السبت ٠٥ فبراير ٢٠٢٢
لم تكن الصورة التي التقطت للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد في حاضرة الفاتيكان في العام 1951 مجرّد توثيق للحظة آنية في رحلة ما، بل كانت إشارة إلى قيمة إنسانية متجذرة في الشخصية الإماراتية، ورسالة من الراحل الكبير لكل الأجيال بأن التسامح والتعايش هما الأصل في الحياة، وأن الحوار الحضاري هو الطريق للمستقبل. اليوم، تستدعي الذاكرة هذه اللقطة، وقد تحولت دلالاتها إلى مشروع إنساني كبير، سرعان ما ترجمته الإمارات إلى «وثيقة» خرجت من أبوظبي إلى العالم تحمل الملامح نفسها والرسالة ذاتها بكل ما حوته من قيم تنحاز دائماً إلى الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من كرامة وتسامح وتعايش. ولذلك، فإننا نعتبر الرابع من فبراير من كل عام شاهداً على إنسانية الإمارات، واعترافاً دولياً برؤيتها الحكيمة للتواصل الحضاري والحوار الإنساني والقيم المشتركة وتبنّى الوسطية والاعتدال والانفتاح والتنوّع، والوقوف في وجه نزعات التطرف والكراهية وكل من يتبناها مفهوماً ولغة وسلوكاً. ففي «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» يدرك العالم جانباً من «العبقرية الإماراتية» ووعيها…
السبت ٠٥ فبراير ٢٠٢٢
تستضيف الحكومة التركية رئيسَ إسرائيل الشهر المقبل، وضمن ملفات التعاون تحاول إقناعه بمدِّ أنابيب الغاز عبر أراضيها إلى أوروبا، بدلاً من مدّه بحراً إلى اليونان. وسبقه، تطور في غاية الأهمية سياسياً واقتصادياً، هو مد أنبوب «السلام»، أو خط «الغاز العربي»، أو «الغاز المصري» الذي نشرت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» تفاصيل مبكرة. الغاز الإسرائيلي من شاطئ عسقلان، عبر مصر، ثم إلى الأردن وسوريا ولبنان. والآن يبدو أن المشروع في طريقه إلى إسطنبول مع قدوم إسحق هيرتزوغ، رئيس الدولة العبرية، ضيفاً على أنقرة الشهر المقبل. الغاز سلاح جيوسياسي حيوي، لا يقلُّ في أهميته عن التدفئة أو الطبخ. خلال السنوات الماضية عارضت واشنطن ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في صفقة الغاز مع روسيا. الآن، بعد أن حشد الرئيس الروسي بوتين مائة ألف جندي على حدود أوكرانيا، والتهديد بغزوها، أصبحت أيدي الأوروبيين مغلولة لا يستطيعون وقف التوغل الروسي، وعليهم دفع الفاتورة، حيث ارتفعت أسعار الغاز على المستهلك الأوروبي 193 في المائة. لهذا، يحاول الرئيس…
علي محمد فخروشغل منصب وزير الصحة ووزير التربية والتعليم سابقاً في البحرين. متخصص في كتابة مقالات في شؤون الصحة والتربية والسياسة والثقافة.
