الأسرة في الإمارات

آراء

هكذا تألق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وهو يعتلي منصة القمة العالمية للحكومات، وبأسلوب التناغم مع الحدث، وبلغة سهلة طيعة استطاع سموه أن يبث الصدح، ويملأ القاعة بصمت الناصتين باهتمام بالغ لما شدا به من كلمات لامست وجدان الحاضرين، وقوله إن الأسرة الإماراتية تلقى الأولوية في سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو القول الفصل في تلك المحاضرة، لأنها حشدت جل مشاعر الحب والعرفان لقائد نذر نفسه في سبيل إسعاد أهله، وبنيه، ونحن في كل صباح، تشرق علينا مشاريع في خدمة الوطن، ومنجزات تصنع الفرحة في ضمير الناس أجمعين، سواء مواطنين أو مقيمين.

وهذا هو الترياق الذي يجعل الإمارات تتفوق على الكثير من دول العالم المتقدمة، وتحقق نجاحات متتالية في هذا المضمار، وذاك، لأنها تقاد بقلب أحن من الغيمة على الأشجار، قيادة تعمل وتسهر على بناء الصلة الحميمة بينها وأناسها، وهذا ما يجعل الأمان في الإمارات هو القانون الطبيعي الذي تحميه طبيعة هذه العلاقة، وهذا ما يجعل العالم يتهافت من أجل العيش على أرض حباها الله بالحب قبل كل شيء، منحها قوة الشكيمة وصرامة العزيمة والنفوس الكريمة، وهي النواميس الوجودية التي تجعل من أي بلد ملاذاً للعقول، وموئلاً للنفوس، ومنزلاً لكل من أراد أن يعيش في طمأنينة وسكينة، ومن دون ضجيج السؤال اليومي من أنت؟

إذاً ما صرح به سمو الشيخ سيف بن زايد، لهو الحقيقة التي تمشي اليوم على كل رمش ووجنة، وهي الابتسامة السخية على الوجوه، مبعثها قلوب تفيض فرحة لأنها في الإمارات، ولأن في الإمارات الأشياء تسير بسلاسة مثل ما هي الجداول في عروق الشجر، ومثل ما هي الدماء في الشرايين، ومثل ما هي الأحلام في عيون الطفولة، ومثل ما هي القصائد في قرائح العفوية.

مر الوقت ونحن ننصت بإمعان لما قاله سمو الشيخ سيف بن زايد، وكنا نمتلئ فرحاً لأننا أمام أيقونة إماراتية، تتوج الحضور بكلمات هي المغزى من حضورهم، وهي المعنى في طبيعة القيم الأخلاقية في عيال زايد.

حقيقة شاهدناها في القمة العالمية أنهاراً من المحاضرات والندوات، واستمعنا إلى تصريحات من كل من جاؤوا من شرق العالم ومن غربه، وهذه هي قيمة القمة لأنها جمعت ألوان الطيف تحت ظل شجرة الإمارات الوارفة، وهذا ما يصنع الأمل في قلوبنا، لأن المشاريع هنا تولد ناضجة، وحية ومثمرة، هنا الأرض التي تولد فيها الحياة، وتستمر، لأن من يديرها لا يقبل أنصاف الحلول، بل هي النهايات القصوى للنجاح، وذروة الدرجات العالية.

المصدر: الاتحاد