الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٢
أرجو ألا يغضب مني خصوم «ساهر» وأنا أعبّر عن إعجابي بما رأيته من ساهر. قبل أيام كنت في زيارة لأبها وتجولت سريعاً بين خميس مشيط وسراة عبيدة، لفت انتباهي احترام السائقين الواضح للإشارات التي زرعت عندها كاميرات ساهر. أما تلك الخالية من كاميرات ساهر فقد تساوت عندها الألوان. لا فرق بين الأحمر والأخضر والأصفر. وأنا أدرك أن كثيراً من الأنظمة والقوانين في عالمنا العربي لا تحترم إن لم يعاقب من يخالفها. أتألم أيضاً للأرقام المخيفة لضحايا حوادث السيارات في بلادنا، وكثيرها يأتي نتيجة لطيش السائقين، أو سوء الطرق، أو إهمال بعض رجال المرور وتراخيهم في تطبيق العقوبات ضد المخالفين. وإن كان ساهر قد أسهم في الحد من حوادث السرعة وقطع الإشارات، فله علينا واجب الدعم في وجه خصومه، خصوصاً من أولئك الذين تعودوا أن يتعاملوا مع الطريق كما لو كان ملكاً خاصاً ورثوه أباً عن جد! قد ننتقد بعض الإجراءات في تحصيل المخالفات أو في بيروقراطية أعمال المرور، لكننا مع…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
لم يكن التقرير الذي بثته قناة "العربية" مساء أول من أمس تحت عنوان (سوريا.. في جحيم القمع) الأول من نوعه الذي يؤكد أن منع وسائل الإعلام من دخول أي بلد يمكن اختراقه، والتعتيم لا يستمر. إذ وصلت من قبل أكثر من وسيلة إعلامية بمراسليها وكاميراتها مثل الـBBC والـCNN.. وغيرهما إلى أكثر الأماكن توترا. غير أن المراسلة في تقرير "العربية" كانت مهمتها أكثر قربا من المشاهدين لأكثر من سبب، منها: اللغة، وقدرة المراسلة على التعامل مع أعضاء التنسيقيات الذين سهلوا وصولها إلى الثوار فتنقلت بين الأماكن معتمدة على خبرتهم في التعامل مع عقليات العسكر ومواقع وجودهم، باذلة جهدا كبيرا لنقل صورة واقعية عن أماكن لا يصلها الإعلام، وكل ما ينقل عبر الشاشات منها ينجَز بجهود مواطنين بإمكانات بسيطة مثل كاميرا الجوال أو كاميرا صغيرة غير دقيقة. استطاعت المراسلة والكاميرا الوصول إلى أعماق البلد حيث الاضطرابات، كما في مدينة الرستن، وحضرت إحدى الجنازات. وغامرت بالمرور في الليل بين الدبابات والمدرعات على دراجة…
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
الدهشة من تعاطي القبيلة اليمنية مع الحدث اليمني تنبئ – من ضمن مسائل أخرى – عن فهم خاطئ في أصله لثقافة القبيلة العربية. فحالة الاستغراب والانبهار من كون القبائل اليمنية لم تلجأ للعنف وهي المدججة بكل أنواع السلاح ليست إلا نتاجا لصورة نمطية ظالمة للقبيلة العربية وعلى الخصوص قبائل الجزيرة العربية. إنها صورة ملتبسة في ذهن قطاع واسع من مثقفينا حتى بعض أولئك الذين ينتمون إلى القبيلة. وهي صورة تقزم القبيلة في سلوك همجي كما لو كان أبناؤها مجموعات تتوق للعنف ولا يمكن أن تحتكم للعقل والمنطق. القبيلة اليمنية أثبتت أنها صمام أمان حمى اليمن من الانزلاق نحو الحرب الأهلية التي سعى النظام السياسي لتأجيجها. وأولئك الذين يبالغون في وصف القبيلة كعائق أمام أي تطور ديموقراطي يتجاهلون كثيراً أنه في غياب البديل الملائم للقبيلة (كالأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني) لن تتحقق ديموقراطية. الفرد في العالم العربي يلجأ غالباً لجماعته، عشيرته، قبيلته، طالما غابت المؤسسات البديلة. وفي كل الأحوال لا يليق…
