الرئيس اليمني: أهم أولوياتنا حالياً هي هزيمة الانقلاب

أخبار

أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الشرعية اليمنية تهدف لإنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث، إلا أن “ميليشيات الحوثي تعرقل تلك الجهود وتتعمد إفشال كل الاتفاقيات”، مؤكداً أن “انعقاد البرلمان يشير بوضوح لفشل المشروع الحوثي المدمر”.

وجاء حديث هادي خلال الجلسة الأولى للبرلمان اليمني في مدينة سيئون في محافظة حضرموت، بعد توقف لأكثر من أربعة أعوام منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية. وأتت هذه الجلسة غير العادية بناءً على أوامر الرئيس اليمني الذي وصل صباح اليوم إلى المدينة لحضور الجلسة، وبمشاركة 141 نائباً، حيث تم اختيار سلطان البركاني رئيساً للبرلمان بالإجماع. عقب اختياره، أعلن البركاني فتح باب الترشح لانتخاب هيئة رئاسة البرلمان.

وتقدم الرئيس اليمني في كلمة له أمام المجلس، لـ “الشعب العظيم بخالص التهنئة على أول انعقاد دستوري صحيح لسلطته التشريعية المنتخبة منذ انقلاب المتمردين الحوثيين على السلطة الشرعية المنتخبة قبل أكثر من أربع سنوات”.

وتوجه “بالشكر والتقدير لكل من بذل جهداً في تيسير انعقاد هذه الدورة الإستثنائية والتاريخية من قوى سياسية وشخصيات وطنية، والشكر موصول لأشقائنا في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على كل الدعم والتسهيلات التي قدموها، وهذا ليس بغريب عليهم، فهم من حملوا مع السلطة الشرعية أعباء مواجهة وإسقاط الانقلاب، وبذلوا الكثير من أجل تحرير اليمن، واستعادة دولته المسلوبة وإسقاط سلطة الميليشيات المدعومة إيرانياً”.

انعقاد الدورة غير العادية هي لحظة تاريخية وتؤكد عزلة الحوثي وتآكله

وأضاف أن الدورة غير العادية تنعقد في لحظة تاريخية بالغة الأهمية، إذ نقف على مفترق طرق بين خيارات السلام والحرب، فبينما نبذل كل التسهيلات والدعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل إنجاز سلام شامل وفق المرجعيات الثلاث التي اتفق عليها اليمنيون والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، نجد أن المليشيات الانقلابية تتعنت وتناور وتضع كل العراقيل لإفشال تلك الجهود، وهو ما لمسه العالم بوضوح تجاه اتفاق استوكهولم الذي مرت أربعة شهور عليه، ولم تنفذ منه حتى خطوة واحدة، ما يؤكد حقيقة المشروع المدمّر الذي تحمله هذه جماعة التي رهنت نفسها للخارج وباعت وطنها لمشروع التخريب الإيراني الذي استهدف المنطقة العربية وعاث فيها قتلاً وتدميراً وتشريداً”.

واضاف أنهم “اختاروا بأنفسهم أن يكونوا أعداء لأبناء اليمن بالرغم من أن اليمنيين مدوا إليهم يد السلام عشرات المرات، وخاطبناهم بلغة العقل والحكمة والمنطق مئات المرات، غير أنهم اختاروا طريق الشر، فدمروا كل مؤسسات الدولة واستهدفوا كل أبناء اليمن، ومؤسستكم هذه إحدى المؤسسات التي اعتدوا عليها بكل الوسائل والطرق”.

وأكد أن “أهم دلالة من دلالات إنعقاد هذا المجلس في هذا اليوم المجيد، هي توحد كافة اليمنيين على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية وفي مواجهة هذا المشروع المدمر “، لافتاً إلى أن “انعقاد المجلس يشير بوضوح الى أن هذا المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه”.

مسؤولية المجلس العمل لإجلاء القضية اليمنية

وشدد هادي على أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المجلس إلى جانب إنجاز العديد من المهام التشريعية والرقابية التي تدعم جهود السلطة التنفيذية في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وهي العمل على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي مع كل برلمانات العالم ومنظماته المدنية لإجلاء الحقيقة عن القضية اليمنية، والتي يعود سببها لميليشيات يمنية قررت بمساعدة إيرانية مصادرة الدولة والاعتداء على الوطن وتعريض الأمن الوطني والإقليمي والسلم الدولي للخطر، ثم العمل على فضح جرائم الانقلاب وكشف الكوارث الإنسانية والاجتماعية والخدمية التي تسبب بها”.

