الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
انتشر خلال الأسبوع الماضي مقطع لسمو أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر أثناء زيارته لإحدى المحافظات وهو يلوم بعض المسؤولين عندما طلبوا منه تدشين مشروع لم يكتمل لكن الأمير رفض ذلك، وطالبهم بإكمال المشروع أولاً، وأبدى استعداده للحضور مرة أخرى عند اكتماله لتدشينه، ليس بالضغط على زر وإنما بالوقوف الفعلي على المشروع والتأكد من انتهائه بالمواصفات المحددة التي تجعله يفي بالغرض من إنشائه. والحقيقة أن احتفاء المجتمع بذلك المقطع يعود إلى سبب مهم هو معاناتهم من ثقافة التدشين التي انتشرت في الماضي لمشاريع بعضها ناقص ومبتسر ومشوه بشكل واضح لا تخطئه العين، كان ذلك يتم بلا خجل أو خوف لدى المسؤولين الذين عبثوا بتلك المشاريع، بل بلغت بهم الجرأة إلى حد دعوة رؤسائهم أو حتى وزرائهم لتدشين تلك المشاريع في احتفاليات إعلامية صاخبة، وبشكل قبيح من الاستخفاف بالمجتمع وتحدٍ سافر لأنظمة المتابعة والمساءلة والرقابة التي لا يأبهون بها. التفتوا حولكم، في كل منطقة ومحافظة ومدينة، لتتبينوا كم هي المشاريع التي…
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠٢٠
على عكس مقالاتي السابقة، جاء ردّ جامعة الإمارات فورياً وسريعاً بخصوص مقالي الأخير حول «إدارة الموارد المالية في الجامعة»، في الوقت الذي كنت أتطلع إلى أن يصلني ردّ بالسرعة نفسها حول مصير الطلبة المواطنين، الذين سيواجهون معاناة قبولهم في جامعتهم الوطنية «الأم»، أو بخصوص إصرار الجامعة على المضي قدماً في مشروع «التحول» الذي تبنته موظفة مقربة من الإدارة العليا، بعد أن فشل «قريبها» في تطبيقه بمؤسسة تعليم عالٍ أخرى، واستطاعوا تمريره في الجامعة، بل واستقطبوا الشركة ذاتها التي كانت تعمل فيها الموظفة ذاتها، هي وبعض العاملين الوافدين في إدارة الجامعة، ولا أستطيع أن أجزم بأن كل ذلك مجرّد مصادفة! عموماً ووفقاً لرد الجامعة في جزئية مجال البحوث، كنا ننتظر أن يكون الرد أكثر عمقاً، ومرتبطاً بإحصاءات توضح نوعية وكمية البحوث ذات العلاقة المباشرة بالدولة والمجتمع، بدلاً من أن يكون حديثاً عاماً عن إنجازات غير ملموسة ميدانياً، وطالما إدارة البحوث في الجامعة تؤدي دورها بشكل إيجابي، كما ورد في الرد، فلماذا…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
لا يوجد أحد في الإمارات يعيش تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي، بـ (1.25) دولار يومياً، (4.6) درهم، وقد أنجزت التنمية المستدامة مهمتها بنجاح منذ عامين، وحققت قضاءً على الفقر بنسبة 100%، ونحن بين قلة من دول العالم التي نجحت في إتاحة الموارد، وتحديث التشريعات، وخلق بيئة عمل منافسة، بما ساهم في نهاية الفقر، ومظاهره الاجتماعية، وأنتج رفاهاً، وشعوراً بالأمان والاستقرار أيضاً. واجهنا خلال العقود الماضية التحديات المتعلقة بالفقر، بالتوزيع العادل للثروات الوطنية، وعوائد التنمية، ووضعنا تأهيل الكفاءات المواطنة في رأس أولوياتنا، لتوطينهم في المناصب القيادية في القطاعين، ولم نغفل عن صناديق الدعم والرعاية الاجتماعية، ووفرت التشريعات حماية لأجور للمواطنين والمقيمين، واتسعت مظلة التأمينات الصحية، لتشمل سكان الإمارات كافة. توازياً مع ذلك، انتهجنا سياسة حرية الأسواق وتشجيع الاستثمار، بما أتاح لملايين الأشخاص من عشرات الجنسيات من مختلف دول العالم، مشاركتنا مكاسب الازدهار الاقتصادي في بلادنا، وكل ذلك ونحن مواظبون في التركيز على التعليم، وتحديثه باستمرار، ليواكب الثورة التكنولوجية واقتصاد…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
