الإثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤
كلما ارتقت دولة الإمارات درجة في سُلّم تحقيق السعادة لشعبها، خرجت علينا منظمة من المنظمات بتقرير يشوه الصورة الجميلة التي يعرفها الجميع عن دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، والمقيمين على أرضها من مختلف الجنسيات. لذا لم يشذ تقرير منظمة العفو الدولية الأخير عن هذه القاعدة، فصدر متزامناً مع احتلال دولة الإمارات مركزاً متقدماً على مؤشر السعادة الصادر عن مؤسسة «موف هاب» لهذا العام، والذي نشرته مجلة «تايم» الأميركية الأسبوع الماضي. التقرير الذي تضمن مغالطات كثيرة، جعلنا نشعر بأنه يتحدث عن بلد آخر غير دولة الإمارات التي نعيش فيها، فادّعى تعرض العشرات من الناشطين للمضايقة والاعتقال والتعذيب، وقال إنه يرفع الغطاء عن مناخ الخوف الذي اجتاح البلد منذ عام 2011، بعد الانتفاضات الشعبية العارمة التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط، حسب تعبيره. ولا ندري عن أي مناخ وأي خوف يتحدث التقرير؟! ، فقد كانت دولة الإمارات وما زالت أكثر الدول أماناً، وشعبها أكثر الشعوب التفافاً حول قيادته. ورغم بشاعة ما جاء في التقرير المتحامل على دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، إلا أن الأبشع منه كان تعليق نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، حسيبة حاج صحراوي، التي ادعت أنه «تحت بريق واجهة الألق والروعة، ثمة جانب أكثر ظلمة تكشفت معالمه في الإمارات العربية المتحدة»! تقرير مسيء وتعليق أكثر إساءة، وإذا كانت سلطات…
الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٤
عشقناها صغاراً؛ تعلمنا حروف الأبجدية الأولى على أيدي مدرسيها، وشممنا رائحة الدواء الأولى على أيدي أطبائها، وعرفنا العلوم الأولى من بحوث علمائها، وقرأنا الروايات الأولى بأيدي كتابها، وسمعنا الأغاني الأولى من حناجر فنانيها، وشاهدنا الأفلام الأولى من تمثيل نجومها. وعندما كبرنا وكبرت أحلامنا في وطن عربي يجمع الأمة من مشرقها إلى مغربها، كانت مصر هي القبلة التي توجهنا إليها، فمنها بدأ المد القومي، الذي انطلق لينعش الآمال في نفوس العرب جميعا، ويجدد الرغبة في استعادة أمجادنا، وبعد كل نكسة كانت الأمة تصاب بها، كانت مصر هي من ينهض بها منها. هذه هي مصر التي لها في قلب كل عربي مكان، من مشرق الوطن إلى مغربه، ولها مستقر في الوجدان، ينشغل بهمومها كل عربي أكثر مما ينشغل بهموم وطنه، لأن مصر ليست مجرد أرض على خارطة الكرة الأرضية، وإنما هي قوة يمكن أن تغير المعادلة في أي لحظة. وقد بدا هذا واضحا خلال المنعطف الذي تمر به الأمة العربية هذه الأيام عاصفا بكيانها ممزقا دولها، فرغم أن مصر داخلة في مخطط الفوضى الذي يتم تنفيذه بطريقة أحجار الدومينو تجاه الأمة العربية، إلا أن يقظة شعب مصر العظيم وعقيدة جيشها القوي أنقذتاها من الوقوع في هذا المستنقع الذي انزلقت إليه دول غيرها، فأحيت بذلك الأمل في الحفاظ على كيان الأمة، وإعادتها إلى…
الإثنين ٠٦ أكتوبر ٢٠١٤
في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام يقفون على صعيد عرفات، رافعين أكفهم بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع عن الأمة الغمة، ويفرج الكربة، كي تخرج من هذا النفق المظلم الذي سيقت إليه. كانت هناك كفوف أخرى تضغط أصابعها على زناد البنادق، لتواصل رحلة الإبادة التي بدأتها ضد مسلمين من بني جلدتها ودينها وعقيدتها، مصرة على تكفيرها، محتكرة الدين الصحيح لها وحدها، مقصية الجماعات الأخرى التي يشهد أفرادها أن «لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله» مثلها. احتكار