الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١
احتفاء أبناء الإمارات، خلال الأيام القليلة الماضية بمناسبة جميلة جليلة، مرور 49 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة، عبّر عن حجم الفخر والاعتزاز بقائد هو بمثابة الأب الحاني للجميع، وجسد مكانة رفيعة تربعها سلطان القلوب والخير عند الجميع، وقد تحققت بحكمته وقربه من أبنائه المواطنين جميعاً. يجوب مختلف مناطق الشارقة، ينثر مشاريع الخير والنماء، ينحت بين جبالها ووديانها سبل وصور جمال العطاء والبذل ونشر الخير لكل ما فيه خير الإنسان، وسطر للإمارات مكانة متقدمة ودوراً ريادياً ملهماً في عالم الثقافة والمسرح والإبداع وصناعة الكتاب وتوثيق التاريخ وبيان محطاته ومفاصله، خاصة ما يتعلق بتاريخنا العربي والإسلامي، وبالذات الخاص بمنطقتنا من خلال مؤلفاته التي أثرت الذاكرة الوطنية والمكتبة العربية والإسلامية والعالمية في إطار مشروعه الثقافي النهضوي، في تجربة ساطعة مضيئة هي ككتاب مفتوح لكل باحث وراغب في الاستفادة والاستزادة من العلم. شواهد وبصمات شيخنا الجليل في كل مكان…
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١
التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، تفرض على الجميع، دولاً وحكومات ومجتمعات، رؤى وأدواراً مختلفة، في مقاربتها للمستقبل، وتعاملها مع تحدياته، وبرغم ما أحدثته جائحة «كورونا» من توجهات لدى دول عديدة نحو الاهتمام والانشغال بالشأن الداخلي، إلا أن الحكمة تتطلب عكس ذلك تماماً، فلن يستطيع أحد العبور الآمن إلى المستقبل دون توحد عالمي قوي. ما أدركته الإمارات وقيادتها مبكراً، كان دافعاً وراء دعواتها الدولية المستمرة للتكاتف، وهو ما أكده محمد بن راشد منذ بداية الجائحة، وجدد التأكيد عليه أثناء مشاركته في قمة العشرين في السعودية، بتشديد سموه على أن «الحكمة تقول إن مصلحتنا جميعاً في التعاون.. وإن قوّتنا في التكاتف.. وإن مصيرنا جميعاً واحد». هذه السياسات والدعوات تثابر الإمارات على ترسيخها بخطوات عملية، وجاءت أمس بصورة لافتة، من خلال مشاركتها الرفيعة بعدد من الوزراء، في أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» 2021، وتأكيدها أن حكومة الإمارات بقيادة محمد بن راشد، تركز على ترسيخ الشراكات العالمية ودعم الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة…
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١
كوبا، فنزويلا، الناتو، أوروبا، تركيا، روسيا، تايوان، الصين تجارياً وفي بحر الصين أيضاً، إضافة إلى اتفاقية باريس للمناخ، واتفاق «نافتا» بين دول أميركا الشمالية، وغيرها، جميعها على طاولة الرئيس الأميركي، والعودة لمنظمة الصحة العالمية، ومواجهة خطر جائحة «كورونا» داخل الولايات المتحدة، التي مات فيها أكثر من 400 ألف مصاب بها. وكذلك مطلوب منه مداواة جروح البلاد على مستوى البطالة والتصدعات الاجتماعية السياسية نتيجة تنازع الانتخابات. كلها قضايا مهمة تواجه الرئيس الأميركي الجديد. وهناك الاتفاق الشامل مع إيران، المعروف بـ«الاتفاق النووي»، قنبلة، مشتعل فتيلها، وقد سارعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى التعامل معها. والاتفاق، أو الخلاف، مع إيران بشأنها، سيدفع الأمور باتجاهات حاسمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين. كلها مناطق صارت رهينة في يد طهران، تستطيع إشعالها من أجل المساومة عليها، من خلال وكلائها من التنظيمات المسلحة المحلية. هل الرئيس بايدن سيقف بالصلابة نفسها التي وقف بها سلفه الرئيس دونالد ترمب في وجه النظام الإيراني؟ من الواضح أنَّ طهران بدأت…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
