محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠
أيام ويعرف العالم من القادم إلى البيت الأبيض. في الفضاء العربي هناك انقسام بين راغب في عودة السيد دونالد ترمب وآخر آمل في وصول جو بايدن، وكل فريق له منطقه الخاص في ذلك. في انتخابات سابقة غامرت بتوقع طرف للوصول إلى البيت الأبيض، ولكنه لم يصل، فتعلمت درساً ألا أتوقع؛ فالشعب الأميركي يمكن أن يفاجئك، هذه المرة سوف تكون المفاجأة أكبر. قراءة المشهد تحتاج إلى كثير من «الحيادية» إن صح التعبير؛ فأميركا اليوم تمر بمنعطف مهم، فكل الأحداث الجارية هي «عَرَض لمرض»، إن جاز التعبير، ربما سوف يصنفها الدارسون في المستقبل أنها «بدء مرحلة التراجع» عن قيادة العالم، لم يكن هذا التراجع وليد اليوم، بل مثل أي تطور اجتماعي - سياسي آخر، هو تدريجي نشهد بعض ملامحه اليوم وعلينا ربطها ببعضها في انتظار اكتمال المشهد. من مظاهر التراجع هو بدء استخدام تعبير قاسٍ؛ أن الولايات المتحدة يمكن أن يطلق عليها اليوم «الولايات المنقسمة الأميركية»؛ فالانقسام واضح في السنوات القليلة الماضية،…
السبت ٣١ أكتوبر ٢٠٢٠
تصريح يدل على إيمان بمحورية المرأة في البناء، وسر النهضة في العالم. هو هذا البوح الذي دائماً ما تؤكده، وترسخ جذوره سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، تأكيد يضع المرأة في جوهر الفكرة البنائية وفي محور التداول ما بين خيط النمو، وإبرة الوعي. يقول فولتير «خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة، فهي مثال الكمال»، ويقول أيضاً «النساء أشجع مما نتوهم». منذ البدء والتاريخ يمسك بضلع المرأة، ببطش وضراوة، فيحنيه، ويثنيه، ويلويه، حتى أصبحت في نظر المتزمتين جزءاً ضامراً من واسع العضلات. واليوم، وقد تبوأت الإمارات الدور الشاسع في الإضاءات الناصعة، واتخذت من قضية المرأة جوهر اهتمامها، ومحور قيادتها للتنوير في العالم. وما تصريحات سمو الشيخة فاطمة، إلا الصدى والصوت والصيت لموقف الإمارات من أهمية دور المرأة في صناعة النسيج الاجتماعي، وصياغة المثل الإنسانية الرفيعة. فالمرأة في الحياة، هي كل الحياة، لأنها مانحة الحياة لجيل يتهجى أبجدية…
الجمعة ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠
تنطلق طيور نورانية من قمر كبير يحتل وسط شاشة عرض سينمائية ضخمة، فى خلفية «مسرح البالون»، طيور شفافة أثيرية تضرب بأجنحتها فوق الحياة؛ فتجعل لها مذاقا مختلفا، تتلاقى مع ذواتنا فتمسها بالسحر والطرب. وظف مخرج عرض «سيرة حب» د:(عادل عبده)- رئيس البيت الفنى- طيور النور تلك ليصف (بليغ حمدى) موسيقار مصر النابه، أحد أجمل وأعذب هذه الكائنات النورانية المحلقة بحياتنا حتى الآن، رغم وفاته 1993، الفنان الذى قبض على جينات مصر الموسيقية الخاصة على مر تاريخها الممتد، وامسك بهويتها الإنسانية السمحة، الحارة الانفعالات، ذات الشجن العميق، الملحن الذى جعل مذاق الحياة والحب أكثر عذوبة وفرحا، حيث النور هو جسد وملمس ألحانه وأغنياته وروحها، موسيقاه التى أثْرَت فن الغناء المصرى بأعذب النغمات. يجسد عرض «سيرة حب» لمؤلفه: (أيمن الحكيم)، لقطات وأغنيات من حياة الموسيقار والإنسان (بليغ حمدى)، مشاهد تمثل لحظات توتر فارقة فى سيرته، وعلامات فنية ووجدانية لمجدد شباب الموسيقى العربية، حفيد سيد درويش، وتلميذ القصبجى وفوزى والسنباطى وعبدالوهاب والموجى، هذا…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: يُعد مصطلح "القوة