الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٩
نتفهم جيداً حرص الحكومة، متمثلة في دائرة الموارد البشرية، على ضمان عدم تعرض أي موظف، مهما كانت درجته الوظيفية، لظلم وظيفي، ونقدر حرصها على إشراك الموظفين في عمليات التقييم السنوية، ونصف السنوية، لإعطائهم فرصة تقييم أنفسهم قبل أن يقيّمهم مسؤولوهم، ولكن هل هذا النظام ناجح ومفيد؟! التقييم أمر ضروري ومهم جداً، ولا يمكن الاستغناء عنه، فعن طريقه تتعرف كل إدارة وقسم إلى الموظفين المتميزين والمنتجين والأكفاء، والموظفين السلبيين وضعفاء الإنتاج، لكن ما يحدث حالياً في الدوائر الحكومية أمر مختلف، فعمليات التقييم تشكل صداعاً مستمراً لكل الأقسام والإدارات بشكل عام، وفيها كثير من إضاعة الوقت والجهد، إضافة إلى كثير من المشاحنات والأحقاد، والتخريب في علاقات العمل بين الرؤساء والمرؤسين! فلماذا حدث ذلك؟ حدث ذلك لأن نظام التقييم غريب حقاً، حيث يبدأ من الموظف الذي يجب أن يقيم نفسه، ثم يرسل تقييمه إلى رئيسه المباشر الذي يعتمد التقييم أو يغيّره، وإذا حدث ورأى رئيس القسم أن الموظف لا يستحق التقييم الذي وضعه…
الإثنين ١٥ يوليو ٢٠١٩
يتحدث الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله عن التوتر في المنطقة، متقمصاً شخصية أي جنرال إيراني، يرفع قبضته، ويسرف في النبرة الدعائية والعدائية ضد الإمارات والسعودية، في مناسبة الذكرى الثالثة عشرة لمغامرة حزبه العبثية في حرب يوليو 2006، التي كلفت لبنان أكثر من 1200 قتيل، وآلاف الجرحى، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، ويبدو أنه لا يزال عالقاً في تلك الحقبة، ولَم يستوعب المتغيرات والزلازل اللاحقة في الشرق الأوسط. المقابلة لقناته «المنار»، وقد كرر فيها لغة الإعلام الرسمي الإيراني، بكثير من الوعيد والتهديد، وأعاد لنا سيلاً من ذكريات التاريخ القريب، عن محو إسرائيل من الخريطة، والقدرة على تدميرها من حيفا إلى إيلات، ولَم يخرج عن المتوقع حتى في تخيله قدرة الردع الإيرانية على مواجهة العالم بأسره، متجاهلاً أزمة حليفه الاقتصادية الخانقة، التي بلغت أسوأ مراحلها مع انهيار عملته، وعجزه عن ضبط الاحتقان الشعبي، المدفوع بالتضخم وغلاء المعيشة والبطالة. الواقع، أن لهجة حسن نصرالله في الأشهر الأخيرة تحديداً، تعكس جانباً مهماً من…
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩
الخلفية الثقافية والاجتماعية لكل دول المنطقة تشير بوضوح إلى أن نشوء الدولة الوطنية مثل عامل التحول الأكبر وعنصر الإنقاذ الأول لهذه الجغرافيا وحماها من أن تظل منطقة للصراع والتشرذم والتطرف والبداوة أيضا. خلفيات ثقافية تشتمل على قيم ليس بإمكانها بناء سلام أو مستقبل أو ازدهار، بل إن كل هذه المفردات ليست أصلا في قاموسها، قيم قبلية وعنيفة أو دينية طائفية متشددة أو صحراوية متنقلة لا يمثل المكان بالنسبة لها قيمة لتهتم بإعماره وتنميته. المنتج الحضاري السابق للدولة الوطنية الحديثة كان الإمبراطوريات التي أثبتت أنها محور للحروب الضخمة والطاحنة، وتقوم أساسا على أفكار وأهداف توسعية تجعل منها مشروع حرب مفتوحة مع مثيلاتها أو كيانا غاصبا محتلا مع كل الجغرافيا المحيطة به، وهذا جل ما شهدته مختلف الأقاليم في الشرق الأوسط إبان حقبة الإمبراطوريات. لا تزال بعض الأطروحات في التنظير السياسي العربي تنتقد موقف بريطانيا بعد اتفاقية سايكس بيكو، وترى أنها أخلفت بوعدها بمنح العرب وطنا قوميا عربيا في منطقة سورية الكبرى،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩
شغفت منذ عدة أيام فقط بمتابعة مقاطع فيديو للمدونة الصينية الشهيرة لي زيكي، التي تحظى بنسب متابعة ومتابعين تصل إلى ما يفوق 6 ملايين مشاهد تقريباً للفيديو الواحد، هي لا تقدم دروساً في أساليب وضع الماكياج، كما أنها لا تتنطع بالتفاهات حول حياتها الشخصية ومقتنياتها من الحقائب والأحذية الفاخرة، وهي لا تنتقل من المكان الذي تعيش فيه، لا تسافر ولا تتجول في الأسواق والمطاعم، لا تدخلنا غرفة نومها ولا تفتح أمامنا خزانة ثيابها، ولا تهمس لنا بأسرار العلاقات الزوجية، هي لا تتحدث إلا بأقل القليل من العبارات، لكن حركتها لا تهدأ أبداً منذ بدايات الصباح الباكر، تتحرك كفراشة وتتنقل ضمن تفاصيل طبيعة لا تكتفي بإبهارك فقط، لكنها تجعلك لا تحلم إلا بالعيش والذهاب إلى حيث تعيش (لي زيكي)! إنها فتاة تعيش في أعماق جبال (سيشوان) الصينية. على عكس المشاهير الآخرين عبر الإنترنت، وعلى الرغم من شهرتها إلا أن البساطة التي تظهر بها تعيد إلى الأذهان ثياب وتقاليد حضارة الهان التقليدية،…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩
منذ 25 مارس 2015، تتمسك الإمارات بثوابت أساسية تجاه اليمن الشقيق. لم تتغير ميدانياً وسياسياً، إلا وفق اعتبارات المعركة على الأرض، وتبعاً لما يقرره العسكريون من انتشار تكتيكي في هذه المنطقة أو تلك، أو لدعم قوات الشرعية في خريطة الحرب، أو لدرء الأذى عن المدنيين، فنحن إزاء عدو، يعتبر الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمساجد أهدافاً حيوية لإرهابه الأعمى. مثلاً، فإن إعادة انتشار قواتنا المسلحة في الحديدة، لأغراض تكتيكية، تصب في هذا الاتجاه، مثلما هو الحال في نهوض الإمارات بمسؤوليات ميدانية لقطع إمدادات الحوثي، عبر الموانئ، وكذلك الأمر بالنسبة للعمليات الحربية التي حالت دون طموح القاعدة وداعش في إنشاء تشكيل تنظيمي في المكلّا، واستنساخ تجاربهما السابقة في سوريا والعراق. طبيعة العدو، ومصادر موارده، وتوحشه ضد المدنيين، دوافع أساسية وراء تحريك القوات ونشرها، تبعاً لاعتبارات عسكرية بحتة، تحسب مخاطر الإرهاب على المدنيين بدقة، غير أن الثوابت الإماراتية ما تزال في مساراتها الأساسية: القضاء على إرهاب الحوثي وحلفائه، وتثبيت أركان الشرعية، والحل السياسي، وخلال…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩
من يطالع تاريخ البشرية، سيرى من دون عناء أن المجتمع البشري يتغير باستمرار. يطال التغيير أنماط العيش وعلاقة الناس ببعضهم، وعلاقتهم بالبيئة والطبيعة. ويتساوق التحول المادي في المحيط مع تحول موازٍ في الذهن، يطال القناعات والمعارف والتصورات والقيم، وهي النافذة التي ننظر من خلالها إلى العالم المحيط بنا. ولذا فإن ما نراه اليوم، يختلف عما كان يراه أسلافنا. ليس لأن الشيء ذاته تغير، بل لأن النافذة التي ننظر من خلالها قد اختلفت. ولا خلاف في أن هذا التغيير تصاعدي. البشرية اليوم أكثر عدداً وعلماً وقوة وغنى وسيطرة على الطبيعة، أي أكثر تقدماً وتحضراً. وانعكس هذا التقدم على أعمار البشر وإنتاجهم. فطبقاً لما ورد في كتاب «حقائق العالم 2016 - 17» الذي نشرته وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، فإن المتوسط العالمي لعمر الإنسان في بداية القرن العشرين، تراوح بين 30 و45 سنة، بينما تجاوز 67 عاماً في 2009. ما الذي يهمنا من هذا كله؟ أعتقد أن فهم قيم الدين…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩
حين نقول مؤسسة، فهي قادمة لغوياً من كلمة أس ماضيها أسس، والتأسيس هيكلة أو منشأة، عادة تقوم برامجها على المدى البعيد جدًا، مهما كانت هذه المؤسسة دولة أو مدينة أو قرية أو وزارة أو معهد أو بيت أو مدرسة أو مسجد أو جامعة أو متحف أو مصرف،... بمسمياتها المختلفة يبقى الأساس المستخدم في أبعادها المحددة هو بغرض الإدامة، وعليها أن تنتج الأمل في تحقيق المراد، من عوائد فكرية، مالية، روحية، سياسية، إدارية، تربوية، وعلمية... إذن المؤسسة مهما كان حجمها صغيرًا أو كبيرًا فإنها تؤسس على أفكار إنتاجية ذات شأو وأمد، لا مجرد برامج وأنشطة وأسفار ومهرجانات وما إلى ذلك، ينتهي ذكرها في المنشورات والصحف ثم التكريم، والنتيجة تصفيق مؤقت. نعلم أن المجتمع أيًا كان هو عبارة عن ناس ينتسبون لمؤسسات ويعملون على إنجاحها نجاحًا طويل المدى، وقد لاحظنا في السنوات الماضية كيف خرجت استراتيجيات كبرى لمؤسسات نفطية ومصرفية واستثمارية في الدولة نجحت ولمعت بموارد بشرية ومالية هائلة دعمت الوطن في…
الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩
إذا رجعنا بالزمن إلى الماضي البعيد، فهل كانت هناك شحنات غذائية مستوردة تصل من مختلف دول العالم إلى هذه المنطقة حيث يعيش أجدادنا؟ وهل كان اعتمادهم عليها بشكل أساسي لضمان استمرارية حياتهم؟ وما البدائل التي أوجدوها؟ ومن أين كانوا يأكلون؟ هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، فاجأني بها صديق عزيز يمكن اعتباره أحد أهم الكوادر الوطنية المتخصصة في الغذاء، فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الأمن الغذائي، ولديه تجارب فريدة في الإنتاج والزراعة، ونجح إلى حد كبير في زراعة مئات الأصناف من الفواكه والخضراوات في مزرعته بالدولة، هذه الأصناف كنا نظن أن من سابع المستحيلات رؤيتها في مزرعة داخل الإمارات. بل إنه يؤكد وجود أنواع «أصلية» من القمح في الإمارات، ولايزال المزارعون يحافظون عليها كسلالة أصلية، فهي لم تختلط بعمليات التعديل الجيني، وقد توارثوها أباً عن جد، وتزرع على سفوح الجبال، وغالباً فإنها لا تسقى إلا بمياه الأمطار، هذه السلالات غير موجودة في كثير من بلدان العالم الزراعية، وأغلب الدول المنتجة للقمح،…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩
في الأزمة السودانية الخطيرة؛ حتى أكثر المتفائلين لم يتنبأ بأن يتوصل المتفاوضون إلى حل كامل وهم الذين اختلفوا على كل شيء تقريباً في البداية. توصل العسكر والمدنيون إلى اتفاق على مرحلة انتقالية يحكمها مجلس لمدة 3 سنوات و3 أشهر. اتفقوا على الحكم مناصفة؛ 5 عسكريين و5 مدنيين، وعضو مدني مرجِّح يتوافق عليه الطرفان. وسيرأس المجلس في البداية أحد القيادات العسكرية لمدة 21 شهراً، يحل مكانه لاحقاً أحد المدنيين لمدة 18 شهراً. في الوقت نفسه سيتم تشكيل حكومة مدنية غير حزبية، سُمّيت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء. هذه لن تكون نهاية أزمة الأشهر الثلاثة، التي تلت عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) الماضي، بل عسى أن تنهي الظلام الذي خيّم على السودان لثلاثين عاماً، منذ استيلاء المشير عمر البشير على الحكم بالتآمر مع حسن الترابي زعيم «الجبهة القومية الإسلامية»؛ فرع من «الإخوان المسلمين». الأشهر المقبلة صعبة، وستمتحن قدرة أعضاء مجلس الحكم على الصبر بعضهم على بعض،…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩
لسنا دولة زراعية، ونعيش في منطقة صحراوية، هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني أبداً أن نظل دائماً دولة مستوردة لجميع احتياجاتها الغذائية من الخارج، أو أن نستسلم ونعجز عن تأمين احتياجاتنا الغذائية في حالات الأزمات التي عادة ما تواجه المنطقة أو العالم، فكيف يمكننا الاعتماد على أنفسنا، ونستطيع توفير أساسيات الغذاء الذي نحتاجه، على أقل تقدير؟! بداية لابد أن نعرف جميعاً، أن لدينا العديد من المناطق صالحة للزراعة في كل إمارة من إمارات الدولة، وعندما نقول إنها صالحة للزراعة، فإننا نعني ما نقول، فلقد أثبتت التجارب أن هذه المناطق أنبتت بنجاح مختلف أنواع الخضراوات والفواكه، بالتأكيد ليست بالكميات التجارية المطلوبة للتصدير، ولكن إذا ما تم تنظيمها وتوزيعها بشكل مخطط له ومدروس بعناية، بحيث تتولى كل منطقة زراعة نوع معين، فإننا دون شك سنحصل على مردود أفضل، وإنتاج أوفر، يساعد على الاكتفاء الذاتي لأنواع عدة، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير. ما يحدث الآن في المزارع هو عمل فردي وعشوائي وغير…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩
ليس غريباً أن تتجاوز مساعدات الإمارات للشعب اليمني، منذ أبريل 2015 إلى يومنا هذا، عشرين مليار درهم، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية، لأن هذه عقيدتها الأخلاقية وسياستها ونهجها في تقديم العون والدعم وإغاثة الملهوف ونصرة الحق. لهذا لم تمن الإمارات يوماً على أي شعب بأي موقف. فقد كنا وما زلنا، نقف إلى جانب الشعوب، نساندهم في محنهم، وفي عبور الظروف القاسية، من حروب وكوارث طبيعية، بالبرامج التنموية، وإقامة المشاريع، دون تمييز أو تفرقة على أساس العرق أو الجذر أو الدين أو المذهب. واللافت في رقم المساعدات لليمن ليس ضخامة حجمه فقط، بل في أوجه الدعم، حيث ذهب كله للمشاريع التنموية والإنسانية، ما يؤكد أن الهدف الأول والنهائي لتلك المساعدات هو الشعب. فهذه هي هوية الإمارات، هوية الدولة، التي تؤمن بالاستقرار، والسلام، وليس أدل على ذلك، من موقفنا من الأشقاء في اليمن، وبيننا وبينهم تاريخ وقربى، دين وقومية، جغرافيا وتاريخ، وتطلعات واحدة، نحو منطقة آمنة، وعالم عربي، بلا حروب، ولا صراعات.…
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩
قبل خمس سنوات دخل علي في مكتبي في جمعية الثقافة والفنون بالرياض أربعة من الموسيقيين اليابانيين في زيارة نسقتها سفارتهم بالرياض، كان هذا الفريق المختص بالموسيقى اليابانية التقليدية يزور الرياض لتقديم عروض خاصة للجالية اليابانية في محيط السفارة، ولم يكن متاحاً أو سهلاً حينها أن يقدم هذا الفريق عروضاً عامة للجمهور السعودي، لكن السفارة وبمبادرة منها رأت مناسبة أن يتعرف الفريق على جانب من النشاط الموسيقي السعودي، وكانت الجمعية هي المؤسسة الوحيدة التي يمكن الذهاب إليها وتفتح أبوابها لموسيقيين أجانب. ما أن دخلوا، وقبل أن نتبادل التحيات التقليدية -عبر مترجم السفارة- حتى لمح أحدهم، وهو قائد الفريق، العود المنصوب بأناقة على حامله في مكتبي، فقفز إليه وتناوله وأخذ يعبث بأوتاره غير "المدوزنة" لطول الإهمال، لكنه نجح في استخراج أنغام استمع إليها بدهشة وشغف. وهذا العود بالذات وصلني بالإهداء من الصديق الفنان حسن خيرات الذي كان يستحثني على الوفاء بالتزامي لتعلم العزف عليه، وهو يعلم مدى شغفي بالاستماع إلى تقاسيمه، وهو…