الإسلام من قبل بعض الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» هو الآفة الكبرى التي تجتاح العالم الإسلامي. ومن هذه الفكرة الخبيثة يؤتى الإسلام أكثر مما يؤتى من قبل الأفكار الأخرى التي غالبا ما تلصق بها نظرية المؤامرة محاربة الإسلام والكيد لأهله، وتخريب بلاد المسلمين، في حين نرى أن هذه البلاد تخرَّب بأيدي المسلمين أنفسهم أكثر مما تخرَّب بأيدي غيرهم، ونرى المسلمين يبادون بأيدي مسلمين مثلهم أكثر مما يبادون بأيدي غيرهم. ونرى الإسلام يتعرض للتشويه على أيدي هذه الجماعات التي تسمي نفسها «إسلامية» أكثر مما يشوَّه على أيدي أعداء الإسلام الذين طالما حمّلناهم مسؤولية هذا التشويه على مدى العقود، وربما القرون، الماضية. من أين جاء هذا الفكر المتشدد المنحرف، وكيف نما وترعرع حتى أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد كيان الأمة الإسلامية…
الإثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤
أنهت الجمعية العمومية لما يُدعى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» دورتها الرابعة، التي عُقِدت في العاصمة التركية إسطنبول أواخر شهر أغسطس الماضي، بإصدار بيان ختامي، كان أبرز ما فيه، مهاجمة الاتحاد للجماعات الإسلامية غير المنضوية تحته. والتحريم القاطع لما تفعله من قتل الأبرياء، تارة تحت ذريعة الطائفية البغيضة، وأخرى باسم دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ومحاربة الطواغيت، والتأكيد على أن زعم قيام الخلافة الإسلامية ليس لأي فئة أن تدعيه، وإنما هو حق موكول إلى الأمة وعلمائها وممثليها. وتوجيه النصيحة الخالصة لشباب الأمة ألا يغتر بمثل هذه الدعاوى التي لا تستند إلى أصل شرعي صحيح، ولا إلى فقه مقاصدي معتبر، وألا يلقوا ربهم ورقابهم معلقة بدم الأبرياء، وأن يرجعوا إلى أهل العلم الثقات لبيان الحكم الشرعي. دعوة كان يمكن أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لولا كلمة رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي أمام الجمعية العامة، التي شبه فيها أردوغان بموسى عليه السلام، واعتبر تركيا دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، عندما وجه القرضاوي خطابه أمام الجمعية العمومية الرابعة للاتحاد إلى الشعب التركي، قائلاً: «أردوغان رجل الدولة القوي الأمين، والقائد الذي يعرف ربه، وتركيا هي دولة الخلافة، وإسطنبول عاصمتها، فهي تجمع بين الدين والدنيا والعربي والعجمي، وينبغي أن تقوم عليها الأمة». ودعا القرضاوي الأتراك إلى دعم أردوغان قائلاً: «من واجب الأمة والشعب أن يكونوا مع أردوغان،…
الإثنين ١٤ يوليو ٢٠١٤
شهد الأسبوع الماضي حادثتي طرد لمسؤولين أميركيين، من دولتين تقع أولاهما في شرق الكرة الأرضية، وتقع الثانية في غربها. كان المطرود في الأولى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان »توماس مالينوفسكي«، الذي طلبت وزارة الخارجية البحرينية منه مغادرة البلاد فوراً، وذلك لتدخله في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وعقده اجتماعات مع طرف دون أطراف أخرى، بما يبين سياسة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ويتعارض مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الطبيعية بين الدول، وفقاً لما جاء في بيان الوزارة. وكان المطرود في الثانية مسؤول المخابرات في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في برلين، الذي قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية إنه طُلِب منه مغادرة ألمانيا، على خلفية كشف قضية تجسس ألمان لصالح واشنطن، يُعتقَد بأنه أشرف عليها. في حادثة