الخميس ٠٣ فبراير ٢٠٢٢
مثل الآخرين سيحتاج العرب أن يختاروا نوع النظام الاقتصادي الذي ينسجم مع ويقوي مكونات مشروعهم الإيديولوجي النهضوي القومي الشامل. وكما تطرح الكثير من المجتمعات مشروع الأخذ بنظام اقتصادي اشتراكي ديمقراطي اجتماعي بديلاً عن النظام الرأسمالي، الكلاسيكي منه والنيوليبرالي العولمي المهيمن حالياً، الذي شابه الكثير من العيوب والأزمات الدورية المعقدة، وبديلاً عن النظام الاقتصادي الاشتراكي الماركسي الذي فشل في تطبيقاته ونتائجه عبر سبعين سنة من تجربته في الاتحاد السوفييتي السابق... فإن العديد من المفكرين والتنظيمات العربية بدأت هي الأخرى بالحديث عن البدائل لتحل محل الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية، والاشتراكية العربية، والهجينة المختلطة، التي جربتها مختلف الأقطار العربية منذ استقلالها وإلى يومنا هذا والتي أظهرت جميعها نواقص وإشكالات في الفكر، وفي التطبيق وفي إحداث التنمية الإنسانية المستدامة. يتبين من مراجعة أدبيات المحاولات العربية أن التوجه هو للانتقال إلى نظام اقتصادي تحت مسمى «الاشتراكية العربية الجديدة»، تجمع من جهة بعضاً من المنطلقات والتطبيقات الرأسمالية الضرورية لبناء اقتصاد إنتاجي يتميز بالكفاءة والتفاعل مع مستجدات العصر…
الأحد ٣٠ يناير ٢٠٢٢
تتوالى الأحداث الإقليمية والدولية بسرعة هائلة وتتتابع الأخبار كل ساعة، بل كل دقيقة، وما إن تعتقد أنك بدأت تفهم أسباب وتداعيات حدث واحد، حتى تنشغل من جديد بحدث جاء للتو كخبر عاجل تتناقله وسائل الإعلام العالمية، فمن أعمال «الحوثي» الإرهابية ضد الإمارات والسعودية، ورصد ردود الفعل الدولية المنددة بإرهاب الجماعة المارقة في صنعاء ومن يقف وراءها، ثم الجدل حول انعقاد القمة العربية، إلى المخاوف العالمية من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا، إلى الجدالات العميقة والسطحية حول فيلم «أصحاب ولا أعز»، تجد نفسك فجأة أمام حدث آخر لم تكن تتوقعه، بل تعتقد أنك بمنأى عنه، حدث يشل حركتك ويمنعك من الخروج من منزلك... جاء (كوفيد) - هذا الضيف ثقيل الظل - ودخل منزلي دون استئذان، بل تسلل إلى غرفة نوم أولادي ليجبرنا جميعاً على البقاء في البيت انتظاراً لزوال آثاره كلية وفقاً للإجراءات الاحترازية المعتمدة في إمارة أبوظبي. فجأة، وجدت نفسي مع أولادي، على صغرهم، نتساءل عن هذا الفيروس الذي شل حركة…
الأحد ٣٠ يناير ٢٠٢٢
من أبرز ملامح التيارات الفكرية المتشددة.. أنها شرائح مغلقة على فئويتها وقداسة موروثها.. تستفزها أية محاولة قد تطال ما تراه ثابتاً وجودياً يميزها كفئة أو طائفة أو حزب عن غيرها من الشرائح الأخرى. وسواء جاءت تلك المحاولة على شكل تساؤل أو سرد لتفاصل تجربة أو معايشة واقع اجتماعي مغلق غير معلن التفاصيل، فإن حالة من الاستنفار تسيطر على مراكز القوة داخل هذه الشريحة، وتدفعها لرفع حالة التأهب القصوى، وتؤلب الجماهير كجزء من استراتيجيتها ضد كل ما تعده هزائم محتملة في ميادين الصراعات الإنسانية المزمنة. والهزيمة بكل الأحوال أمر غير محبذ حتى إن كان المهزوم هو الوهم، والعقل هو المنتصر. ما تعرض له الزميل والصديق حسن المصطفى من تقريع وتخوين ليس بالأمر الجديد، بل ربما يتطور فيما بعد، لا سمح الله، فيتعرض هو أو عائلته إلى اعتداء مشابه لتلك الاعتداءات التي طالت أغلب الباحثين في ميادين المسكوت عنه. فالتجربة التاريخية، وميدان البحث ونوعية الأطراف المنزعجة كلها توحي بأن التاريخ في هذه…
الأحد ٣٠ يناير ٢٠٢٢