الناعمة" أحد أبرز المفاهيم التي انتشرت بقوة في العالم خلال السنوات الأخيرة، ولعله مصطلح يستخدم للحديث عن أقوى النماذج في المجتمع، خاصة عندما تتحدث هذه النماذج بلغة عالمية أو بلغة العولمة، ويمكنها أن تروّج للبلد بطريقة سلسلة وجذابة لأغلب الناس، بحيث يتعرف العالم على هذه الدولة ليس فقط من خلال العلم، بل من خلال الأشخاص والنماذج المتميزة، التي تشملها، مثل: نجوم كرة القدم، والمفكرين، والعلماء، والفنانين، والكتاب والأدباء، ورواد الأعمال، والصحفيين غير المتطرفين. "القوة الناعمة" هي تلك الشخصيات المحبة للسلام والاطمئنان ونشر الثقافة العالمية، وغالباً ما تتحدث بأكثر من لغة، وتتصف بالإيجابية. فضلاً عن أنها شخصيات مثقفة منفتحة على ثقافات الدول الأخرى، والأهم أنها قريبة ومقبولة من مختلف الثقافات، ولا بد أن نذكر هنا الفنان الإماراتي الكبير حسين الجسمي الذي أصبح نموذجاً للتسامح واشتهر بذلك في العديد من الدول، فأضحى واحداً ممن يمثلون القوة الناعمة لبلدته. عليه، من المهم جداً الاستثمار في الأشخاص…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
يقال إن كل شخص يضمر في داخله شعوراً بالإهانة أو التحقير أو النبذ وفقدان الأهمية نتيجة التعرض المستمر للتعدي المتعمد عليه، جسدياً ولفظياً، والذي غالباً ما حصل في طفولته المبكرة، هذا الشخص لا يمكن أن نتوقع منه سلوكاً سوياً إذا ما تقدم به العمر، كما أن سعيه للمكانة الاجتماعية لا بد أن يمر عبر طريقين: الخلاص من ذلك الإرث المضمر في داخله، إثبات التفوق بالتنمّر على الآخرين. هذا الشخص الذي نتحدث عنه كمثال يقوم بدورين: المتنمّر عليه، والذي سيصبح لاحقاً شخصاً متنمّراً على غيره رغبة في الخلاص من عقد التنمّر، ومن هنا نعلم أن هؤلاء الطلاب الذين يجدون ضالتهم في طالب خجول أو لديه إعاقة ما، فيترصدونه بالتحرش aوالإهانات، هؤلاء في الحقيقة إن لم يكونوا يتباهون بتفوقهم على هذا الطالب المسكين، فهم ممن تم التنمّر عليهم في فترات سابقة. جميعنا كنا طلاباً في المدارس وقد عايشنا هذه الظاهرة، وإن لم تكن معروفة بهذا الاسم، إلا أننا في معظمنا قد تنمّرنا…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
94% التوطين في دوائر حكومة الفجيرة.. رقم يوسع من حدقة العينين، وتنصت له الأذنان، ويرتفع له الجبين، ويصفق له الخافقان ويجعل كل من يقرأ هذا الخبر، يملأ اليدين بخضاب الفرح، ويقول لكل المخلصين عافاكم الله وسدد خطاكم، وأنتم تزرعون الوطن بجلابيب بيض، وعقال يطوق الرأس بأحلام النجوم، وأنتم تفسحون الطريق للقادم من أعماق الوطن، كي يمضي والإشارات الخضراء تنثر ضوءها الوضاء، كي تسير القوافل من دون رياح تعصف، ولا عقبات تقصف، فكل الوطن باحة تفرد أجنحة التحليق من أجل نهوض تلمع له النواصي، وترتفع الرايات، وتشمخ الأشرعة، ويسمق النخيل، وتمتد الأعناق إلى حيث تسكن السحابات الممطرة. رقم يسكن النياط فتزهر، وتزدهر، وتزهو بوطن يضع النجوم بين الأيدي، ويفترش المشاعر مخملاً بلون الصحراء الإماراتية، وأهداب العيون تبدو حريراً مبرقشاً بلون الشمس وهي تتجلى وعداً كونياً يزخرف الوجود بفرح إماراتي استثنائي، فريداً، عتيداً لا يشبهه إلا هو. رقم يزين المهج بتفاؤل يجعل الحياة في العيون مثل جدول هطيل، يحدب من القمم الشم،…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
