الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً حـول استخدام الكلور بهجمات في سورية

أخبار

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، فتح تحقيق في تقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في سورية. في وقت كثفت قوات النظام غاراتها على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، متسببة في مقتل 44 مدنياً، معظمهم نساء وأطفال.

400

ألف شخص من سكانالغوطة الشرقية يعانون حصاراً يفرضه عليهم النظام منذ عام 2013.

وأعلن محققو الأمم المتحدة في جرائم الحرب، أنهم فتحوا تحقيقاً في تقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية.

وأعربت اللجنة المستقلة للتحقيق بشأن سورية، التي تعمل بتفويض من الأمم المتحدة، عن القلق إزاء «العديد من التقارير الواردة ، التي تفيد بأن قنابل تحتوي على غاز الكلور المستخدم كسلاح، استخدمت في بلدة سراقب في إدلب، وفي دوما بالغوطة الشرقية».

وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية باولو بينيرو، في بيان صدر في جنيف، إن الحصار المفروض على منطقة الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة في دمشق، «ينطوي على جرائم دولية تتمثل في القصف دون تمييز، والتجويع المتعمد للسكان المدنيين».

وأضاف أن التقارير التي أشارت إلى ضربات جوية أصابت ما لا يقل عن ثلاثة مستشفيات في 48 ساعة «تجعل ما تعرف بمناطق عدم التصعيد مثار سخرية».

وكانت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي، أعلنت، أول من أمس، في اجتماع لمجلس الأمن خصص لاستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، أن «هناك أدلة واضحة» على استخدام الكلور في هذه الهجمات.

وأضافت «لدينا معلومات حول استخدام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد للكلور ضد شعبه مراراً في الأسابيع الأخيرة، كان آخرها بالأمس (الأحد)». وطالبت بـ«ممارسة ضغوط» على الأسد و«داعميه» لوقف هذه الهجمات.

وبعد ساعات، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء الاتهامات المستمرة بشأن استخدام النظام السوري غاز الكلور لترويع أبرياء آمنين، وهذه المرة قرب سراقب في محافظة إدلب».

وطرحت الولايات المتحدة في مجلس الأمن مشروع بيان يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. وقال دبلوماسيون إن موسكو طالبت ببعض الوقت قبل التصويت عليه، لإبداء الرأي.

إثر ذلك، اعتبرت هالي أن «روسيا أخّرت تبني الإعلان، وهو مجرد إدانة بسيطة مرتبطة بأطفال سوريين يواجهون صعوبة في التنفس بسبب الكلور».

ودان نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا «حملة دعائية» تهدف إلى «اتهام النظام السوري» بهجمات «لم يحدد مرتكبوها».

واقترحت روسيا تعديلات على النص بشكل يشطب منه اسم الغوطة، ويطالب بـ«التحقق» من المعلومات الصحافية التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي «بصدقية ومهنية».

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة رفضت التعديلات الروسية، ما قضى على الآمال في إصدار إدانة.

ويعاني سكان الغوطة الشرقية الـ400 ألف حصاراً يفرضه عليهم النظام منذ عام 2013.

والغوطة الشرقية مشمولة في منطقة خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها العام الماضي بين تركيا وإيران وروسيا.

لكن أعمال العنف تصاعدت في الأسابيع الماضية، وهذا الشهر يشتبه في استخدام الكلور مرتين في ذخائر اتهم النظام بإلقائها على الغوطة الشرقية.

ووردت تقارير عن استخدام الغاز السام مرة ثالثة في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غرب سورية والمشمولة أيضاً في منطقة خفض التوتر.

وكانت لجنة التحقيق المستقلة برئاسة باولو بينيرو، حمّلت في سبتمبر الماضي، دمشق مسؤولية هجمات بغاز السارين في الرابع من أبريل 2017 أوقعت اكثر من 80 قتيلاً في خان شيخون بمحافظة إدلب.

وقالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية شنت هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015، وهو ما تنفيه دمشق بشدة.

من ناحية أخرى، أعلن الدفاع المدني السوري مقتل 44 شخصاً، وإصابة أكثر من 150 آخرين، أمس، في قصف جوي وصاروخي على بلدات غوطة دمشق الشرقية.

وقال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية، إن أغلب الضحايا نساء وأطفال، مشيراً إلى أن أعنف القصف شهدته مدينة دوما، حيث سقط سبعة قتلى ومثلهم في بلدة عربين.

وبحسب المصدر، سقط في بلدة كفر بطنا خمسة قتلى، ومثلهم في مسرابا، و10 قتلى في حمورية وزملكا، بينما توزع المتبقون على بلدات حزة وسقبا وجوبر وحرستا ومديرا.

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات «بأنهم ظلموا»، إن قوات النظام فشلت في هجوم شنته، فجر أمس، على محاور إدارة المركبات وبلدة عربين، ثم شنت 37 غارة جوية على الغوطة، وتعرضت مدينة حرستا وبلدة عربين لقصف بـ15 صاروخ أرض – أرض.

من جانبها، أعلنت الشرطة السورية في دمشق، مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثمانية آخرين، جراء سقوط قذيفة هاون على بلدة جرمانا جنوب العاصمة.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن تصعيد قوات النظام غاراتها على المنطقة.

وتتعرض مناطق عدة في الغوطة الشرقية لقصف جوي ومدفعي شبه يومي، تسبب أول من أمس، في مقتل 31 مدنياً على الأقل.

وفي مدينة سقبا، شاهد مصور لـ«فرانس برس» متطوعين من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يحملون طفلة تغطي الدماء وجنتيها، بعد سحبها من تحت الأنقاض، في وقت عملت مجموعة أخرى على سحب جرحى بينهم رجل وامرأة من تحت ركام مبنى مدمر.

المصدر: الإمارات اليوم