الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٥
في خطاب ألقاه خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب «النظر إلى تغيير النظام في سوريا من دون سذاجة». وقال ماكرون إن فرنسا سترافق العملية الانتقالية «بشكل مطول» من أجل قيام «سوريا سيدة حرة تحترم تعدديتها العرقية والسياسية والطائفية». كلام جميل، ومنطق مسؤول، لزعيم سياسي أوروبي، يمثل فرنسا، وهي من ركائز العالم الغربي، ولها صفحات وصفحات مع التاريخ السوري بل العربي كله من شمال أفريقيا إلى بلاد الشام. لكن ما هي تفاصيل هذه النظرة والخطة الفرنسية، غير الساذجة، لما يجري في سوريا الجديدة «سوريا الجولانية» بعد الأسدية؟! وإذا كانت هذه الخطة المحكمة الصبورة موجودة لدى القرار الفرنسي، فما نصيبها من التأثير في «حفلة الأمم» القائمة في سوريا؟! هل الأولوية الفرنسية ستكون أمنية أم سياسية أم ثقافية قيمية لدى فرنسا «الأنوار»؟! هو قال صراحة إن فرنسا ستبقي على دعمها للمجموعات الكردية «الشجاعة» كما قال، متعهداً بالبقاء «وفياً» لـ«المقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد» الذين يتصدون للإرهاب،…
الإثنين ٠٦ يناير ٢٠٢٥
لشهر ينايرَ (كانون الثاني) رنّة مؤلمة في طهران. لا تستطيع أن تنسى ما حدث في الثالث منه في 2020. رجل بعيد أسقط ما كانت تعده خطاً أحمر. قُتل قاسم سليماني على مقربة من مطار بغداد. قُتل قائد «فيلق القدس». مهندس «استراتيجية الأذرع» ومشروع «الضربة الكبرى» ضد إسرائيل. لا تستطيع طهران في الشهر الحالي إلا أن تنظر بقلق وتوجس إلى العشرين منه. ففي هذا اليوم سيسقط البيت الأبيض مرة أخرى في يد الرجل الذي أمر بقتل سليماني. الرجل الذي انسحب من الاتفاق النووي وجفَّف عروق الاقتصاد الإيراني. وكان يمكن اعتبار آلام الشهر محتملة لولا المرارات التي خلّفها الشهر الرهيب السابق. رجل اسمه بشار الأسد كانت إيران قد ألقت بكل ثقلها لإبقائه. رجل نجح سليماني في إقناع فلاديمير بوتين بالتدخل لإنقاذه من «طوفان» معارضيه وهذا ما حصل. مدد التدخل الإيراني - الروسي عمر نظام الأسد، لكن «السيد الرئيس» اختار النجاة بنفسه من «الطوفان» الذي أطلقه من إدلب رجل اسمه أحمد الشرع. صعد…
الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٥
غالباً ما استُخدمت، في تناول الوضع السوريّ، نظريّة مؤدّاها أنّ الثورة الحقيقيّة هي التي تغيّر مجتمعاً، لا التي تغيّر نظاماً. والنظريّة هذه تبقى أقرب إلى شعار، بمعنى أنّ الشعار يقول كلّ شيء ولا يقول شيئاً. فمن البديهيّ أن تقاس الثورات بمدى تغييرها العلاقات الاجتماعيّة والأفكار والثقافة والتعليم ومسائل الجنس والجندر، ومن ثمّ النظرة إلى الذات وإلى العالم. لكنْ هل يكون هذا ممكناً دون تغيير النظام السياسيّ كشرط ضروريّ غير كافٍ، خصوصاً أنّنا لا نتحدّث عن دول تحترم استقلال المجتمع المدنيّ وخصوصيّته وتمتنع عن التدخّل في عديد العمليّات الاجتماعيّة والثقافيّة. وما دام الكلام عن سوريّا تحديداً فإن ذاك الجهاز الأسديّ المسمّى دولةً كان دوماً مشهوراً، وأكثر من أيّ شيء آخر، باثنين: بتدخّله في الشاردة والواردة من حياة مواطنيه اجتماعاً وتعليماً، بل تواصلاً بأبسط معاني كلمة التواصل، كما بالعقاب الوحشيّ الذي يُنزله بالمواطنين الذين لا يمتثلون لمعاييره المفروضة. ولوحات الموت التي رأيناها في صيدنايا وسواها باتت أبلغ من كلّ كلام. لهذا كان…
السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥
خاص لـ هات بوست: بين ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا نحن السوريين دون الطاغية، بعد أن كدنا نيأس من رحيله، ورغم الفرح الذي نعيشه مما يقارب الشهر، إلا أنه مع الأسف قد حقق شعار لطالما نادى به حاشيته "الأسد أو نحرق البلد". فلم يقتصر الحريق على دمار شاب الأبنية والأراضي وكثير من الأماكن، بل تجاوز إلى البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلد، وإذ يطفو واقع الحياة اليومية البائس على السطح تصبح من الأهمية بمكان تلبية الاحتياجات الخدمية للناس الذين يبحثون عن قوت يومهم، إضافة لما يتبع ذلك من أبسط مقومات العيش. وبموازاة البهجة بالخلاص من الاستبداد السياسي، هنالك مخاوف من استبداد ديني يحل محله، رغم ما يسمى "تطمينات" يحاول من وصلوا إلى السلطة "مؤقتاً" تقديمها، وتأتي بعض الممارسات والتصريحات والقرارات المرتجلة لأن تثبت شكوكنا، كأن تتسرب تعديلات على المناهج الدراسية مثلاً، ثم يبرر الوزير المختص أن تلك التعديلات طالت نواحي معينة تتعلق بالعهد البائد إضافة لمنهاج التربية الإسلامية، وتلك لعمري طامة كبرى. لعلي…
السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٥
ألا يكفي خدع بصرية؟ ألا يكفي ألعاب نارية على رموش العين، فتحترق المقل، وتغيب الشمس عن لب في القلب، وتضيع المرايا في حشر مصاصي الدماء، ونشر القلوب التي في كامنها غي، وصهد، وحشرجات الذين باعوا حطب النار ليشتروا به جمرات تفسد الحقائق، وتفشي أسرار الضمير الغائب. اليوم وفي هذه الجغرافيا تتخلع مسامير الرعي وتتناثر ألواح الأبواب، والنوافذ تطل على حشود رأت في المنام أنها أمسكت بالحقيقة، وما هي بالحقيقة بل أضغاث أحلام تسللت إلى العيون فلم ترَ غير التعصب، وسيلة لتمرير نوايا، وخفايا، وشظايا، ومرايا يكسوها الغبار، وجزر عقائدية غيرت كل شطآن البهجة، فاستولت عليها مخالب الشيطان، فاستباحت أسساً، وتغطرست، وتفجرت طغياناً، وفجوراً، وكل ذلك يأتي تحت ذرائع الدين، والدين براء من خفايا كأنها نفايات من زمن عاد وثمود، وكأنها بقايا عظام نخرة، رمتها نائبات الدهر، وقذفتها في أتون أخلاق فقدت شيمها، وخسرت قيمها، وأصبحت مثل نشارة الخشب الضائعة في صحراء قاحلة. التطرف فكرة شيطان رجيم، وكائن أثيم، ومعتد زنيم،…
زاهي حواسوزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥
هذه قصة طريفة تؤكد على مدى شغف العالم كله بالملكة كليوباترا، التي أسرت قلبَي أقوى رجلين في العالم القديم، وهما يوليوس قيصر ومارك أنطوني. وقد استطاع الكاتب المسرحي ويليام شكسبير أن يخلد الملكة كليوباترا في قلوب الناس في كل مكان. وأن يساهم بشكل كبير في صناعة هذا اللغز المثير حول كليوباترا الملكة البطلمية التي حكمت مصر وكادت أن تحكم أيضاً العالم القديم كله. بعد أحداث يناير (كانون الثاني) 2011 المؤسفة التي حدثت بمصر، تركت منصبي بوزارة الآثار وتفرغت لحفائري العلمية بكل من سقارة والأقصر، وكذلك انشغلت بأبحاثي عن عالم الفراعنة، ولي مكتب يضم مكتبة ثرية في علم المصريات بخاصة، وعلوم الآثار بصفة عامة يقع في حي المهندسين. وقد حدث ذات يوم منذ سنوات مضت أن اتصل بي أحد السفراء الأجانب في مصر، وطلب أن يقابلني في مكتبي. وبالفعل جاء ومعه كتاب لي يطلب مني أن أوقع عليه. وبعد ذلك قام بدعوتي على العشاء. وبعدها قمت أنا أيضاً بدعوته على عشاء…
الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥
الجدلُ حول العلاقة بين الصحافيين ومؤثري السوشيال ميديا ما زال قائماً، وسيظلُّ حيناً من الوقت... مَن يقود مسيرة التأثير على الناس، ومَن يصبغ الأخبار بصبغته، ومَن هو مصدر الأخبار الأوثق والأكثر جاذبية؟ قرأتُ مؤخراً حواراً لافتاً لرئيسة «منتدى مصر للإعلام»، نهى النحاس، مع هذه الجريدة، دعت فيه إلى التحذير من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، عدّت الأستاذة نهى دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار «خطأً مهنياً»، وقالت إن «صُنّاع المحتوى و(المؤثرين) على منصات التواصل الاجتماعي يقدّمون موادّ دون التزام بمعايير مهنية. ودمجهم في غرف الأخبار كارثة مهنية». الحال أن هذا الجدل سيحكم مستقبل صناعة الإعلام كلها، خصوصاً في أوقات الأزمات الكبرى، مثل أزمة كوفيد-19 أو الحروب المتتالية على العالم، وخصوصاً عالمنا العربي، وآخرها الزلازل السياسية العظمى في سوريا، وقبلها لبنان وفلسطين، والآن اليمن. من يقول للناس الخبر؟ ومَن يحلّل الخبر؟ ومَن يصنع الخبر؟ هل صفحة الصحيفة أو شاشة التلفزيون أو ميكروفون المذياع أو وكالة الأنباء؟ أم…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
بالأمس ودّعنا عاماً مليئاً بالإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي رسخت بصمتنا الحضارية في تاريخ الإنسانية. ودّعنا عاماً شهدت خلاله مسيرة العمل الوطني في بلادنا الكثير من النجاحات التي عززت مكانة الإمارات واحدة من أكثر الدول تطوراً، فيما أثبت الإنسان الإماراتي أنه على قدر الثقة، خاصة مع الأرقام القياسية التي حققها ملف التوطين. نجحنا في ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية محلياً وعالمياً، بينما كان التعليم رهاننا للتقدم، فيما ظلت الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا. قبل 2024، تفوقت بلادنا في نحو 100 مؤشر تنموي إقليمياً، وتصدرت في 50 مؤشراً عالمياً، بينما هي اليوم الأولى عالمياً في 223 مؤشراً دولياً تنموياً، وضمن المراكز الخمسة الأولى في 444 مؤشراً بأهم التقارير الدولية. خارجياً، كان لنا الدور الريادي في جهود نشر السلام، وترسيخ الاستقرار حول العالم، وتعزيز العلاقات الدولية، والدفع بالحلولِ السلمية، في وقت عزَّز فيه جواز السفر الإماراتي صدارته منفرداً في المركز الأول عالمياً، ليمكن حامله من دخول نحو…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
وأنت تبدأ عاماً آخر، تعتقد أنه بإمكانك أن تودع ما كان، تريد جاداً أن تنسى مواقف ومآسي وأحزان وغصات العام الذي أُغلقت صفحته، فتكتشف أن الإقدام على النسيان ليس مجرد خطوة قدم كتلك التي تخطوها وأنت تخرج من باب منزلك، أو تبدأ بها نهارك، أو تدخل بها بيت جيرانك، إن نسيان الغصات والسيئات نعمة كبرى، ما في ذلك شك، ولكنه بحاجة لإرادة كبرى وعزم وطاقة، مع ذلك فهو ليس بالأمر البسيط الذي نتصوره. والسؤال هنا: لمَ عليك أن تنسى كل تلك الجراح والخدوش والآلام التي تركت علاماتها في قلبك؟ هل لأنها آلمتك، أم لأنك كلما استعدتها، أو ذكّرك بها موقف أو حديث أو شخص ما، انفتح الجرح أمامك كأنه يحدث للتوّ وأنت لا تريد ذلك؟ إن الجرح مؤلم واستعادته كذلك، لكن لا بد أن نعترف أن حياتنا ليست سلسلة من الفرح والضحكات، وأننا لا يمكن أن نسير في طريق الحياة خفافاً كأطفال رضّع! إن حياتنا مزيج من كل التجارب، حلوها…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