الأيام القليلة الفائتة شكّلت في أحداثها ورسائلها أكبر تحديات منطقة الشرق الأوسط وأكثرها تكثيفاً في التعبير عن حجم التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها الرئيس بايدن، بعد حالة من الانقسامات المجتمعية في الداخل الأميركي، وتحديات مكافحة جائحة «كورونا»، والأزمات الاقتصادية، لكن أكثرها صعوبة يتمثل في مقاربة حرائق الشرق الأوسط المندلعة التي تزامنت في توقيتها ورسائلها، وشكلت رداً استباقياً على التصريحات الانتخابية التي قرئت بشكل عكسي وتم اعتبارها مقاربة ناعمة لبايدن والديمقراطيين تجاه مسببات العنف والإرهاب في المنطقة، وعلى رأس ذلك صلف ملالي طهران الذي ظهرت مخرجاته سريعاً منذ خروج أزمة العراق والانكشاف الأمني وانبعاث «داعش» من جديد، إضافة إلى إعادة تفعيل ذراع إيران النشطة في اليمن ومحاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية استهداف الرياض عبر صواريخها التي تعبر عن رسائل سياسية للمترددين في الإدارة الأميركية الجديدة في تصنيفها منظمة إرهابية. تشغيب ميليشيا الحوثيين الإرهابية بصواريخها المستهدفة للمدنيين بشكل عشوائي بات جزءاً من مشروع سياسي واستخباراتي أكبر يدار من طهران، هدفه…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
وأخيراً، توج جوزيف بايدن رئيساً للولايات المتحدة، وانتهى مهرجان الفرح، لتبدأ مرحلة مواجهة المشكلات المستعصية التي تعانيها البلاد، وهي كثيرة. وفي طريقه للبيت الأبيض، عقب تنصيبه مباشرة، غرد بايدن على توتير قائلاً: «لا يوجد وقت نضيعه عندما يتعلق الأمر بمواجهة الأزمات التي نواجهها». بدأ الرئيس الجديد ولايته، في يومه الأول، بمحاولة إزالة إرث الرئيس السابق، حيث وقع على خمسة عشر أمراً رئاسياً، للتخلص من تبعات سياسات ترامب. والأهم بين هذه الأوامر إقرار سلسلة من الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف أمريكي، تضمنت فرض ارتداء الأقنعة لمدة 100 يوم. كما تناولت هذه الأوامر قضايا استراتيجية مهمة، من ضمنها العودة لاتفاق باريس للتغيير المناخي، من أجل تقليص انبعاثات الكربون، وتحقيق المساواة بين الأمريكيين بمختلف أعراقهم، وإلغاء قرار ترامب بمنع المواطنين من بعض الدول الإسلامية من الدخول للولايات المتحدة. كما ألغى بايدن تمويل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك. استراتيجية بايدن، تهدف إلى إعادة حضور دور الولايات المتحدة…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
خلال أسبوعين فقط، خالفت بلدية دبي 137 مؤسسة لم تلتزم بتدابير مواجهة فيروس كورونا المستجد، وأنذرت 820 مؤسسة أخرى، في حين أغلقت ست مؤسسات، ليس هذا فحسب، بل نفذ مفتشو البلدية 29 ألفاً و636 زيارة تفتيشية، خلال 14 يوماً فقط، شملت المؤسسات التي تشرف على أنشطتها، من مؤسسات غذائية، ومقاهٍ، ومراكز لياقة بدنية، ومراكز تجميل، وصالونات، ومغاسل، وغيرها من الأنشطة الأخرى. هذا ما حدث خلال أسبوعين فقط، ولاشك في أن أرقام المحصلة الشهرية ترتفع أكثر، والبلدية هي جهة حكومية واحدة في دبي، يعمل أفرادها ليل نهار لمراقبة درجة التزام المؤسسات بإجراءات الحد من انتشار الفيروس، تضاف إليها ثلاث جهات أخرى تعمل العمل ذاته، وتراقب الوضع على مدار الساعة، هي: شرطة دبي، ودائرة التنمية الاقتصادية، ودائرة السياحة، وهذه الجهات تغطي الأنشطة الاقتصادية كافة، ولا توجد قطاعات مستثناة، ولا أحد فوق القانون، والمخالفات تطبّق على كل من يستهتر ويبتعد عن تطبيق الإجراءات الاحترازية. الإجراءات المطبّقة لمكافحة الفيروس تسري على الجميع، بغض النظر…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
