الجمعة ١٥ مايو ٢٠٢٠
ببعض عتب، تواصل معي زملاء وأصدقاء من الوسط الإعلامي، ممن أحترمهم وأثق بآرائهم، مستغربين تغريدة كتبتها على ضوء ما انتشر حول عمالة مدير تحرير صحيفة القبس الكويتية،منير يونس، لحزب الله. الخبر المتداول أنه تم ترحيل يونس من الكويت بناءً على معلومات مؤكدة بارتباطاته مع حزب الله، سياسياً ومالياً. وللأمانة، لم يصدر حتى لحظة كتابة هذا المقال، بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه التهمة لكن الواضح لي، من مصادر أثق بها، أنه تم ترحيله إلى بلده بشكل عاجل. ومن هنا جاء تعليقي، مثلي مثل عدد من المغردين، متسائلاً ومستغرباً كيف يُرحل متهم بالتجسس من دون محاكمة وعقوبة؟ ولعل من أسباب التعبير والتعليق بشيء من الغضب حقيقة أن لحزب الله سوابق في إرسال بعض أعوانه للعمل في دول الخليج من أجل التجسس وممارسة نشاطات مالية تسهم في دعم هذا الحزب الإرهابي الذي يخطط ويعمل لضرب مصالح دولنا وإشعال فتيل الفتنة بين أهلنا. أما عتب الأصدقاء من الوسط الصحفي فكان عن إقحام صحيفة…
الجمعة ١٥ مايو ٢٠٢٠
خلال مدة قصيرة لا تزيد على بضع سنين اتخذت المملكة عددا من القرارات الشجاعة والمفصلية في تاريخ نهضتها الحديثة، قرارات كنا حتى عهد قريب نرى أن مجرد الحلم بها من المحظورات. كلما صدر واحد من هذه القرارات ظننّا أننا وصلنا نهاية المضمار وتسلقنا رأس جبل الجليد، ثم نتفاجأ في اليوم التالي بخبر آخر يثلج الصدور ويشرح النفوس. مجتمعنا يمر بثورة ثقافية واجتماعية ليس فيها إطلاق نار ولا سفك دماء، ثورة تختصر الزمن وتنعدم فيها الخسائر في الممتلكات وفي الأرواح، ربيع عربي وردي تتحقق فيه الأحلام الكبار وتُختصر فيه المسافات الطوال. لم تعد ذاكرتي الهرمة تتذكر كل الإنجازات المتوالية ولا تراتبيتها لكثرتها وسرعة تواليها واحدة بعد الأخرى. ولتستوعب الأجيال الشابة حجم الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الزاهر لعلنا نذكرهم بسنوات عجاف عايشناها نحن الشيوخ كان فيها يُحرّم علينا اقتناء المذياع والمسجلات وركوب الدراجة ومشاهدة التلفزيون. كانت فرق المتطوعين من ذات أنفسهم ومن دون تكليف رسمي يطوفون الشوارع ويتطلعون إلى السطوح…
الخميس ١٤ مايو ٢٠٢٠
فوجئ رواد منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) باختيار توكل كرمان عضواً في مجلس الإشراف على المحتوى والمستحدث قريباً رغم سجلها الحافل بالجرائم، ودعم الإرهاب، وإذكاء العنف والكراهية، وتبني أجندات «إخوانية» ترتبط بمراكز قيادة التنظيم الدولي للجماعة في تركيا وقطر. وتوكل كرمان تعد عضواً في حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذراع اليمني للإخوان والداعم لجرائم ميليشيات «الحوثي» ضد اليمنيين. قوبل تعيين كرمان عضواً إشرافياً على محتوى فيسبوك بضجة واعتراضات كبرى على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى فيسبوك نفسه، وسارع الكثيرون بنشر الهاشتاقات المنددة بهذا القرار، وما سيؤول إليه هذا المنبر، بعد أن تشرف على محتواه (سيدة التنظيم الإخواني الإرهابي) الذي أنشئ في الأساس لمنع تسلل خطابات الكراهية في المجتمعات، وحمايةً لحرية الرأي والرأي الآخر، فطالب البعض بحذف التطبيق اعتراضاً على هذه الخطوة التي من شأنها الانحدار بمحتوى ثاني أكبر المنصات العالمية استخداماً وتفاعلاً، خصوصاً فيما يتعلق بتداول المحتويات الثقافية والحوارات السياسية والمقالات ونشر الأدب والثقافة وتبادل الصداقات والنقاشات والتحليلات الاقتصادية والسياسية، وغيرها من المحتويات…
الخميس ١٤ مايو ٢٠٢٠