طرد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان من مملكة البحرين، استنكرت وزارة الخارجية الأميركية قرار نظيرتها البحرينية، وكشفت أن المنامة طلبت حضور ممثل عنها للقاءات التي يجريها الدبلوماسي الأميركي مع أشخاص وجماعات تمثل المجتمع البحريني، معتبرة أن هذا الطلب »يتناقض مع العلاقات الثنائية طويلة الأمد، وينتهك التقاليد الدبلوماسية الدولية«، لافتة إلى أن هذه التصرفات »لا تنسجم مع علاقات الشراكة القوية بين البلدين«! أما وزارة الخارجية البحرينية فقالت إن مالينوفسكي »التقى حزباً معيناً على حساب غيره من الأحزاب«، وهو ما أقره »تجمع…
الإثنين ١٩ مايو ٢٠١٤
يقول أفلاطون إنه لا يعرف معنى العدالة، ولكنه يعرف معنى غياب العدالة. ربما يبدو هذا مدخلاً فلسفياً مناسباً للحديث عن الظلم، لكن الفلسفة قد لا تكون هي المدخل الصحيح للحديث عن هذا الموضوع، ذلك أن المظلوم عادة ما يفكر في أشياء كثيرة عندما يتعرض للظلم، ليس من بينها الفلسفة، مع كل الاحترام والتقدير للفلاسفة العظماء، منذ فجر التاريخ حتى اليوم. وبرغم أن «الظلم من شيم النفوس»، كما يقول شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي، إلا أن قليلاً مِن البشر مَن يعترف بأنه ظلم ذات يوم نفساً بشرية، أو طيراً، أو حيواناً، أو حجراً، ذلك أنه حتى الظالم يشعر بفداحة هذا الفعل، ويحاول إبعاد نفسه عنه. ومع هذا فقلّ أن تجد مَن لم يباشر هذا الفعل بشكل من الأشكال، إلى درجة أن الإنسان قد يظلم نفسه أحياناً على حساب مراعاة مشاعر الآخرين، وتقديم مصلحتهم على مصلحته، إما لإحساسه بالمسؤولية عنهم، أو لتقمصه دور المخَلِّص الذي عليه أن يضحي من أجل الآخرين، مقدماً نفسه قرباناً على مذبح الفضيلة. الإحساس بالظلم شعور ينشأ عند الإنسان منذ الطفولة، فالطفل يشعر بأن والديه يظلمانه عندما يحرمانه من اللعب طوال اليوم، ويحددان له وقتاً للدراسة.. وآخر للعب.. وثالث للنوم.. وهكذا. والشاب يشعر بالظلم عندما يمنعه والداه من البقاء خارج المنزل حتى أوقات متأخرة من الليل، والفتاة…
الإثنين ١٤ أبريل ٢٠١٤
استرعت انتباهي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عبر حسابه الرسمي، حيث وضع سموه مقطع فيديو يظهر فيه فرخ طائر صغير يحاول اعتلاء رصيف في يوم ماطر، لكنه يفشل في المحاولة، قبل أن تمتد إليه يد لترفعه برفق وتضعه على الرصيف لينطلق إلى الناحية الأخرى. ويعلق سمو الشيخ سيف بن زايد على المقطع قائلا: "كل مخلوق في بداياته يحتاج لمن يأخذ بيده، حتى الدول الكبيرة بدأت بمن رسم لها الطريق". مقطع "العصفور والرصيف" يصلح في رأيي لأن يكون درسا لنا في أمور كثيرة، تبدأ من الطفولة المبكرة، وتمتد حتى آخر العمر. تنطلق من داخل البيت، وتنتقل معنا إلى المدرسة، فالجامعة، ثم الحياة بكل ما نواجهه فيها من أوجاع ومسرات بعد أن ندخل معتركها. والدرس لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يشمل الدول أيضا، مثلما ذكر سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في تعليقه على مقطع الطائر الصغير، بحيث يمكن أن تتشكل منه نظرية يمكن تطبيقها في نواحي الحياة المختلفة. ولو أردنا أن نضرب عليها مثالا لوجدنا ملايين الأمثلة التي يمكن أن تكون شواهد حية عليها، واحد منها وزارة الداخلية التي يتولى قيادتها سمو الشيخ سيف بن زايد نفسه.. والتي حصلت مؤخرا على شهادة الآيزو (20089001)…
الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠١٤
