الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٩
سألت مرة كاتبًا أميركيًا عن السبب الذي يجعل الأميركان السود بارعين في الغناء والرياضة أكثر من أي مجال آخر؟ ولماذا هم غائبون عن المجالات العلمية؟ بعد أن تحدث عن البعدين التاريخي والعنصري وغيرهما من أسباب الحرمان، قال: الرياضة والغناء لا يحتاجان إلى تعليم عالٍ، ولا استثمار مالي كبير. معظم أنواع الرياضة لا تتطلب تسهيلات عالية التكاليف، وهذا أيضًا ينسحب على الغناء، فالغناء لا يحتاج إلا إلى موهبة وآلة رخيصة الثمن. من برع في هذين المجالين من السود، وكسب مالاً كثيرًا، وحقق اعترافًا معنويًا (احترامًا وقبولاً) من المجتمع حتى من المجتمع الأبيض، هذا الاحترام وهذا التقدير تطور إلى (نموذج) عند أولاد السود الصغار. صار كل طفل أسود يتوق أن يكون مثل المغني مايكل جاكسون، أو مثل لاعب السلة الشهير عبدالكريم عبدالجبار. يمكن تتبع هذا العامل (النموذج) في كل المجتمعات، ستجد أن منطقة معينة معظم أبنائها تجار، ومنطقة أخرى معظم أبنائها مثقفون: كتاب وصحافيين.. إلخ. وحتى على مستوى الأسر لعلك ترى أن…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست: أشاهدُ من فترة لأخرى -و بشكل متكرر و متواتر- مقالات يجري تداولها و تبادلها فيما بيننا تجترُّ أحداثاً تاريخية مؤلمة.ثم يتواصلُ الاجترار .. و تتعمق الآلام! و نجد أولئك الكتّاب و متداولي المقالات و كأنهم يتبارون في تجديد إذكاء نيران الماضي في مختلف الجهات (و ليس فقط مع دول الغرب).. و لعل من المفضّل أن تتحاشى تناقل ما يحمل على الكراهية و يعمل على تجديد و تسويق العنفوان. فتجدنا نتداول أن هؤلاء قتلوا، و أولاء أسروا، و أولئك احرقوا، و آخرون نصّروا.. و كذلك تجد من يوغل في اخبار و صحائف متقادمة عن اعتداءات اؤلاء و هؤلاء و أولئك عبر مئات و آلاف السنين (علينا!) و مع موفور النواح و المظلومية من جهة، ففي نفس النفـَس و الشهقة ترانا نسرد و نتباهى يعامر الغزوات و غامر السلطنة بمختلف الجهات؛ بأن هارون الرشيد -مثلاً- خاطب ملك الروم ('نقفور') بأقسى و أغلظ العبارات؛ و نقرأ حتى بشعر أحمد…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩
لم يكن يوماً تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم ترفاً، بل حاجة ملحة لبناء المستقبل وتوظيف الطاقات الإبداعية لنماء الأمم والمجتمعات في حالة دائمة ممزوجة بخبرات الشيوخ وتوقد الشباب. ومع تجاوز أعداد الشباب اليوم الذين تتراوح أعمارهم بين الـ10 أعوام و24 عاماً في الكرة الأرضية حاجز الـ 1.8 مليار، ترتفع بطبيعة الحال ضرورة التمكين والدعم بالتأهيل أولاً وخلق المساحات الشاسعة للتعليم والحركة الإبداعية، كونهم شركاء لبلدانهم للتطوير وعنصراً مهماً واستراتيجياً في التنمية المستدامة. وفي اليوم العالمي للشباب، تبدو شهادتي في الشباب السعودي منحازة و«مجروحة»، بيد أن تجربتي في مواقع عملي بعدة قطاعات تزيد يقيني - أكثر من أي وقت مضى - بأن تمكين الشباب وخلق الفرص لهم والثقة بهم وقود الإبداع والنجاحات؛ فبهم نكسب الرهان ونحقق الأهداف ونبني المستقبل. ولأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تؤكد دائماً ضرورة تمكين الشباب بعد تأهيلهم وتوفير المساحات الشاسعة لإبداعهم، فإن نسبة زملائي في وزارة الثقافة ممن لم يبلغوا الـ 40 عاماً تتجاوز الـ75%، فيما…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