إشارات من بغداد توحي بالتغيير؛ فقد أُزيلت جدارية عملاقة للجنرال الإيراني قاسم سليماني كانت معلّقة في محيط المطار، وبالقرب من المكان الذي قُتِل فيه. وقوة أمنية أغارت على مقر حزب «ثأر الله» في البصرة، الذي كان يهدد المتظاهرين، والأميركيين، ويجاهر بولائه لإيران. الجديد في العراق هو مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء، الذي فاز بأغلبية الأصوات البرلمانية. غالبية الفرقاء العراقيين، والقوى الإقليمية، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا، يُجمِعون هذه المرة على أن في بغداد قيادة يمكن التعامل معها. ويترافق صعود الكاظمي في الساحة السياسية العراقية، مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية، التي ستؤثر نتائجها بشكل حاسم على إيران وعلاقات المنطقة معها، ومن ضمنها منطقة الخليج. أصعب مهام الكاظمي أن ينقذ العراق من إيران التي تريد السيطرة عليه، وأن يدفع ببلاده بعيداً عن أخطار الصراع الأميركي - الإيراني، الذي وصل إلى مرحلة خطيرة؛ بعدما كشف الأميركيون عن عزم إيران إحداث فوضى أمنية سياسية في بغداد، تتبعه سريعاً تصفية أبرز قادة إيران العسكريين، قاسم سليماني،…
الأربعاء ١٣ مايو ٢٠٢٠
«زادت المعلومات وغابت الحقيقة». ربما هذه العبارة المختصرة تعكس واقع الحال وأزمة الواقع الجديد الذي فرضته ثورة المعلومات. ما يحصل في الواقع حالة ارتباك لدى الحكومات ووسائل الإعلام التقليدية (المقصود مؤسسات الإعلام الرئيسية). فهي بين خيارين أحلاهما مرٌّ إما اللهاث ومطاردة المعلومة على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، وتحولها إلى رد فعل بدلاً من أن تكون هي الفاعل والمؤثر. أو التجاهل والانفصال، وهنا ينشأ عالمان في محيط واحد يجمعهما المكان وتفرقهما الاهتمامات والقضايا. ومن الصعب حتى على مستوى الدول أن تهمش هذا الديناصور الضخم المتمثل في شبكات التواصل الاجتماعي هذه، خصوصاً إذا كان رئيس أقوى دولة في العالم تجاوز كل وسائل التقليدية المهمة في بلده، وأسّس لنفسه وكالة خاصة هو رئيسها ومحررها ومخرجها في «تويتر». وربما ينسى هذا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حقيبته النووية، ولكنه لا يفرّط في هاتفه ليمارس هواية التغريد حتى ساعات الفجر. وببساطة هذه المنصات واقع موجود، ومن الصعب تجاهله. وتكمن خطورة شبكات التواصل الاجتماعي في تأثيرها المتنامي…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠
الكثير من المبالغة أحاط بقراءة وتفسير تغريدة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، يصف فيها صلح الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب مع الخليفة معاوية بن أبي سفيان، بالمرونة الشجاعة. التفاسير التي استُنسخت عن بعضها بعضاً، أسقطت التغريدة على الواقع السياسي الراهن في إيران، وما يشوبه من انهيار اقتصادي بسبب العقوبات الأميركية القاسية مقرونة بتبعات وباء «كوفيد - 19»، وخلصت إلى أن التغريدة تندرج في سياق تهيئة المناخ الشعبي لتحول سياسي إيراني يجنح نحو التفاوض مع واشنطن! فكما اتسم الأداء السياسي للإمام الحسن بـ«المرونة الشجاعة»، يهيئ خامنئي نفسه لخيار سياسي مماثل. وقد شاعت التفاسير هذه بالتزامن مع أخبار عن سعي إيران لعقد صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة، وبعد أن كانت طهران أفرجت عن السجين الأميركي مايكل وايت (ما زال يقيم في السفارة السويسرية في طهران)، في حين تساهل ذراعها اللبنانية «حزب الله» في مسألة الإفراج عن مواطن أميركي من أصل لبناني آخر هو عامر الفاخوري كان موقوفاً بسبب تعامله…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠
أثبتت الأيام القليلة الماضية أن كورونا ليس مجرد فيروس اجتاح العالم، وحصد مئات الآلاف من الإصابات، وعشرات الآلاف من الأرواح، بل هو أيضًا فيروس إعادة موازين القوى في العالم، فقد نجح كورونا خلال أيام قليلة في أن يكشف للعالم ما كنا نعيش فيه من أوهام تحت مظلة القوى العظمى، فالدول العظمى في زمن كورونا ليست بجيشها الجرار، وعتادها العسكري، وهيمنتها على اقتصاد العالم، وغزوها واستعمارها لدول سالمة آمنة، بل هي تلك الدول التي تملك إنسانية حقيقية، وليست إنسانية تفرضها عليها السياسة والدبلوماسية، وهنا لن أتحدث عن دول بعينها، أو شخصيات بعينها، ولكن سوف أتحدث عن دولة أعيش فيها هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وما سوف أكتبه لن تقرأه في عناوين الصحف، أو في الأخبار المتداولة، لأنه الواقع الذي نعيشه هنا، الواقع الإنساني، الذي يلمسه من يعيش هنا فقط، لإنها دولة أفعال لا أقوال، يفعلون أكثر مما يتحدثون، ففي الوقت الذي يواجه فيه الوافدون أو الزائرون في كل دول العالم، مشكلات…
الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠
هناك فارق في تشبيه رئيس دولة، برجل دولة، في المفاهيم العامة وعند العامة من الناس، فرئيس الدولة، من يتولى قيادة دولة ما أو بلد ما، بحُكم تداول السُلطة أو بالاختيار من أهل الحل والعَقْد، أو بالانتخاب العام، أو بطرق أخرى كثيرة، يعرفها علماء السياسة والاجتماع، وتقع أحياناً بصورة مكررة. وليس من الضروري والمحتم أن يرأس شخص دولة ما أو شعباً من الشعوب، بالانتخاب الذي يجري عادة في الدول ذات الأنظمة الشبيهة بالليبرالية الديمقراطية، ويصبح هذا الشخص من الخيار أو من الأخيار بين من ترشحوا للرئاسة، بل قد يأتي شخص يصبح الناس على انتخابهم إياه أو اختيارهم له نادمين، وقد يعضّون أصابعهم ندماً على ما فعلوه. وأمامنا أمثلة كثيرة يطول بنا الحديث لو تطرقنا إليها بالإشارة أو التفصيل، ولكن عندما نشير إلى شخص ونقول رجل دولة، فإن هذا الشخص تتجمع في شخصيته الصفات الخُلقيّة والذهنيّة، من قوة الشخصية والإدراك السليم وبُعد النظر، والعقليّة التي تُميز بين الأشياء، وتدرك الحقيقة عبر هذا…
الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠
لم يكن حديث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، حول ضرورة نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك، والتخلي عن عادة الإسراف، التي لا تتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي، حديثاً عابراً في محاضرة كان يستمع من خلالها لمسؤولي ملف الأمن الغذائي في الدولة، بل كان حديثاً مقصوداً ومركزاً، بعث من خلاله رسالة واضحة إلى الجميع، بضرورة القضاء على إحدى أكثر عادات المجتمع سلبية، وهي عادة الإسراف في الطعام! سموّه قالها وبوضوح: «لابد أن نشد الحزام على هذه العادة»، بل وأعطى الخيار الأفضل، والبديل الناجح الذي لا يتعارض مع الدين، والكرم، والعادات الحميدة، فقال: «إذا كانت الزيادة والإكثار لفعل الخير، فنحن ندعمه ونباركه، أما إذا كانت للمباهاة، فهذا غير مقبول، فثقافة المحافظة على مواردنا، بمختلف أنواعها، من مياه ومصادر غذاء، وغيرها، تعدّ جزءاً أساسياً من استراتيجية الأمن الغذائي في الدولة». الإسراف، وهدر الطعام، وصل إلى مستويات غير مقبولة، فالرقم صادم ومؤسف ومؤلم، حيث قدر المختصون قيمة الطعام المهدر في الإمارات…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠
من بين عشرات المسلسلات التي تزخز بها شاشات القنوات التلفزيونية العربية في شهر رمضان المبارك، يقدم مسلسل «الاختيار» نفسه عملاً درامياً هادفاً ومختلفاً، يبتعد بفارق كبير عن معظم الأعمال الدرامية المعروضة في هذا الشهر، من حيث القصة، ومن حيث التناول البعيد عن الإسفاف، ومن حيث جودة الإنتاج وأداء الممثلين ودقة الإخراج. قصة المسلسل وطنية تظهر الفرق الكبير بين الإخلاص للوطن وبين الخيانة التي انزلق إليها بعض الذين ضللتهم الأفكار المتطرفة البعيدة عن الدين الحق الذي نزلت به الرسالات السماوية، ودعا إليه الرسل منذ أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وحتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. يجسد هذا الفرق بطلا المسلسل الضابطان المصريان أحمد المنسي وهشام عشماوي، اللذان تربيا في حضن الجيش المصري، فانحاز أحمد المنسي للوطن واختار أن يكون مقاتلا في صفوف الذائدين عنه، بينما غامت الرؤية أمام عيني هشام عشماوي فانحاز للمتطرفين، واختار أن يحمل السلاح في وجه حماة الوطن ويسفك دماءهم. القصة كما يعرف الجميع حقيقية، وبطلاها…
الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠
الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك بتشكيل «لجنة الرقابة العالمية على محتوى فيسبوك وإنستغرام» ونوعية الأعضاء الـ20 المختارين، تكشف أكثر عن عمق وخطورة التحالف الدولي الخبيث بين القوى الأصولية الإسلامية واليسار العالمي، بصيغته الرقمية الديجتال. صُدم الناس في العالم العربي، خاصة الشعب اليمني، من اختيار الناشطة الإخوانية الحادة اللسان المدعومة من تركيا وقطر، توكل كرمان، عضواً في هذه اللجنة الرقابية القضائية التي قررت «فيسبوك» أن أوامرها ملزمة. توكل صفحة مكشوفة، انحيازتها الحزبية مفضوحة، وهي تعارك كل يوم لمصلحة جماعة الإخوان ونظام إردوغان التركي وحمد القطري، بصلافة وجهرية وسوء كلام، يعني ليست موارية باطنية في هذا التوجه، ومع ذلك قرّرت إدارتا «فيسبوك» و«إنستغرام» تسليط توكل على ملايين المستخدمين، خاصة في اليمن ومصر، حيث ينتشر «فيسبوك» أكثر من «تويتر». ماذا يكشف هذا التصرف؟ ضعْ مع ذلك بقية الأسماء المختارة وأغلبهم من اليسار الأوبامي الضارّ بنا نحن العرب، عرب الاستقرار والرفض للمشاريع الإيرانية والتركية والإخوانية، مثلاً من ضمن قضاة السوء في «فيسبوك»…
الأربعاء ٠٦ مايو ٢٠٢٠
معظم الخبراء في مختلف التخصُّصات، واثقون بأن العالم مقبل على تحولات عميقة وواسعة بعدما يتلاشى وباء «كورونا»، وتزول آثاره. السؤال عن صورة العالم في الأعوام المقبلة، بات الشغل الشاغل للعلماء والمحللين في العالم كله. وتنشر الصحافة الدولية، كلَّ يوم تقريباً، تصوراتٍ أوليةً حول مسارات التحول المنتظر، مما يكشف عن حيوية النقاش الجاري في هذا السياق. سوف أقترح اليوم أربعةَ مسارات للتفكير في التحولات المتوقعة: المسار الأول: يتناول طبيعة التحولات، التي قد تكون تراكمية تدريجية، أو تكون باراديمية - نسقية. في النوع الأول يقوم المجتمع بتجديد بنياته القائمة وتطويرها. ومن هنا فإن الجديد محكوم بمنطق البنيات القائمة فعلاً. أما النوع الثاني فهو عبارة عن عملية إحلال، تتضمن إلغاء البنيات القديمة، وإقامة بنيات جديدة، متباينة غالباً مع نظيرتها القديمة. المسار الثاني: يتناول انعكاسات التحول. فحين يبدأ، سواء كان نسقياً أو تراكمياً، فإنَّ أولى علاماته تظهر على العناصر الضعيفة، العاجزة عن مقاومة رياح التغيير. وهذه قد تطال السوق والثقافة والقيم المعيارية والعائلة والقوى…