الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١
يستطيع أي شخص متشائم ومتذمر ومأزوم من الحياة بكل ما فيها، أو لديه معايير متطرفة في مثاليتها يصعب تحقيقها في أفضل الظروف التي يمكن أن يعيشها أي مجتمع بشري، يمكن لشخص كهذا أن يعترض على الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام يوم أمس بأن المملكة تصدرت مؤشر السعادة العام لسنة 2021 كأسعد الدول العربية، وحققت المركز 21 عالمياً في مؤشر تقرير السعادة العالمي بحسب تقرير صدر برعاية الأمم المتحدة. وفي المقابل يمكن لأي شخص طبيعي وموضوعي وواقعي، يحتكم إلى معايير منطقية أن يميل إلى صحة هذا التقرير ومعلوماته عندما ينظر إلى واقعه ويقارنه بغيره، في ظل التحديات والمصاعب والأهوال التي يمر بها العالم خلال هذه المرحلة التي تم فيها إعداد التقرير، بمعنى أن المسألة نسبية تحتكم إلى المقارنات ومفهوم السعادة ومعناها بحسب الظروف التي تكتنف أي مرحلة. عندما تعيش في وطن آمن مطمئن مصانة فيه كرامتك وعرضك ومالك وحقوقك وعملك رغم كل ما يمر به العالم فأنت بلا شك شخص سعيد،…
الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١
في القاهرة، وتحديداً في منطقة الجيزة، مررنا بأحد الشوارع مشياً على الأقدام، فإذا بنا نتوقف عند منزل جميل، صحيح أن الزمن قد ترك بصماته عليه، لكنه رغم ذلك كان لافتاً بتصميمه المميز، وكان أشبه بقصر كلاسيكي متوسط الحجم، وسبب توقفنا عند بوابة هذا المنزل، هو وجود لوحة صغيرة ذهبية اللون علقت بجانب الباب، كُتب عليها «هنا عاش أحمد شوقي»، فأدركنا أن هذا المنزل الجميل هو البيت الذي عاش فيه أمير الشعراء أحمد شوقي، فما كان منا إلا أن دخلنا لنتعرف إلى تفاصيله. بعدها وفي يوم آخر، وبالمصادفة البحتة كنا نمشي على الجهة المقابلة من النيل، وفي منطقة «المنيل»، فإذا بنا نتوقف عند لوحة أخرى شبيهة بالضبط بسابقتها، وعلى مدخل بناية سكنية، كتب عليها «هنا عاشت وردة»! فكرة مذهلة، بسيطة جداً في تنفيذها، كبيرة جداً في معناها، تقوم على أساس تكريم وتخليد ذكرى المبدعين في شتى المجالات، سواء كانت السياسية، أو الفنية، أو العلمية أو الاقتصادية عبر الأجيال. مشروع «عاش هُنا»،…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
غالبا انهار مشروع الإخوان المسلمين على وقع أصوات المنتفضين في الميادين والشوارع المصرية في الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣م، ثم حدث الانهيار السياسي الأكبر حينما قام محور الاستقرار في المنطقة بحظر الجماعة وإعلانها جماعة إرهابية. لقد كان ذلك الإجراء هو الأنسب بعد انكشاف وفظاعة الدور الذي لعبته الجماعة في مشروع الفوضى والتآمر والثورات واتضاح حجم الخطر الذي تمثله وكيف وظفتها القوى التوسعية وجعلت منها الأداة الأبرز لتنفيذ مشروعها المدمر. أكبر خطأ ترتكبه الأنظمة السياسية حين تعتمد على الأيديولوجيات وتجعل منها جزءاً من مشروعها أو أدواتها، وقد ارتكب النظام التركي هذا الخطأ وذهب فيه بعيدا. يبدو أن الانتصار المؤقت الذي عاشته الجماعة عام ٢٠١٢ حين أمسكت زمام السلطة في مصر جعلها وجعل المراهنين عليها والمنخرطين في مشروع التغيير والثورات، جعلهم في نشوة توقعوا معها أن مشروعهم وجد طريقه وأن أحلامهم باتت واقعا. الصدمة التي أحدثتها ثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ وتشكل محور الاستقرار الذي أخذ على عاتقه مهمة دعم الدولة الوطنية…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
