفرح. في هذه الأيام، ونحن نطل على نافذة الفرح العظيم، وبهجة الأفئدة، والإمارات تلامس عيدها الوطني المجيد، وهي تدلف غرفة عام 2024 بجرأة النوابغ، وشجاعة المبدعين الذين يحولون الأوطان إلى قصائد شعر موزونة ببحور التألق، مقفاة بأحلام عشاق الجمال، وكل من في قلبه وردة تطالع النجوم، فتغزل شالها من أهداب الحرير، وتخيط معطفها من شعاع الأنوار المبهرة، والتي تشق المدى بأقلام من فضة البريق على وجوه صغار فتحوا أعينهم على ميلاد فرح بحجم التضاريس التي تضم وجدان كل إنسان يعيش على هذه الأرض، أرض الإمارات، وترابها السخي يزخر بأعلام لونت الحياة ببهجة الفوز بصباحات تداخلت فيها أجنحة الطير، وأعلام الوطن، جميعها تهتف باسم الإمارات، وتدوزن أغنيات الأمل، عبر حناجر غضة تصدح في الصباحات، وترفع النشيد…
الأحد ١٢ نوفمبر ٢٠٢٣
«مدينتا نظيفة» عنوان طرحته بلدية أبوظبي ممثلة بفرعها بلدية مصفح، وهو العنوان الذي يثير في النفس الشجون، حيث للأخضر مع الإنسان عبر التاريخ علاقة موسومة بالفرح، مرسومة على صفحات الوجدان بورق من لحاء المشاعر المرهفة، وحبر من جداول النبوع المترعة بالعذوبة. مدينتنا نظيفة، عنوان يأتي من أقاصي وجدان الشجرة، ومن عميق تراب الأرض ومن روح الإنسان الذي عشق الشجرة، فأهداها من عرقه ماء الحياة، وعلمها كيف ترفع الأغصان، وكيف ترتب الثمرات، وكيف تعانق الغيمة. الإنسان عاشق الشجرة، تلاحم مع الطبيعة وانسجم مع مخلوقات الله، لإيمانه بأن الوجود واحد، وحماية هذه الكائنات، هي درء الخطر عن نفسه، وتسوير حياضه، بحزام أخضر، يغذي روحه، ويمنحه نعومة الحياة، ونعيمها. عندما نعلم أبناءنا كيف يمسكون بطرف الجذور، ويضعونها في أديم الأرض، ويسقونها بالماء الزلال، فنحن ندربهم على عناق الحياة بلطف، نعلمهم على حب الجمال، والجمال هو دين الحكماء، الجمال هو قصيدة النابغين، الجمال هو مملكة النابهين، الجمال هو الطريق إلى نبذ الكراهية لأن ما يكمن في لون الأخضر، هو ما تسفر عنه النفس المطمئنة، من حنان، وتبيان لعلاقة سليمة تجمع بين جميع المخلوقات، على أرض هي بيتنا جميعاً، وسماؤها سقفنا، وغيمتها سقفنا، وأشجارها حراس وجودنا، وأصل الكلمة الأولى، عندما زرع الإنسان القمحة، وظل يرعاها، ويهتم بسقياها، حتى أصبح العالم مزرعة كبرى، الناس أنهارها، والأشجار…
الأربعاء ١١ أكتوبر ٢٠٢٣
الآن وبعد ثورة التكنولوجيا العارمة، طفت على السطح الإبداعي فقاعات ما يطلق عليه الأدب الرقمي، هذا الغث صار حرفة من لا حرفة له، وأصبح كل مدع يلهج باسم الأدب، وانتشرت مواقع إلكترونية تخوض الغبار، وتقفز على السطح وكأنها الطفح الجلدي، ويمارس أربابها لعبة الفن الهابط بخيلاء وتمرد على الحقيقة، وتمريغ وجه الأدب في غبار أشبه برفسات الجياد الجامحة وغير المروضة، كل ذلك يحدث تحت ذرائع وحجج واهية، تبدو في الحياة كأنها الفراس المهزومة، وخرفان تنطع الغيمة. اليوم أصبح الأدب في مأزق المتزحلقين على