«العربي الأوروبي» يرفض الإرهاب والتدخلات الإيرانية

أخبار

ترأس الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ، وفد الدولة المشارك في الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب مع نظرائهم في الدول الأوروبية والتي انطلقت أمس الثلاثاء بمقر الجامعة العربية في القاهرة، بهدف الارتقاء بالعلاقات المشتركة وتعزيز الحوار بين الجانبين لمواجهة التحديات الحالية.
وقال قرقاش، على «تويتر»: «الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع، علاقات عريقة نسعى مشتركين لتجديدها وتعزيزها».
وشدد وزير الخارجية التونسي خميس الجينهاوي رئيس الجانب العربي، على ضرورة انخراط أوروبي أكبر في قضايا المنطقة وفي مقدمتها قضية فلسطين، في حين دعا أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى الارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى لمواجهة التحديات الماثلة، وشددت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن الأوروبي فيدريكا موغريني على وقف الحرب في سوريا ، ومواجهة التيارات الإرهابية التي تهدد المنطقة والعالم.
ودان وزراء الخارجية العرب والأوروبيون في بيانهم الختامي تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، وأكدوا أهمية تأسيس العلاقات بين الدول العربية وإيران على مبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة، وحل النزاعات بالطرق السلمية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والامتناع عن تصعيد التوترات بما يسهم في التغلب على انعدام الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير المصير ، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967. وأشار إلى وجود فرصة لقيام سلام وأمن إقليمي وفقاً لمبادرة السلام العربية.
ودعا البيان إلى وقف قانون «جاستا» الأمريكي لتضمنه أحكاماً لا تتفق مع مبادئ القانون الدولي، خصوصاً من ناحية حصانة الدول ذات السيادة، الأمر الذي سيكون له آثار سلبية في العلاقات السياسية الدولية.
وفي الأزمة السورية أكد الوزراء التزامهم بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة سلامة أراضيها مع دعم جهود المبعوث الدولي دميستورا، وأن المفاوضات السورية- السورية الشاملة هي الطريق الوحيد للوصول الى مرحلة انتقالية سياسية حقيقية ومقبولة مبنية على المشاركة في السلطة، وكذلك السلام الدائم، وعبروا عن قلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في سوريا وضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري، كما دانوا استخدام الحصار كتكتيك من قبل النظام وحلفائه بالدرجة الأولى في حلب، وطالبوا بوقف فوري للأعمال العدائية على أن تراقب بآلية قوية وشفافة.
وفي الأزمة اليمنية طالب الوزراء بوقف دائم وفوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية من قبل الميليشيات المسلحة للحوثي والمخلوع صالح كخطوة أولى لاستئناف العملية السياسية، وأكدوا أن تشكيل حكومة غير شرعية مؤخراً يمثل خرقاً صارخاً للقرارات الدولية وإعاقة للجهود السلمية في اليمن.
وأكد الوزراء احترامهم لوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وشدّدوا على رفضهم للتدخل الأجنبي، ورحبوا بتعيين ممثل خاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشأن الليبي، إضافة لتأكيد دعمهم لدور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كما أعربوا عن دعمهم السياسي والمادي لحكومة الوفاق الوطني، باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة، وكذلك أكدوا أهمية دور دول الجوار.
وفيما يخص الإرهاب، استنكر الوزراء الأعمال الإرهابية وممارستها بكل أشكالها ومظاهرها، واتفقوا على التعاون من أجل تحديد الوسائل اللازمة لمعالجة التهديدات المشتركة، أما فيما يتعلق بالهجرة فقد أكدوا أهمية التصدي لجذور المشكلة، لضمان الوصول لسياسة فعالة ومشتركة بين بلدان الأصل والعبور والمقصد.
وتناول الإعلان الختامي قضايا التعاون والحوار الاستراتيجي، ودعوة الوزراء لتطوير العلاقات العربية الأوروبية، من خلال اقتراح آليات مختلفة للتعاون في كل المجالات وفي جميع المستويات، بما في ذلك اقتراح عقد اجتماعات رباعية وزارية أخرى، واجتماعات الخبرات والمشروعات المشتركة، كما يتضمن الاقتراح المهم تنظيم قمة «عربية – أوروبية» بشكل دوري للتأكيد مجدّداً على رغبة الجانبين في تعزيز العلاقات فيما بينهما، وإعطاء التوجيه الاستراتيجي للتعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وأشار أبو الغيط في كلمته إلى أن المنطقة العربية تمر بلحظات صعبة وفارقة، مبيناً أن هذه الأزمات لن تتوقف انعكاساتها وتداعياتها عند حدودنا بل ستتجاوزها إلى محيطها وجوارها القريب والبعيد أيضاً.
واعتبر أن مواجهة التحديات والخروج من الأزمات «لن يصير ممكناً سوى بإرساء شراكة وتعاون حقيقيين بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بحكم الجغرافيا وواقع التجربة الحضارية المشتركة».
بدوره أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن التحديات والقضايا الملحة هي أعراض مؤلمة لعملية إعادة تشكل قاسية في المنطقة العربية، وشدد على أن التحلل والتفكك في سلطة الدولة كان لصالح تمدد الإرهاب وانعكس سلباً على المنطقة وعلى أوروبا، داعياً إلى التعاون لاستعادة التوازن والاستقرار في المنطقة.
المصدر: الخليج