لا قيم أو معاني، أسمى من تلك التي تحملها الأم لتنير بها درب أجيال كاملة، وتقدم بما وهبه الله لها من حب ورحمة وعطف وقلب كبير، أعظم عطاء وإيثار، وتصنع أجمل ما في الكون والحياة من معانٍ، فالأم صانعة الرجال وبانية الأجيال، هي بحق التي تنجب الحضارة، وهي شمسها التي تضيء لها كل طرق التقدم. الوصف الذي يعبّر به محمد بن راشد بصدق ودقة عن مقام الأم بقوله: «أنتن مصدر الحياة.. أنتن الحياة»، يجسد إدراكاً عميقاً للقيمة العالية التي أعطتها جميع الأديان والحضارات والثقافات للأم، فهي النبع الذي يهب كل شيء دون أن ينتظر شيئاً، ويظل يتدفق بالمحبة وينشر الأمل والخير. التحية التي يوجهها محمد بن راشد إلى كل الأمهات، تظهر مقام الإجلال والإكبار، الذي تضع فيه الإمارات الأم التي كانت لها على الدوام مكانة استثنائية في رؤية الدولة وقيادتها، لتحظى رعايتها ودعمها على أسبقية كبرى في كل الاستراتيجيات والخطط والمشاريع، التي كانت بمخرجاتها المتميزة سنداً حقيقياً لتمكين المرأة في…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
الملاحظ أن جل مواقف الإدارة الأميركية الجديدة حيال القضايا الدولية، من السعودية إلى روسيا مروراً بالصين، ودول الخليج، ومصر، كانت نتاج أسئلة صحافية موجهة، تنسيقاً، أو آيديولوجياً، والتنسيق هو الأرجح، وهذا يحدث دائماً. شاهدنا الأسئلة الموجهة تلك في إيجاز الخارجية الأميركية، والبيت الأبيض، وبالمقابلات الصحافية، وآخر مثال على ذلك عندما سئل الرئيس جو بايدن ما إذا كان يعتقد بأن الرئيس بوتين قاتل، وأجاب: «نعم». وعليه فإن السؤال هنا هو متى يُسأل متحدثو الإدارة، أو الرئيس الأميركي نفسه، سؤالاً مباشراً وواضحاً، ومثلما سُئل عن الرئيس الروسي؟ متى يُسأل بايدن هل تعتقد أن المرشد الإيراني قاتل؟! وهذه ليست مناكفة إعلامية، بل حقائق، حيث تحتل، وتدمر إيران أربع عواصم عربية، سواء كان هذا الاحتلال احتلالاً عسكرياً، أو احتلالاً تخريبياً بسطوة السلاح. وطهران، وبأمر من المرشد الأعلى، قتلت المعارضين في مظاهرات عام 2019. وقتها، وفي 23 ديسمبر (كانون الأول) 2019 تحديداً، نشرت وكالة «رويترز» تقريراً خاصاً قالت فيه: «لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
مثل نسمة تهطل من سماء صافية تلون أحلام الناس بالطمأنينة، مثل نثة تزيل عن الكواهل تعب الجفاف، والجفاء، مثل بثة تفتح مواسم البوح بانشراحة، وحبور، مثل تغريدة تجعل الكون نشيداً إنسانياً خالداً، مثل بحر يرتل آيات الانسجام ما بين الموجة والسواحل... هكذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في صلب الأزمات يكون الميسم، والبلسم، والاسم الذي يشهر نصل المودة ما بين الإنسان والإنسان، هكذا هو سموه في المحن، جدول العطاء الذي يتسرب وعياً، بين الضلوع، ويمنح القلوب أكسير الإرادة، والعزيمة الفائقة. في غضون الجائحة التي ضربت هوادج العالم، كان لسموه الموقف البطولي في التصدي، ودرء الخطر ليس عن الإمارات، بل وعن كل دول العالم التي وصلتها قوافل الخير، والإغاثة قادمة من بلد التعاضد، والتعاون، حاملة شعاراً واحداً، من المشرق حتى المغرب، الأمر الذي يوضح بأن محمد بن زايد، بوعيه، وثقته بما يقدمه للإنسانية جمعاء، قائد إنساني يطوي في جلباب…
الأحد ٢١ مارس ٢٠٢١
