آراء

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

كويت القلب.. والذاكرة

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

قبل البدء وقبل أي حديث، نقف بحزن صادق متقدمين بعزائنا الخالص لأهلنا وإخواننا في الكويت، في وفاة الراحل الكبير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي رحل عن دنيانا مساء البارحة، داعين له بالرحمة والمغفرة، وللكويتيين بالصبر، وللكويت بأن يحفظها الله ويديم عليها الأمن والاستقرار. كانت الكويت وستبقى منارة شامخة، واسماً عظيماً يستقر في ذاكرة الإماراتيين، ممثلاً في حمولة من الخير والعطاء والتنوير والمعرفة، وبكل ما له علاقة بالمدارس والدراسة والكتب والمعرفة والعطاء، فالمدرسة الأولى التي ولجنا بواباتها صغاراً بالكاد نحفظ أسماءنا كانت تحت إشراف الكويت، وكانت الكتب تحمل شعار دولة الكويت، كما كانت الدفاتر تتوسط أغلفتها صورة أمير الكويت في تلك الأيام الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمة الله عليه. لقد ظلت الكويت تعطي بلا حدود، وتشرف وتباشر التعليم حتى قام اتحاد الإمارات وتسلم المهمة وأداها كما يجب.. هكذا ارتبطت الكويت في ذاكرة ذلك الجيل: عطاء ما بعده عطاء، ووعي وحرص يعرفهما كل إماراتي وإماراتية، ممن درسوا في مدارس وتطببوا في مشافٍ…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

صباح أمير الإنسانية

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

صباح الكويت اليوم خال من «صباح» ذلك الوجه البشوش الذي كان يستبشر به الكويتيون والعرب، وواحد من أقدم الدبلوماسيين على مستوى العالم، كان الجميع يثق بحكمته، وحنكته السياسية، لا سيما وقد قضى حوالي 40 عاماً وزيراً للخارجية، كان العالم خلالها يضج بالكثير من المشكلات السياسية، والأزمات، وبؤر التوتر، وقد مرت الكويت والمنطقة بقلاقل وزلازل حروب مدمرة، قاد خلالها سياسة الكويت خارجياً، وقد كانت الكويت حينها بحاجة لذلك الدعم الدولي الخارجي، وهنا بدأت رحلاته المكوكية إلى الجهات الأربع من أجل مناصرة الحق الكويتي، واستعادة الشرعية، واستتباب الأمن والاستقرار فيها، كذلك عرفته العواصم العربية في عز أزماتها وتوتراتها خلال سنوات عمله الدبلوماسية، كان عروبياً حتى الصميم، وعميد الساسة العرب، ارتبط بكل أطراف النزاع بتلك العلاقة الحريرية الناعمة، فكان دوره خليجياً وعربياً ودولياً فاعلاً ومؤثراً وناجحاً في معظم الأمور، لذا انتقل بمكانته المحلية من الكويت والخليج والعرب ليصبح تلك الشخصية العالمية والإنسانية. العزاء للكويت وطناً وشعباً، ولكل أسرته الخليجية التي تكنّ له دوام…

النكبة العربية الكبرى

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

حالة مستعصية على الفهم: رفض الحكام العرب رؤية ما يعيشونه اليوم أنه نكبة حقيقية بكل المواصفات، يتم فيها نهبنا وإخراجنا من التاريخ، وتحويلنا إلى كيانات مشردة، ضائعة أو تابعة. أكبر ما حلّ اليوم بالعرب هو تجريدهم من أيّ مبادرة، ومن أي وجود موحّد، كلّ يغني بليلاه، ليسهل الانقضاض عليهم واحداً واحداً كما في ملوك الطوائف لا يختلف العدو في الجوهر، بين ملوك كاثوليك يحملون في أعماقهم حقد ثمانية قرون، وربما أكثر، وكيان صهيوني يحمّل العرب معضلات التاريخ والحاضر. نكبتان تُجسِّدان هذه الحالة: الأولى سقوط الأندلس، وإنشاء محاكم التفتيش المقدس في فترة الطرد والاسترجاع، فكانت الفجيعة الأولى، طرد ثلاثة ملايين من الموريسكيين والمارانيين (المسلمون واليهود)، وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة في عراء السواحل، فكان أكبر هولوكوست في التاريخ، دفع إسبانيا الحالية إلى الاعتذار لليهود ومنحهم استرجاع هوية أجدادهم، وهو أمر حضاري طبيعي، لكنهم لم يعتذروا للمهجرين من المسلمين، الموريسكيين، الذين كان أغلبهم قد أصبح مسيحيّاً منذ قانون الملكة إيزابيلا وفرديناند. لنتخيّل…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

