آراء

النهضة والسؤال

الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢

العقل الكسول يميل عادة للإجابات الجاهزة. صاحبه لا يملك همة التفكير المستقل. ولا قراءة الأحداث لفهمها. هي مسألة سهلة وسريعة وغير مكلفة أن تقدم له الإجابة جاهزة. نحن في عصر السرعة. لا وقت لدينا للتفكير. "لا تفكر… نحن نفكر عنك"! نحن لا نعيش عصر الوجبة السريعة فحسب لكنّ قطاعاً واسعاً منا يعيش عصر الفكرة السريعة. اللحظة السريعة. لماذا نشغل أنفسنا ونضيّع وقتنا في قراءة كتب التاريخ والفلسفة؟ نستطيع أن نصل للإجابات الكبرى والصغرى ونحن مستلقون على كنباتنا وأمام التلفزيون. كل ما عليك أن تفعله أن تسلم عقلك وقلبك للإجابات السريعة والجاهزة والمكررة. وشخص ما، أمامك في الشاشة التي تقابلك، ينوب عنك في التفكير وفي السؤال وفي الإجابة. الإجابات العظيمة تأتي بها الأسئلة العظيمة. والإيمان العميق يأتي بعد الأسئلة العميقة. في السؤال شك. وفي الشك بحث عن إجابات. هكذا تنشأ الأفكار الكبرى. إنها تبدأ بسؤال، أو أسئلة. والنظريات الكبرى تقوم على أسئلة مهمة وملحة. طالب الدكتوراة يبني أطروحته على أسئلة أساسية…

خطاب «الفضيلة» في مجتمع «الفضيحة»!

الإثنين ٠٩ يناير ٢٠١٢

من منا بلا خطيئة فليرفع يده كي ننزله منزلة الأنبياء والصالحين. هل رفع أحدكم يده؟ في حياة الإنسان غالباً لحظات ضعف وتهور وسوء تقدير. يكاد يكون مستحيلاً أن يحيا المرء من دون خطيئة. مسكين من انفضحت خطيئته في محيط منافق يسن سكاكين الشماتة والتشهير بمن ينكشف أمره. وهؤلاء الذين يفرحون بفضيحة من حولهم تناسوا أنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء، ولو صارحوا أنفسهم قليلاً لاستحضروا “لحظات سوداء” في مرحلة ما من حياتهم. وهنا نفرق بين "الخطيئة" التي فقط الأنبياء وحدهم معصومون منها، وبين "الجريمة" التي هي في الأصل "شذوذ" عن قيم وأخلاقيات الإنسانية. من منا نقي من خطايا عابرة، صغيرة أو كبيرة؟ ولكن ما الذي يدفع بالبعض للفرح بـ”غلطة” إنسان وبذل الجهد في الترويج لها، وما يصاحبها من إشاعات تزيد من مأساة صاحبها، ومن حوله، داخل أسرته ومجتمعه الصغير؟ أي قيم وأخلاق ومبادئ نتحدث عنها، وفينا من ينتشي فرحاً بالفضيحة ويبذل قصارى الجهد للترويج لها، وإضافة الكثير من "البهارات" عليها وحولها؟…

في الاختلاف

الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٢

في الحياة ألوان كثيرة غير الأبيض والأسود. وكذلك هي الأفكار والآراء والمدارس الفكرية. يكذب من يزعم أنه يملك الحقيقة كلها أوكاملة. وما آراؤنا وأفكارنا إلا محاولات نسعى بها لتفسير الأحداث من حولنا أو فهم معنى الحياة التي نعيشها. ولهذا ليس من العقل ولا من الحق أن نلغي الرأي الذي لا يوافق رأينا. ومهما اختلفنا في رؤيتنا للأحداث هذا لا يلغي أننا قادرون على التعايش السلمي والإنساني مع من يختلف معنا في الفكر والرأي. أستغرب من أولئك الذين يظنون أنك إن لم تكن تماماً موافقاً معهم في الرأي فأنت ضدهم أو أنك عدوهم اللدود. وكثيراً ما أستغرب من أولئك الذين ينزلقون إلى "مهاترات" أو "شتائم" في تعبيرهم الانفعالي عن اختلافهم مع أصحاب الرأي الآخر. الاختلاف شيء والشتيمة شيء آخر. الحوار شيء ومصادرة الرأي الآخر شيء مختلف. تذكر دوماً أن "الحقيقة" أحياناً فكرة غير ملموسة، كل يراها بعين مختلفة. تجاربك وثقافتك وأساليب تعليمك شكلت كثيراً من قناعاتك التي تحولت مع الوقت إلى…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