أكثر ما شد كاتب المقال للمسألة الشيعية في السعودية هو ما كتبه كامل الخطي بعنوان (الإسلام الحركي الشيعي يطل على القطيف مرة أخرى)، وما طرحه حسن المصطفى بجريدة النهار العربي بعنوان (لقاء الضاحية الجنوبية.. هل يعيد العنف الثوري). وما كتبه محمد الحرز بعنوان (الحراك السياسي الشيعي وضرورة المراجعة)، ثم تلاه لقاء معه أيضاً في (سؤال مباشر) عبر شاشة العربية مع الإعلامي القدير خالد مدخلي. طبعاً هناك ردود أفعال متداولة داخل الفضاء الشيعي على هذه الأطروحات ومن أطراف (علمانية)، ومن أهمها مقالة منسوبة للكاتب البحريني علي الديري بعنوان (إلى صديقي حسن المصطفى: هل يجب ألا نخاف؟). طبعاً نحاول هنا ومن خلال استقراء الخط العام الذي تسير فيه هذه النماذج (الخطي، المصطفى، الحرز، الديري)، وكلهم من أنصار (الدولة المدنية) مؤمنين بركنها الركين في تعزيز (المواطنة) مع اختلاف الأخير (الديري) في إمكانية ذلك داخل الفضاء الخليجي لأسباب يمكن إرجاعها لمشكلة توازي (الإسلاموفوبيا) في عقول بعض الكتاب الغربيين، لنجد لدى بعض الشيعة -والديري (ربما)…
السبت ٢٩ يناير ٢٠٢٢
ماذا سيحمل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، اليوم (السبت)، إلى الكويت، ليسلمه إلى نظيره الدكتور ناصر المحمد الصباح، على هامش المجلس الوزاري العربي التشاوري، رداً على الرسالة الكويتية العربية الخليجية الدولية، التي حملها الصباح في 23 الشهر الحالي وسلمها إلى رؤساء الجمهورية والنواب والحكومة، والتي تضمنت إجراءات وأفكاراً مقترحة، في سبيل إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج والدول العربية واستطراداً مع دول العالم؟ يمكنني الجزم أنه لن يحمل شيئاً مفيداً، يرد على بنودها التي تستند في جوهرها إلى اتفاق الطائف وهو دستور لبنان، وقرارات الشرعية الدولية 1559 – 1701 – 1680، وقرارات جامعة الدول العربية وقرار لبنان «النأي بالنفس»، وألا يكون منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي باتجاه الدول العربية والخليجية.. سيحمل بوحبيب مجرد ديباجة إنشائية مملة وفارغة من أي معنى أو التزام فعلي، وهي ما دأبت الدولة اللبنانية على تكرارها في الأعوام الخمسة الأخيرة، بعدما نامت الدولة اللبنانية في كنف دولة «حزب الله»، الذي أوصل الرئيس ميشال…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢٩ يناير ٢٠٢٢
ما بعد الاستقالة أو ما بعد التقاعد، فإنني أريد من كلتا الإشارتين أو العبارتين، أن تقوداني للحديث بشيء من التأمل العميق والتفهم الحقيقي لحياة موظف ما بعد خروجه من عمله بشكل نهائي. للارتباك الذي سيغدو عليه الوقت وهو يمرره رغماً عنه، وخاصة حين لا يملك بديلاً، لمشاعره ومجموعة الضغوط والأحزان الصغيرة وانثيال التذكارات، ولحظات الأسى على ذكريات ستهاجمه بلا شك. للشعور بالوحدة في ساعات الصباح الباكر التي اعتاد فيها أن ينهض في التوقيت ذاته مسرعاً إلى المطبخ ليعد لنفسه فنجان قهوة أو إلى المكواة ليسوي ثياباً نسي تجهيزها قبل أن ينام، لحقيبته التي سيكدس فيها جهاز حاسوبه المحمول وأوراقه وهاتفه و… لتلك الخطوات المبعثرة المترددة والهائجة في كل اتجاه، ولأنفاسه المتلاحقة التي تشبه الماء في أول غليانه في إناء إعداد القهوة، متلهفاً على فنجان القهوة ومرتعباً من التأخير، من دون أن يعلم على وجه الدقة ما العاجل الذي لا ينتظر والذي سيقوم به هناك بمجرد وصوله؟ ولكنه يفضل أن يسرع،…
السبت ٢٩ يناير ٢٠٢٢
أرقام وحقائق تؤكد الريادة الإماراتية، ريادة صاغتها رؤى قيادة حكيمة جعلت من الأحلام واقعاً، ومن المستحيل ممكناً ومن المستقبل حاضراً. ريادة صنعتها الإرادة والعزيمة والعمل بدأب، اعتماداً على سواعد وعقول أبناء الإمارات. تقول الأرقام إن الإمارات جاءت الأولى عالمياً في 152 مؤشراً تنموياً واقتصادياً، والأولى عالمياً في ثقة الشعب بحكومته، والأولى عالمياً في التكيف مع المتغيرات. ومن صدارة المؤشرات الدولية إلى تربع ثلاث شركات إماراتية عرش العلامات التجارية الأغلى في منطقة الشرق الأوسط من حيث القيمة لعام 2019، وفقاً لمؤشر «جلوبال 500»، الصادر عن مؤسسة «براند فاينانس» العالمية، والذي يصنف أغلى 500 علامة تجارية في العالم، ونشرته «الاتحاد». ووفقاً للمؤشر، حلت العلامة التجارية لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في المرتبة الأولى كأغلى العلامات على مستوى الشرق الأوسط، مقدرة قيمتها بنحو 8.9 مليار دولار، وجاءت مجموعة الإمارات للاتصالات «اتصالات» في المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط كأغلى علامة تجارية للمحفظة الشاملة للمجموعة، بعد أن تجاوزت قيمتها حاجز الـ10 مليارات دولار، محققة…