تحدّث الفلاسفة اليونانيون عن المدينة الفاضلة، ثم جاء كتاب السير توماس مور عام 1516 ليصف تلك الجزيرة السعيدة، التي سماها «يوتوبيا» Utopia، وفيها كل أسباب الراحة والسعادة لمواطنيها، وفي عالمنا العربي جاءت الشاعرة العراقية نازك الملائكة على ذكر المدينة الفاضلة كثيراً، مرت تلك الخواطر في ذهني أثناء حضوري ندوة لرئيس الجمعية الملكية للفنون في أسكتلندا «جيمي كووك»، الذي تحدث عن نظام «الدخل الأساسي الشامل» أو Universal Basic Income، ويتلخص المفهوم في أن تمنح الدولة مواطنيها دخلاً أساسياً ثابتاً وموحداً، يكفي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، سواء كانوا يعملون أم لا. الفكرة ليست بالجديدة، فهي موجودة منذ أن عرف الإنسان نظام الدول والحكم، وفي الحضارات القديمة، لكن الجديد في الموضوع أن بعض الدول بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات فعلية نحو إحياء هذا المفهوم، مثل البرازيل والأرجنتين، وهناك مبادرات في فنلندا وسويسرا، وفي أسكتلندا أيضاً. هل سيقضي الدخل الأساسي الشامل على مشكلة الفقر؟ من الممكن، ولكن الأهم أن هذا الدخل، وإن لم يكن كبيراً،…
الأربعاء ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٠
عاد الرئيس سعد الحريري إلى تشكيل حكومة لبنانية بعد عام من حكومة حسان دياب، التي اتخذت أسوأ القرارات في حق لبنان، ودمّرت إلى الأبد الثقة بسمعته الاقتصادية، عندما تمنعت عن تسديد مستحقات السندات الدولية ورمت البلد في فئة الدول غير الموثوقة وغير المحترمة وغير الخليقة بالعلاقات الدولية السوية. وقد اتخذت حكومة دياب ذلك القرار من باب أن اللبنانيين أولى بصرف تلك الأموال على طعامهم ووقودهم. وهذا مسلك سيئ. فالمدين عليه أن يسدد أولاً ما عليه. والأمانة قبل الرغيف. ومع أن حكومة حسان دياب وجبران باسيل لم تسدد، فقد بقيت النتيجة واحدة: سقطت العملة وجاع اللبنانيون وتبخَّر الوقود، والودائع والنظام المصرفي والاقتصادي، وبقي للبنان خطاب تاريخي ألقاه دياب بكل عين مفتوحة قائلاً للبنانيين إن حكومته حققت 93 في المائة من وعودها خلال مائة يوم. باق سبعة. قد يكون من الأفضل بعد عودة الحريري القول إن الماضي قد مضى وعفا الله، ولنراهن على الآتي، ولكن في هذا العام من عمر لبنان لم…
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
ألقى الله علينا جائحة بالتزامن مع تحول تكتوني في طريقتنا في التعليم والعمل والتوظيف، لنستعد جميعاً: فعندما نخرج من أزمة كورونا هذه، سنشهد واحدة من أعمق فترات التدمير الإبداعي على الإطلاق وفقاً لنظرية «شومبيتر» (عالم أميركي في الاقتصاد اشتهر بالترويج لنظرية الفوضى الخلاقة)، التي يسرعها هذا الوباء ويخفيها في نفس الوقت. لن تكون هناك وظيفة ولا مدرسة من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر ولا جامعة ولا مصنع ولا مكتب بمنأى عن ذلك، وستؤثر على العمال ذوي الياقات البيضاء والزرقاء على حد السواء، وهذا هو السبب في أن هذه الانتخابات تهم كثيراً، كيف نزود المزيد من الأميركيين برعاية صحية، ومعاشات تقاعدية قابلة للنقل، وفرص للتعلم مدى الحياة لتحقيق أقصى استفادة من هذه اللحظة وتخفيف الأسوأ، هو ما يجب أن تكون عليه السياسة بعد 3 نوفمبر، أو أننا نتجه حقاً إلى عدم الاستقرار. السبب في أن حقبة ما بعد الجائحة ستكون «مدمرة جداً ومبدعة»، هو أنه لم يكن هناك مثل هذا…
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