يطل عام 2025 اليوم، ليرث تركة عام رحل أمس وقد خلف وراءه من جسام الأحداث، خصوصاً غير المُتوَقَع منها، ما يجيز القول إنه لم يكن كغيره من أعوام عدة سبقته بعدما حفلت هي أيضاً بغير حدث خطير ومفاجئ كذلك. حقاً، تتميز كل سنة، في العادة، عن سابقتها بما رأى الناس خلالها وعايشوا، سواء على الصعيد العام، أو الذاتي، من تطورات بينها الطبيعي، ومنها الصادم، وأحياناً المُذهل لشدة الصدمات التي وقعت. ضمن هذا الإطار، بدا لمَن، يهتم برصد تسلسل، أبرز الوقائع التي غيرت مسار مجتمع معين، أو مجمل منطقة بأسرها، خلال سنة ما، أن الحدث المُسمى «طوفان الأقصى» أدخل عام 2023 سجلات الوثائق التاريخية، باعتباره العام الذي بزّ كل أعوام قضية فلسطين السابقة له، من حيث خطورة انعكاساته، واتساع مدى تأثيره، على الفلسطينيين أنفسهم، أولاً، ثم امتداداً إلى الإقليم، ودول الجوار، فالعالم ككل. وفي هذا السياق واضح أن عام 2024 شهد أكثر من حدث دق أجراس الخطر في معظم دول العالم،…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
تفادى الطيبون هذا العام استعادة المنقضِي، وتجنبوا استقراء المرتجَى. حتى الأمل صار صعباً، ولو أنه لاح متثاقلاً وسط مشاهد وغبار الأنقاض، ووحشية المُنقَضّ، والأمة المحاصرَة برجال القتل وهواة الانتحار. اعتاد الزملاء في مثل هذه الأيام أن ينتقوا أهم الأحداث التي مررنا بها. هذه السنة الزحمة خانقة: غزة في العدم، ولبنان ينام في الشوارع، وإسرائيل تدمر ما تبقّى من دولة سوريا. وثمة نبأ محزن ومفرح معاً، الرجل ينقل في حقائبه، فيما نقل، ربعَ قرن، أو نصفَ قرن، من الأبد، والعملاتِ الصعبة. هي لا شيء في حساب الزمن. مجرد بقعة لا تُمحى من الدم الميت. كثير من الناس في مقابر جماعية، وجُلّهم في الخيام والألوان يولَدون، ويموتون في الملاجئ وبلاد النزوح. ربع قرنٍ أول من الألفية الثالثة ضُمّ إلى نصف قرن من الألفية الثانية: عسكرٌ وحروب وهزائم وأراضٍ محتلة. احتلت إسرائيل الجولان، فأرسلت سوريا 40 ألف جندي إلى لبنان مع قيادة «استطلاع». وقصفت الدبابات المخيمات الفلسطينية طوال عامين، وأُدرجت كلمة «العَرَفَاتِيَّة» في…
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
اليوم.. ختام الضحكات والمواقف المحرجة في وداع هذا العام الصارم والمنصرم الذي عرقل كثيراً من الأحلام والأمنيات، وحقق العديد من الدعوات والنجاحات، سنودعه بابتسامة وضحكة آملين في عام جديد وسعيد على كل البشرية، إحدى الراقصات مازحت الكاتب «نجيب محفوظ» حين نزلت من سيارتها المرسيدس وهي تتبختر، ساحبة ريشها لتسلم عليه، وتعرض عليه أن تقله بسيارتها لأنه كان يمشي كعادته، لكنه اعتذر منها بلباقة، لأنه يمارس المشي وفق برنامجه اليومي المعتاد، تركها وذهب في طريقة، فقالت لجماهيرها المحتشدة حولها، والمتدافعة طالبة توقيعها الذي بالكاد تعرفه، ولا يتشابه توقيعان في الوقت نفسه: «يقطع الكتابة وسنينها، بصوا الأدب عمل فيه إيه»! فسمعها رغم أن سمعه ضعيف فقال: «وأنتِ.. بصي قلة الأدب عملت فيك إيه»! وفي عصر الرئيس «السادات» تم توقيف برنامج «سمير صبري»، «النادي الدولي» بسبب مزحة من العيار الثقيل مع «فيفي عبده» أثناء بث البرنامج حين سألها «سمير صبري» عن مسقط رأسها، فردت: «ميت أبو الكوم» فعلق سمير ضاحكاً: «آه.. يعني بلد…