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
عندما كنت صغيرا كانت والدتي ترسل إلى إمام المسجد القريب من بيتنا زجاجة ماء ليقرأ فيها الرقية الشرعية كلما ألمّ بأحد أفراد البيت مرض ما. وأذكر أنني أصبت مرة بحمى لأكثر من شهر، وبعد أن استُنفدت كل العلاجات، اتصلت جدتي- رحمها الله- بإمام مواطن (مطوّع) اشتهر بقراءة الرقية الشرعية، ولكنه كان من حَيٍّ آخر، وطلبت منه أن يرقيني. عندما جلستُ بين يديه قرأ علي ثم سألني عن عاداتي اليومية، ونصحني، كأنه جدي، بالصلاة والحفاظ على أذكار اليوم والليلة وعلّمني قراءة بعض الرقى والآيات. لم أشعر وأنا معه بأنه رجل غريب، لأنه كان من بني جلدتي، بل إنني اكتشفت أنه كان صديقا لجدي عندما كانوا صغارا. ثم أخذ يحدثني عن الأُسر الإماراتية وتاريخ بعض مناطق الدولة وكيف بدأ الاتحاد وغير ذلك من قصص محلية لم أسمعها من قبل. لا زلت، إلى اليوم، أذكر قصص المطوع خليفة- رحمه الله- ونبرة صوته التي تبعث الإيمان بلهجة محلية صرفة، حملتني إلى عمق نفسي وغاصت…
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
بعد أكثر من مائة و سبعين سنة من الوجود العسكري البريطاني في الإمارات كان قدر هذه الدولة أن تتحد، رغم محاولات الاستعمار للتفرقة بين المناطق والقبائل وفرض طوق من العزلة ونشر الجهل بين أبناء المجتمع المحلي. إلا أن الاستعمار رحل وبقيت الإمارات، دائماً في النهاية ينتصر الحق والشعب. من أهم العقبات التي كانت تواجه الدولة في البدايات هي التعليم وعدد السكان القليل. بدأت الدولة بسياسة تعليمية شاملة في بدايات الاتحاد وتزامن ذلك مع استقطاب خبرات عربية وأجنبية وأيد عاملة للمساعدة على التنمية في جميع المجالات. ومع كثرة المشاريع التنموية وعدم وجود استراتيجية واضحة بدأ الخلل في التركيبة السكانية للدولة، وتضاعفت أعداد القادمين إلى الإمارات خلال الأربعين سنة الماضية وبقيت نسبة المواطنين في تراجع إلى أن وصلت إلى 11 بالمائة حسب آخر إحصائية معلنة، هذه النسبة المتدنية أحدثت شرخا كبيرا في التركيبة السكانية وأثارت عدة أزمات في المجتمع الإماراتي منها أزمة الهوية والأمن القومي والثقافات الجديدة ( أكثر من 200 جنسية…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
مرّ خبر إطلاق سراح «أبو مصعب السوري» من سجنه في حلب من غير أن يلفت الاهتمام، مثلما كان خبر اعتقاله في باكستان قبل بضعة أعوام على يد الأميركيين وتسليمه للسوريين، لمَ فعل الأميركيون ذلك؟ و «أبو مصعب» هو من هو في «القاعدة» وفكر التكفير الذي تفوق فيه حتى على الخوارج. انه أيضاً كنز من المعلومات، ويكتنف شخصيته كثير من الغموض. قبل قليل اتصلت بي صحافية أميركية تعمل على كتاب تتساءل عما يمكن أن أعرفه عن كويتييَّن في غوانتانامو لن يحاكما ولن يطلق سراحهما أيضاً، أي أنهما معتقلان «بلا إفراج... ولا محاكمة». لماذا؟ كم هي عميقة غامضة أسرار «القاعدة»؟ بعد إطلاق سراح «أبو مصعب» الذي لا نعرف أين توجه في سورية المضطربة، وقعت تفجيرات غامضة في حلب، ثم أعلن الأميركيون أنهم يرون بصمات «القاعدة» هناك، وتحديداً «قاعدة العراق»، الذين لم يتأخروا هذه المرة في إصدار بيان مفصل لا يتبنى العملية بوضوح، ولكنه مؤيد «للجهاد في سورية»، هو الأكثر صدقية من كل…
الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢
على ذمة أحد الأصدقاء أن بعض المشايخ من تهامة اجتمعوا مرة بشيخ في الرياض وكان النقاش حول تحريم «القات». قال أحد الحضور موجهاً حديثه لمضيفهم في الرياض: «يا شيخ ما عندنا إلا القات والحشيش». ثم بدأ جدال صاخب حول تحريم الحشيش. غضب الوفد الزائر من مضيفهم وظنوا أنه شيخ متزمت إلى درجة أنه يحرم «الحشيش» الذي هو قوت «حلالهم»! ولما تبين أن أهل الجنوب يسمون العشب بـ»الحشيش» أدرك الشيخ المسألة وضحك الجميع من «سوء الفهم» الذي حدث. لا أعرف مدى دقة القصة. لكن الحقيقة أن بعض القضاة القادمين من مناطق بعيدة عن تلك التي يعملون بها قد لا يدركون مسائل لغوية وثقافية واجتماعية في المجتمعات الجديدة التي يعملون بها. يخبرني صديق من نجران قبل أيام أن هادي آل مطيف حينما سئل في محكمة التمييز إن كان يعترف صراحة بالردة فأجاب بنعم. لكنه تبين فيما بعد أن قصده كان تراجعه عما قال في لحظة طيش. فمصطلح «مرتد» عند هادي، وهو البدوي…
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢
من أهم الاستثمارات السعودية هي تلك التي أنفقت على تأهيل الطبيب السعودي. كانت الجامعات والمستشفيات السعودية تبتعث المميزين من خريجي كليات الطب لإكمال مشروع “الزمالة” في أرقى الجامعات والمراكزالطبية في كندا وبريطانيا وأمريكا. الطبيب السعودي اليوم”ماركة” مميزة عربياً -وأحياناً عالمياً- بإنجازاته العلمية المتفوقة. وحينما أكتب عن “الطبيب” السعودي فإني أشمل الطبيبة السعودية أيضاً. لكنني مؤخراً سمعت عن “هجرة” بعض أطبائنا المؤهلين بتفوق. وسمعت أيضاً عن تردي رواتب كثير منهم في المستشفيات السعودية، حكومية أو أهلية، مقارنة بأقرانهم من حاملي الجنسيات الأوروبية والأمريكية. وأرجو أن يكون ما سمعته وقرأته عارياً من الصحة. لست بحاجة للتذكير بأن أهم الاستثمارات في أي بلد هي تلك التي تستثمر في الإنسان. والسعوديون اليوم مميزون (على مستوى المنطقة) في الطب وفي أعمال البنوك والإعلام. لكن يبقى الطبيب في رأس أولويات الاستثمار. والطبيب المتميز إن لم نوجد له البيئة الملائمة، من مستشفيات ونظام إداري لائق وامتيازات في الرواتب والخدمات الأخرى، فلماذا نستغرب إن قبل بعروض عمل خارج…
علي الظفيريكاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004.
يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢
إن التطاول على مقام رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس عملا مرفوضا ومدانا ومستهجنا فقط، بل تعبير واضح لا لبس فيه عن أزمة نفسية وارتباك كبير ودرجة عالية من عدم المسئولية لدى المتطاول، ما معنى أن تكتب بضع عبارات في تويتر تتناول فيها مقام النبوة بشيء من عدم الاحترام والتقدير لمكانة الرسول، وأنت هنا لا تقدم رؤيتك النقدية أو فهمك المكتمل والمغاير للسائد، أنت فقط تعبث بمشاعر الملايين من المسلمين عبر عبارات لا قيمة لها، أنت هنا تقدم عدم احترامك لنفسك وللآخرين باستسهالك الأشياء العظيمة، يستطيع طفل جذب الانتباه بافتعال أشياء شبيهة، وينتج عن هذا إشغال الناس بالصراع والجدال الذي لا ينتهي. أعرف حمزة عبر تويتر، وكنا قد تراسلنا أكثر من مرة عبر الموقع، اطلعت على بعض مقالاته في جريدة البلاد، كتب أشياء عظيمة عن قضية المعتقلين وعن الثورات العربية وقضايا الناس، قلمه جميل ووعيه وإحساسه في هذا الإطار أجمل، ولما استضافتني مكتبة جسور في جدة كان حاضرا، ورغم معرفتنا…