تكفي نظرة إلى إيراج مسجدي، بلباسه العسكري، لنعرف أنه ليس بالدبلوماسي المألوف في العالم. هو سفير إيران في بغداد، لكن على أرض الواقع يعتبر نفسه الحاكم العسكري المكلف في العراق. و«الحرس الثوري» أصبح مكلفاً بإدارة كل «مناطق الفوضى»، مستخدماً سفاراته، حيث تم تعيين زميله حسن إيرلو أيضاً سفيراً «مطلق الصلاحية» في صنعاء، لدى حكومة الحوثي الانقلابية ليتولى إدارة «اليمن المحتل». على كثرة الأخطار التي مروا بها، العراقيون يواجهون أخطرها. فإيران تسارع الخطى للسيطرة على العراق مستغلة انشغال عدوتها الرئيسية، الولايات المتحدة، بالانتخابات، تريد أن تستبق وصول جو بايدن رئيساً لتفرض عليه واقعاً جديداً، يقول العراق خارج المفاوضات المقبلة، إنه ولاية تابعة لإيران. وفِي حال عاد ترمب رئيساً فإنها ستحاول أن تفاوضه بما كسبته في بغداد. الحقيقة لا يجهل العراقيون النشاط الإيراني المتسارع. ويعرفون أنه خلف الفوضى، ووراء خسائرهم الاقتصادية، وعجز حكومتهم عن العمل، وأن إيران تدير الميليشيات المسلحة التي عطلت تطوير التعليم والتوظيف والحياة الاقتصادية والاجتماعية. كلها حقائق ليست غائبة…
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
تحدّث الفلاسفة اليونانيون عن المدينة الفاضلة، ثم جاء كتاب السير توماس مور عام 1516 ليصف تلك الجزيرة السعيدة، التي سماها «يوتوبيا» Utopia، وفيها كل أسباب الراحة والسعادة لمواطنيها، وفي عالمنا العربي جاءت الشاعرة العراقية نازك الملائكة على ذكر المدينة الفاضلة كثيراً، مرت تلك الخواطر في ذهني أثناء حضوري ندوة لرئيس الجمعية الملكية للفنون في أسكتلندا «جيمي كووك»، الذي تحدث عن نظام «الدخل الأساسي الشامل» أو Universal Basic Income، ويتلخص المفهوم في أن تمنح الدولة مواطنيها دخلاً أساسياً ثابتاً وموحداً، يكفي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، سواء كانوا يعملون أم لا. الفكرة ليست بالجديدة، فهي موجودة منذ أن عرف الإنسان نظام الدول والحكم، وفي الحضارات القديمة، لكن الجديد في الموضوع أن بعض الدول بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات فعلية نحو إحياء هذا المفهوم، مثل البرازيل والأرجنتين، وهناك مبادرات في فنلندا وسويسرا، وفي أسكتلندا أيضاً. هل سيقضي الدخل الأساسي الشامل على مشكلة الفقر؟ من الممكن، ولكن الأهم أن هذا الدخل، وإن لم يكن كبيراً،…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
لا أحب مقالات الرثاء، فهي تعني أن كاتبها فقد عزيزاً، لكن فقد إنسان بقامة الراحل إبراهيم العابد، عليه رحمة الله، وبمكانته في قلبي وقلوب كل الذين عرفوه مثلي عن قرب، لا يمكن أن يمر دون طرق هذا الباب، وإن كنت لن أفي العابد حقه. كان الزمان نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، عام 1980 على وجه التحديد، وكنت وقتها حديث التخرج في الجامعة، أتطلع لاستثمار ما درسته وما مارسته من عمل في مجال الإعلام، عندما كنت طالباً على مقاعد الدراسة الثانوية، وتسخيره لخدمة وطني الذي كان يستعد لدخول العشرية الثانية بعد تأسيس الدولة. تقدمت بأوراقي إلى دائرة الخدمة المدنية، التي كانت مسؤولة عن توظيف المواطنين وقتها، فجرى تعييني في وزارة الإعلام والثقافة. كانت رغبتي هي العمل في وكالة أنباء الإمارات، التي كانت قد تأسست حديثاً، لكن إدارة شؤون الموظفين في الوزارة ألحقتني بالتلفزيون، الذي كان هو والإذاعة تخصصي الأكاديمي، ومجال خبرتي القصيرة آنذاك. التحقت بالعمل في تلفزيون الإمارات العربية من أبوظبي، رئيساً…