وداعاً صباح الأحمد

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

في وقت حرج للإقليم وللكويت يغادر صباح الأحمد هذه الدنيا مصحوباً بحسرة كبيرة من الكويتيين والعرب وغيرهم ممن عرفه كشخص أو عرف الكويت كدولة، فله أثرٌ لم يمحَ. وأي كلمات تكتب في حقّه مهما كانت جزلة ومعبرة، لن تعطيه حقه في سبر متابعة عمل عام محلي وإقليمي وعربي ودولي دام عقوداً طويلة قامت به هذه القامة العالية. شخصياً تعاملت مع هذه الشخصية المتواضعة والحكيمة في أكثر من ملف، فكان الرجل المهاب في ثوب المحب، والمسؤول في ثوب الوالد، والحازم في رجل الدولة. آخر مرة قابلته كان بعد ندوة عقدناها في رحاب المجلس الوطني للثقافة، وكانت عن فضّ النزاعات وأعمال الإغاثة... في اللقاء جرى الحديث عن الماضي وعن الإعلام، ذكرته بالقول: «تذكر سموّك لما سلَّمتني وأنت وزير إعلام مسؤولية مجلة (العربي) أوائل الثمانينات، وقتها قلت لي إنَّ (الإعلام يجرح ويداوي)، قال بعفوية: ذلك أيام الإعلام التقليدي أمَّا اليوم، وهو يضحك (فالإعلام يجرح ويجرح بسبب شيوع وسائل التواصل الاجتماعي)». وكان على حق،…

قوة الجامعات بتنوع ثقافاتها

الأربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

النقاشاتُ مع د. محمد العضاضي، الأستاذ الجامعي السابق، لا تنقضي، والأحاديثُ ليلُها يطول، لأن المعرفة لا حد لها. فالعلمُ تُعطيهِ كُلكَ فيُعطيكَ بعضه؛ ولذا كُلما حاولتَ أن تقفَ على ضفة، وجدت أنك ماتزالُ بعيداً عن المنال، فلا ضِفاف في العلم، وإنما سماواتٌ تفتحُ على آفاقٍ لا متناهية من الحكمة والاكتشافات والأخطاء والتجريب المستمر. استكمالاً للمقال السابق "العدالة ومنح الفرص الجامعية"، أود أن أعرضَ لتجربة جامعة "جورج تاون"، التي درس فيها أبو سهيل، مرحلة الدكتوراه، وهي واحد من أهم الصروح الأكاديمية في الولايات المتحدة. عندما نأتي لإحصاءات العام 2018-2019، في "جورج تاون"، نجد أن نسبة الأميركان البيض 52 %، فيما ذو الأصول الآسيوية 10 %، والسود 7 %، والإسبان 10 %، أما الأجانب 14 %، والـ7 % المتبقية تتوزع بين أعراقٍ متنوعة. بعض الجامعات تخصص نسبة معينة لـ"السكان الأصليين"، أي "الهنود الحمر"، تعويضاً لهم عما لحقهم من ضرر في العقود السابقة، حالت دون التحاقهم بالتعليم الجامعي بشكل واسع. الفتيات يشكلن نسبة…

فاطمة المزروعي
فاطمة المزروعي
كاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009

تحدثوا عن خلافاتكم

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠

عندما نعبر عن رأي ونقدم وجهة نظر، وندافع عنها بحماس، هذا لا يعني أن الآخرين سيقتنعون ويتبنون هذه الآراء، ستكتشف أنه مهما بذلت من الجهد ومحاولات الإقناع، ستصطدم بالرفض وبعقول لها رؤية بعيدة عنك. هذا واقع في حياتنا الاجتماعية ويمكن رصد مثل هذه التباينات في مختلف أوجه وتفاصيل هذه الحياة. هذه الحالة تنمو وتكبر وتصبح أكثر حدة وألماً عندما ينشأ مثل هذا الاختلاف والتباين داخل الأسرة الواحدة، بين الزوج والزوجة، أو بين الأب وأبنائه، هنا يكون شكل ولون الاختلاف وكأنه تنكر وجحود أو انهيار للحب ونحوها من الكلمات الرنانة الموجعة. إن أمعنا النظر والتأمل فإننا سنكتشف أن هناك مواضيع تحتمل هذا التعدد في الرأي، ولا يضرها أن يكون هناك أكثر من صوت، كل واحد يتبنى وجهة نظر، وهناك مواضيع حيوية وهامة تستلزم الاتفاق والترتيب لإنجازها، ويصبح الخلاف فيها بمثابة تعطيل وتأخير؛ مثل رغبة الزوج في بناء منزل للأسرة في مكان وموقع ما، ترفض الزوجة وتحدد مكاناً آخر، وكل واحد منهما…