الأمور لا تدوم في هذه الحياة، فكل شيء متغيّر، خصوصاً علاقاتك مع العائلة أو المقربين أو الأصدقاء، لذا عليك أن لا تبالغ في التعلق والعتاب، لأنك تجهل الظروف. قال خير من وطئت قدماه الثرى، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» رواه الترمذي. بعض الأشخاص يتعبون ويشعرون بالألم والخيبة من بعض العلاقات، بسبب تغيّر الأشخاص أو الإهمال، لذا يبدأ الشخص بالشعور بالتوتر، فيصنع بذلك فجوة عميقة ما بين قراراته، التي تخالف تصرفاته تماماً، ونلحظ ذلك جلياً حين يتأذى أحدهم من صديق أو أيّ شخص مقرب، لأنه قد يتخذ قراراً حاسماً في الابتعاد عنه، فيتصاعد الموقف إلى أن يصل اشتداد الأمر لقطع العلاقة، لشعور الطرف الآخر بأنه في الدرجة الأدنى من الأهمية. علينا التيقن بأن التغيير أمر لا مفر منه، ولكن ما الذي يضمن ديمومة بعض العلاقات وصمودها لفترة طويلة؟ أولاً…
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١
لأنها الأكثر أماناً، فالإمارات شجرة على أغصانها ترفرف الأجنحة، بهجة وسروراً، وتصبو إليها الأفئدة، وترنو إليها العيون، وفق طيات ترابها تبدو الدرر كامنة، وفي الثنايا تغفو مناهل الحب، الأمر الذي يجعل الشهادات العالمية تتوالى إشادة وثناء، وإطراء على هذا البلد الذي أصبح قبلة العشاق، ومحور تجلي الخيال، وبريق الطموحات العالية الجودة. التقارير الدولية تقول إن الإمارات اليوم هي الأكثر أماناً بالنسبة للمسافرين، ومن أهم أدوات الأمان في بلادنا هو الحب، هذا الإكسير الذي يضم بشراشفه الحريرية مشاعر الناس أجمعين، ويلفهم بين خيوطه كآنهم إبر النسيج الجميل. اليوم عندما تتابع المشهد في الإمارات، وتمعن النظر بالصورة العملاقة لوطن يتشكل من ومضة حلم، ثم يكبر الحلم ليصير ميلاد نهضة باهرة، وتطور مذهل، وشروق شمس وعي مدهش، وهنا جياد الأمل تسرج إرادتها بقوة الإيمان، والثقة بالقدرات، والعزيمة القوية التي تتأزر بها المرأة والرجل معاً في طريق واحد نحو غايات، ورايات، تحقق الأمنيات، وتهزم كل ما يعرقل، وكل ما يصيب الذهن بالخمول. عندما يأتي…
الأحد ٢٤ يناير ٢٠٢١
معظم التحليلات والتنبؤات التي ترافق وصول رئيس جديد للبيت الأبيض غالباً ما تكون مختلفة عما يأتي بعد ذلك، إذ تعتمد معظم التنبؤات على تصريحات الرئيس إبان حملته الانتخابية وعلى خلفيته وانتمائه السياسي الحزبي، وطالما رافقت زعماء سابقين تحليلات وتنبؤات تنوعت من التفاؤل إلى التشاؤم والتخويف لكن ما حدث كان مختلفاً. تمثل منطقتنا موقعاً محورياً ومهماً للسياسة الأمريكية وطالما مثلت ساحة لكثير من المعارك والرهانات والتحديات التي واجهت إدارات أمريكية متعاقبة، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وتأثير في الطاقة والأمن والملاحة والاستقرار وصراع القوى العالمية الكبرى. وبالتالي فإن المحرك الأول لكل السياسات الأمريكية في المنطقة يتمثل في حماية وتعزيز مصالحها. وتاريخياً طالما ظلت المصالح والنفوذ هي أبرز أهداف وتطلعات السياسة الأمريكية في المنطقة. استوعبت واشنطن تركيبة المنطقة وعززت تحالفاتها مع الدول التي تمثل كيانات وطنية مستقبلية حديثة وأسست معها شراكة لمواجهة التحديات التي تهدد مصالحهما في المنطقة. منذ أربعة عقود، استوعبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن الثورة الإيرانية قد أدت إلى نشوء…