اليوم، يقف ضيوف الرحمن، حجاج بيته العتيق، على صعيد عرفات الطاهر، يحيون الركن الأعظم من الفريضة، وقد جاءوا من كل فج عميق، في مظهر عظيم من مظاهر وحدة المسلمين، لا فرق بين غني وفقير، أو أبيض وأسود، أو عربي وأعجمي، مشاهد عظيمة جليلة تجسد عظمة الدين الذي جمعهم على الوحدانية وحب الخير والسلام. في تلك البقاع الطاهرة، حيث ألقى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، خطبة الوداع، وحدد للمسلمين دستورهم في الحياة، ونزل الوحي الإلهي بالآية الكريمة مؤكداً تمام الرسالة العظيمة، في قوله تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً». في الخِطبَة الشاملة الجامعة، حدد نبينا المصطفى، صلى الله عليه وسلم، قواعد التعامل بين المسلمين، فقال: «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وكحرمة بلدكم هذا». «أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمُنّ أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
تفضَّل الله تعالى على عباده بهذه الأيام المباركة التي هي أفضل الأيام عند الله تعالى، ولفضلها كان العمل الصالح فيها أفضل من الأعمال الصالحة في سائر العام، كما قال عليه الصلاة والسلام: «ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر»، ولاسيما يوم عرفة، الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى أحد يوم عرفة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر الله له»، فقال رجل: ألأهل المعرَّف يا رسول الله، أم للناس عامة؟ قال: «بل للناس عامة»، وإذا كان الحجاج ينالون شرف الوقوف بعرفة، ويباهي بهم الرحمن ملائكته، وينصرفون مغفوراً لهم، فإن غيرهم ممن يصومونه «يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده». ومن أجلِّ الأعمال الصالحة في هذه الأيام؛ إعداد الأضاحي التي هي سنة الخليلين أبي الأنبياء إبراهيم وخاتمهم سيدنا محمد، عليهما الصلاة والسلام، فإنها شعيرة هذه الأيام كما قال جل ذكره: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
عندما تشرع في قراءة مقالتي هذا اليوم البعض منكم قد يكون حاجاً، أو مكبراً في هذا اليوم الفضيل يوم عرفة، أو يكون منتظراً الإفطار بلهفة بعد يوم طويل من الصيام والتعب في هذا الجو القائظ..! يا ترى ما الذي يجعلنا نحب هذه الأجواء من الفرائض والسنن والتي لسنا مجبرين على أدائها مثل صيام يوم عرفة؟ في هذا اليوم يقف الحجاج على جبل عرفة, حيث يعد هذا الوقوف من أهم أركان الحج, أتذكر مشاعري عندما حججت لأول مرة كانت مزيجاً بين الفرح والرهبة والخوف من الوقوع في الخطأ حتى لا أفسد حجي, قرأت كثيراً عن الحج, وكيف أتمه بشكل يتناسب مع الجهد المبذول, كنت متحفزة جداً ومتحمسة لأبعد الحدود, كانت تلك الرحلة من أمتع رحلات العبادة, أتت سهلة جميلة وخفيفة وكسبت علاقات كثيرة مع من قابلتهم, أتت في وقت كنت أحتاجها نفسياً, كنت في سباق مع نفسي, ومع كل شيء حولي, وعكس ما قيل لي عن صعوبة الحج, انتهى الحج بيوم…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
