عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

ألف اختراع واختراع

آراء

تعرفت على مصطلح (إدارة الوقت) أثناء دراستي الجامعية، والتخصص في علم الإدارة العامة، بدا لنا يومها مصطلحاً جديداً، وغير مطروق في حياتنا العامة، فقليلون في تلك السنوات من كانوا يتصورون أن الوقت من الأهمية، بحيث تُفرد له إدارة وتخصص علمي مستقل، وفيما بعد اتسعت مفاهيم الإدارة واهتمامات الإدارة وعلومها، فظهرت إدارات لكل اهتمام وتخصص: كإدارة الإبداع، إدارة الصناعات الثقافية، إدارة الأزمات، المخاطر، وغيرها كثير، بما يواكب تطورات وتعقيدات الحياة بشكل عام.

أما إدارة الألم أو العناية بالمريض بعد العملية الجراحية فعلم قائم بحد ذاته، تعتني به المستشفيات، ويتخصص فيه أكثر الطلاب نباهة، وهو التخصص الذي يعنى بإدارة غرف الإنعاش أو إدارة حالة المرضى الخارجين من غرف العمليات ما بعد التخدير، في الحقيقة لقد خطر ببالي هذا التخصص وأنا أتصفح كتاباً في غاية الأهمية، هو (ألف اختراع واختراع- رحلة إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية).

وكأي عربي ومسلم، فأنت لا تحتاج لمن يثبت لك مدى إسهام الحضارة الإسلامية وتأثيرها في الحضارة الإنسانية الكبرى، أنت تعرف مجموعة كبيرة من أسماء العلماء والمخترعين والاختراعات والكتب، التي أسهمت بها هذه الحضارة في إثراء وتطوير الحياة على سطح الأرض، خلال قرون من العنفوان الحضاري، وبلغة عربية صافية استطاعت أن تستوعب أبناء كل البلدان، التي اندمجت ضمن الامبراطورية الإسلامية.

إن كتاب (ألف اختراع واختراع) يضيف إليك الكثير جداً مما قد لا تعرفه عن حضاراتك، وبطريقة علمية ومنهجية موثقة بالصور والبيانات، أسهم في تقديمها أساتذة جامعيون كبار وعلماء فيزياء ومهندسون وجراحون وأطباء واقتصاديون..

وجدت في هذا الكتاب الذي قدم له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، مبادرة شبيهة بغرفة إنعاش حقيقية للذاكرة والانتماء والوعي المسلم والعربي والإنساني بحجم وأهمية وعلو كعب حضارتنا العظيمة، خلال مسيرة امتدت لألف عام.

المصدر: البيان