الأحد ٢٤ يناير ٢٠٢١
غريب جداً ما يقوم به البعض من تصرفات وسلوكيات غير مقبولة، وغريب أيضاً أن يمنح شخص، غير مسؤول، نفسه الحق في التشكيك في أرقام رسمية صادرة من جهة حكومية اتحادية، بل ويضع بكل ثقة أرقاماً من عنده يزعم أنها «حقيقية»، حول أعداد المصابين بالفيروس، ولا أحد يعلم من أين حصل عليها، وما هي مصادره، ومن أين حصل على هذه الثقة كلها في الإعلان عنها! جميل أن يخاف المواطن على نفسه ومجتمعه، وجميل لو قدم كل إنسان النصح لأهله وأصدقائه بضرورة اتباع الإجراءات الحكومية، والتزم بها وحث الجميع على ذلك، لكن ليس لأحد الحق في التشكيك في جهود الدولة، والضرب في صدقيتها بحجة الخوف والقلق، ومهما كان قلق أي شخص منّا فإنه لا يوازي 10% من خوف وقلق الحكومة على مواطنيها وجميع من يسكن على أرض الدولة. مؤسف جداً ما قاله ذلك الشخص في مقطع صوتي انتشر بشدة على تطبيق «واتس أب»، وبالتأكيد فإن انتشار المقطع أدى تلقائياً إلى انتشار الخوف،…
الأحد ٢٤ يناير ٢٠٢١
في حديث بثته قناة «العربية»، تطرق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى العديد من الملفات المهمة في المنطقة، على رأسها العلاقات السعودية الأميركية في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وكانت إجابات الأمير كالعادة محكمة وواضحة. ساعد الأمير، في إجاباته، رسوخ سياسات المملكة العربية السعودية ووضوحها في كافة الملفات المهمة، فليس لدى السعودية ما تخفيه، فسياساتها وقراراتها ومواقفها كلها تصبُّ في دعم الاستقرار في المنطقة ودعم السلم والأمن الدوليين، ورفض سياسات التوسع وفرض الهيمنة والنفوذ والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع رفض قاطع للإرهاب وتصنيف للجماعة الأصولية التي تدعمه بالإرهاب، فلم تكتفِ بإدانة النتيجة، بل أدانت الجذور والمنابع. علاقات السعودية مع دول العالم علاقاتٌ تحكمها المصالح مع احتفاظ السعودية بمكانتها المميزة لدى الدول الإسلامية والعربية، بحيث تعتبر دولة قائدة ورائدة في هذا الإطار، وعلاقات السعودية بأميركا هي علاقات تحالف طويل يمتد لأكثر من سبعة عقودٍ منذ عصر المؤسس الملك عبد العزيز وحتى عهد الملك سلمان وولي عهده…
الأحد ٢٤ يناير ٢٠٢١
المعروف تاريخياً أن بلدة الزبير (نسبة إلى الصحابي الزبير بن العوام)، هي حاضرة نجد في بلاد الرافدين، حيث تأسست على أيدي الأسر النجدية التي هاجرت من نجد قبل نحو 400 عام هرباً من الفتن والقحط والجفاف. في تلك البقعة، جنوب العراق، أسس النجديون إمارتهم المستقلة المختلفة عن بقية المناطق العراقية لجهة اللهجة الدارجة والمذهب الديني واللباس والعادات والتقاليد، وأطلقوا على أجزائها ومعالمها أسماء منسوبة إلى عائلاتهم مثل «الراشدية» و«السلمانية» و«الزهيرية» و«الخميسية». وعلى المنوال نفسه بنوا بيوتاً وجوامع أطلقوا عليها أسماءهم مثل «بيت المنديل» و«بيت البسام» و«بيت الذكير» و«جامع النجادة» و«مسجد الزهيرية»، و«مسجد الصبيح»، و«جامع الإبراهيم»، و«مسجد الدليجان»، وغيرها. وتشير المصادر التاريخية العديدة إلى أن المهاجرين من نجد سكنوا البصرة ابتداء، لكنهم سرعان ما وجدوا أنها لا تناسبهم لأسباب منها اختلاف طباع أهلها عن طباعهم، ورطوبتها وفيضانات أنهارها، واضطراب الأمن فيها. وعليه اختاروا الزبير بديلاً، وكانوا موفقين في ذلك. وفي هذا السياق نشير إلى ما ذكره الباحث عبدالعزيز إبراهيم الناصر، في…