لغة الأرقام

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠

بينما تعصف أزمة كورونا باقتصادات دول كثيرة حول العالم، تضاعف الإمارات إنجازاتها، بفعل رؤية قيادتها التي نجحت في إيجاد نموذج اقتصادي عالمي فريد، استطاع مواجهة أي تحديات يمكن أن تعوق ديناميكية عمله، وخلق فرص جديدة للتنمية رغماً عن أي أزمات، «في الأزمات.. نضاعف الإنجازات» هكذا عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. بلغة الأرقام، تتصدّر بلادنا اليوم دول العالم بأسره في 121 مؤشراً من بين أهم تقارير التنافسية العالمية، وتتبوأ المركز الأول عربياً في 479 مؤشراً، فيما دخلت نادي العشرة الكبار في 314 مؤشراً، وكل ذلك لم يكن اعتباطاً أو على سبيل الصدفة، بل من خلال تخطيط دقيق ومحكم وسياسات وطنية خلاقة عكست كفاءة رفيعة المستوى في إدارة الموارد البشرية والطبيعية والمالية، وشكّلت في مجملها استراتيجية تنموية طموحة ثبتت فاعليتها وكفاءتها وشهد لها العالم. ولعل أبرز ما نفاخر به في هذه الاستراتيجية أنها أوجدت بيئات عمل مبدعة، وهيأت الظروف لتوحيد الجهود وإطلاق الطاقات، عبر مؤسسات اتحادية لا زالت…

في عيدها الوطني الـ90 ..المملكة العربية السعودية مركز استراتيجي وثقل سياسي واقتصادي في المنطقة والعالم

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠

خاص لهات بوست: كان للاستقرار السياسي الذي شهدته المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز في 23 سبتمبر 1932 ،إضافة إلى دورها الفعال في مجموعة العشرين،باعتبارها أكبر منتج للنفط، ووزنها المؤثر في منظمة أوبك ومكانتها في دعم الاقتصاد من خلال "رؤية 2030"،ومرورها بتحول اقتصادي محوري وكبير،إلى جانب التطورات الاقتصادية والسياسية المتسارعة التي شهدتها في السنوات الأخيرة،مع الاعتراف الدولي بقدراتها القيادية الاستشرافية للمتغيرات والمتطلبات الاقتصادية العالمية،كلها عوامل بوأتها استضافة قمة العشرين 2020،كأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذه القمة،وجاء اختيارها من طرف عدد من الدول الكبرى دليلا على الثقة بمكانتها المميزة بين أعظم 20 اقتصاد في العالم..حيث شددت المملكة العربية السعودية خلال هذه القمة على إيمان قادتها بأن تنمية المجتمعات لا يمكن أن تتحقق إلا عبر مكافحة الإرهاب والعمل على القضاء على البطالة والنهوض بالشباب ومنحه فرص جديدة لحياة أفضل وهو أمر اتخذته المملكة هدفا لها خلال السنوات الماضية وعملت على دعمه وتجسيده على أرض الواقع..كما أن دورها…

خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

قابلت فيصل الريثي

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠

احتفل العالم أمس بيوم السياحة العالمي. العام الماضي في مثل هذا اليوم أعلنت المملكة بدء استقبال السياح من مختلف أرجاء العالم. وبدأت قوافل السياح التوجه إلى المملكة. نحو نصف مليون سائح حصلوا على التأشيرة السياحية الإلكترونية خلال أشهر قليلة. ثم حدثت جائحة كورونا التي جعلت العالم يعلن تقييد حركة التنقل والسفر. وكانت المملكة من أوائل الدول التي طبقت احترازات صحية، أسفرت - بحمد الله - عن حالة التعافي التي نشهدها. حيث تجاوزت نسبة التعافي حاليا 94 في المائة وكان توقف تدفق السياح من الخارج فرصة لتوليد أفكار ملهمة تمثلت في صيف السعودية، وخلاله أعاد أبناء المملكة وبناتها والمقيمون فيها اكتشاف الوجهات السياحية الخلابة. وبالأمس كشف وزير السياحة في تصريحاته لـ"رويترز" عن قرب عودة السياح بمجرد التحقق من تراجع أخطار الجائحة. الأسبوع الماضي، كنت في جازان، حيث تجولت في وادي لجب وجبال القهر، وقابلت شخصية طالما أحببتها بعدها إحدى أيقونات السوشيال ميديا، إذ لا يكاد يأتي الحديث عن هذه المنطقة حتى…

