عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

إسقاط المظلومية بتحريك السفراء

آراء

ما زال التسامح والانتظار والهدوء سمة الدول الأربع المقاطعة والمتضررة من سياسة قطر المعتدية – وبشكل سافر- في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وتهديد أمنها الوطني ومحاولة قلب الأنظمة وإسقاط مؤسسات الدول الأربع من خلال تحريك قوى الحركات الإسلامية لإحداث الفوضى ومن ثم إدخالها في دمار شامل كما فعلت في سورية وليبيا واليمن ومصر والبحرين.. أقول إن الدول الرئيسية المتضررة لا تزال في حالة هدوء كونها لم تكشف إلى الآن قائمة الشكوى والأدلة الدامغة عما قامت به قطر من أعمال تخريبية ودعم ومؤامرات ضد الدول الأربع..

ولأن الوقت قاطع فإن قطر تشيع أنها تحت الحصار وتستدر عطف شعوب العالم كونها دولة مظلومة وتروج هذه المظلومية من خلال قناة الجزيرة –ذائعة الصيت- ومن خلال حلفائها المتطرفين ولكل منهم مصالح في مساندة قطر، فلها رغبات جوهرية في إحداث زلزلة بدول الخليج –تحديدا- كون هذه الدول لم تعصف بها ثورات الربيع العربي، ومنها إيران ذات مطامع سياسية توسعية استطاعت مد أذرعتها إلى لبنان من خلال طريق تسيطر عليه سيطرة مطلقة ينطلق من العراق فسورية فلبنان وصولا إلى قطاع غزة تعاونا مع حماس.

هذه الدول أو الجهات ومعها قناة الجزيرة، تحاول توزيع مظلومية قطر لبقية العالم، وإذا كانت الحكومات على اطلاع عما أحدثته قطر من خراب في العالم العربي إلا أن شعوب الغرب والشرق في حالة تأرجح بين الأخبار من غير استحضار الأدلة الدامغة لتورط قطر في دعم المؤامرات على دول العالم العربي، ولأن الأحداث تشير إلى استمرار المقاطعة لفترات قادمة فمن الواجب سرعة إظهار قائمة العمليات التخريبية التي اعتمدتها قطر ضد الدول الأربع المقاطعة، ويضاف إلى ذلك ضرورة تنشيط خارجية كل دولة من أجل الالتقاء بالنخب من مثقفين ورجال إعلام وجمعيات حقوقية لإظهار مواقف قطر المهددة للأمن والسلم الإقليمي – ومن ثم الدولي – في كونها دولة داعمة للإرهاب وتؤوي الجماعات الإرهابية في أرضها.

ويجب عدم الارتهان بحقيقة دور قطر الإرهابي، فمع هذه الحقيقة يجب تحرك سفراء كل بلد في مواقع تواجدهم من العالم لشرح أن أزمة الخليج قامت كون قطر أرادت أن تلعب دورا يقوض استقرار المنطقة وإطلاق جماعات الإرهاب في كل مكان.

أقول: ولأن الوقت قاطع يجب الإسراع بكشف مؤامرة قطر ضد الدول العربية وتحرك وزارات الخارجية في إيضاح الموقف للشعوب العالم.. وإلا فإن استمرار المقاطعة سوف يولد شعورا عالميا بتلك المظلومية التي ادعتها قطر.

المصدر: عكاظ