الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦
مزاج الأميركيين صعب في زمن القلق على المستقبل والانزعاج من «الآخر»، والقرف من السياسيين التقليديين، والخوف من الإرهاب، والهروب إلى الأمام عندما يتعلق الأمر بتعريف الدولة العظمى ومتطلبات تلك العظَمَة على الساحة الدولية. المزاج العام يعكس اللاثقة بمرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة، هيلاري كلينتون، التي انصبّ مؤتمر الحزب هذا الأسبوع على محاولة إعادة تسويقها بـ «أنسنة» لعلها تدخل قلوب الأميركيين الذين لا يرتاحون إلى «ميكانيكية» المرأة التي اجتهدت وصمّمت وعكفت على إدخال نفسها التاريخ «حسابياً» غير آبهة بافتقادها الجاذبية التي حرمها الله منها وسكبها في زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. إنها المرشحة ذات الخبرة المكتسبة والصعود إلى مواقع السلطة تدريجاً بتماسك وبحنكة سياسية قوامها تهذيب العلاقات مع أقطاب «المؤسسة» العسكرية والمدنية Establishment التي تحكم فعلياً في الولايات المتحدة. وهي عكس كل ما يمثله المرشح الجمهوري – رغم أنوف الجمهوريين التقليديين – دونالد ترامب الذي قفز إلى القطار المتوجه الى البيت الأبيض وسط استهزاء الطبقة السياسية، واستهتار المثقفين والمفكرين، وانصباب الإعلاميين على…
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦
قلنا: ربما تفهم إيران الرسالة، ربما يقنع زعماؤها أن العالم تغير، وأن التفكير بعقلية الماضي صار من الماضي، وأنه لو عادت عادٌ وثمود ستعود الإمبراطوريات المدفونة في ركام التاريخ. قلنا: ربما يحسن الإيرانيون التصرف ولو مرة واحدة في تاريخهم، ويقلعوا عن أساليب العصابات والقرصنة.. ولكن لا جدوى «فلكل امرئ من دهره ما تعود»، وهؤلاء تمرسوا على تصديق الأوهام التاريخية، والقفز على الحقائق بحبال من الهواء، وتميزوا بباطنية فجة، يقولون ما لا يفعلون، فمن يسمع تصريحات بعض المسؤولين لديهم يشعر أن العالم بخير، وأن إيران ليست إيران التي عرفناها وألفناها وقاسينا ما قاسينا من تدخلاتها في شؤون الغير وممارسة دور «شيخ الغفر». الآن دخول الزوارق الإيرانية في المنطقة المقسومة ما بين السعودية والكويت لا يفسر إلا شيئاً واحداً، ألا وهو أن هذه الدولة الشوفينية لن تكل ولن تمل عن بسط أجنحة الشر، ولن تكف عن إيذاء الآخرين وإقلاقهم.. وأعتقد أن الزوارق العسكرية الإيرانية لم تذهب إلى هذه المنطقة «المغمورة» للنزهة، أو…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦
البيت العود، أو البيت الكبير، مصطلح ثقافي سوسيولوجي، له امتدادات في نشأة وتطور شكل وتركيبة الحياة العائلية في المجتمع العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، يقصد به البيت الذي شهد نشأة معظم أجيال العائلة، كما تفرعت منه الأسر الصغيرة التابعة للعائلة الأم، هو أساس الأسرة الممتدة، البيت الكبير الذي يضم الجدين والوالدين والأعمام والعمات والأبناء وزوجاتهم والبنات، هذا البيت العامر لم يعد موجوداً نتيجة عواصف التطورات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية. معظم أجيال الستينيات وحتى السبعينيات تربوا في مثل هذه البيوت، وحين كبروا مستقلين بأنفسهم كانت هجمة الحداثة وثقافة الأسرة الصغيرة ذات العدد القليل من الأبناء قد أصبحت واحدة من قناعات هذه الأجيال التي تتلمذت على يد الأفلام والمسلسلات العربية التي كانت تزين للنساء خوض معارك الاستقلال عن بيت عائلة الزوج والعيش في بيت منفصل، والاكتفاء بولدين أو ثلاثة والإصرار على إثبات الذات بالعمل والاستعانة بخادمة للقيام بأعباء المنزل. لقد ساعدت التحولات الاقتصادية وتعدد أشكال العلاقات…