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

ما رأي الشعب الفلسطيني؟

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠

بعد انتشار الحديث عن قرار السلطة الفلسطينية الارتماء في أحضان تركيا، نتساءل هل الشعب الفلسطيني العربي راضٍ بأن تكون فلسطين تحت إدارة التركي والإيراني، بعد أن كانت عربية؟ والتساؤل الآخر الذي يطرحه كل العرب من الخليج إلى المحيط، ماذا قدمت تركيا للقضية الفلسطينية؟ وماذا قدمت ‏للفلسطينيين؟ وقبل ذلك ماذا قدمت إيران للشعب الفلسطيني وقضيته؟ وماذا فعل جيشها المسمى بـ«القدس» الذي تحرك في كل العواصم العربية إلا القدس؟ ويحق لنا أن نسأل: ما الثمن الذي ستدفعه فلسطين نتيجة «رميها» في أحضان من باع فلسطين قبل 100 عام؟ ‏باستغراب وباستهجان يتابع العرب والمسلمون موقف القيادة الفلسطينية الغريب في تحولها نحو تركيا، الأمر الذي جعل الجميع يتساءلون؟ هل هذا انتقام من الإمارات والبحرين نتيجة معاهدتَي السلام اللتين تم التوقيع عليهما مع إسرائيل؟ أم هو انتقام من العرب؟ أم انتقام من الشعب الفلسطيني؟ بنظرة سريعة إلى الوضع الجديد، تبدو ردة فعل القيادة الفلسطينية انفعالية، وهي بلا شك خاسرة في هذا التوجه، خصوصاً مع علم…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

تغيّر معنى القضيّة الفلسطينيّة: لمَ الاستغراب؟

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠

تعرَّض المشرق العربيُّ، ولا يزال، لتحوُّلات أخذت شكلَ العواصف المتلاحقة. على مدى سنوات تقلُّ عن عقدين، تغيَّر كلّيّاً العراق وسوريَّا، وها هو لبنان يجتاحه تغيُّر نوعيٌّ. البعض القليل من هذه التغيُّرات كان إيجابيّاً. البعض الكثير كان سلبيّاً. بعض ثالث لا يزال يشوبُه الغموض. في عراق 2003، وبحجج غير قانونيَّة وبقدر معتبر من الأكاذيب، أسقط الأميركيُّون صدَّام حسين. الديكتاتور هوى بسهولة بعدما حكم منذ 1968 كنائب رئيس، ومنذ 1979 كرئيس مطلق. الديمقراطيَّة السياسيَّة ترافقت مع انفجار العفن الطائفيّ الذي كانت تمنعه الدولة الاستبداديَّة فيما تفاقمه في الخفاء. إيران، عبر ميليشياتها الطائفيَّة، مدَّت يدها وانتزعت لنفسها حصَّة الأسد. الآن صرنا أمام عراق آخر. محاولة مصطفى الكاظمي لإخراج البلد من فم الحوت لا تزال قيدَ الاختبار. وهي قد تنجح وقد تفشل، لكنْ في الحالتين لن يكونَ العراق ما عهدناه قبلاً. علاقة سُنَّته بشيعته، وأكراده بمركزه، والعكس بالعكس، كلُّها لم تعد تشبه ما كانتْهُ قبلاً. الشيء نفسه يصحُّ في ما خصَّ علاقة العراق بجيرانه،…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

التزام إنساني وأخلاقي.. إن لم يكن قانونياً!

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠

كثيرون هم الذين لم يراعوا ظروف المستأجرين، ولم يلتفتوا إلى الظروف القاهرة التي مر بها الاقتصاد المحلي والعالمي، وأصروا على استيفاء المستحقات الإيجارية كاملة غير منقوصة لجميع الأشهر الماضية، بما فيها أشهر إيقاف كل الأنشطة التجارية، أثناء فترة انتشار فيروس كورونا! بل كثيرون لم يراعوا المستأجرين حتى أثناء الإغلاق الكامل، رغم أن هذا الإغلاق هو أمر حكومي، وهو ظرف استثنائي قاهر، لا يمكن تجاهله، ومع ذلك تجاهلوه، وأصروا على عدم التساهل، وعدم التعاون مع أصحاب الأعمال المتوسطة، الذين تكبدوا خسائر كبيرة، واضطروا لدفع الإيجارات كاملة، رغم توقف نشاطهم لفترة طويلة! مستثمر بسيط يستأجر عقاراً لغرض تجاري، منذ 10 سنوات، لم يتأخر يوماً عن سداد المستحقات الإيجارية، ضاعف عليه المالك الإيجار طوال هذه المدة، ومع ذلك كان ملتزماً بالسداد، لكنه تعثر قليلاً في الآونة الأخيرة، فحاله كحال معظم رواد الأعمال، أصحاب المشروعات المتوسطة، هم الأكثر تأثراً بتداعيات فيروس كورونا، وأنشطتهم توقفت بالكامل، وفقاً للتدابير الاحترازية، لم يعترض على ذلك بالطبع، لكنه…