غلطة الشاطر بألف

الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٢

لم يتمكن الزميل صالح الشيحي من التحكم بانفعالاته خلال حلقة "يا هلا" التي عرضتها "روتانا خليجية" الأسبوع الماضي، وأدارها علي العلياني باقتدار، خاصة حين طلب إقفال الصوت عند احتدام الملاسنة الهاتفية على الهواء بين الشيحي والكاتب أحمد العرفج، إذ بدأ تراشق الاتهامات بينهما ليصل حد إعلان "عدم الاحترام"! ولم تكن الألفاظ المتبادلة ترضي أيا من قرائهما أو الجمهور الذي كان يتابع الحلقة. لم تصل الحلقة إلى نتيجة حول "الخزي والعار" الذي رآه الشيحي أثناء انعقاد المؤتمر الثاني للمثقفين السعوديين، وتحدث عنه في تغريدته على "تويتر". تلك التغريدة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، وأعادت صراع التيارات إلى الأضواء، ومن يتابع التعليقات على "تويتر" و"فيس بوك" و"يوتيوب" يكتشف حدة الانقسام المجتمعي حول فكرة المخالفات الشرعية وما يجوز وما لا يجوز في الملتقيات الثقافية. رغم أن موضوع "يا هلا" لا يستحق هذا الجدل حسب رأي ضيف الحلقة الكاتب عبده خال، إلا أنه بالإضافة للزميل عضوان الأحمري، تحدثا خلال الحلقة بهدوء وأعطياها عمقا.. ولو…

هند الأرياني
هند الأرياني
ناشطة سياسية واجتماعية ومدونة يمنية مقيمة حالياً في بيروت، نشر لها مقالات في عدة صحف منها جريدة السفير ويمن تايمز والجمهورية والمصدر أونلاين، حاصلة على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر من اليمن وماجستير في إدارة الأعمال من بيروت، وتعمل حاليا كمحللة سياسية.

لماذا يوم بدون قات؟

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

لن أقول ان القات مضر بالصحة..والأسنان ..والمال..والعيال المحرومين من الغذاء لأن اهاليهم يفضلوا شراء القات...لن أقول كل هذا..كل إنسان حر في نفسه، فمن اراد ان يهمل صحته وابناءه هذه حرية شخصية بحته خاصة ان الكل يعلم بأضرار القات، ولكن مايهمني من هذا كله هو بلدي، بلدي التي تعاني من شحة المياه ومع ذلك يقدر استهلاك القات للمياة بـ 800 مليون متر مكعب سنويا، مقابل 25 ألف طن, لماذا ؟ الجواب: من أجل ساعات من التخدير. ما يهمني هو إسم اليمن، هذا الإسم الذي ارتبط في اجهزة الإعلام بصور أشخاص يملئون افواههم بالقات، إسم اليمن برز مؤخرا بشكل أجمل مع مجيء الثورة ولكن القات ظل في افواهنا، لن أقول ان تتركوا القات لأني أعلم أن هذا شيء من الصعب تحقيقه في أيام او حتى في سنة..ولكن ما اريد ان أقوله ان حملة «يوم بلا قات» هي حملة ترمز لرغبتنا في التغيير الحقيقي، هذه الحملة ستجعل كل من هو ليس يمني يعلم…

بين «الفالة» و»الداجة»!

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

عرفت "الفئة الفالة" أولاً عن طريق الزميل مشعل القرقاوي. فبعد أن حدثني عن إعجابه بإبداعات نجمي البرنامج، عمار ومحمود، شاهدت على اليوتيوب مجموعة من الحلقات "الفالة". شاهدت نوعاً راقياً من الكوميديا المحترمة تلك التي تقدم لك رسالة هادفة بلغة عصرها. إننا مع "الفئة الفالة" أمام نموذج جديد من نجوم الكوميديا الشباب ممن يقدم الفكرة المفيدة على التهريج ويختصر لك المشهد في دقائق قصيرة تحفزك على التفكير وأنت محتفظ بابتسامة تلقائية. المثير في تجربة جيل "اليوتيوب" من نجوم الكوميديا الجدد أنهم فرضوا أنفسهم -وخطهم الفني المختلف- من دون حاجة للمؤسسات الإعلامية التقليدية، تلك التي ما زالت حامية حمى أبطال التهريج باسم الكوميديا والمسرح. انتهى عصر المسلسلات الكوميدية الطويلة تلك التي تصطنع الموقف الضاحك وتخلط بين الفن والتهريج والخالية من أية رسالة. خليجياً، ومنذ "درب الزلق" قليلاً ما رأيت أعمالاً تحترم العقل وتضفي المرح. حينما تدرك مؤسساتنا الإعلامية التقليدية أنها مضطرة أن تستقطب النجوم الجدد، فستعرف أنها أمام جيل جديد ومختلف يؤمن…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