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦
الأمة الإسلامية أمة واحدة في دينها وشريعتها وعقيدتها؛ فهي تؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً، وتؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا تفرق بين أحد من رسله، كما تؤمن باليوم الآخر، وبالقضاء والقدر، خيره وشره، من الله تعالى، فهذه أسس الإيمان ومبانيه العظام التي لا تختلف فيها، كما أنها تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام، فماذا بقي من مقومات الوحدة غير هذا؟ لذلك سماها الله تعالى أمة واحدة في أكثر من آية، ووصفها بأنها كالبنيان المرصوص، ووصفها المصطفى، صلى الله عليه وسلم، بأنها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى، لذلك فرض الله تعالى عليها التعاون على البر والتقوى وخاطبها بقوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، والأمر للإيجاب، وهو يشمل الأفراد قبل الجماعات، كما أمرها سبحانه بالاعتصام بحبله والتمسك بشرعه ونهاها عن التفرق الذي يوهن القُوى ويجرئ الأعداء، وجعل التعاون بينها…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
شغلت باحثة شهيرة في جامعة هارفارد، فكرة لماذا يقتنع بعض الناس بسرعة وبجهد بسيط، بينما لا يتطلب الأمر الجهد نفسه مع أشخاص آخرين؟ فعكفت أستاذة علم النفس الاجتماعي إلين لانجر على إجراء دراسة كان يُطلب فيها من أحد المشاركين حمل بضع أوراق والتوجه إلى الشخص الذي يستخدم آلة التصوير ليقول له: من فضلك لدي 5 أوراق، هل يمكنني استخدام آلة التصوير؟ فكانت نسبة الموافقة 60%. ثم توجه الباحثون إلى آخرين لكنهم غيروا من صيغة السؤال فقالوا: من فضلك لدي 5 أوراق، هل يمكنني استخدام آلة التصوير لأنني في عجلة من أمري؟ فارتفعت نسبة القبول إلى 94%. وكان الفارق الوحيد أن الباحثين ذكروا سبباً وجيهاً لطلبهم فلقي قبولاً ساحقاً. وهذا ما يجري على أرض الواقع. فلا يعقل أن تجد مسافراً يرفض أن يُقَدِّم عليه موظف خطوط طيران بالمطار مسافراً آخر حان موعد إقلاع رحلته. ولا يعقل أن نرفض تأجيل عمليتنا الجراحية البسيطة في سبيل إفساح المجال لعملية جراحية حرجة لمريض آخر.…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
على وقع السلام الوطني لدولة الإمارات وأهازيج الفنون الشعبية حطت فجر أمس الأول في مطار البطين الخاص الطائرة «سولار أمبلس2» لتخط رسالة للتاريخ باسم أبوظبي عاصمة الإنجاز ووطن الابتكار، بتحقيق رحلة جوية تاريخية حول العالم استمرت16 شهراً وقطعت أكثر من 42 ألف كيلومتر من دون قطرة وقود واحدة، وفقط بالطاقة الشمسية، ومن أبوظبي كانت انطلاقة الرحلة وفيها الختام. لم تكن رحلة «سولار أمبلس2» مجرد مغامرة استهوت مغامرين وضربا من الجنون كما اعتقد البعض، وقالها قائدا الطائرة برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ في مؤتمرهما الصحفي عقب الإنجاز التاريخي، وأنما عبرت عن رؤية والتزام قيادة بنهج راسخ وتوجهات ثابتة للتحول نحو الطاقة البديلة والنظيفة والمتجددة. إنجاز تاريخي يُسجل للإمارات ولقيادة الإمارات، وتحمل كل التقدير والامتنان لصاحب الرؤية الثاقبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي صنع الحلم وبث الأمل والثقة والتفاؤل بأن الغد سيكون أجمل وأسعد وأكثر أشراقا مع توديعنا لآخر برميل من…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
