«اليونيسكو» تنتصر للخليل وتعلنها منطقة عالمية «محمية»

أخبار

حققت الدبلوماسية الفلسطينية انتصاراً جديداً بعدما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، أمس الجمعة، البلدة القديمة في الخليل «منطقة محمية» بصفتها موقعاً «يتمتع بقيمة عالمية استثنائية»؛ وذلك في أعقاب تصويت سري أثار غضب «إسرائيل»، وارتياحاً واسعاً في الأراضي الفلسطينية، والعواصم العربية والإسلامية.

وكان إدراج الخليل في لائحة التراث العالمي موضوع مواجهة حادة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين». وصوت اثنا عشر من أعضاء اللجنة المجتمعة في كراكوفا بجنوب بولندا، على إدراج المدينة المحتلة على لائحة التراث العالمي. وامتنع ستة عن التصويت على القرار بينما عارضه ثلاثة. وكانت الأكثرية المطلوبة عشرة أصوات.

وسارعت سلطات الاحتلال بالتعبير عن غضبها واصفة القرار بأنه «وصمة عار»، فيما رحب الفلسطينيون ب «الانتصار» الذي حققته العدالة الدولية؛ حيث إنه يعد سقوطاً جديداً ل«إسرائيل». وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: إنه«على الرغم من الحملة «الإسرائيلية» المحمومة، وإشاعة الأكاذيب، وتشوية وتزييف الحقائق حول الحق الفلسطيني، إلا أن العالم أقر بحقنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة الفلسطينية، وعلى لائحة التراث العالمي». وأضاف: «إن احتلال «إسرائيل» لدولتنا لا يمنحها سيادة على أي بقعة من أرضنا بأي شكل من الأشكال».

وشكرت وزير السياحة الفلسطينية رولا معايعة جميع الدول التي صوتت لصالح تسجيل الخليل، ولجميع الطواقم الفلسطينية التي عملت ليل نهار على تحقيق هذا الحلم، إضافة إلى المؤسسات الدولية التي ساندت فلسطين، مؤكدة ضرورة استثمار هذا الإنجاز في توفير الحماية الدولية لهذا الإرث الاستثنائي العالمي، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في الحد من الانتهاكات «الإسرائيلية»، التي استمرت في طمس الهوية الفلسطينية، وتزوير تاريخها ومعالمها، وأن يتم إجبارها على الالتزام بالقوانين الدولية التي تتعلق بإنهاء الاحتلال.

بدوره، وصف مصطفى البرغوثي تصويت «اليونيسكو» بأنه انتصار للخليل ولفلسطين وللعدالة، وهزيمة لمخططات الاستيطان والتهويد وتزوير التاريخ، ولكل أعمال القمع والتنكيل التي يقوم بها الاحتلال. وأضاف: إنه يجب البناء على هذا الإنجاز، ومطاردة «إسرائيل» في كافة المحافل الدولية، بما في ذلك الانضمام لكافة مؤسسات الأمم المتحدة والإسراع في إحالة ملف جرائمها إلى محكمة الجنايات الدولية.

وأصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها)، وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج)، وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس). وأكدت معايعة، أهمية هذا الحدث التاريخي، الذي يؤكد هوية الخليل والحرم الإبراهيمي الفلسطينيين، وأنها تنتمي بتراثها وتاريخها إلى الشعب الفلسطيني، وبذلك يتم دحض الادعاءات «الإسرائيلية»، التي طالبت صراحة بضم الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي، إضافة إلى حماية الحرم الإبراهيمي ومحيطه من الاعتداءات «الإسرائيلية» والتهويد المستمر منذ فتره طويلة؛ وذلك من خلال الحصول على ورقة دولية ضاغطة على الاحتلال؛ بحيث يتوقف عن طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي. ورحب الأردن بقرار «اليونيسكو»، معتبراً أن القرار يؤكد «عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات» «الإسرائيلية». وقال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن «القرار الذي قدم من المجموعة العربية في اليونيسكو بدعم عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة يؤكد عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال «الإسرائيلي» في مدينة الخليل».

المصدر: الخليج