الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧
رحل علي عبد الله صالح بتاريخه وتأثيره، وأصبح في ذمة الله، هناك حسابه وليس هنا عند البشر، ونحن سننظر إليه من النقطة الأخيرة التي وقف عندها في آخر يومين من حياته الحافلة بالأحداث والمواقف والمعارك والتناقضات، وبالهزائم والانتصارات، فالرجل كان يعرف قوة خصمه الذي شاركه الانقلاب على الشرعية، وتحالف معه ثلاث سنوات، ويعرف أنهم قتلة مأجورون يأتمرون بما تمليه عليهم الأطراف الخارجية، ويعرف أيضاً أن «المال القذر» ينتشر في كل نقطة حوثية، وبين المختبئين انتظاراً للفرصة المناسبة من الإخوان حلفاء إيران الجدد في اليمن، ومع ذلك أعلن المواجهة رفضاً للعيش تحت سلطتهم أو الموت غيلة وهو في منزله. الجمعة الماضية كانت يوم الفصل في اليمن، فيه رفع آخر غطاء كان يغطي الميليشيا الإيرانية، وانتهت آخر مراحل التردد والتشرذم في تقييم مدى خطورة وجود أتباع «الملالي» على الأرض اليمنية، ونزعت الجارة الشقيقة الأصباغ التي تلون وجهها، وكشفت حجم الحقد والكراهية لجيرانها، وتحولت إلى وكيلة رسمية تنوب عن إيران، وأعطت الأوامر للتنظيم…
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧
الأجواء في الكويت مليئة بالمشاعر الخليجية الدافئة لا تعكرها إلا الأزمة القطرية والإعلام القطري و«جزيرة الفتنة»، لكن الخليجيين مصرون على انعقاد قمتهم اليوم، ومصرون على المحافظة على الكيان الخليجي، على الرغم من أن أحد أجزائه ينعق خارج السرب، ويصر على السير عكس التيار. منذ وصولنا إلى بلدنا الكويت بالأمس ونحن نشعر بل ونلمس كل ما بذله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، حفظه الله، من جهود لعقد القمة الـ 38 في موعدها ومكانها المحددين، ونرى بأعيننا كيف أن سموه لا يألو جهداً في أن لا تؤثر الأزمة مع قطر على تجمع قادة الخليج، وعلى اجتماعهم السنوي لأنه يدرك أهمية المجلس وحريص على بقائه، وقد يكون اجتماع اليوم أكثر أهمية وحساسية وإلحاحاً وخصوصاً أنه يأتي بعد يوم واحد من اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد الميليشيات الإيرانية الحوثية، التي لم تكتف بقتله غدراً بل قامت بالتمثيل بجثته ونشر صوره مقتولاً، وهو الذي كان حليفها وشريكها وداعمها منذ…
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧
الإمارات حريصة كل الحرص على دعم استمرار مسيرة مجلس التعاون، إنه التزام ثابت ودائم في سياسة الإمارات واستراتيجيتها، النابعة من الإيمان الكامل والقناعة الراسخة بضرورة إبقاء هذا الكيان العروبي قوياً ومتماسكاً، مهما حدثت ظروف أو ملابسات أو تدخلات تحاول إضعافه. لذا، فإن مشاركة الإمارات في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، المزمع عقدها في الكويت، اليوم، ليست غريبة، وهي تنطلق من التزامها بالعمل الخليجي المشترك، وحرصها الصادق على المصير المشترك، الذي يجمع بين دول الخليج وشعوبها. «مجلس التعاون» انطلق من عاصمة الإمارات أبوظبي، وسيظل حصناً منيعاً للدول الخليجية، شاء البعض أم لم يشأ، والإمارات التي وُلد فيها «المجلس»، لن تفرّط فيه، وفي حرصها على استمراره، ولديها قناعة راسخة لن تتزعزع، بضرورة العمل المشترك من أجل تطوير تجربة «المجلس»، انطلاقاً من يقينها بأهمية وجود هذا التكتل الخليجي سياسياً واقتصادياً وأمنياً. والتاريخ يثبت دوماً أن الإمارات دولة راقية ملتزمة بمسؤولياتها الإقليمية والدولية، ومشاركتها في القمة الخليجية تأتي انسجاماً طبيعياً مع هذا الالتزام، وتأكيداً…