أبت أغنية طلال مداح - رحمه الله وغفر لنا وله - إلا أن تحضر مع خبر لصحيفة «الاقتصادية»، حضرت مع تحوير، فهي في الأصل «عندك أمل عندك، محتاج أمل عندك»، لكن الأمل تحول إلى «خلل» بعد التعديل، وكأنه الصورة الطبيعية بين النظرية والتطبيق أو بين ما يعلن ويسوّق للجمهور مع زفة إعلامية وما يحدث على الأرض. «الاقتصادية» نشرت عن تقرير لجنة ضمت ديوان المراقبة العامة والمباحث الإدارية وهيئة الاستثمار، خلص إلى «لاحظ ديوان المراقبة العامة عند مراجعته الحسابات الختامية، احتفاظ الهيئة العامة للاستثمار بإيرادات مركز التنافسية التابع لها، والمتمثلة في المقابل المالي للخدمات المقدمة للمستثمرين في حساب خاص خارج سجلات الهيئة، ويتم الصرف من هذا الحساب من دون التقيّد باللائحة المالية التي تحكم عمل الهيئة. كما تم رصد قيام الهيئة بصرف بدلات لموظفيها في الخارج من دون (سند نظامي)، وبدل سكن نقدي يتجاوز راتب ثلاثة أشهر مخالفة للائحة تنظيم العمل في الهيئة، وتجاوز رواتب بعض من تعاقدت معهم سلّم رواتبها…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
يعاني العالم العربي بوجه عام تراجعاً حاداً للإعلام الهادف، خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة التي شهدت تدفقاً مرعباً لبرامج غربية معرَّبة، هدفها الأول الترفيه ليس إلا، وإبراز أفضل مذيعي العرب تقليداً للغرب. لسنا من أولئك المتخوفين من كل ما هو غربي، لكن لا نرى من البرامج سوى عملية استنساخ تعكس كسل منتجيها عن تطويرها وإضافة الجديد إليها. محلياً، وباستثناء البرامج الصباحية الجيدة التي تناقش هموم الناس وتحاول المساعدة في حل مشكلاتهم، فقد شدّت إذاعة واحدة انتباهي، وهي إذاعة الأولى التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. إذاعة الأولى مختلفة تماماً، إذ اتخذت لوناً خاصاً بها، وهو اللون التراثي، مع التأكيد والتركيز على أنها إذاعة شباب. الإذاعة تعكس رؤية واهتمام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بمسألة ضرورة حماية التراث والاستفادة من قوته، ونقله إلى الأجيال الحالية والقادمة. إذاعة الأولى فريدة جداً من نوعها، وتأتي في وقت مهم تقدّم نفسها خياراً بديلاً جيداً، وتأتي في…
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦
أُثلج صدورنا قرار مجلس الوزراء إنشاء هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة ضمن قرارات عدة أشعرتنا بالتميز والزهو، وهذه الهيئة ستكون أهدافها بلا شك حلا جذريا وحيويا لرفع نسبة التوظيف وتقليل نسب البطالة. هي هيئة والآمال معقودة على نتائجها والتي ستتضح على مدى السنوات القادمة، ولكن وربما كمواطنين نتطلع لبعض النتائج العاجلة حتى وان كانت تغييرا في صياغة لائحة أو إصدار قرار تأتي نتائجه لاحقا، لكننا حتما نتطلع إلى نتائج ملموسة ومكاسب سريعة أو كما تسمى باللغة الانجليزية Quick wins. ولذا قد يكون من مهام الهيئة الآنية رصد جميع الوظائف المشغولة حاليا بأجانب من واقع إحصائيات الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص، ووضع الحلول الجذرية اللازمة لشغلها بالمواطن وإشراكه في تلك الحلول من خلال الإعلام الاجتماعي كتويتر مثلا، وتذليل كل العقبات في سبيل ذلك، سواء كانت حلولا تدريبية أو غيرها، وتهيئة بيئة عملية مناسبة لشغلها. كما قد يكون من المهام الضرورية مراجعة التخصصات العلمية الحالية في جهات التعليم كافة على مستوى…