ذكرنا مراراً وتكراراً أن المحتوى العربي على الـ«سوشيال ميديا»، باختلاف منصاته، كارثة ولا يمكن الخروج منه بأي فائدة، وذلك بسبب حالة الخواء الفكري والثقافي التي تعيشها المجتمعات العربية، والتي أفرزت الكثير من الأمراض النفسية، أبرزها الاستعراض. قلنا إن «تويتر» يشبه ملتقى النخبة والصعاليك، في مقال سابق، ونزيد هنا أن الحال لم تتغير، ومازلت على رأيي نفسه. هناك نوعان من المستعرضين على «تويتر»: المكشوف والمستتر، الأول لسنا بحاجة إلى شرحه لأنه لو اشترى أي شيء من الإنترنت سيعلن الخبر فوراً، أو تجده يخوض في ما لا يعنيه بشكل فج، أما الثاني فهذه سماته: أولاً، أغلب تغريداته عربية ثم يغرد باللغة الإنجليزية بشكل مفاجئ، وكلامه لو نسخته ووضعته في «غوغل» ستعلم فوراً من أين أتى به. ثانياً، يغرقك في البديهيات لأنه أستاذ في مجاله! ينتقد ما يسميه جمود مجال معين ثم يشرح لك رؤيته، وهذا من حقه، لكن عندما يتجاوز الشرح 10 دقائق، في فيديو يحمّله على حسابه، وكل محتوى الفيديو بديهيات…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
مبدأ تساوي الفرص هو أهم مبادئ الرياضة بجميع أنواعها وأشكالها، وكرة القدم بالتأكيد ليست استثناء من هذا المبدأ، وتساوي الفرص يعني بشكل واضح أن تحظى جميع الفرق المتنافسة في البطولات بالحقوق والفرص ذاتها، وتُطبق عليها القوانين ذاتها، وذلك بهدف إعطاء شرعية وأحقية الفوز في المنافسات لمن يمتلك الجدارة والتميز، والجهد الأفضل داخل المستطيل الأخضر فقط، من دون أن يحصل على أي أفضلية من خارج الملعب، تجعله مؤهلاً للفوز أكثر من غيره داخل الملعب! ولعل هذا المبدأ الرياضي المهم، الذي لا تستقيم المنافسات من دونه، غاب بشكل واضح عن قضية التجنيس التي شغلت الرأي العام الرياضي في الإمارات، الأيام السابقة، ومع اتفاقنا على ضرورة التجنيس في المرحلة المقبلة، فإنه في الوضع الحالي أعطى أفضلية وتميزاً لأندية بعينها دون بقية الأندية، وبشكل بات يؤثر بشكل كبير في مسار منافسات كرة القدم في الدولة، ما يعني غياب العدالة والمساواة، وتميز فرق على غيرها بشكل يؤدي إلى غياب طعم المنافسة والترقب والحماس الكروي المعهود.…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
هل ستخرجونني من الملة إذا سألتكم هل العلماني كافر؟ وهل سيشنع بي غداً لأني أنكش ببيت الدبابير؟ وهل سؤالي هذا تعد كبير على ثوابتكم؟ وهل أنا مجبرة بوصف العلمانية بصورة سلبية عندما أتحدث عنها، وملزمة بأن أصف من يؤمنون بها بالكفر وبالزندقة لكي لا تخرجوني من الملة؟ وهل أنتم لا تتمتعون بمبادئ العلمانية بحياتكم اليومية؟ المبادئ التي تجعل الدولة تعامل الأديان بصورة حيادية تحول منهم أول من ينادون بحقوق المسلمين في دول الغرب تبعاً لهذه المبادئ التي تساوي في الحقوق بينهم وبين أصحاب الأديان الأخرى. فهم هؤلاء هم باختصار شديد أول من يدعم العلمانية إن كانت في صالح المسلمين، وأول من يلعنها ويكفر بها إن كانت في صالح من يخالفهم في الفكر أو أنها ستساويهم بالأقليات التي تعيش معهم في دولهم الإسلامية. ولنتصور أن دولة ما ليست إسلامية منعت المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، أتعرفون ماذا سيحدث؟، سينزل مئات الآلاف من المسلمين ينتفضون ليطالبوا بتطبيق العلمانية في هذه الدولة لكي…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