وأضاف أن “آمال الشعب اليمني كبيرة تجاهكم لتسهموا في طريق استعادة الدولة وتعزيز حضورها الكامل على كل الوطن وانهاء هذا الانقلاب المشئوم”.

على المجتمع الدولي وقف مماطلة الحوثي لجهود السلام

وطالب المجتمع الدولي ورعاة السلام في اليمن “بوقف هذه المماطلة والرفض من قبل المليشيات الحوثية لكل جهود السلام ورفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والضغط لإيقاف الحرب التي تشنها الميليشيات الحوثية على أبناء شعبنا، وإنهاء الانتهاكات التي ترتكبها هذه الميليشيات على المواطنين، ورفع حالة الظلم والإرهاب التي تمارسها على اليمنيين في مناطق سيطرتها ومصادرتها لرواتبهم، والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية والعبث بمصائر الناس”.

وأكد: “نحن نريد السلام ونسعى من أجله السلام لكن هذه المليشيات لا تفهم لغة السلام، وتستغل الحالة الإنسانية التي كانت السبب في إنتاجها لممارسة الخداع وتضليل المجتمع الدولي من أجل الاستمرار في استنزاف الدولة وانهاك المجتمع”.

وشدد على أن “أهم أولوياتنا في الوقت الراهن يتمثل في هزيمة الانقلاب وبناء مؤسسات الدولة وتعزيز وجودها لتتمكن من أداء وظيفتها في تقديم الخدمات للمواطنين جميعاً وتطبيع الحياة بشكل كامل”.

هادي للحوثيين: ألم تكفكم 4 سنوات من الدمار والقتل

وتوجه هادي إلى الحوثيين بالقول: “أما حان الوقت أن تتوقفوا عن جرائمكم، ألم تكفكم 4 سنوات من الدمار والقتل، انظروا من حولكم إلى بلدنا المدمر بسبب نزواتكم وأطماع إيران التي ارتميتم في أحضانها، أنظروا لشعبنا المشرد وبلدنا الممزق وشبابنا المهدور، إن بلدنا هي بلدكم وأنتم يمنيين، فلا ترهنو حاضر ومستقبل البلد لأعداء اليمن، لقد مددنا أيدينا لكم من أجل السلام ونمدها اليوم مرة أخرى، من موقع المسؤولية، فاليمن أغلى و أعز وشعبها عزيز وكريم “.

البركاني: مصممون على هزيمة انقلاب الحوثيين

من جهته أكد رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، أن إيران تسعى عبر المشروع الحوثي لتثبيت نفوذها من اليمن إلى لبنان، مشدداً أن “اجتماع البرلمان في سيئون يأتي متوافقاً مع مواد الدستور. نحن مصممون على هزيمة انقلاب الحوثيين ليستعيد الشعب اليمني دولته”.

وأشاد بدور تحالف دعم الشرعية في وجه الانقلاب، مشدداً على أن الانقلابيين يعملون على تنفيذ برنامج فارسي، وينفذون مخططاً يستهدف اليمن وجيرانه.

وقال: “”نمد أيدينا للسلام وندعم أي جهد محلي أو إقليمي أو دولي لتحقيقه، كما ندعو الحوثيين للجنوح للسلم ونبذ العنف وفقاً للقرارات الدولية”. وأضاف: “ندعو كل المكونات السياسية لنبذ المشاريع الانفصالية في اليمن، ونطالب مسؤولي الأجهزة الحكومية بالانتقال لعدن لممارسة مهام أعمالهم”.

مشعل السلمي: الانقلابيون يعملون على تنفيذ برنامج فارسي

وطالب رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي بإجراءات عاجلة وعملية لحماية أطفال اليمن من جرائم الحوثيين، ومواجهة العدوان الإيراني السافر على اليمن، وتسمية الطرف المعرقل لاتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة”.

كما أشاد بدور تحالف دعم الشرعية في وجه الانقلاب، مشدداً على أن الانقلابيين يعملون على تنفيذ برنامج فارسي وينفذون مخططاً يستهدف اليمن وجيرانه.

وتابع: “نمد أيدينا للسلام وندعم أي جهد محلي أو إقليمي أو دولي لتحقيقه، كما ندعو الحوثيين للجنوح للسلم ونبذ العنف وفقاً للقرارات الدولية”.

المصدر: الاتحاد