إسرائيل تقصف أهدافاً لإيران والنظام في سورية بعد إسقاط إحدى مقاتلاتها

أخبار

شنّت إسرائيل ضربات «واسعة النطاق»، استهدفت مواقع «إيرانية وسورية» داخل الأراضي السورية، بُعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف-16» في أراضيها، وإثر اعتراضها طائرة بدون طيار في أجوائها، أكدت أنها إيرانية انطلقت من سورية، وفيما اتهمت تل أبيب دمشق وطهران بـ«اللعب بالنار»، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على توسع عمليات القصف في سورية، بينما نفت إيران أي وجود عسكري لها في سورية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، شنّ هجوم «واسع النطاق» في سورية، على 12 هدفاً إيرانياً وسورياً.

وأكد الجيش في بيان، أن الطيران الحربي الإسرائيلي ضرب 12 هدفاً، من بينها ثلاث بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، وأربعة أهداف إيرانية غير محددة، «يملكها الجهاز العسكري الإيراني في سورية».

وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، على صفحته على موقع «فيس بوك»، أمس، «قبل قليل شنّت مقاتلات سلاح الجو غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية، بالإضافة إلى أهداف إيرانية في سورية».

وأكد أنه «تم استهداف 12 هدفاً»، ذاكراً منها «ثلاث بطاريات دفاع جوي سورية، وأربعة أهدف تابعة لإيران، والتي تعتبر جزءاً من التمدد الإيراني في سورية».

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي «موجود في حالة جاهزية لمختلف السيناريوهات، وسيواصل التحرك وفق الحاجة».

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سورية.

وأعلنت إسرائيل سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز إف-16 في أراضيها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة الحربية تعرضت لإطلاق نار من الدفاعات الجوية السورية، وتحطمت، وإن الطيارين الاثنين اللذين كانا على متنها قفزا بالمظلة.

وأضاف أن المقاتلة سقطت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، في شمال إسرائيل، وأصيب أحد طياريها إصابة بالغة.

وتعد الحادثة المرة الأولى منذ فترة طويلة (30 عاماً حسب صحيفة هآرتس)، التي تفقد فيها إسرائيل مقاتلة أصيبت بمضادات أرضية، خلال مشاركتها في غارات في سورية.

وسارع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل جوناثان كونريكوس، إلى تحذير سورية وإيران، قائلاً إنهما «تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية»، مؤكداً «أننا لا نسعى إلى التصعيد، لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات»، وعلى استعداد لتدفيع «ثمن باهظ» على مثل هذه الأعمال.

وفي كلامه عن الطائرة بدون طيار الإيرانية، التي دخلت الأجواء الإسرائيلية، قال المتحدث «إنه الانتهاك الإيراني الأكثر وضوحاً للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية»، مضيفاً «لذا، جاء ردنا بمثل هذه الشدة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هذا التصعيد الأخير بدأ ليلة الجمعة السبت، مع دخول طائرة بدون طيار إيرانية الأجواء الإسرائيلية، بعد إطلاقها من الأراضي السورية. وأكد الجيش أن مروحية من نوع أباتشي اعترضت هذه الطائرة المسيّرة وأسقطتها.

وأضاف الجيش أنه «رداً على ذلك»، أغارت مقاتلات إسرائيلية على الأنظمة التي أُطلقت منها الطائرة المسيّرة، لكنها تعرضت «لإطلاق نار من صواريخ مضادة للطيران».

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الغارات الإسرائيلية استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سورية شرق حمص، وأن طائرات إسرائيلية عدة أصيبت. ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري قوله «قام كيان العدو الإسرائيلي بعدوان جديد على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى، وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي، وأصابت أكثر من طائرة».

أما مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فأعلن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع شرق حمص في وسط سورية، في منطقة توجد فيها قوات إيرانية وعناصر من ميليشيات «حزب الله» اللبنانية.

في السياق، دعت روسيا جميع الأطراف في سورية إلى «ضبط النفس».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، «ندعو بقوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وتجنب جميع الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد أكبر للوضع». وأضافت «غير مقبول بتاتاً تهديد حياة الجنود الروس الموجودين في الجمهورية العربية السورية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب».

واندلع جدال عبر الإعلام حول ما إذا كانت الطائرة بدون طيار، التي تقول إسرائيل إنها أسقطتها دخلت أم لا المجال الجوي الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، لـ«فرانس برس»، إن «الادعاءات عن تحليق طائرة إيرانية مسيّرة سخيفة جداً»، مضيفاً «أن القادة الإسرائيليين يلجؤون إلى أكاذيب بحق دول أخرى للتغطية على جرائمهم في المنطقة».

بدوره، نفى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أي وجود عسكري لبلاده في سورية.

وأضاف بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، «نحن ليس لدينا وجود عسكري في سورية، وإنما وجودنا في هذا البلد استشاري، حيث إن حضور الجيش السوري للدفاع عن أراضيه يكفي لذلك».

وقال «إيران لا تؤكد أي خبر مصدره الكيان الصهيوني».

وفي السياق نفسه، نفت «غرفة عمليات حلفاء سورية»، التي تضم قياديين من إيران و«حزب الله»، وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سورية، إرسال أي طائرة مسيّرة فوق الأجواء الإسرائيلية، فجر أمس، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها «افتراء».

إلا أن الرد الإسرائيلي جاء على لسان المتحدث باسم الجيش كونريكوس، الذي أكد أن السلطات الإسرائيلية عثرت على حطام الطائرة بدون طيار التي أسقطت، وأكد أنها إيرانية. وقال في هذا الإطار «تم اعتراض الطائرة بدون طيار في غور الأردن من قبل مروحية أباتشي إسرائيلية، ولدينا حطامها، ونؤكد أنها إيرانية».

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية عزمها على تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن، لأن طائراتها التي أغارت على سورية استخدمت الأجواء اللبنانية.

إلى ذلك، قالت الإذاعة الإسرائيلية، إن نتنياهو أجرى مشاورات أمنية في أعقاب التطورات على الحدود الشمالية مع سورية، وأعطى الضوء الأخضر للقيام بضربات جوية واسعة في سورية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب، وأغلق المجال الجوي شمالاً.

المصدر: الإمارات اليوم