الخميس ٢٧ يناير ٢٠٢٢
في الثمانينيات، كنت في زيارة عمل إلى اليمن، والتقيت بالشاعر الكبير عبد العزيز المقالح حيث أشار، وبلوعة العاشق لبلده، قائلاً، إذا لم يهرع العالم لإنقاذ اليمن، فإنه سوف ينقرض، لأن المخالب العدائية، والعصاب القهري سوف يفتك بوحدة بلدنا. اليوم شعت تلك الصرخة في رأسي، واجتاحتني القشعريرة وأنا أستدعي كلام الشاعر الكبير، وأحسست أن ما قاله يتحقق اليوم على الأرض، حيث الشوفينية تتفشى في عقول شريحة من أبنائها، وحيث الهلع يتمادى في قلوب بعضهم، وحيث الشهية مفتوحة على آخرها لاغتصاب السلطة، والسيطرة على مفاصل اليمن تحت ذرائع واهية، وحجج باهتة، وأساليب مخادعة كأنها السراب. الحوثي اليوم يتشدق بمبادئ ربما لا تقل عن أنها مجرد تخرصات كائنات بشرية، فقدت الصواب، وانتعلت الأرض البطحاء حذاءً لتقضي على الضرع والزرع، لينتهي اليمن إلى بلد فاشل، مترامٍ في جوعه وعيشه، ليس لأن اليمن فقير الموارد، بل هو بلد ثري بمدخرات أرضه، وشعبه الفرد الأبي، فالأمر يتعلق بزمرة من الناس حلمت أنها الوحيدة المنسوب إليها كل…
الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢
كانت الأساطيل الغربية تغمض عيناً وتفتح العين الأخرى، وتكتفي بما تريد أن تراه، وتسمح بمرور ما لا تريد أن تراه. سلاح بهذا الكم الهائل يصل إلى اليمن، ويسلّم إلى مجموعة يفترض أنها خارجة على القانون بحكم نص القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن الدولي، ومدرّبون يتقاطرون من لبنان وغيره رغم القيود المفروضة، ومشغّلون أجانب يشرفون على تجهيز وإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ بتقنياتها المتطورة، ولا يلفت كل ذلك أحداً من المنادين بتخفيف الضغوط على الحوثي. وعندما أراد قادة تلك الأساطيل ودورياتها في خليج عمان وعدن وبحر العرب، أن يرصدوا الممرات المعروفة لديهم، فتحوا العين الأخرى، فالعدوان على أبوظبي لا يسمح لهم بملاعبة الحوثي والذين يقفون خلفه، وفي يوم واحد، تصدر قيادات القوات الأمريكية والبريطانية بيانين منفصلين، فإذا وضعناهما جنباً إلى جنب كانا مكملين لبعضهما البعض، فهذا يحتجز سفينة محملة بمواد تستخدم في التفجيرات، كانت في طريقها إلى اليمن، وذاك، أي الإنجليزي، يحتجز سفينة تحمل مخدرات تقدّر قيمتها بحوالي 20 مليون دولار،…
الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢
نقلت وكالة «رويترز» عن كبير المفاوضين النوويين الأميركيين المبعوث الخاص لإيران، روبرت مالي، قوله إنه من غير المرجح أن تتوصل بلاده لاتفاق مع إيران في فيينا، ما لم تُفرج طهران عن أربعة مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن. ويقول مالي في مقابلة مع «رويترز»: «إنهما -قضيتان- منفصلتان ونحن نتابع كلتيهما، لكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء»! حسناً، هل نحن إزاء تصريح سياسي عقلاني، أم تصريح مستفز لمنطقتنا بأكملها؟ صحيح أن المبعوث الأميركي يراعي مصالح بلاده، ولو أحسنّا الظن لقلنا إنها قصة إنسانية، لكن ماذا عن منطقة بأكملها تعاني من الإرهاب الإيراني؟ في واشنطن يطلق على روبرت مالي «الحاج» مالي، ولا يمكن إلا الإقرار بذلك، فهل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى ويتجاهل أربع عواصم عربية دُمِّرت بسبب إيران؟ هل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى وصنعاء وبيروت ودمشق تحت سيطرة الميلشيات الإيرانية، بينما بغداد…