كنت أعيد مشاهدة فيلم (العرّاب) الذي قام ببطولته مارلون براندو، الذي وصف بأنه أحد أعظم الأفلام في تاريخ هوليوود، حين عرفت أنه رفض حضور حفل الأوسكار وتسلم الجائزة التي رشحه لها جميع النقاد بجدارة، مرسلاً خطاباً، علل فيه مقاطعته ورفضه الجائزة بما تقوم به الولايات المتحدة من حملات تشويه ومحاصرة لا إنسانية ضد الهنود الحمر! بحثت لاحقاً لأجد أن عدداً من مشاهير الكتاب والمثقفين والفنانين قد وقفوا هذا الموقف من جوائز مختلفة نظراً لما يحملونه من مواقف معارضة لحكوماتهم، أو لسياسات تنتهجها بلدانهم ضد مبادئ يؤمنون بها، والحق أنه ليس سوى الفن والأدب من يقدر أن يكون رافعة عالية تجاهر وتعلي هكذا مواقف وأصوات بهذه القوة. فحين رفض مارلون براندو الجائزة استمع لخطابه ليلتها 80 مليون شخص كانوا يتابعون الحفل عام 1973! في عام 1925 منحت الأكاديمية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الآداب للكاتب برنارد شو، ولكنه رفض حينها تلك الجائزة التي يحلم بها كل كاتب، ليكون بذلك أول من…
الأحد ٢٦ يناير ٢٠٢٠
مقابلة مهمةٌ بثتها قناة «العربية» نهاية الأسبوع الماضي لنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع موقع «vice» الأميركي والتي شرح فيها بإيجازٍ محكمٍ سياسات السعودية في المنطقة وطبيعة العلاقات الدولية فيها والمستقبل الذي تسعى السعودية لصنعه في ظل صراعٍ محتدمٍ بين إيران من جهةٍ والسعودية وأميركا ودول المنطقة وشعوبها من جهة أخرى. هناك العديد من المفاهيم المغلوطة عن المنطقة في الدول الأوروبية ولدى العديد من التيارات السياسية في أميركا، وثمة حاجة ملحةٌ لتوضيحها هناك، وإطلاع كل باحثٍ مستقلٍ وكل كاتب متخصص وكل مواطن يبحث عن الحقيقة عليها. إنها مهمة جلّى ستغير كثيراً في تعاطي الدول الكبرى الحليفة للسعودية مع مشكلات المنطقة. خلل التوصيف يؤدي لخلل في الفهم، وخلل الفهم يؤدي لخلل في السياسات، ومن تلك الأخطاء الشائعة في الغرب تلك الشعارات التي يطلقها بعض الدارسين الغربيين مثل القول بأن السنّة يمثلون الأكثرية الديكتاتورية في الإسلام بينما الشيعة هم الأقلية الديمقراطية ولا شيء أبعد عن الصحة من هذا التوصيف…
السبت ٢٥ يناير ٢٠٢٠
بدورها الحيوي والمؤثر عالمياً، تؤكد الإمارات مجدداً أنها في قلب الحراك العالمي على مختلف الصعد، سواء الإنسانية أو الاقتصادية أو القيمية، لتقدم أكبر وأعظم المساهمات في تمكين الإنسان والارتقاء بواقعه، وتعزيز السلام والازدهار والتنمية بمبادرات استثنائية تربط أقطاب التجارة والاقتصاد في العالم. أعلن محمد بن راشد بالأمس، عن مبادرات عظيمة قدمتها الإمارات خلال مشاركتها الناجحة عبر أكبر تجمع اقتصادي عالمي في دافوس، باستضافة دبي لحفل «غلوبال غول لايف»، أكبر حدث إنساني للقضاء على الفقر، وكذلك إطلاق الجواز اللوجستي عالمياً، وهو من ضمن مبادرة «خط دبي للحرير»، التي أعلن عنها سموه قبل عام، وهي مبادرات تعكس ما باتت تجسده الإمارات بقيادتها وشعبها، من صانع حقيقي لمستقبل البشرية وتقدم حضارتها. وهذا هو الهدف السامي التي تنطلق منه منذ نشأتها، وهو ما يجدد محمد بن راشد التأكيد عليه بقوله: «التجارة رافد رئيس لاقتصاد الإمارات، تاريخنا معها وخبراتنا الطويلة في معاملاتها تؤهلنا للقيام بدور ريادي يدعم مستقبل التجارة العالمية ويضمن فرصاً اقتصادية متكافئة للجميع،…
السبت ٢٥ يناير ٢٠٢٠
