الإثنين ٠٧ مارس ٢٠٢٢
قد تتكرر الأحداث الكبرى في حياة الشخص، فيعيش الحدث مرتين. ففي 100 عام وقعت حربان عالميتان وحربان باردتان (بدأت الحرب الباردة الثانية، حسب المراقبين، بعد وصول أوباما إلى الحكم، وتحديداً بعد ضم شبه جزيرة القرم). ومنذ 170 عاماً، غزت روسيا أوكرانيا، وغزتها مجدداً عام 1939، وها هي تفعلها ثالثة، اليوم. يحدث ذلك لأسباب كثيرة، منها أن وجود الوجوه نفسها قد يكون سبباً لتكرار الحدث. هتلر مثلاً كان جندياً في الحرب العالمية الأولى، وشن الحرب العالمية الثانية خصيصاً للانتقام من نتائج الحرب الأولى. فلاديمير بوتين، ضابط المخابرات السابق، صُدم من سقوط الاتحاد السوفييتي، وصبر 22 عاماً ليعيد بناء الإمبراطورية أو كياناً يشبهها، فمن الغباء العودة إلى نظام مهترئ، أثبت فشله، لذا فإن بوتين يخطط لشيء آخر، يحمل بعض سمات الكيان السابق. منذ الحروب النابليونية في أول القرن الـ19 وحتى اليوم، فإن السيناريو هو نفسه، يقرر رئيس أو إمبراطور التوسع، وضم أراضٍ مجاورة، فتتحالف العواصم الأوروبية ضده، ويُهزم، لم يتغير السيناريو قط.…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠٢٢
التقدم غير المسبوق الذي حققته الإمارات في منظومتها الحصينة ضد كل أشكال الجريمة المالية، جاء بشهادة دولية من مجموعة العمل المالي «فاتف»، وهذا النجاح، جاء نتيجة حتمية لجدية العمل والالتزام الاستثنائي، استناداً لعوامل كثيرة، تدخل ضمن رؤية الإمارات الاستراتيجية، وإن كان أهمها، إيمان الدولة بترابط النظام المالي العالمي، والتزامها بحماية هذا النظام من أي مهددات، فإن تعزيز الإمارات لأمن منظومتها المالية الرصينة، يصب أيضاً في هدف بالغ الأهمية، ضمن استراتيجية الارتقاء بمكانة الدولة، كمركز محوري عالمياً، في الاقتصاد والتجارة والمال. ما يعنيه ذلك بوضوح، أن دوافع الإمارات في تسريع إجراءاتها لتقوية منظومتها في مواجهة ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، تأتي من أولوية وطنية استراتيجية في المقام الأول، تتمثل في جعل الدولة واحدة من أقوى الاقتصادات، وأكثرها احتراماً في العالم، الأمر الذي قطعت فيه الدولة أشواطاً فارقة، ويظهر عبر الثقة التي لا تضاهى ببيئتها الاقتصادية، من جميع أوساط ومجتمعات الاقتصاد والأعمال العالمية، وما نراه من إجراءات متواصلة، يبرهن على…
الإثنين ٠٧ مارس ٢٠٢٢
هو هكذا يبدو في الحياة، وهو هكذا يمعن في غزل الحرير بين الرمش والرمش، هو هكذا يستدعي المشاعر كي تحضر، وكي تخيط قماشة الوجد، والسد، وتعمل على تلوين شرشف الرفاه بلون كزرقة السماء، وذهبية الصحراء، وبريق البحر. الإمارات وهي تشب نحو المستقبل ترنو إلى الماضي بيعين لا تغشيها غاشية، الأمر الذي يجعل من التناغم بين الإمارات كما هو التناغم بين موجات موسيقى قيثارة الكون التليد. ربط أبوظبي ودبي بالخط الرئيس القطار الاتحاد، هو فتل لخصلات الضفيرة الواحدة، هو خيط السلسال في العنق، يضيء النحر، ويملأ الصدر رحابة، كأنها وعي السحابة في ضمير الوجود، هكذا يشعر المتأمل لهذا السعي، وكيف يسير بالركب نحو غايات لم تبلغها الشمس، ولم ينل ودها القمر، لأن الإمارات وجه له سحنة العفوية، وله سمة الأبدية في صياغة الجمال، وصناعة المشاريع ذات الدهشة المجلجلة، والبريق المذهل. اليوم ونحن ننعم بمذهلات القرن الواحد والعشرين، نشعر بأن للإمارات أجنحة من بيارق النجوم، وأشرعة من نسيج الغيوم، تحلق في الفضاءات…
الأحد ٠٦ مارس ٢٠٢٢
