السبت ٣١ أغسطس ٢٠٢٤
يتطلب الحديث عن أخبار بعض كبار السياسيين في العالم، الاعتذار المسبق عن آداب النشر، ويشبه ذلك التحذير الذي يوضع في مقدمة الأفلام من أن بعض المشاهد خارجة عن القاعدة. أعتذر سلفاً عن التوقف عند كتاب جديد يحمل اسم الرئيس الأميركي «دونالد ترمب»، يروي فيه أن رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، ليس ابن والده الراحل بيار إليوت ترودو، وإنما هو الابن غير الشرعي للزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وينسب إلى والدته مارغريت ترودو قولها إن كاسترو هو الزعيم الأكثر جاذبية في العالم. وفسَّرت «الديلي ميرور»، التي كشفت عما جاء في الكتاب، صورة لكاسترو يحمل بين يديه الطفل ترودو. ويقول رئيس أميركا السابق، والمرشح للرئاسة المقبلة، إن مارغريت ترودو أقامت علاقات بجميع أفراد «الرولينغ ستونز»، وخصوصاً أشهرهم مايك بيغر. كل من كان في سن الوعي والمتابعة في السبعينات، لاحق أخبار المسز ترودو وخلاعتها. وشعر العالم بالحزن للإهانة التي تعرض لها واحد من أهم رجال الدولة في العالم. وتألم الكنديون جميعاً من سلوك المرأة…
الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠٢٤
انتقل الدمار إلى الضفة الغربية، عزلت مخيماتها، وتعالت الأصوات العنصرية مطالبة بتهجير سكانها. إسرائيل لا تجد أمامها من «يلجم» متطرفيها، لا أحد، كلهم في هذا العالم الشاسع يتحلى بأقصى درجات الجبن، ومن لا يردع قولاً أو فعلاً يخرج عن نطاق السيطرة، مثل الطفل المدلل الذي لا تصحح له تصرفاته الخاطئة، هو يعتقد أنه يفعل الصواب. منذ بداية حرب غزة في أكتوبر، تلك الحرب التي بررها قادة الدول الكبرى بحجة الرد على «مغامرة مشعل المدروسة» حسب حساباته هو وتنظيمه، لم تسلم الضفة الغربية من الممارسات العدوانية، سواء من قوات الأمن التي يقودها المنفلت بن غفير، أو من المستوطنين والمسلحين بموافقة الحكومة الإسرائيلية، وتم أسر أكثر من ثلاثة آلاف شاب دون تهم، ودون مبررات، فإسرائيل لا يسألها أحد عن مبرراتها، وقتل المئات في عمليات تصفية منظمة وممنهجة، وهدمت بيوت، واقتلعت أشجار زيتون، وصودرت أراضيها، وعندما تحرك البعض خجلاً من صمتهم المريب قيل لهم إنها ضربات استباقية، وكان رد الفعل الغربي هو التفكير…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
في يوم استثنائي آخر من نهارات الوطن، تحتفل الدولة بيوم المرأة الإماراتية احتفاء بها وبعطائها الممتد والمتميز في كل المجالات والقطاعات بل أثبتت كفاءة واقتداراً وهي سفيرة لبلادها وتمثلها خير تمثيل لكل ما أوكل إليها من مهام، كانت دوماً عند حسن الظن بها، تلبي نداء الوطن وتساهم بفعالية في تقدمه في شتى التخصصات. تمثل المرأة في الإمارات رمزاً للأصالة ومحركاً للمستقبل، هي ليست مجرد نصف المجتمع، كما هو وصف المرأة في سائر المجتمعات، بل هي هنا الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها استقرار وازدهار الوطن، من خلال أدوارها المتعددة في العمل، إضافة إلى كونها الوجه المشرف الذي يمثل الإمارات في كل مكان، نعم سيدتي لقد أثبتّ أنك استثنائية في عطائك، أيقونة لثلاثية الحب والعمل والإخلاص، في بيتك ترعين الأبناء وتغرسين فيهم قيماً تعلي شأن الوطن والتفاني من أجله فلا شيء مهما كان مهماً ونفيساً يسمو على حب الإمارات. إن هذا اليوم ليس سوى رمز اختارته القيادة لتعلن فيه عن تقديرها لعطاء…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