في الكانتون الواقع شرق سويسرا القابع في أحضان جبال الألب، تستلقي مدينة دافوس التي تكسوها الثلوج الكثيفة في مثل هذه الأوقات من العام، وتجعل منها أحد أشهر وجهات التزلج على الجليد للأثرياء، حيث لا تقل تكلفة المبيت لليلة الواحدة عن خمسة آلاف دولار. دافوس تحولت من قرية صغيرة وادعة لمدينة تحظى بشهرة واسعة لكثرة المؤتمرات والملتقيات الدولية التي تحتضنها، وفي مقدمتها المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انطلقت دورته الجديدة مؤخراً، وهو يحتفل باليوبيل الذهبي للمنتدى الذي تحول منصة عالمية تستضيف قادة وزعماء العالم. في ذلك المنتدى حرصت الإمارات على أطلاق رسالة عظيمة جليلة تحمل في طياتها رسالة «أمل عالمية» للملايين من الشباب في أكثر من 50 دولة حول العالم، تهدف لتأهيلهم بتعليمهم لغة البرمجة مجاناً، ويعد «البرنامج التدريبي الأفضل والأشمل من نوعه عالمياً» بحيث يكون متاحاً مجاناً لملايين الشباب في العالم، لمساعدتهم على بناء «مستقبل مزدهر وواعد لهم في المجتمعات الفقيرة والأقل حظاً». لقد كان اعتناء دولة الإمارات بالتعليم في تلك…
د. السيد ولد أباهكاتب وأستاذ جامعي موريتاني، له كتب ودراسات عديدة منشورة في ميادين الفلسفة المعاصرة وإشكالات التحول الديمقراطي.
الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٠
«مايكل نوفاك» فيلسوف أميركي محافظ توفي مؤخراً، اهتم في أعماله الفكرية بمسألة الحرية في الديانات التوحيدية، وقد اعتبر أن الإسلام بتصوره المعياري الشمولي عاجز عن توليد تصور أخلاقي بمعنى الذاتية الحرة، فالشريعة تصوغ كل تفاصيل حياة الفرد والجماعة، ولا تترك أثراً للعقل والحريّة. «نوفاك» يردد هنا أطروحة استشراقية معروفة، تحولت إلى محدد أساسي من محددات خطاب الإسلام السياسي في تصوره القانوني للشريعة من حيث هي محور الشرعية الدينية للدولة. ومن هنا تحول مطلب «تطبيق الشريعة» إلى جوهر المشروع الأيديولوجي لحركات الإسلام السياسي. ما يتعين التنبيه إليه هنا هو أن مفهوم الشريعة في التقليد الإسلامي يختلف نوعياً عن هذا التصور المغلوط، الذي يستند إلى خلفيتين متمايزتين: خلفية لاهوتية يهودية بعيدة، وخلفية قانونية حديثة. أما الخلفية اليهودية فتتمثل في اعتبار «الشرع» المضمون الوحيد لعلاقة التعبد، من منظور أن الأوامر الإلهية هي إرادة الإله المنزلة مادياً (في شكل ألواح)، فلا سبيل لمعرفة الإله إلا من خلال تشريعاته الملزمة القاهرة، التي هي دعامة الهوية…
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٠
لم تخسر إيران فقط قاسم سليماني، ولم يخسر النظام شعبيته في الشارع الإيراني الذي لم يتوقف عن الخروج عليه منذ أشهر، كما لم يخسر احترامه وهيبته إقليمياً ودولياً بعدما أسقط الطائرة المدنية الأوكرانية وقتل جميع ركابها الـ170 عن طريق الخطأ! وإنما خسر ثلاث دول أوروبية كانت صديقة له، وتقف معه وتدعمه منذ 2015، رغم كل جرائمه وفضائحه. لقد تساهلت تلك الدول مع هذا النظام الإيراني لسببين، الأول: أن لها مصالح اقتصادية لا تريد خسارتها على المدى الطويل، والثاني: اعتقادها بإمكانية تغيير السلوك الإيراني مع الوقت، إلا أنها اكتشفت اليوم أن هذا السلوك أصيل لا يتغير، من هنا جاءت الاستدارة الأوروبية الأخيرة عن إيران، ومن ذلك أن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي رفضت العقوبات الأمريكية وكانت ضد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يبدو أنها تعيد حساباتها بشكل جدي. كل تلك الأوضاع الصعبة دفعت مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لإلقاء خطبة صلاة الجمعة في طهران لأول مرة منذ أكثر من ثماني سنوات،…