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
كلمة السرّ في بيان علي عبد الله صالح «الانتفاضي» ضد الحوثيين هي هذه: «انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم». خاطب بها الشعب اليمني، خاصة منه شعب الشمال، وهو الشعب الذي نجح في ثورته الجمهورية، ثورة سبتمبر (أيلول) 1962، على حكم دولة الأئمة الزيدية، وهو يعلم، أعني صالح، أيّ وتر يحركه بهذا النداء. ما جرى في الأيام الماضية، لحظة فاصلة في تاريخ اليمن الحديث، ربما تفلح في طي صفحة المشروع الزيدي الثوري، بنسخته الحوثية المتخيمنة، للأبد، أو لحقبة مديدة من الدهر. هل يلام صالح على تحالفه مع الحوثي، وهو الذي يعلم، وحزبه، حزب المؤتمر الشعبي، أيّ فكر يستند إليه هذا الكيان الخرافي الإمامي السلالي مع التطعيم الخميني العدواني ضد العرب؟ نعم كان يعلم، وتحالف معهم بوعي تامّ، وهو جزء من إيصال اليمن إلى وضعه الكارثي هذا، عبر زجّه اليمن في دروب الفتنة والخطر، وهو الذي كفل له الحلُّ الخليجي الخروج من الحكم بصكّ أمان حياتي ومالي وعائلي، ولكن، ما مضى فات والمقدّر…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
ليس وحده الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي صدمه بيان الفريق أحمد شفيق الأسبوع الماضي، ولسنا وحدنا الإماراتيين الذين صدمنا هذا البيان، وإنما صدم المصريين أنفسهم. هذا البيان الذي لا يُمكن وصفه إلا بأنه سقطة كبيرة، وانتحار سياسي للفريق، الذي أعلن أنه ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، رغم أن أبواب الترشح لم تفتح في مصر حتى الآن. وإذا كان البيان في حد ذاته يُعتبر سقطة، فإن اختيار الفريق شفيق قناة «الجزيرة» المعادية لمصر والمصريين، ما عدا الإخوان المسلمين بطبيعة الحال، يعتبر سقطة أكبر، فقد خانت الحكمة والذكاء، الفريق شفيق، واختار القناة الأسوأ لإذاعة بيانه السيئ، الذي يعبر عن نكرانه للجميل، وغبائه السياسي. وهو يعلن نيته الترشح لرئاسة مصر، التي يكره شعبها قناة «الجزيرة» القطرية، ويعتبرونها البئر التي تخرج الثعابين من أحشائها لتنفث سمومها، وتنفخ في نار الفتن لتمزيق وحدة صفها، وتنشر الموت والخراب والدمار في أنحائها. صدمة المصريين ببيان الفريق أحمد شفيق، والقناة التي اختارها لبثه، كانت…
الإثنين ٠٤ ديسمبر ٢٠١٧
دور الحوار والجدال وتتطاير التساؤلات منذ أيام حول انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي الثامنة والثلاثين في دولة الكويت الشقيقة، وما مر به المجلس هذا العام يجعل هذا الأمر طبيعياً، فدول المجلس تمر بظروف صعبة بسبب الأزمة مع دولة قطر الشقيقة، التي اختارت أن تغرد خارج السرب، وأن تكون بعيدة عن شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، وبعيدة عن الإجماع العربي. على مدى أربعة عقود لم تتعطل القمة الخليجية، بل على العكس، ففي وقت الأزمات كان العام الواحد يشهد أكثر من قمة خليجية، ولشدة اهتمام وحرص القادة على هذا الكيان وعلى العمل المشترك، قرروا أن يجتمعوا بين القمتين في قمة تشاورية لزيادة التنسيق والعمل على تنفيذ القرارات. انعقاد القمة الخليجية أمر مهم، وحضور جميع الدول مهم أيضاً، وإذا أرادت قطر التي صدر بحقها قرار المقاطعة من نصف دول المجلس أن تشارك، فالباب مفتوح فلا هي محاصرة، ولا هي مستلبة الإرادة أو منزوعة السيادة. ويجب أن نؤكد أنه تمت مقاطعة قطر عندما اكتشفت…