لا يخفى على متابعٍ، الجهودُ الإماراتية المتواصلة والحثيثة في ما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، انطلاقاً من نهج متكامل استطاع أن يقدم للعالم واحدة من أفضل التجارب التنموية وأكثرها شفافية، عبر مسيرة حضارية متسارعة لم تغب عنها يوماً السياسات المالية السليمة. كان -ولا يزال- الهدف الرئيسي لهذه الجهود هو تعزيز بيئة عمل حديثة ومرنة ومتماسكة، تحكُمها قاعدة تشريعات وأنظمة؛ من شأنها الحفاظ على تنافسية الاقتصاد وجاذبيته الاستثمارية، بالتوازي مع دور الإمارات الإيجابي الذي تقوم به في حماية سلامة النظام المالي العالمي. بمهنية والتزام لافتين، تعاملت بلادنا مع ملف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ولديها في هذا الصدد الكثير من الإجراءات المهمة الفاعلة التي تفخر بها. فقد أدخلت تحسينات تشريعية وإجرائية تواكب المستجدات والتطورات، وأنشأت المحاكم المتخصصة لجرائم غسل الأموال بما يضمن مواجهتها وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، واتخذت العديد من الخطوات والإجراءات بالتنسيق والتكامل مع مختلف الجهات المعنية، ضماناً للالتزام المستمر بالمعايير الدولية ذات الصلة. كما تبنّت بلادنا التقنيات الحديثة…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٠٦ مارس ٢٠٢٢
إن تغيير توجهات الفرد، وتحويل خياراته وتفضيلاته في الحياة من شكل إلى شكل آخر، وإقناعه بالقراءة مثلاً، وتعويده على زيارة المتاحف أو دور الأوبرا، وهكذا، ليس أمراً سهلاً كما قد نتخيل، إن تربية الإبداع علم قائم بذاته، وتربية الذائقة لدى الإنسان طريق طويل ومكلف. وليس بالعمل الذي يمكن إنجازه في غمضة عين، إنه يحتاج لزمن واستعداد واستمرارية وإرادة مجتمعية أيضاً. في الحقيقة إننا بحاجة في هذا الاتجاه إلى أن يعمل المجتمع والإعلام ومؤسسات عديدة على الاهتمام بالإبداع وتطويره دون تردد أو تشكك، ولعل تطوير علاقة حميمة مع الكتاب والسينمائيين والمفكرين وعناصر المعرفة الأخرى هي أكثر أشكال الاستثمار الإنساني العميق والحقيقي، الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي شيء آخر. كثير من شبابنا توجهوا وبقوة نحو الكتابة والتشكيل والسينما والعمل الإبداعي المستقل وبعيداً عن المؤسسات البيروقراطية، وبدأنا نسمع ونتابع بشغف وحرص بروز أسماء شابة تبشر بمستقبل واعد إذا تم الاشتغال عليها ثقافياً ومعرفياً، نحن هنا لا نستعجل نضوج التجربة ولا قطف الثمرة…
السبت ٠٥ مارس ٢٠٢٢
في الوقت الذي ترتعد فيه الفرائص، من شديد ما تبديه الطلقات من فحش، وتوحش، نجد الإمارات بحزمة الأخلاق العالية، والقيم الرفيعة، تحضر وفي الأيدي بلسم التداوي، وأكسير الحياة، وفي وقت نفض فيه العالم يديه متفرجاً، مبهوتاً لما يحدث على أرض من سكنی البشر، نجد الإمارات تكسر حاجز الصوت، وتمضي قدماً متأزرة بإرادة الأوفياء، متأبطة حالتها الإنسانية من دون وجل، أو توجس، حيث الواجب الإنساني يغلب على كل الاعتبارات، ويفوق كل التصورات، فها هي تطور الديار، وتنعم بقيمها، وشيمها، وقدرتها على اختراق نواصي الخلافات بين الدول، مقتنعة بأن الحل هو أن تتواصل الدول، وأن تعمل جاهدة على كنس غبار الأحقاد، ليحل السلام، وتمتلئ جعبة الكون بعطر التسامح ونهج الكرماء في هذا الوقت الذي تدور فيه رحى الكراهية، وتطحن أرواح الأبرياء، وتخوف الأطفال، وتروع النساء، تدخل الإمارات من نافذة العفوية، وبراءة الأصفياء لتضع يداً على جبين من فقدوا المأكل والمسكن، وتعضد من فقد الأمن والطمأنينة. الإمارات في الزمن الذي تتأكل فيه شحمة…