ليس سهلاً أبداً أن تسبق العالم، وليس سهلاً على الإطلاق أن تُنجز ما عجزت عن إنجازه دول كثيرة، بمختلف مستوياتها، صغيرة كانت أم كبيرة، كما أنه ليس من السهل أبداً أن تنجح بامتياز في التعامل مع أزمة عالمية خانقة لم تمر على البشرية، وعلى مر العصور، درجة حدتها وتأثيرها، واحتار الجميع في طريقة وآلية التعامل معها، فاختلفت التوجهات، واختلفت السياسات، واختلفت طرق المواجهة، ومع ذلك نجحت الإمارات بامتياز في هذا التحدي العالمي الكبير! نعم نجحت الإمارات في إدارة أزمة جائحة «كورونا»، وانتشار هذا الفيروس الذي كاد يدمر العالم. نجحت في التعامل مع هذه الأزمة الخطيرة، بل نجحت بامتياز، وبشهادة العالم ومنظماته، وبالأرقام الحقيقية المؤكدة، فقد وصلت الحملة الوطنية للتطعيم إلى هدفها الذي أعلنت عنه أخيراً بتطعيم 52.46% من الفئة المستهدفة من إجمالي سكان الإمارات، وتم تقديم اللقاح إلى 70.21% من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وقدمت الإمارات سبعة ملايين جرعة لقاح ضمن أكثر من 205 مراكز طبية في مختلف مناطق…
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١
في زمن الصحوة، قرر أحد معارفي زيارة أخته المتزوجة من رمز صحوي في قرية جبلية، وتفاجأ عندما اقترب من البيت، ببابه مفتوح، والصراخ يتعالى. دخل فاستهال مما رأى، وصدمه المشهد التراجيدي، فالصهر يضرب زوجته، أخت الزائر، ووالد الصهر الثمانيني يحطّم أغراض مطبخها ويلقي بها يمنة ويسرة، ويردد؛ زدها، زدها، صدق الله (واضربوهن) مشجعاً ومغرياً ابنه بالتطاول على شريكة الفاقة، ورفيقة الزمن الشحيح، ومُشرّعناً قسوته بالدليل. قال ذلك المعرفة؛ وقفتُ صامتاً أمام شخصيتين، تمثلان حقبتين زمنيتين بائستين، وانتابني ألم مصدره أن كلاً منهما يرى نفسه نموذجاً مثالياً للتديّن، وأضاف؛ خرجتُ متحسراً كوني لم أفزع لأختي بأدنى مواساة، ولم أنجح في الاحتجاج على وحشية الأرحام ولو بمفردة (عيب). فيما حدّثني أحد الأصدقاء العرب عن زميل له كان أيام الجامعة (دنجواناً)، مُسرفاً في العلاقات العاطفية المرفوضة شرعاً ونظاماً، وعندما أتيحت له فرصة الالتحاق بركب الصحوة قلب لماضيه الأسود ظهر المجن الأبيض، واستعاض عن مراهقة العشرينات، بنزوة الغرق في أنواع الزيجات، والغريب إصراره على…
السبت ٢٠ مارس ٢٠٢١
ليست مصادفة أن الأتراك يرغبون في مصالحة جماعية، لأنهم خسروا حلفاء مثل الولايات المتحدة، وأسواقاً مهمة في أوروبا والخليج، وأصبحت قواتهم منتشرة تدير المعارك في آسيا وأفريقيا بدلاً من رجال أعمالهم ودبلوماسييهم. وكل ما حققوه من مكاسب مادية من وراء تجارة النزاعات الإقليمية تبخر سريعاً بمليارات الدولارات نتيجة العقوبات الأميركية. لم أفاجأ، مثل كثيرين، عندما تخلى الرئيس التركي عن دعم ضيوفه، الإخوان المسلمين، الذين حولوا إسطنبول إلى مقر لعملياتهم العدائية لما وراء الحدود. لكن يبدو أن تركيا منهكة واستسلمت في هذه المرحلة، فهي لن تستطيع أن تستمر في الحروب في شمال العراق وسوريا وطرابلس الليبية وطرابلس اللبنانية وضد مصر والسعودية وأرمينيا، وغيرها. التمويل المالي لهذه المشاريع العسكرية المجنونة المكلفة تناقص كثيراً، والخسائر الداخلية تزايدت. هل تغيرت تركيا إردوغان أم أنها مجرد وقفة مؤقتة تحاول استعادة توازنها؟ وهل اقتنع الإردوغانيون العرب بفشل المهمة؟ المحور التركي الإقليمي خسر معاركه، بخروج «الإخوان» في مصر، ومحاصرة «النهضة» في تونس، وعجزه عن السيطرة على الشمال…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