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦
هذا خبر أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مثير للسخرية، ودليل على عدم جدية النظام الإيراني الذي يحاول البعض في الغرب تلميعه، حيث قامت السلطات الإيرانية بإتلاف مائة ألف طبق لاقط للقنوات الفضائية بحجة أنها مخالفة للأنظمة، وتهدد القيم الأخلاقية، والثقافية، للمجتمع! تفعل إيران ذلك في الداخل بينما تواصل فتح، وتمويل، القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية بمنطقتنا، عدا عن الصحف، والمواقع الإخبارية، والوكالات، ومعرفات عدة في «تويتر»، منها ما هو واضح، ومنها ما هو مزور، هدفها بث الفرقة في منطقتنا، وتحديدا السعودية، التي تحدث مسؤول فيها عن مئات الآلاف من المعرفات الوهمية التي تدار من مواقع ذات نفوذ إيرانية، وهو أمر واقع يكتشف كل فترة في السعودية. والأمر لا يقف عند هذا الحد، حيث يقول وزير الإعلام البحريني في مقابلة سابقة مع صحيفتنا هذه إن هناك 40 محطة ممولة من إيران تستهدف أمن البحرين. ومن الواضح للجميع أن إيران تفعل ذلك لترسيخ نفوذها الطائفي بالمنطقة، والأمر يتضح جليا في…
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦
يتجلى المعنى في الحياة في كل شيء، أبسطها إطعام طير، وزرع ابتسامة للغير. كل شيء له معنى ومغزى ورسالة وهدف، لم تكن الحياة يوماً فارغة أو عبثية، بل كانت منذ الأزل تزرع وتحصد، هي أقدار وأعمال وأفعال ونيات وعطاء، لكل جانب منها معنى، ومن لم يدرك المعنى الحقيقي للوجود تاه كثيراً، ومن لم يدرك المعنى من الحياة خسر من عمره الشيء الكثير. هناك معان ظاهرة للعيان، مثلاً: يحصل عليها الإنسان سريعاً بعد شهر من الوظيفة يحصل على راتب في مقابل هذا العمل، وهناك من يقوم ببناء مبنى أو إقامة مشروع وسيحصل على المردود سريعاً أيضاً، وهناك من درس وتعلم وتخرج وسيحصد المردود لذلك. لكن هل عرفنا واكتشفنا المعنى الحقيقي لكل ذلك؟ معظم الأفراد يمارسون حياتهم ويطلقون أهدافهم بصورة آلية كطبيعة بشرية تنقل نمطاً معيناً من مكان لآخر أو من ثقافة لأخرى، لكن هل كان واضح المعنى من كل ذلك؟ الحياة ليست عملاً وشهادات ومكانة اجتماعية، هناك «الروح»، لكل شيء له…
الأربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦
سيحفظ التاريخ بكل فخر رحلة «سولار إمبلس 2» العاملة بالطاقة الشمسية التي حطمت أرقاماً قياسية، بعد أن توجت جولتها حول العالم التي استمرت 16 شهراً، قطعت خلالها 42 ألف كيلومتر تقريباً مقسمة على 17 مرحلة وهبطت بسلام وفخر في مطار البطين في أبوظبي، أول من أمس. رحلة روجت للطاقة المتجددة وأثبتت أنه من السهل استخدامها في مجال آخر غير المجالات التقليدية وهو مجال الطيران، بعد أن حققت إنجازات جديدة، منها تحطيم الرقم السابق وتسجيل رقم قياسي لأطول رحلة طيران لمدة 118 ساعة بين اليابان وهاواي، في أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي في رحلة بين نيويورك وإشبيلية، تأكيداً على تحقيق المستحيل. فخر عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يؤكد أن صفحة مشرقة من الابتكار قد سطّرت بنجاح رحلة «سولار إمبلس 2» التاريخية حول العالم، بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وأن وصولها إلى نقطة النهاية في أبوظبي…