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢
لا يمكن لأمة أن تحقق حضارة من دون مثقفين ومبدعين. أولئك الذين يخرجون عن التقليدي في التفكير غالباً ما يشكلون نقلة نوعية في الثقافة وفي الحياة إجمالاً. ثقافتنا قليلاً ما تشجع على التفكير المختلف. تأمل في المقولات التالية: «من خاف سلم». أو: «من خرج من داره قل مقداره». أو «يارب لا تغير علينا». تلك فقط نماذج لغوية تعكس نمطا في التفكير يشد المرء للوراء كلما فكر «خارج الصندوق»! هكذا مفاهيم لا يمكن أن تنفع شبابنا لمواجهة تحديات المستقبل التي تتطلب جرأة في التفكير وأحياناً «مغامرة» في اتخاذ القرارات. في المقابل، ثمة أمثلة حقيقية من بيئتنا نجحت لأنها كسرت الروتيني وتجرأت باتخاذ قرارات ما كان لها أن تنجح لولا روح المغامرة التي صاحبتها. تقول العرب: «فاز باللذات من كان جسورا». والجسور هنا هو الجريء في اتخاذ قرارات مهمة ومختلفة. فهل كان سميح طوقان -مثلاً- ليحقق النجاح المبهر لمشروعه (مكتوب) لولا جرأته وإيمانه بفكرته؟ لم يستسلم سميح للمصاعب التي أحاطت ببدايات مشروعه…
الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢
قبل البارحة، شاهدت في دبي فيلم “المرأة الحديدية” الذي يحكي جوانب مهمة من حياة مارغريت تاتشر. مر الوقت سريعاً لروعة الفيلم و إبداع مخرجه. يصور الفيلم قصة تاتشر في تألقها السياسي وإصرارها أن تصل لما أرادت أن تصل إليه. في شبابها كان مستغرباً على المرأة في بلادها أن تخوض غمار السياسة أو أن تتحدث في حضرة الرجال عن الشأن العام. ولأنها ابنة “بقال” فقد كان من شبه المستحيل أن تدخل دوائر النخبة السياسية البريطانية. كان مستنكراً عليها أن تطمح في أي منصب إداري أو دور سياسي. ومع ذلك كانت أول سيدة بريطانية تصل منصب رئيس الوزراء. نتفق أو نختلف على سياسات تاتشر و مواقفها لكن الفيلم يشرح بإبداع كيف اكتسبت هذه الأسطورة السياسية لقب السيدة الحديدية. فيلم يستحق بكل اقتدار أن يدخل قائمة أفضل الأعمال السينمائية الحديثة. ومع ذلك فقد غفيت قليلاً – خلال الفيلم- في أسئلة بدأت بتاتشر و طالت قصة مجتمعي مع المرأة و السينما والعالم: ما ذا…
الإثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢
وشهد شاهد من أهلها! لقد ثبت علمياً أن جميع أجناس البشر ينحدرون من أصول عربية. يعني أن كل العالم عرب! هكذا خلصت دراسة في علم الوراثة بجامعة “ليدز” حسب ما نشرته مؤخراً وكالة أنباء الشرق الأوسط. إذن نحن أصل العالم؟ وكل أجناس البشر، من أقصى الشرق وأقصى الغرب، هم أولاد عمنا ومنا وفينا؟ لكنني حينما قرأت الخبر سألت نفسي: وهل نحن ناقصون استعراضاً وتعالياً على كل الأمم؟ ألم نمن على العالم أننا اكتشفنا الصفر ولولا هذا الصفر العظيم لما نشأت حضارات ولا ظهرت اكتشافات؟ ألم نرفع ضغط العالم بالخوارزمي وابن سينا وابن بطوطة؟ ألسنا من أشغل نفسه وأشغل العالم كله بالحديث الطويل والممل عن أمجاد الماضي وأخباره، الصحيح منها و”المزبرق”؟ اليوم معنا كامل الحق أن نذّل العالم كله بهذا الاكتشاف الجديد. فشكسبير فعلاً طلع الشيخ زبير كما أفتانا القذافي وسخرنا به. وسيتسابق العرب على تصنيف أصول مشاهير العالم ومجانينه. سيظهر لنا من يزعم أن بيل كلينتون من حمولته وآخر سيقسم…