العالم يحضر هنا (2)

آراء

اليوم ونحن نشهد حروباً تطحن آمالاً وتدحض أمنيات وتجرد الحياة من كل معانيها اليوم نرى بأم أعيننا ما يحدث لأطفال العالم وقد حرموا من أبسط أشكال الحياة، حرموا من دفاتر الدرس ومن حصص اللعب، ومن شطيرة الصباح، ومن ابتسامة اللقاء الأول مع رفاق الدرس.

اليوم نشهد على شاشات التلفزة ما يحدث في هذا العالم من جرائم يند لها الجبين والسبب أتفه ما يكون فقط لأن القوي يريد أن يبسط نفوذه على الضعيف ونسي الجميع بأن في الحروب لا أحد منتصراً، فالجميع مهزوم.. مهزوم لأن من يهزم الضعيف هو يبتر عضواً في الجسد الإنساني ومن يكسر الضعيف هو يكسر غصناً في الشجرة البشرية.

الإمارات تتطلع اليوم إلى مرحلة جديدة من عمر البشرية مرحلة تضاء فيها مصابيح التطور وترتقي الحكومات بشعوبها نحو غايات هدفها اللحاق بركب الحضارة والذي يتطلب تغليب العقل دائماً في كل خطوة وكل فكرة وكل نبرة وكل مشروع، فالحضارات لا تزدهر بالصراع بين البشر، بل تزهو وتعمر وتكبر بالوصول إلى مراحل متقدمة من الوعي بأهمية أن نتعاون، وأن تتضافر الجهود من أجل حماية كوكبنا ودفع العجلة الحضارية إلى مستويات ترقى بالعمل الجماعي، والاتفاق على قواسم مشتركة. أهداف تخدم الجميع من دون إخلال بالميزان ومن دون ازدواجية في المعايير.

هذا ما تسعى إليه الإمارات، وهذا ما ترمي إليه القيادة الرشيدة من خلال القمة العالمية للحكومات، وهي القمة التي يحضرها قادة السياسة والفكر وفلسفة الحياة. قمة يتطلع إليها كل من يعيش على هذه الأرض، ويتمنى أن تتمخض عن قرارات ملزمة وأفكار تبني أعشاشها على أرض لا في السماء أفكار.

تحقق تطلعات الشعوب قاطبة. ودولة الإمارات هي النموذج، وهي القاموس المحيط الذي منه يستقي العالم لغته في تحسس أبجدية الوصول إلى الحقيقة حقيقة التقدم من دون عوائق ولا مطبات تهز وجدان من يفكر في تطوير أدواته الإدارية والتقنية.

الإمارات فتحت أدراجها وقدمت نفسها ككتاب مفتوح على العالم، ومن يريد أن يستفيد فما عليه إلا أن يقرأ بعمق، وأن يستوعب جيداً ليبدأ رسم الصورة الحقيقية، وكما هي للتطور، لأنه ما من تطور ورقي يحدث في بلد ما إلا ويسبقه الإيمان بأهمية التقدم ومن الإيمان تبرز قوة الصدق والإخلاص لبناء أي مشروع وطني يخدم البلد المراد تطويره، ويخدم باقي الشعوب.

فرؤية الإمارات واضحة وجلية ولا سر في حقيقتها، بل إن الإمارات تفخر بأنها الرائدة في تحقيق الأهداف السامية والمتفردة في صناعة التفوق في مختلف المجالات والاستثنائية في خلق واقع الفرص للطاقات والكوادر البشرية، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن الطاقات الشابة هي الأعمدة التي يستند عليها سقف الخيمة وهي النجوم التي تضيء سماء أي مشروع وطني يراد تدشينه الطاقات الشابة هي المراد وهي العماد وهي الحلم الزاهي الذي يلون مقلة الوطن وهي الطيور الشواهق التي تحلق بالأمنيات عالياً، وتجعل منها أجنحة للتقدم وتطوير أدوات العمل الوطني.

المصدر: الاتحاد