منذ زمن طويل، ونحن نحمل التعليم أوزار ما حدث من تلكؤ في مسيرتنا النهضوية، وما تفشى من تشدد، وبعده الإرهاب، واستيطان خطاب الكراهية، وضعف المنتج التعليمي الظاهر على الطلبة، والانتقال من تجربة فاشلة إلى أخرى من غير إحداث نقلة توعوية تؤسس للمستقبل في جوانبها الإنتاجية والعلمية، من خلال العناصر البشرية التي تتدرج في مراحل التعليم وصولا إلى الحصول على الشهادات.. طبعا هذا القول ينطبق على أغلب المنتج التعليمي، وإن كانت هناك نسبة متفوقة، فأنا أعيد ذلك إلى طموح فردي، تقف مِن خلفه الأسرة كداعمة لذلك الفرد. عن إنشاء «وحدة التوعية الفكرية» في جميع إدارات التعليم والجامعات؛ باستهداف تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، والتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال. يجوز لنا التوقف لكي نراجع هذه الحزمة التي أعلن عنها معالي الوزير، وأول وقفة: أن معاليه ابن الوزارة تدرج في عدة مناصب تعليمية إلى أن تقلد منصبه الوزاري، وأثناء تواجده عمليا كانت ملاحظات الكتاب، ورجال المجتمع يشيرون بأصابعهم جميعها إلى أن الخلل في…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
هكذا درجت العادة هنا في بلادنا، نسمّي الأعوام بتسميات، ونخصص كلّ عام لقيمة أو مبدأ نعززه في نفوس أبنائنا، ونستنهض من خلاله الهمم، في ملمح من ملامح الإبداع بالعمل الحكومي في الإمارات. «عام الخمسين».. هكذا كانت التسمية هذه المرة، حيث النقطة المفصلية الكبرى في تاريخنا التي نودّع فيها 50 عاماً، ونستقبل 50 جديدة، ونرسل عبرها رسائل كثيرة إلى الداخل والخارج. أبرز هذه الرسائل أننا نقول لكل الإماراتيين: إن ما سيتمّ تحقيقه في الأعوام الخمسين المقبلة ينبغي ألا يقل عما تم تحقيقه في الخمسين الماضية في الإنجاز والقيمة والتأثير. في «عام الخمسين» نقول لأبنائنا: علينا مهمّة جديدة تتمثل في إعادة إحياء مهمّة الآباء المؤسسين في البناء والتنمية، وتحقيق قفزات جديدة نحو مستقبل مستدام، بنفس الروح، ونفس الإرادة، ونفس الهمة والعزم. وحين نطلب من الأجيال ذلك، نصبغ ملامح الخمسين الجديدة بملامح التأسيس، وكما كان معنا بالأمس قيادة لديها رؤية مستقبلية، فلدينا اليوم قيادة لها الرؤية نفسها، وتستمد من الآباء المؤسسين العزم نفسه…
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١
عاد الحديث مجدداً عن الأزمة السورية، وعلى أصعدة مختلفة، منها ما هو معلن، ومنها ما هو مجرد تسريبات وتكهنات، لكن المتأمل لتلك التصريحات يجد أنها مثيرة للأسئلة أكثر من كونها تقدم حلولاً. مثلاً تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، في حديثه لصحيفتنا هذه قبل يومين، بأن السوريين وقعوا في «فخ الحرب اللا منتهية»، وإنَّ على الجميع أن «يشعر بالخجل» بسبب الفشل في وقف «المأساة السورية»، وقوله، أي بيدرسن، إن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة منتصف العام الحالي «ليست جزءاً» من مهمته بموجب القرار الدولي 2254 الذي «يتحدث عن انتخابات بموجب دستور جديد. هذه الانتخابات يجب أن تُجرى وفق أعلى المعايير الدولية بمشاركة من السوريين في الشتات». وعليه، هل هذا الأمر ممكن، أي دستور جديد، وانتخابات نزيهة؟ وهل يمكن إعادة التطبيع مع الأسد وسط عقوبات بريطانية جديدة، وعقوبات أميركية سابقة، أهمها قانون قيصر، وعقوبات أخرى؟ ورفض أوروبي أخير للتطبيع مع الأسد؟ وهل يمكن أن تقبل إيران، رغم المحاولات الروسية، بتقديم حلول…