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
من المضحك أن يتباكى البعض وخاصة من أذناب إيران على ما يسمى بالتطبيع مع إسرائيل، ويرون أن السعودية تفعل ذلك لمجرد تغريدات من أناس لا موقع رسميا لهم، ولا يمثلون سوى آرائهم، وهم شرفاء أحرار في بلادهم. يصرخون على شاشات الإعلام القطري وعبر شاشات احتضنت الزعيم الإسرائيلي بيريز وعلى بعد أمتار من مكتب إسرائيلي بأن السعودية تدير اتصالات مع إسرائيل. تناقض صارخ وليس بغريب أن يصدر منهم، فقد عودونا على أكثر من ذلك، فمن لوث عقله بفكر «الإخوان» لا ينضح منه سوى الشيء ونقيضه. لماذا تطبع السعودية مع إسرائيل، وهي لم تقم أساساً علاقة، فالتطبيع يأتي بعد العلاقة الرسمية واتفاقيات تحكم العلاقة. لنترك قضية هل ستقيم السعودية علاقة مع إسرائيل من عدمه، فالأمر الذي يجب أن يُدرس جيدا هو: لماذا تجد البعض يحبذون علاقة مع إسرائيل. في رأيي الشخصي أن الأمر يحدث نتيجة تراكمات ضخمة، ولكل هذا الكم من العداء الذي يقوم به إعلاميون فلسطينيون للسعودية، لذا فبعض المواطنين السعوديين…
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
مرت الأربعون والستة أعوام سريعة جداً كلمح البصر أمام شعب الإمارات، وخصوصاً أمام الآباء والأجداد الذين عاشوا فترة ما قبل قيام دولة الاتحاد وهم لا يزالون يعيشون اليوم بيننا فترة ما بعد الاتحاد وقيام هذه الدولة الكبيرة في مكانتها وإنجازاتها وعطائها، وهؤلاء شهداء على العصر وهم خير من يعبر عما كانت عليه هذه الأرض وما أصبحت عليه اليوم، وهم خير من يذكّرنا بفضل هذه الأرض علينا وبفضل القيادة المؤسسة لدولة الاتحاد على هذا الشعب. لذا، فإننا ونحن نشاهد الحفل الرسمي لليوم الوطني السادس والأربعين، أمس، والذي كان عنوانه «هنا المستقبل»، وكانت لوحاته الفنية الرائعة، تصوّر لنا، وبشكل فني رائع ومتطور وبإبهار بصري وسمعي وحسي رائع، المستقبل الذي سنعيشه ويعيشه أبناؤنا في هذا الوطن بعد سنوات، ففي دولة الإمارات لم نعد نعيش الحاضر ونستمتع به فقط، ولم نعد ننشغل بالماضي التليد ونتغنى به فقط، فحاضرنا جميل وماضينا رائع، ولكن الأهم هو المستقبل، وفي دولة الإمارات نعيش المستقبل في جوانب كثيرة، ومن…
الأحد ٠٣ ديسمبر ٢٠١٧
تفجرت الأوضاع الأمنية في صنعاء وانهار تحالف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وبعض من أبناء القبائل، مع عصابات الحوثيين، وانهيار هذا التحالف غير المقدس نتيجة طبيعية، فلا يمكن لتسليم الدولة إلى عصابة أن يبقى طويلاً. لم تكن دولة الإمارات ولا المملكة العربية السعودية ولا العرب ضد الأشقاء في اليمن، إذ ليس بيننا وبينهم غير خير الجيرة والتاريخ والجغرافيا، لكن تسلل إيران إلى هذا البلد العربي، والسطو على قراره السياسي عبر عصابات ومرتزقة أمر لم يكن ممكناً احتماله، بل وصل الحال بهذه العصابات إلى أن تهدد دول التحالف لاستعادة الشرعية بصواريخ طهران، إضافة إلى ما تسببت به من كوارث إنسانية للأشقاء من أبناء الشعب اليمني. هذا الشعب لم يعد يحتمل هذه المأساة وشدة المعاناة، حيث غابت الخدمات وسرقت الأموال، وتم تجنيد الأطفال في معارك عصابات الحوثيين وتفشت الأمراض، ولم تقف دول التحالف العربي متفرجة بل حاولت بكل الطرق التخفيف من شدة المحنة، في الوقت الذي بات فيه لزاماً استئصال هذا…
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