الغام على الطريق… السلفيون وشباب الثورة والاقتصاد المتردي

السبت ٠٧ يناير ٢٠١٢

تشهد مصر انتخابات رئاسية منتصف 2012 «ما لم تحصل حرب أهلية!» قال ذلك باحث في معهد القوات الملكية البريطانية في لندن في مقال نشر في صحيفة «الدايلي تلغراف» الأسبوع الماضي. «فأل الله ولا فالك»، ولكن جملته المزعجة هذه إنما هي قراءة مستقبلية «محتملة» لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في مصر، يقرأها الإنكليزي ببرودته المعتادة وهو بعيد في لندن روحاً وجسداً مما يحصل في شرقنا «الناهض» بينما ننزع نحن أن نقرأ الحدث بتحليل متوافق مع رغباتنا. من الأفضل للمصري صاحب العلاقة الأول، والعربي صاحب العلاقة الثاني الاستعداد «لأسوأ الاحتمالات» حتى لا ينفجر لغم سياسي في وجهه من غير أن يكون مستعداً له. الألغام كثيرة في مسيرة «الربيع العربي» خلال 2012، ليس في مصر بل في كل دول «الربيع»، ولكن مصر الأهم والأصعب ونجاح مصر نجاح لـ «الربيع العربي» كله. للديموقراطية هناك خريطة طريق-وهذا جيد- وضعت بالتراضي بين المجلس العسكري «الحاكم» والقوى السياسية الرئيسة، حدد فيها مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وحتى…

دبي في رأس السنة !

الجمعة ٠٦ يناير ٢٠١٢

نعم.. تبهرني المنجزات الكبيرة ويبهرني الإنسان المبدع ممن يفكر خارج "صندوق" المألوف والمكرر. وتبهرني كذلك المدن الحية التي لا ترضى بما دون “العالمية”! والانبهار عندي ميزة وليس نقيصة. ومن لا تبهره المنجزات الحضارية الكبيرة، في الشرق أو في الغرب، فتلك مسألة تخصه وحده. لا تنبهر بالمنجزات التي تبهرني لكن ليس من حقك أن تعاتبني أو تستغرب مني انبهاري بما يبهرني. يبهرني كثيراً الأستاذ إبراهيم البليهي بنبشه المستمر في ثقافة "الجهل" المنشرة في خطاباتنا، ومنها ذلك الموقف الغريب من "الانبهار" بما يبهر. فمن لا تبهره المنجزات العظيمة -حسب البليهي- فعنده ربما مشكلة! أمس حدثت زميل عن دبي صباح اليوم التالي لاحتفالات رأس السنة، حيث تجمع مئات الآلاف من الناس، من كل بقاع الدنيا، في شوارع دبي وحول معالمها السياحية. كنت هناك في وسط الزحمة. وصبيحة اليوم التالي، قدت سيارتي في ذات المكان المزدحم بالبشر، الذي بالكاد مشيت فيه قبل ساعات قليلة. ولو لم أكن هناك ليلة رأس السنة لما كنت سأصدق…

من سيشل.. درس في الوطنية!

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

في جزيرة صغيرة من جزر سيشل، في المحيط الهندي، رأيت رجلاً مسناً ينظف الشاطئ من النفايات. كان يوزع ابتساماته على الناس ويعمل بهمة واضحة. أخبرني أنه يتطوع من وقت لآخر لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. قال إن جزيرته تعتمد في اقتصادها على السياحة: الفنادق توظف أبناءنا وتتعاقد معنا لتوفير الأسماك وبعض الخدمات. يقوم اقتصاد جزر سيشل على السياحة. يندر أن تحدث جريمة هناك. فسكان الجزر الذين يبلغ عددهم 78 ألف مواطن، نشأوا بوعي أن السياحة عمود حياتهم. الوطنية إن لم ترتبط بمصالح الإنسان اليومية تظل فكرة نبيلة قد لا تترجم إلى أفعال على الأرض. الإنسان بطبيعته حريص على مصالحه المباشرة. ولأن السياحة غدت حياة أبناء الجزر في سيشل فقد نذروا أوقاتهم لها. ولهذا فإنهم يتطوعون لتنظيف الشواطئ وخدمة السائح. إنهم يدركون أن كل زائر لجزرهم يسهم في دعم اقتصادهم. من المهم أن تدرك الناس في مجتمعاتنا أن الحراك الاقتصادي الكبير في أوطانهم ينعكس، بأشكال مباشرة وغير مباشرة، على واقعهم الاقتصادي. وإن…