رغم أننا نعيش في زمن لم يعد فيه للدهشة والصدمة مكان، إلا أنني صُدمت وأنا أشاهد مقطع الفيديو الذي انتشر على "اليوتيوب"، وعرضته قناة "العربية" في سياق تقرير لها عن المقاتلين السعوديين في سوريا قبل أيام. يظهر مقطع الفيديو شابين سعوديين جاثمين على رُكبِهما، معصوبَي الأعين، يقوم مقاتلون من تنظيم "جبهة النصرة" بإطلاق الرصاص على رأسيهما، بتهمة قتال الشابين إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وذلك بعد أن يقوم أحد مقاتلي الجبهة بتلاوة الآية القرآنية الكريمة ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)). لو كان هذا المشهد لمجموعة من ثوار "الفيتكونغ" يعدمون مقاتلين من أنصار "ديم"، إبان الحرب الفيتنامية في ستينيات القرن الماضي، أو كان مقتطعاً من أحد الأفلام التي تصور الحروب الصليبية الممتدة بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، لأمكن استيعابه. ولكن أن يكون أبطال المشهد من فئتين تدّعي كل منهما أنها ترفع راية الإسلام، وتدافع عن الإسلام، وتتحدث باسم الإسلام، وتقاتل أعداء الإسلام، فهذا ما لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق، مهما كانت المبررات. كلا الفئتين، "جبهة النصرة" و"داعش"، تنتميان إلى الفكر السلفي الجهادي، وكلاهما ترفعان…
الإثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤
"قطر اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ"، هكذا صرح وزير خارجيتها قبل أسبوعين تقريبا في باريس، وهو اختيار مستحق لقطر الدولة المستقلة ذات السيادة، التي لا يستطيع أحد أن ينكر عليها حقها في أن تلعب أدوارا تاريخية.. ولكن كيف يمكن المواءمة بين رغبة قطر هذه، ومصالح جيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يعتقدون أن الأدوار التاريخية التي تلعبها قطر تهدد أمنهم واستقرارهم، وتخرق المبادئ التي تم الاتفاق والتوقيع عليها في النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ هذا هو السؤال الذي يبدو محيّراً إلى حدما، فقطر ما زالت مصرة على أنها بريئة من هذا الخرق الذي تُتهَم به، وأنها ملتزمة بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وأنها تنفذ كافة التزاماتها وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين دول المجلس، بشأن الحفاظ على دول المجلس كافة وحماية أمنها واستقرارها، كما جاء في بيان مجلس الوزراء القطري تعقيبا على قرار سحب السفراء. لكن هذا لا يعني أن قطر سترضى أن تبقى على هامش التاريخ، لأنها "قررت الاضطلاع بدور كبير في الشؤون العالمية، والتواصل مع الدول الأخرى، والتوسط في النزاعات، والعمل على إنهاء النزاعات العنيفة، ورعاية اللاجئين"، كما جاء في تصريحات وزير الخارجية القطري، الذي أكد أن "استقلال السياسة الخارجية لقطر غير قابل للتفاوض". لهذا فلا مجال لثني قطر عن البحث…
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
لم يفاجئنا قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر، قدر ما فاجأتنا ردة فعل قطر، التي عبرت في بيان مجلس وزرائها عن أسفها واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة. وبغض النظر عما إذا كان البيان القطري يعبر عن سذاجة متعمدة، أو ذكاء سياسي خادع، أو التفاف على الموقف، فهو في كل الأحوال يظهر عناداً وإصراراً واضحاً على الذي نراه نحن باطلاً، ويراه الأشقاء في قطر حقاً لا يجب أن يجادلهم فيه أحد، حتى لو أجمعت كل آراء الدول الشقيقة والصديقة على وضوح بطلانه، وزعزعته لثوابت دول مجلس التعاون الخليجي، ومساسه بأمن هذه الدول واستقرارها، كما أوضح بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً لا لبس فيه، يسرد الوقائع وفقاً لتسلسلها الزمني، ويذكر ما جرى من مفاوضات، وما تم من اتفاقات لم تلتزم بها الشقيقة قطر، التي أصرت على المضي في سياستها المقوضة لبناء مجلس التعاون الخليجي، المضرة بمصالح دوله، ودول عربية أخرى تتخذ قطر منها موقفاً عدائياً، وتتدخل في شؤونها الداخلية. جميل أن تشعر دولة قطر بالأسف، ولكن ليس لقرار سحب الدول الشقيقة الثلاث لسفرائها من الدوحة، كما جاء في بيان مجلس الوزراء القطري، وإنما لمواقف قطر تجاه هذه الدول، وممارساتها التي تتناقض مع كل قواعد الأخوّة والجوار، ومع المبادئ التي قام…
الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤
انتهى قبل أيام معرض "توظيف أبوظبي 2014"، الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام، تلقى خلالها ما يقارب 10 آلاف طلب من مختلف الاختصاصات والمؤهلات العلمية، وسجل ارتفاعا في عدد الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة المشاركة، حيث بلغ عددها 120 جهة، وفقا لما جاء على لسان مديرة المعرض، التي قالت إن الدورة الثامنة جاءت إيجابية للغاية، مع توافد الإماراتيين من مختلف إمارات الدولة. وكان قد أُعلِن قبل افتتاح المعرض، أنه يوفر أكثر من 6 آلاف وظيفة في القطاعين الحكومي والخاص، وأن دورة هذا العام قد خصصت للإماراتيين الباحثين عن وظائف فقط. خبر يحمل إيجابيات عدة من ناحية عدد الوظائف التي أمّنها المعرض هذا العام، مقارنة بالعدد الذي أُعلِن عنه في معرض العام الماضي، والذي بلغ 3 آلاف وظيفة، وفقا لما ذكرته إدارة المعرض في اليوم الأخير للدورة السابقة، ومن ناحية عدد الهيئات والشركات الحكومية والخاصة المشاركة، مقارنة بالتي شاركت العام الماضي والتي بلغ عددها 100 هيئة وشركة، ومن ناحية عدد المواطنين الباحثين عن عمل الذي تناقص بدرجة لافتة، مقارنة بعدد المواطنين والمواطنات الذين سجلوا بياناتهم لزيارة المعرض السابق، والذين بلغ عددهم 25 ألف باحث عن عمل، وفقا لإدارة معرض "توظيف أبوظبي 2013" أيضا. كلام جميل يبعث على الأمل، فحين يتضاعف عدد الوظائف المتاحة، ويتناقص عدد الباحثين عن عمل من المواطنين والمواطنات، نكون…
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
جميل جداً هذا الازدهار السياحي الذي تشهده دولتنا، خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات الوطنية والإجازات، حيث يتدفق الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، والسياح من مختلف مناطق العالم على بلادنا، وتبلغ نسبة الإشغال في فنادقنا 100% خلال هذه المواسم، رغم الزحام الشديد الذي يسببه هذا التدفق في شوارعنا ومراكزنا التجارية، لكنه زحام إيجابي، يدل على مدى هذا الازدهار الذي نتحدث عنه، ونتمنى أن يستمر ويتنامى. وإلى جانب الجاذبية التي تتمتع بها دولتنا بمدنها المختلفة، والتي هي بالتأكيد العامل الأول في انجذاب الأشقاء الخليجيين والسياح الأجانب إليها، فإن العروض المغرية التي تقدمها فنادقنا وناقلاتنا الوطنية تمثل هي الأخرى عوامل جذب مهمة في استقطاب الزوار، وتشجيعهم على اتخاذ قرار التوافد على دولتنا لقضاء إجازاتهم فيها،. والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها لهم هذه الفنادق والناقلات، والتمتع بالمرافق الموجودة في مدننا التي تضاهي أكثر المدن تقدماً، إلى جانب استغلال مهرجانات التسوق، والتنوع الذي تتمتع به أسواق الإمارات ومراكزها التجارية، على النحو الذي يناسب ذوي الدخول المختلفة، وفق مستوياتهم وإمكاناتهم المادية. كل هذا جميل، ويصب في الاتجاه الصحيح الذي تنتهجه دولتنا لتشجيع السياحة، وجذب السياح من مختلف الجنسيات، لجعل دولتنا التي تشهد ازدهاراً اقتصادياً وحضارياً وثقافياً، وجهتهم الأولى، لكن الأجمل منه لو أن هذه العروض التي تقدمها فنادقنا وناقلاتنا الوطنية شملت مواطني الإمارات وسكانها الذين…