أغلقنا ربما كل الملفات التي ظلت تمثل قضايا يستخدمها العالم ضدنا ويصفنا بها كأبرز ما كنا نختلف به عن العالم. لقد ظلت قضايا مثل الولاية وقيادة المرأة للسيارة تفتح بابا لوصم هذا الكيان الكبير العظيم بأوصاف التشدد والقوانين التي لا أساس لها، وهو ما مثل ملعبا كبيرا للخصوم وأسلحة مجانية نضعها في أيديهم. إن أفضل وصف لتلك الفترة هو ما جاء على لسان سمو ولي العهد بأنها الحقبة التي لا يمكن تبريرها. كل ما يحدث اليوم لا علاقة له بالغرب ولا بمواقفه ولا بتلك التناولات الإعلامية لتلك القضايا، فالهجوم على المملكة وتربص الخصوم بنا لا علاقة له بالحريات ولا بالمرأة ولا بالمساواة ومهما حدث من تطورات ستظل تلك الهجمات قائمة وستبحث لها في كل مرة عن موضوع جديد. لكن العامل الأبرز والأهم لكل هذه الخطوات التحديثية الجبارة التي تشهدها المملكة هو استكمال بناء المواطنة وتعزيز قيم ومعاني الدولة الوطنية المدنية الحديثة التي وصلت زمنياً واجتماعياً وإقليمياً لذلك الاستحقاق. حالة من…
السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩
من يريد كتابة التاريخ والنجاح لدولته ولشعبه هو من يُمكّن الإنسان مهما اختلفت ألوانهم أو أجناسهم أو منابت أصولهم، فالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات هي الطريق الأسلم في بناء النهضة المتوازنة للشعوب الناجحة. الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الأمير الشاب أوفى بعهوده تجاه المجتمع السعودي، فبعد سلسلة من القرارات التاريخية في تمكين المرأة السعودية وانفتاح المجتمع السعودي وبناء نهضته جاء قبل أيام بتعديل قرارات الولاية على المرأة السعودية. والذي منح للمرأة السعودية الحقوق الكاملة في استخراج الوثائق وفي السفر والتنقل، وقد جاء هذا القرار وسط ترحيب كبير من المجتمع السعودي الذي رأى أن أميرهم يقود المسيرة السعودية نحو آفاق جديدة هم يستحقونها وهم مستعدون لإنجاحها. «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء لذا أنا أدعم النساء»، هذه الكلمات التي وصف بها الأمير محمد بن سلمان مسيرته في تمكين المرأة التي تعكس الرؤية السعودية لمكانة المرأة وقيمتها ودورها في المجتمع والذي لا يختلف عن دور الرجل ولا مكانته، ولكلا…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٩
قهوة الصباح في برلين، غالباً ما أتناولها عند السيد هيلمان، صاحب مخبز «بروكهايم» الصغير؛ وهيلمان مهنته خبّاز، وابنه يورجن، ذو العشرين عاماً، أمضى أربع سنوات في دراسة أسس المهنة، منها آخر سنتين في مخبز والده، شرطاً مسبقاً، ليصبح عضواً في غرفة التجارة والصناعة التابعة لولاية برلين، ومن بعدها يحق له أن ينضم إلى نقابة الخبازين في ألمانيا، ولكن على يورجن، أن يجتاز الاختبار النهائي، الكتابي والعملي، ليمنح لقب «خبّاز مبتدئ». في ذلك الصباح البرليني البارد، وصل «الإيميل»، يزفّ خبر نجاح يورجن؛ كنت أشاهد الموقف عندما احتضن هيلمان، ابنه، ليقول لنا بنبرة فخر «أعلن لكم أيها الزبائن الأعزاء، بأن ابني يورجن، أصبح اليوم خبازاً مبتدئاً، وبذلك يمثل الجيل السادس لعائلتي في هذه المهنة». سألت يورجن: «ماذا درست لتكون خبازاً ؟»؛ كنت مستغرباً لطول المدة في الدراسة الأكاديمية التي تصل إلى قرابة سنتين، ثم مرحلة الممارسة العملية. أجاب يورجن «الخبز مرتبط بكل الحضارات الأوروبية، بل بحضارات أخرى كذلك. هنا في ألمانيا، منذ…
الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠١٩