هل يمكن لدولة مصر والمصريين قاطبة، عقد سلام دائم مع جماعة «الإخوان»، وتراجع الجماعة عن خطابها وعملها التخريبي والتحريضي بمصر؟ أم أن غاية ما يكون عمله هو تدشين «هدنة» لبعض الوقت، والانصراف للتعامل مع التحديات الأخرى التي تحيط بمصر، داخلياً وخارجياً، سياسياً وأمنياً واقتصادياً وتنموياً؟ هل يمكن للإخواني أن يكون إخوانياً، وفي الوقت نفسه يؤمن بالفكرة المدنية، والجامعة الوطنية، دون اعتبار بالفوارق الدينية أو غيرها؟ هل يمكن للإخواني أن يكون إخوانياً، وفي الوقت نفسه ينبذ أفكار حسن البنّا وسيد قطب ومصطفى مشهور وزينب الغزالي ومحمد قطب؟ كأنَّ شيوعياً يقول لك، أنا كفَفتُ عن الشيوعية، وكفرت بماركس وإنجلز، مع بقائي شيوعياً منتمياً! مؤخراً، نقلت «العربية» عن ماجد عبد الله، الذي وصفته بالإعلامي فضائية «الشرق» التي تبث من تركيا، في بث له على قناته الخاصة على «يوتيوب»، أن د. حلمي الجزار، نائب د. صلاح عبد الحق القائم بعمل مرشد الجماعة والمقيم في لندن، طلب منه رسمياً أن ينقلَ رسالة عبر قناتِه يطالب…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
كم من وردة تفتحت، وكم من دمعة ذرفت، وكم من ابتسامة افترشت شرشفها على المباسم، وكم من كف امتدت كي تلامس جدائل بلون الليل منسحبة حتى المنكبين، وكم من عباءة تعطرت بزجاجة الصباح البهي، وكم من روح خفقت متذكرة أياماً خوالي كانت تحمل في الطيات مشاهد لمستقبل وصوراً بلون البحر، وكم من مشاعر تدفقت كأنها الجداول تسبح على تراب مخيلة ذاقت طعم الألفة في أيام كانت فيها العلاقة مع المدرسة كما هي العلاقة مع محاريب العبادة. في هذا اليوم تستدعي الذاكرة، ونستدرج الماضي ندعوه للحضور حالاً، كي يحكي لنا قصة اليوم الأول في زمن كانت فيه المدرسة، ساحة اندماج مع قميص المدرسة الأبيض، والبنطال الرمادي، وربما يكون هذا الملبس أضيق، أو أوسع من المقاس الطبيعي لجسم الطالب، ولكن كانت له فرحته المميزة، كانت له لهفته وهو يمسك على الأجساد الصغيرة ببشرى غد أكثر إشراقاً، وأكثر طموحات، ولم يكن ذلك اليوم في زمام العين، وإنما كان مجرد حلم، واليوم عندما نطالع…
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
البعض يمتلك مقدرات مثيرة في تحوير الكلام وتوجيهه إلى مناطق بعيدة جداً لا تمت بصلة إلى أصل الحديث، فيجد الشخص المقابل نفسه وقد أسقط في يده، مضطراً للرد والدفاع بحيرة وندم عن أمور لم يطرحها أساساً! وهذا يحدث كثيراً للأسف في النقاشات الاجتماعية التي تغلب فيها العواطف ويغيب المنطق، مما يتسبب بتحييد النقاش عن هدفه الأساسي وإعاقة التواصل، وعادة ما يكون سببها عدم الانتباه. المثير أني وجدتها أيضاً في أماكن لا يصح فيها عدم الانتباه، كمناقشات العمل وحوارات المثقفين، وسجالات مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت أيضاً أنها تستخدم بذكاء ممنهج، وبأطروحات مدروسة بهدف الاحتيال الفكري لكسب حوار أو إحراج خصم في سبيل تحقيق دوافع مختلفة وشتى، ويسمى هذا النهج في تحوير الكلام (مغالطة رجل القش). ورجل القش هو ذلك الهيكل على هيئة رجل محشو بالقش يستخدم لإخافة الطيور وإبعادها عن الزرع، أطلقه أهل المنطق على من يقوم بإعطاء انطباع برد منطقي وقوي على حجة خصمه، في حين أن ما رد عليه…
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤
كولي أمر، تابعت الكلمة التي وجَّهها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لأبنائه الطلبة في مستهل العام الدراسي الجديد، والتي كان لها وقعها الخاص على النفس، بكل ما تضمنته من معانٍ جليلة ورسائل واضحة، تُعبِّر في مجملها عن قيادة رشيدة تؤمن بأن المستقبل يبدأ من الفصول الدراسية، وأن أبناءنا وبناتنا هم صانعو مستقبل وطننا وبناة نهضته، وأن على الجميع حُسن إعدادهم لتحمُّل المسؤولية. كان يوماً رائعاً، أصغى فيه جيل بأكمله لكلمات حملت جانباً من رؤية قيادتنا الرشيدة لمستقبل باتت أهدافه واضحة، وطموحاته كبيرة، تتجاوز حدود المستحيل، منطلقة من قيم المؤسسين الذين أرسوا القواعد القوية لدولة أبهرت العالم بما حققته من نهضة حضارية شاملة. كان يوماً مختلفاً، لامس فيه الميدان التربوي بكل عناصره جانباً من طموح الإمارات لبناء أجيال لديها المعرفة والمقدرة والقيم، التي تجعلها تواكب الثورة الرقمية ومتطلبات الذكاء الاصطناعي، وتتعامل معها بوعي في ظل منظومة تعليمية متكاملة، جعلت من بلادنا بيئة خصبة للحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني المستمر دون…
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤
الخليج تحول مزيجاً من الجنسيات، والأعراق، والأديان، والثقافات. مركز للأعمال وجاذب للاستثمارات ورؤوس الأموال، ومتصل ومندمج مع الغرب والشرق، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. الناجحون من كل مكان والباحثون عن مستقبل لأطفالهم يذهبون إليه. لم يعد الخليج محصوراً بمواطنيه، لكنه مكان مفتوح ووطن للجميع. في شوارعه وأسواقه ومطاراته خليط من كل الوجوه. يشعر الجميع بالانتماء له وأنه جزء منه ومسؤول عنه. وهذه ميزة كبيرة؛ لأن هذا المزيج الإنساني المتعدد المتناغم هو سمة الدول المتحضرة في عالمنا المعاصر. ومع هذا، فإن أكثر بقعة يتم التحريض عليها هي منطقة الخليج؟ الدول الخليجية تتبنى سياسات واقعية وليست عدوانية. دفاعية وليست هجومية. لماذا إذن الهجوم عليها؟ هل الأمر محير؟ بالطبع لا. الهدف هو إضعافها وتقويضها. والسبب بسيط وواضح وعملي يجب أن نفهمه بوضوح وبعقل بارد وبلا مشاعر أو تفكير مؤامراتي. مشروعها السياسي والاقتصادي والثقافي مختلف تماماً ويقف على الضد من مشروع الميليشيات والجماعات المتطرفة. نجاح المشروع الخليجي هو هزيمة للمشروع الآخر والعكس صحيح. ولهذا نرى أن…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤
الرجوعُ من الحرب أصعبُ من الذهاب إليها. على العائد أن يقدّمَ روايةً مقنعة. أن يفسّرَ ويبرّر. وأن يقارنَ بين الخسائرِ والأرباح. وبين الأهدافِ التي أعلنت وما تحقَّق منها. وأن يقولَ إن كان يشعر أنَّه أكثرُ أماناً بعد وقف النار. وإن كانت نهايةُ الحرب مجردَ هدنة استعداداً لحروب أخرى. كانت نهاياتُ الحروبِ أسهلَ لأنَّها كانت تجري بين جيوش تأتمر بأوامرِ حكومات. بعضُ حروب اليوم مختلف، خصوصاً حين يتواجه جيشٌ مع فصائلَ ذاتِ امتداد إقليمي. والأخطرُ من كلّ ذلك أن تعتقدَ أطرافُ الحرب أنَّها حربُ وجود لا يمكن التراجعُ فيها. ما أصعبَ الخروجَ من الحرب حين يصعب الاحتكامُ إلى وسيط محايدٍ ونزيه يرمّم معادلة المصالح ويوزع الضمادات! أخطرُ ما في الحرب الجوالة التي يعيشُها الشرقُ الأوسط منذ السابعِ من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هو أنَّها تدورُ في وضعٍ دولي شديدِ الخطورة. يعيشُ العالمُ اليومَ بلا صماماتِ أمان. مجلس الأمن يشبه عيادةً طبيةً فقد العالم ثقتَه بقدرة أطبائِها ونجاعةِ عقاقيرها. والعلاقاتُ داخل نادي…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤
يمثل يوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية كبيرة ومهمة تحتفي بها الدولة تقديراً لما قدمته المرأة من إسهامات بارزة في مختلف المجالات. ويأتي هذا الاحتفال تأكيداً على دعم القيادة الرشيدة لدورها المهني والأسري على حد سواء. وإن تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الإماراتية يعكس مدى الإيمان العميق بأهمية تمكينها ومساندتها في مسيرة التنمية الشاملة، وتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات. في مجال القانون، أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في تولي مناصب قضائية رفيعة مثل القاضي ووكيل النيابة. وأظهرت كفاءة عالية في معالجة قضايا حساسة وإصدار أحكام عادلة، مؤكدة بذلك قدرتها على تحقيق إنجازات في هذا المجال المهم جنباً إلى جنب مع الرجل. أما في مجال المحاماة، فقد برزت كمحامية محترفة ومدافعة قوية عن حقوق الموكلين، وأثبتت مساهمتها في تعزيز سيادة القانون وترسيخ العدالة في المجتمع. ويعكس دورها ككاتب عدل وموثقة للعقود القانونية، دقة واحترافية عالية، ما ساعد في بناء ثقة المجتمع بالمؤسسات القانونية. ومع تسلمها لمهام المأذونة الشرعية، تسهم المرأة في تعزيز القيم الدينية…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤
في اتصال بين وزير خارجية مصر، بدر عبد العاطي، ووزير خارجية إيران، عباس عراقجي، وكلاهما جديد على المنصب العتيد، تمّ التأكيد من جانب الوزير المصري لنظيره الإيراني، على أنه يجب تفادي انزلاق المنطقة إلى مزيد من العنف والتصعيد. هذا مطلب كل عاقل وصادق في مسعاه من أجل خير الناس، كل الناس، لكن دون ذلك خرط القتاد، أو كما يستشهد دوماً حبيبنا ومفكرنا الكبير، الدكتور رضوان السيد: فيا دارَها بالخيف إنَّ مزارَها قريبٌ ولكن دونَ ذلك أهوالُ! نعم مسببات الفوضى ومحركات الفتن كثيرة في منطقتنا، منها الثقافي ومنها الاجتماعي ومنها السياسي ومنها، اليوم، الإعلامي، ومنها الدور الخارجي ومنها الحركات الداخلية. تتفاوت نسبُ كل عنصر من هذه العناصر، كما تتفاوت توقيتات دورها، فتارة يغلب الخارجي على الداخلي، وتارة الاقتصادي على الثقافي، والعكس صحيح. غير أن هناك دوراً ثابتاً أصيلاً لم يتغير، على الأقل منذ 45 عاماً، أي منذ وصول الخميني وتياره لحكم إيران، وهذا الكلام ليس فيه ظلم ولا تجنٍ على القوم،…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤
يبحث الصحافي عن مواضيع للكتابة في كل مكان. ويعثر عليها في كل مكان. لكن عليك دائماً الهمّة والمهمة. فهي غالباً لا تأتي إلى أحد، ولا تتساقط من أغصان شجرة تستلقي تحتها. عرفنا في لبنان في القدم جماعة من الرحّل يسمّون النوَّر، أو الغجر. كانوا يتنقلون من مكان إلى مكان، يضربون خيامهم حول الدساكر أو القرى، يغنون ويعزفون الربابات ويرقصون ويصادقون أهل الجوار المؤنث، لكن يرفضون التزاوج من خارج العرق. ويرفضون تسجيل ولاداتهم في أي مكان. سمّوهم في سوريا «أهل طبل وزمر»، ولهم جالية كبيرة في الأردن. كان النَّوَر مثار حكايات كثيرة بسبب نهجهم الغريب في الحياة. وفي أوروبا كانوا جزءاً من الحياة الفنية والشاعرية والبوهيمية. وأيام كنا لا نزال نمارس الانتحار بالتدخين، كانت في فرنسا سيجارة «جيتان» بعلبتها الزرقاء وتبغها الأسود. وكانت هذه سيجارة الشعراء والفنانين والبوهيميين ومساطيل مقلديهم. كان أكبر ندم في حياتي ما أضعت من وقت، والندم الأكبر والأعمق، كان سنوات التدخين. جدتي التي لا تقرأ كانت أكثر…