رمال متحركة، أصبح الأدب في أزمة مشوبة بهواجس من جعلوا الأدب مطايا عمياء تذهب بملكات الإبداع إلى مزالق خطرة، ومفعمة بسموم الذين لا يعبأون بمصير الإرث الأدبي الذي أسس بنيانه عمالقة الأدب، وجهابذة اللغة الأم. اليوم أصبحت مسؤولية الجهات الثقافية جسيمة، والالتزام الأخلاقي يفرض على هذه الدور النهوض بأدوار وطنية حماية للغة، ودرءاً لخطر الاقتحامات العشوائية، والتي لا تحرم المحرم، ولا تبريء الجسد الأدبي من خفقات ربما لا يعي أصحابها ماذا تجني عقولهم، وماذا ستؤدي إليه قفزاتهم الحمقى. عندما نقرأ نصاً يقال إنه نص أدبي، تتجلى أمامنا خطة مدروسة لهدم البيت الأدبي، وتهشيم عظام اللغة، وتحويلها إلى ركام تنبعث منه رائحة نتنة، وكأنها تصدر عن جثث متعفنة، انسلخ فيها الجلد عن الجسد. عندما نقرأ مثل هذه -…
السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣
شكراً لهن، شكراً لكفوفهن التي ترسم السعادة على صرح الوطن، شكراً لهن على الصمود على مدى الزمن، يخطبن ود الحياة، ويحطبن في صحراء معشوشبة بالحب، وأحلى الشجن. اليوم والوطن يرفع راية البيض الصقال القواطع، ويحمي منجزاته، بصون الإنسان، وصيت البيان، اليوم نرى المرأة تتقدم الصفوف بثبات وثقة، لا هوينا بالسير نحو غايات الوطن، بل للخطوات رنين ساعة الفرح، للخطوات رائحة الحناء لحظة الفوز بحب أغلى ما نملك. اليوم المرأة في الوطن، بوصلة الانتماء، وفاصلة التحدي، ونصل التواصل مع الحقيقة، حقيقة أننا لا نذهب للمستقبل فرادى، بل نحن نمضي والأيدي متشابكة، والعيون تعانق السماء، والأعناق ساريات تلامس الغيمة، والأفئدة صفحات مضاءة بمصابيح الأمل، والأرواح أجنحة منازلها الآفاق، ومناراتها الشمس الطالعة في كبد التاريخ. نعم للعباءة السوداء رونق الكحل في العيون السود، وللعطر رائحة النخلة السامقة، ولطيات الشعر، رفرفات العلم الأنيق. شكراً لهن وهن يكتبن للتاريخ رسالة مجللة بالمعنى، فحواها بأن الوطن يكمن بين طلع وشارب، وفي خضم كحل، وعقال، الوطن هو ذاك الذي تحبه المرأة، كروح، وريحان، ورائحة، إنه السكنة. الخفقة، أنه الرفرفة، والتحليق، أنه الحب الكبير والشوق، والتوق، والحدق الأنيق. شكراً لهن لأنهن لا يتأخرن عن واجب، ولا يترددن في تحقيق طموح، لأنهن من نسل جيل، خب في الصحراء بحثاً عن نبع أمل، وامتطى الصهوات كفاحاً من أجل لقمة منقاة…
الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٣
العناية بالمستقبل تبدأ من الشباب، والاهتمام بتدريب وتأهيل وتهيئة القدرات المواطنة لمواجهة متطلبات الغد، لهو الأمر الذي يجعل الأوطان تستند إلى أرائك الطمأنينة، والأمان وضمان المستقبل، ومنع تسرب القدرات في ثقوب وتشققات اللامبالاة. اليوم الإمارات تضرب مثالاً حياً ونموذجاً ساطعاً ناصعاً، في توجيه الإمكانيات الشبابية المواطنة نحو الأهداف الوطنية، ويعطينا برنامج دبي لخبراء المستقبل، إضاءة جلية على وعي القيادة