خاص لـ هات بوست : ستة وأربعون عاما فقط أثبتت للعالم بأسره أن الدول لاتقاس بأعمارها الطويلة ولابحضاراتها وإنما بحاضرها وما أنجزته لمستقبلها ومستقبل أبنائها، ستة وأربعون عاما شكلت اليوم عنوانا لطالبي التميز والإبداع والتقدير وقبل كل شيء الأمن والأمان والسلام والمساواة. قبل ما يقارب أربعة عشر قرنا قال رسول كسرى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فوجئ به مستغرقا في النوم تحت شجرة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر، واليوم يتكرر الأمر في مشهد لاتخطؤه العين ولا عدسات الإعلام أو عدسات هواتف الناس حين يتعلق الأمر بحكام الإمارات الكرام وشيوخها أبناء وإخوة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. فحديث القاصي والداني - وخاصة زوارها - حول اندهاشهم لحظة رؤية شيوخ الإمارات وهم يتنقلون في شوارع البلاد بنفس الطريقة التي يتنقل بها المواطن والمقيم والزائر، يتنزهون، يتناولون الطعام في مطاعم عامة يحضرون مناسبات عامة يشاركون الناس لحظاتهم السعيدة وغير السعيدة،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
كجيل عايش تلك الأيام البعيدة من سنوات نهاية الستينيات، فإن علينا أن نكتب تفاصيل تلك الأيام بجدية أكثر وبحرص أكبر، نكتبها سرداً وقصصاً وموسيقى، نكتبها أبحاثاً وأساطير، نكتبها لأنها ذاكرتنا، وذاكرة مجتمع بأكمله، خاصة وأن التفاصيل فيه غنية جداً ومليئة بالتناقضات والمشاهد والصور، بالأسماء والظواهر والأحياء، مليئة بالحرف والمهن والطبقات، هذه التنويعة الثرية لمجتمع كان بكل المقاييس صغيراً ومحدوداً لولا انفتاحه على البحر والأسفار والمهاجرين، تمنح الأدباء والكتّاب فرصة كبيرة لكتابة روائع الروايات والقصص والمسرحيات، إن أحسنّا البحث والتنقيب في عروق الذاكرة الشفاهية للكبار من جيل الأجداد والجدات والأمهات. هذا الوطن الجميل جداً، الذي نتباهى به كواحد من أكثر بلدان العالم تقدماً وثراء واستقطاباً للأحلام، والذي يتحدث عنه العالم باعتباره المكان الحلم للحياة والتنقل والعيش الكريم، لا يقف في الفراغ، ولا يضع أقدامه في رمال متحركة، حتى وإن كان رأسه يطاول السحاب، فالإنسان يعيش على الأرض دائماً، والأرض تستمد شرعيتها وثباتها من تاريخها، ومما تتالى عليها من أحداث وحضارات. فلو…
السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠١٧
في خضم احتفالات الإمارات الشقيقة بذكرى اتحادها يجد أهل السعودية أنفسهم اليوم جزءا من هذا الاحتفال البهيج بعد أن وصل التحالف والتكامل بين البلدين الشقيقين إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت روابط المحبة الأخوية المتوارثة إلى ما هو أبعد بكثير؛ إذ كتب البلدان الشقيقان عهدهما الجديد بدماء الشهداء وتقدما باتجاه المستقبل وهما يتعاضدان بشراكة سياسية واقتصادية قوية نجحت منذ أن بدأت في تغطية الفراغ السياسي الرهيب الذي عاشته المنطقة العربية طوال السنوات الماضية وهو الفراغ الذي لم يملأه للأسف الشديد سوى إيران وتركيا والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مذاهبها وشعاراتها. ولأن هذا التحالف السياسي والعسكري من شأنه أن يغير المعادلات الإقليمية البائسة التي عشناها طوال السنوات الأخيرة فمن الطبيعي أن يتعرض للتشكيك ونسج الأساطير الخيالية حول أسراره وخباياه من قبل خصوم هذا التحالف وهم كثيرون بالمناسبة ومتقلبو الوجوه والأهداف، ولكن الواقع على الأرض أكثر وضوحا ومصداقية من القصص الأسطورية التي ينثرها أصحاب الخيال الواسع، والواقع على الأرض يقول إن البلدين وجدا مصلحة…