الماء هو الحياة؛ وعلى مر العصور، كان توافر المياه ضرورياً لنمو المدن والحضارات وازدهارها. يعيش اليوم نحو ملياري إنسان في بلدان تعاني من ندرة موارد المياه. من جهة أخرى، فإن الاتجاهات العالمية كزيادة الهجرة من الريف إلى المدن والنمو السكاني، وتغير المناخ، والاحتباس الحراري، تضاعف الطلب على مواردنا المائية باستمرار. وتشير التوقعات إلى أنه بحلول العام 2050، سيواجه 40 بالمائة من سكان العالم، أي نحو 5 مليارات شخص، عجزاً مزمناً أو متكرراً في توافر المياه العذبة. وعلى مستوى دول الخليج، تفاقمت العوامل الجغرافية مثل انخفاض معدل هطول الأمطار والتربة المالحة إضافة إلى القدرة المحدودة على حفظ المياه بسبب تزايد معدل استهلاك المياه لكل فرد، والنمو السكاني المتزايد. ونظراً لقلة موارد المياه العذبة، بدأت دول الخليج تعمل على تحلية المياه لتوفير أكثر من 70 بالمائة من المياه الصالحة للشرب في المنطقة. كان الوالد الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات طيب الله ثراه يرى ببصيرته أهمية المياه ودورها في حياة الناس. ولمواجهة التحدي…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست: كان فـِلبي HSJ Philby ساكناً في الدار المجاورة لصيقاً لدار جدي لأبي (بكر) في حارة الهِنداوية، في مكة المكرمة، و و رغم التوسعات و الهدميات، لا يزال الدار قائماً حاليّا، و يسكنه احد الأحفاد، سامي، إبن عمي أمين. كان دار جدي غير بعيد عن منطقة 'الشـُّهدا' التي لم تبعد عن منطقة (البـِـيبان).. بابا مكة الرئيسيان و كانا مكونين من عقدين كبيرين، احدهما يُولج من خلاله الى مكة من جهة حي الزاهر ثم الهنداوية و التيسير فحارة جـَروَل المُوصلة الى حارة الباب باتجاه المسجد الحرام. أمّا 'الباب' الآخر فكان للخروج من مكة صوب جدة. و كان مسكنُ المستر فِلبي ذاك في دار العم اسماعيل دَهلوي الذي كانت له بالبيت جارية حبشية تأتي من جهة الحوش الأعلى لكل من الدارين لتناول الشاي (شاهي العَصُر) عند جدتي (مريم صالح ناغي). (وُجدت تلك الجارية ذات يوم ميتة في حمّامٍ في دلك البيت؛ و كنت افكّرو انا في ذلك السن انها…
الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٩
لا يزال من يمسك بزمام الأمور في الدوحة ويدير حالة الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي يدور في حلقة مفرغة، فمنذ بدء المقاطعة وسلطات قطر تزيد من وتيرة تحديها للواقع وتستمر في العناد مع أشقائها في الخليج وتشغل آلتها الإعلامية بأقصى سرعة وبكل طاقتها، فقط من أجل استهداف المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهي بذلك كالثور الذي يريد أن يناطح الجبل! ولا يكاد يمر أسبوع إلا وتهاجم الأجهزة الإعلامية القطرية والممولة قطرياً ومرتزقة قطر في كل مكان هذه الدول الأربع، فيضخمون الأحداث ويختلقون الأكاذيب والشائعات، وأسمى أماني حكام الدوحة أن تتدهور العلاقات بين الإمارات والسعودية، فكل رهانهم أن تختلف السعودية مع دولة الإمارات في أي ملف من الملفات، سواء ملف اليمن أو ملف الإخوان الإرهابيين أو أي ملف آخر مهما كان صغيراً، فيفاجؤون بأن العلاقات تزداد قوة وصلابة، والثقة تترسخ أكثر بين القيادتين يوماً بعد يوم. الحقيقة التي لن يستوعبها حكام قطر هي أن ما يربط الإمارات بالسعودية أكبر من أن…