الرشيدة بأهمية الاستعداد، وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية كافة، لأجل تمكين القدرات الوطنية على اقتحام مجالات العمل العلمي والإبداعي بثقة وجدارة، ما يؤسس لدولة الريادة، ويضع حجر الأساس لإنجازات مستقبلية في مختلف الميادين والصعد، فالحضارات لا تشرق مصابيح تفوقها، ولا تضيء قناديل تميزها، إلا بتوفير القواعد والنظم وتسخير الإمكانيات الفنية والمادية، لأنه لا يمكنك مواكبة المراحل المتقدمة من التطور التكنولوجي والفني إذا لم تعد العدة، وتربط حزام الامان كي لا تسقط في الطريق، لأن القطار سريع. الرغبة في نيل المعالي يشغل الكثير من الدول، والسباق يسير على قدم وساق، ومن يتخلف عن الركب فسوف تلفظه العناية البشرية، ويصبح في ذيل القائمة الأممية. هذا ما تصبو إليه القيادة، وهذا ما يدور في حسبان حكومة دبي عندما أنشأت (برنامج دبي لخبراء المستقبل)، وهو المولود البكر الذي أنجبته مؤسسة دبي للمستقبل، والمجلس التنفيذي لإمارة دبي. وهذا فعلاً يجعلنا نقول إننا نعيش عصر الأنوار، ونعيد مراحلة…
السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣
7-6-5-4 أكتوبر في تاريخ الوطن، أيام بارقة تشرق على الربوع بمنجز جماله في تضامن أهل الوطن من أجل ترسيخ الروح الزكية، وغرس أشجار المحبة على صدور العشاق. في هذه المناسبة لن يخسر أحد، بل النجاح هو في هذه الباقة الزاهية من وجوه تتوجه ببراءة الفراشات إلى صناديق الاقتراع، وعبر خطوط (الأونلاين) لاختيار الأنسب، وكل صوت، كل بحة، كل همسة، كل ابتسامة هي ترشيح للوطن بأن يكون الأهم من كل ذات، وكل (أنا). خلال هذه الأيام، سنكون في تظاهرة الفرح، سنكون في محراب الوطن نصلي لتبقى رايته خفاقة واسمُه ناراً على علم وتاريخه أغنية يرددها الطير، ويعزف لحنها الشجر، والقيثارة هي هذه الجموع العاشقة، هي هذه القلوب المحبة، هي هذه الأرواح المرفرفة، وكأنها الأعلام الملونة بالجمال، وحسن الخصال. لا نتمنى أن يغضن أحد المرشحين جبينه، لأن نجاح البعض هو فلاح للوطن، ومنه انتصار للحقيقة، وإليها تصبو وتهتف الضمائر حياكم في دار زايد، وأهلاً بكم على أرض لقيادتها الرشيدة إكسير التفوق دوماً، والانتصار على الذات. في هذه المناسبة، تسقط الأنا، وتتهاوى الأنانية، ويعلو صوت الوطن فوق كل صوت، لأنه الحضن، والحصن، والبوح الأمين، والحصن الحصين، والجذر المكين، هو بيتنا، وسقفنا، هو كلنا، وبعضنا، هو أصلنا، وجذرنا، وغصننا، هو أمنياتنا التي تسير على الأرض جداول لعروقنا، وأنهاراً لأحلام محبتنا، وتوقنا، وشغفنا، وعطر تاريخ…
الخميس ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣
في كثيرٍ من بلدان العالم، وبخاصة الدول التي تسلقت سلم الإعلام بواقع الصورة التي لا تتطابق مع أصلها، ولكن لقوة الإعلام وصرامته وجبروته، استطاعت هذه الدول أن تحتل مكانة عالية ومميزة، ولو على سبيل الصورة البلاستيكية التي تغري ولا تفيد. بينما في الإمارات، نجد الإعلام هو العجلة التي تبذل الجهد لكي تتوافق مع الخطوات الواسعة التي قطعتها الإمارات، في المجالات المحورية «السياسة - الاقتصاد - الحياة الاجتماعية» هذه محاور ترتكز عليها نهضة الإمارات، وتقدم حركتها في العالم، وهذه نماذج حية تعبر عن دور الإنسان في تحريك المياه الآسنة، وقدرته على تحويل المياه المالحة، إلى ماء عذب زلال. اليوم في الإمارات، القيادة تقود المرحلة إلى صناعة إنسان قوي، مبدع، مبتكر، مهتم بإعادة صياغة حياته، لتتلاءم مع الظروف العالمية الذاهبة سريعاً إلى المستقبل، الممتطية حيال التطور بفكرة أكون أو لا أكون، فلا مكان اليوم للمتخلفين عن الركب، ولا صوت اليوم للذين يندسون تحت اللحاف ويريدون الوصول. الإمارات تعتمد على الإعلام، كوعاء يحمل ما تنتجه، وينصره في العالم صوت مجلجل يحترمه القاصي والداني. الإمارات والإعلام صنوان لهدف واحد ولا غيره، ألا وهو التواصل مع الآخر بصورة تحقق التطابق ما بين الواقع والخيال. الإمارات تسير مع الإعلام جنباً إلى جنب، كعمودين يرفعان السقف، كنجمتين تضيئان السماء. هذه هي سمة القيادة الرشيدة، وهذه هي الصورة…
الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣
عوّدتنا الإمارات دائماً، بالجديد الملهم، والضروري، والمهم، والسباق في صناعة مجد الإنسان وإنارة وعيه. مائتا طالب يشاركون في منتدى الإعلام والذي يضم 3000 مشارك متخصصين في مجال الإعلام ولهم باع وتاريخ مجيد في خدمة هذا المجال الحيوي، والجوهري في صناعة الوعي، بأهمية القوة الناعمة في بناء الجسور بين الشعوب قاطبة. في دبي تبدأ حركة العقل في تذويب الجليد، وإعادة صياغة الخطاب الإعلامي، والذي أصبح اليوم مهدداً من قبل مغرضين ومتسللين ومتسولين ومتوسلين، اقتحموا الميدان بقدرة قادر، واستطاعوا أن يحتلوا مساحة واسعة في هذا الميدان، ونستطيع أن نقول إنهم أقصوا إلى حد ما الإعلام الحقيقي وحيدوا قدراته، وكبدوا العالم خسائر فادحة لإشاعتهم اللغط، ونشر الأكاذيب، وبث القصص الخرافية. وبعض مواقع التواصل الاجتماعي والمحسوبة جوراً وظلماً وعدواناً على الإعلام، تخصصت في التجارة على حساب الحقيقة وللأسف فإن بعضنا صدق الكذبة، فتبع ظلها، وسارت القوافل الاجتماعية تجثو على الركب أمام أرباب هذه المواقع، بحجة أنهم يملكون قوة التأثير، ومن دون أن نسأل أنفسنا، من أعطى هؤلاء القوة، ومن منحهم الشهرة؟ ومن فتح لهم الباب ليدخلوا منه إلى بيوت الناس، حاملين سيوفهم البتارة، يقصقصون الأخبار وصورها حسبما شاؤوا، وشاءت لهم قدراتهم، وهي كبيرة جداً لأنه ليس من الصعب على كل مدع كذاب، وكل مشاء بنميم، أن يختلق الأحداث الخرافية، وينقلها على أساس أنها حقائق،…
الإثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣
كحلم أو طيف يمر على رموش الفتنة، كأنسام ربيعية محملة بعطر الورد، تبدو هكذا دبلوماسية الإمارات في أرجاء العالم، وقد تابعنا بشغف العشاق، العالم وهو يتهافت للوصول إلى جدول عطاء دبلوماسيتنا، وفي هذه المرة كانت أروقة الأمم المتحدة محطة اللقاءات والتواصل وفتح آفاق التاريخ لمرحلة جديدة مضيئة تقودها دولة عرفت بوسطيتها، وعدالة قضيتها، واعتدال طرحها، وسمو تطلعاتها، ورخاء طموحاتها، وثراء توجهاتها، وحلمها بدبلوماسية عالمية يسودها التضامن والتآلف والتكاتف، والتحالف دوماً ضد شياطين الفرقة، والعدوانية والكراهية والأحقاد التاريخية البغيضة. رأينا كيف يلتف العالم حول الإمارات، والتي تقودها دبلوماسية شابة يافعة، مترفة بالوفاء للعمل السياسي لأجل سلام العالم وأمنه وتطوره وتقدمه، وتحقيق آمال شعوبه وأمنياتها وطموحاتها. الإمارات اليوم قِبلة العالم نحو زمن جديد، ينعم في سؤدد العلاقات، واحترام الجميع للجميع، ومن دون تعالٍ، ولا فوقية، ولا استبداد ولا استعباد، ولا هضم لحقوق الآخر. الإمارات اليوم تقود المرحلة بمشاعل الوعي بأهمية أن نكون معاً من أجل الحفاظ على منجزاتنا الحضارية، وكبح جماح الجشع والطمع للاستيلاء على مصادر الحياة للشعوب. رؤية قيادة، وتطلعات دولة، تحملها الدبلوماسية الإماراتية بأمانة وصدق وإخلاص، إيماناً من الجميع بأن الحياة أنشودة، يرتب أنغام قيثارتها رجال عاهدوا الله أن يكونوا الساهرين على حلم الشعوب بالأمان، الذاهبين بمشاعر الناس جميعاً إلى موائل العشب القشيب، وإرواء شغفهم بمزيد من البذل والعطاء، والجهود…
الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣
عند هامة الشوق الإنساني، تجد الدبلوماسية الإماراتية نفسها في حلم السلام، في بلد كان زايد الخير، طيب الله ثراه، نبه إلى مكانته في عالمنا العربي، وتوجه إليه بمد اليد، لشعب عانى الكثير وقاسى شظف العيش، وظمأ الحياة، حيث كان لإعادة بناء سد مأرب، الوادي ذي الزرع، يروي عطش إخوة لنا في الدم والجوار، الأمر الذي يجعل مساعي الإمارات في إعادة بناء الثقة بين أهل اليمن، الطريق الأوحد الذي تطرقه الإمارات، من يمن سعيد ينعم بالسلام، ويرتع على أرض بلقيس، بما يدخره هذا البلد من تاريخ زاخر بالخيرات الطبيعية، والثروات البشرية ولا ينقص اليمن إلا قناعة أهله بأنه لا بديل للسلام لكي يعيش الجميع بأمان، وما الحروب إلا مخالب الشيطان، تضع بصمات السوء على جسد الأوطان، كما أنه مهما لعبت الأفكار الشريرة في الناس، فإن في العنف لا غالب، بل الجميع مهزومون، والجميع يفقد قدرته على استعادة إنسانيته التي فضلها الله على جميع مخلوقاته. وكما قال الفيلسوف الألماني، إن الإنسان «راعي» الكون، ومسؤولية الحفاظ على مقدراته، هي مسؤولية الجميع، ولا مجال للإنسان أن يخضع للنفس الإمارة، أو يركع لمخططات من لا يخبئ للآخرين غير النوايا السيئة وسوء الحال، والمآل. اليمن بحاجة إلى التوافق، وكسر حاجز الشك، والتحرر من التصنيفات العشوائية، أكثر من أي وقت مضى، وقد رأينا ليبيا كيف تغيرت فيها…
الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣
لأجل سلام العالم، ولأجل حياة سعيدة تنعم بها البشرية، تكرس الإمارات الجهد من أجل التقاط السبل الأكثر نجاحاً، في الإبلاغ عن مناطق الضعف، والإصابة في الجسد العالمي، وتبذل دولة التضامن، والعون، والتسامح كل ما في القريحة من ملكات، وإمكانيات، وقدرات لكي تزيح عن كاهل البشرية، غضب الطبيعة، وحماقة البشر، وحتى تستمر الإنسانية في رغد الحضارة، وجمال العقل المتطور، والمنسجم مع مجريات الأحداث، ومعطيات الواقع. المنصة الرقمية للاستجابة للكوارث، هي الساعة البيولوجية لجسد الأرض، والتي تعلن عن المناطق المصابة بتشققات القشرة الأرضية وما يتبعها من زلازل، وبراكين، وسيول وغيرها من التغيرات المناخية، وهذه المنصة سوف تتيح للدول المنكوبة، والدول المعنية، الدور الفعال، والسريع للاستجابة لمتطلبات المنكوبين، وما يحتاجون إليه من عون، وغوث، ومساعدة. إنه العقل الإماراتي، إنه الضمير المنبثق من تقاليد، وعادات، وقيم، وشيم، توارثها جيل بعد جيل على هذه الأرض الولادة، هذه الأرض التي تعلم أبناؤها وفي مقدمتهم القيادة الرشيدة تقديم الخير من دون انتظار الجزاء، وهي سمة أخلاقية لا يقوم بها إلا النبلاء من بني البشر، وتأتي هذه المنصة العالمية، تتويجاً للدور الريادي الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإلى أثره القيادة الرشيدة، وهو الدور الإنساني الفريد في هذا العالم، والإمارات ريانة بأفعال الخير، زاخرة بتاريخ التعاضد مع الإنسان في كل مكان،…
الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣
قل لزوجتك: الحب ليس ساحة حرب. قولي لزوجك الحب ليس ساحة حرب. هكذا يصبح الحب اتصالاً، وليس علاقة، يصبح الحب عالماً مفتوحاً على الحياة، وتصبحان أنتما في الحب رقصة الطير على الأغصان من أجل قرين، ووشوشة الموجة كي يستيقظ البحر بعد سبات، وأغنية الريح بهجة بجمال الطبيعة، وكل ذلك يحدث وأنتما في الحياة أكثر من زوجين، أكبر من نجمين. حينئذ يصبح الحب والخوف من الحب مثل قطبي المغناطيس، اثنان في واحد، يصبح الحب والخوف شيئاً واحداً، وهنا يختفي التناقض، ويختفي التنافر، ويحضر الوجود الكلي، تحضر الوحدة بين الأضداد، تحضران أنتما في الوجود أغنية، قيثارة، وشذا الوردة. في مثل هكذا تواصل لا يحدث الشك، ولا ينبري الخوف من الآخر سوى لحظة شغف، فيها تتم عملية الذوبان، الواحد في الكل. قد نجد في هذا الكلام شيئاً من الغموض، أو ربما نجد الصعوبة في فهم ما يحدث في داخلنا، ولكننا عندما نتخلص من سذاجة العلاقة، وندخل في لجة التواصل، يصبح الحب ليس نقيضاً، للاحب، بل الحب واللاحب هنا صنوان، هما طرفا المغناطيس، وما الطاقة إلا اتحاد السلبي بالإيجابي، وهذا يحدث في قطبي المغناطيس، وكذلك يحدث في قطبي الحياة الزوجية. فقط كل ما تحتاجه الحياة الزوجية لكي تصبح كما هو المغناطيس، أن يحضر الوعي بشدة، ويختفي اللاوعي، لأنه ما من شك وريبة، وخوف، إلا…