ابتعد عن السلبيين

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

نصيحتي لك أن تتجنب دائماً تلك النوعية من الناس التي يطغى تفكيرها السلبي على أي فكرة إيجابية. حينما تفكر جيداً في فكرة ما وتصل لقناعة تامة بجدواها، استشر أهل المعرفة من الناس الإيجابيين. حذار من استشارة من يقدم العقبات على الحلول ومن يذكرك باحتمالات الفشل أكثر من إمكانيات النجاح. ثمة نوع من الناس يجيد صف قائمة المحاذير أمامك فيربكك وأنت تهم بمشروع قد عقدت العزم على البدء فيه. هؤلاء يبالغون في تحذيرك من الفشل وأنت تخطو خطواتك الأولى. تذكر أن الفشل ليس نهاية الدنيا. بل ما من تجربة نجاح إلا وفي بداياتها قصص مع الفشل. وأهم الدروس التي نتعلمها في حياتنا هي تلك التي ندفع أثمانها. لا تكتئب حينما تفشل. لكنك ستكون في موقف محرج مع نفسك ومع من حولك إن كررت الفشل لأنك لم تتعلم من تجربة الفشل السابقة. حقاً: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". المرة الأولى لك. أما الثانية فهي عليك. ولهذا أكرر عليك النصيحة أن تحيط…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الــ……… وأمور أُخرى

الخميس ٠٥ يناير ٢٠١٢

1- الربيع تتلاحق فصول السنة.. وما بين حر ومطر وبرد وأوراق أشجار متساقطة تنوعت المشاهد، وحده الربيع تميز عن باقي الفصول فأصبح مصطلحا في كل بلد قرر شعبه أن يتنفس، فأعلن الثورة وتمرد على الــ......... وخرج إلى الساحات مناديا بسقوطه. 2- لا شيء هناك وهناكم وهنالكم.. لم يدرك الـ........ أن قمع المتظاهرين وقتل بعضهم لم يعد يرهب جماهيرَ لاحت لها خيوط الحرية، صارت تلتهب أكثر كلما قمعت أكثر. فأطلق الـ........... جيشه ورجالاته لإخماد البركان، ولكن هيهات يقدرون على ذلك إلا إذا قرر الـ......... أن يبيد الشعب كله، وباستثناء أزلامه يصبح حاكما على لا شيء. 3- القطار في بلد ما قال الـ........ "فهمتكم" بعد فوات الأوان، فأطاح به الشعب لينال توبيخا من الـ.......... المجاور لأنه لم يصبر، وما أن انتفض شعب هذا المجاور حتى سالت أنهار الدم لينتهي مقتولا. وهي نهاية أسوأ من ذلك الـ........ السجين الذي يخضع للمحاكمة بتهم عدة. أما الـ........ الذي هتف له برلمانه "بالروح... بالدم" مع شرارة…

من ورط شبابنا في سوق الأسهم؟

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٢

انظر حولك فإن لم تجد من تنطبق عليه القصة التالية فلك أن تتجاهل هذه الفكرة أو تصف صاحبها بالغباء! شاب في مقتبل العمر لا يزيد راتبه عن 8000 ريال. هو بمقاييس يومنا شاب محظوظ. تزوج وأنجب طفلين. مثله مثل ملايين الشباب حوله، يسكن بالإيجار. ذات يوم وقد رأى البلاد كلها منشغلة بالأسهم في سوق كانت – وقتها – شبه مفلوتة. الحوت الكبير يلتهم الصغير. لا قوانين صارمة تمنع التلاعب والتحايل. وكل الناس من حوله منغمسة في معمعة الأسهم. اشترِ بمائة ألف اليوم تبع بمائتين غداً. والبنوك تكاد تطرق بابك بكل إغراءات الربح السريع. ثم وقعت الواقعة. وما زال مثالنا أعلاه متورطاً في ديونه للبنك الذي مهد له الطريق ثم جرجه نحو ورطة الدين الثقيل. هو الآن يدفع نصف مرتبه لتسديد دين البنك. إنه يدفع نصف راتبه لتسديد دين في استثمار خاسر من أصله. ولو كانت هذه الحالة استثنائية لقلنا متهور يستحق ما أصابه. لكنها قصة جيل شاب ورطه مناخ الأسهم…