الخميس ٠٣ مارس ٢٠٢٢
هذه هي الحرب فلا تستغربوا تضارب الأخبار واختلاف الروايات، فكل الأطراف في المواجهات المباشرة لا تقول الحقيقة، وأقصد هنا الحقيقة المحايدة والمجردة من العواطف، ولا يمكن أن تطالب بذلك، لأنها تنطلق من رؤية وطنية لحدث مصيري، حيث يصطف الجميع خلف جيش بلادهم، ويدعمون مواقف قياداتهم، دون أن يناقشوا الخطأ والصواب، فتلك «السفسطات» يحين وقتها بعد أن تعود الأسلحة إلى مخازنها والجنود إلى ثكناتهم. أوروبا تريد من «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» أن تكونا محايدتين في حرب أوكرانيا وألا تنحازا لبلادهما، وهذا طلب يثير الدهشة، فأوروبا هي أول من اخترع فنون استخدام الإعلام في المعركة كما يقولون، وكان الراديو فاعلاً في الحرب العالمية الثانية، منها كان يستقي الناس تطورات الأحداث ومتغيراتها، ويستمعون إلى تطمينات القادة، ويتابعون تراجعات الأعداء وهزائمهم في الجبهات، سواء كان ذلك واقعاً أو من نسج خيال معد التقارير الجالس خلف مكتبه في الإذاعة، وفي المقابل كان «غوبلز» وزير الدعاية النازية وصاحب قواعد التأثير النفسي للإعلام خلال الحرب يواجه بقية أوروبا…
الخميس ٠٣ مارس ٢٠٢٢
بعض الجهات وبالأخص شركات الخدمات التي أنيط بها إدارة بعض المرافق العامة والخاصة لا تنظر لما أسند إليها من تعهيد إلا من منظور واحد، تحقيق أقصى ربحية باستحداث وابتكار رسوم «غريبة»، من دون إدراك أبعاد المبالغة في فرض وتحصيل تلك الرسوم التي تمثل عبئاً يثقل كواهل المتعاملين معهم، وتترتب عليه تداعيات تمسهم وتؤثر عليهم. قبل أيام، تابعت ما تعرض له أحد الإخوة المواطنين من جانب شركة خدمية مسؤولة عن تكييف المبنى الذي يقطنه في العاصمة، فخلال فترة العمل عن بُعد، كان في مدينة أخرى لبعض الوقت، وعندما عاد لمسكنه فوجئ بقطع خدمات التكييف عنه، ذهب مستفسراً قيل له إن قطع الخدمة بسبب تأخره في سداد فاتورة بقيمة 400 درهم، ولاستعادتها خلال 48 ساعة عليه دفع المبلغ المستحق مضافاً إليه غرامة تأخير قدرها 1050 درهماً، أما إذا أراد استعادة الخدمة بصورة فورية، فمطلوب منه إضافة 500 درهم لتلك المبالغ، ليجد نفسه مطالباً بدفع 1950 درهماً عداً ونقداً لتسوية فاتورة بقيمة 400…
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢
تسعى دولتنا دائماً لتكون مركزاً تجارياً مستقطباً ومشجعاً للاستثمار، ونشاهد بين حين وآخر توجهات وسياسات حكومية لتغيير منظومة الأعمال التجارية، لتواكب التطلعات العالمية، والمحافظة على مكاسبنا الوطنية في هذا الجانب، ومن بين تلك التوجهات التي يقال عنها هنا وهناك أن حكومتنا ستتوجه في الأيام المقبلة نحو تطبيق مبادئ التجارة الحرة، والسماح للجميع بأن يكون جزءاً من هذه التجارة، بعيداً عن التوكيلات والوكالات التجارية التي تحد في كثير من الأحيان من مبادئ المنافسة العادلة، وتستغل المستهلكين، لعدم وجود من ينافسها. ربما تظهر هذه المشكلة جلياً في وكالات السيارات، حيث يوجد فرق كبير بالسعر بين السيارات المبيعة داخل الوكالة وخارجها، وفي المقابل يقدم الوكيل خدمات بسيطة لا تتناسب مع حجم الفرق بين السعرين، وفي جانب آخر، إن بعض وكالات السيارات ترفض استيراد سيارات بمواصفات مخصوصة، لحجب سياراتها عن فئة من الناس، وجعلها مناسبة لطبقة معينة، وقد أخبرني أحد الأصدقاء عن سيارة تُباع في دولة مجاورة، وتختلف بمواصفات بسيطة جداً، تكاد لا تذكر،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢
حليب أسود تجربة فاتنة حقاً للكاتبة ألف شفق. وهو عبارة عن مذكرات تحكي فيها عن تجربتها مع اكتئاب ما بعد الولادة، وما واجهته من مخاوف ومصاعب تجاه مرحلة الأمومة التي ستقبل عليها، ومدى تأثير المخاوف التي تسيطر على المرأة في خضم هذه التجربة، وخاصة حين تتشظى بين أمومتها وإبداعها ككاتبة وروائية، فيجف حليبها أو يتحول إلى حليب أسود في اشتباك رمزي مع لون الحبر ومعنى الكتابة، وهنا تبدأ الذات المبدعة باستدعاء الأوهام والخيالات ونصائح الجدات! إلى جانب المتعة وخفة الروح والطرافة في هذا الكتاب، فإنه كتاب يمكنه أن يعين النساء ليتصالحن مع ذواتهن المتشظية والقلقة وبأسلوب لا يثير الأسى، أو يلعب على نغمة الاضطهاد. جاء في مقدمة الكتاب (لا توجد حقيقة ناصعة مثل بياض الحليب، فلماذا أصبح الحليبُ أسودَ؟ تحت هذا العنوان اللافت للنظر تضعنا الروائية ألِف شفَق أمام سر كبير، كما في أسرار العشق الأربعين. في هذا السر تصف الروائية تجربة مظلمة لا تصيب بالضرورة كل الأمهات حديثات الولادة،…
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢
لأن المشاعر شاغلي وانشغالي، قررت التوقف في محطة جديدة تماماً في حياتي وتغيير مساري لإعداد نفسي للتعلم وللعزلة والتأمل، فقط لأراقب ذلك الطيف المتغير من الأحاسيس التي سأعيشها بسبب التجربة الجديدة منذ أن قررت مؤخراً ترك وظيفتي (والتي يعتبرها زملائي الحلم المهني لأي إعلامي) وأنا في قمة نجاحي بعد أربعة وعشرين عاماً. اتخذت هذا القرار لأعيش مشاعر جديدة وأجرب أفكاراً مختلفة، وأفعل أموراً كثيرة كنت أسرق الوقت لكي أقوم بها واعتقدت دوماً أنها ستجعلني أسعد. وها أنا اليوم بعد ستين يوماً كاملة أحاول أن أستوعب جمال هذه المساحة التي وهبتها لنفسي بذلك القرار الذي استهجنه أغلب من أعرفهم، ولكنهم وعلى ما يبدو لم يعرفوني! كنت ولا زلت على قناعة تامة بأن المشاعر الإنسانية التي نحملها عن أنفسنا وعن ما هو حولنا هي أكثر ما يثير انتباهي واندهاشي ويستفزني للكتابة، إنها عالم مثير يستدعي التأمل، والتمعن والتحليل والتفسير، بل وتغير الحال إلى حال آخر لاختبارها. وإني على قناعة لا تشوبها شائبة…
الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢
كُتبت الكثير من التحليلات عن الحرب الروسية - الأوكرانية حتى قبل بدايتها وتحدث عنها المحللون في كافة وسائل الإعلام بدءاً من أسبابها وتطوراتها وحتى النهايات والسيناريوهات المتوقعة لها. في الأزمات والحروب كل يدلي بدلوه، منذ بدء الأزمة الأوكرانية والعالم يترقب ويتابع، وبما أن الأحداث السياسة مغرية خاصة للشعوب العربية نجد أن الكل يحلل حسب ما يراه، وهنا مربط الفرس، التحليل السياسي يحتاج من المحلل امتلاك المعلومة أو جزء منها أو المهارة والقدرة على رصد المؤشرات والمتابعة الدقيقة للأحداث ليبني عليها تحليله ورأيه بواقعية علمية بعيداً عن العاطفة والأهواء الشخصية والرغبات والتمنيات. إن المتابع لما ينشر في وسائل الإعلام عن تطورات الأزمة الأوكرانية يرى أن الحرب الإعلامية أكثر حدة وشراسة من ميدان المعركة، فأحياناً يلعب الإعلام دور المعلق الرياضي في مباراة كرة القدم فيجعلها مباراة حماسية ولو تابعتها من دون تعليق لسببت لك النعاس من بطء رتمها. حقيقة أننا نتلقى المعلومات والتحليلات من وسائل الإعلام وبناء على ما نستقبله منها تتكون…