جهود دولية لدفع الأطراف اليمنيــة إلى مفاوضات حاسمة في الأردن

أخبار

تقود الولايات المتحدة والأمم المتحدة جهوداً مكثفة، وتمارسان ضغوطاً كبيرة على الأطراف اليمنية، من أجل الانخراط في جولة مفاوضات قصيرة لمدة 10 أيام، في الأردن، للتوصل إلى «اتفاق نهائي»، في ظل تدهور مريع للوضع الإنساني على نحو كارثي، في حين شهدت جبهات القتال تصعيداً بين الميليشيات وقوات الشرعية التي تمكنت، أمس، من تحقيق انتصارات جديدة في مأرب والبيضاء وتعز.

وكثفت واشنطن والأمم المتحدة جهودهما لدفع الأطراف اليمنية للعودة إلى مفاوضات السلام، التي من المقرر أن تستضيفها هذه المرة العاصمة الأردنية عمان، بعد أن فشلت أربع جولات سابقة من المفاوضات في إحراز أي اختراق توافقي يضع حداً للصراع في اليمن.

وشهدت الأسابيع الأخيرة مساعي أميركية بدعم إقليمي لتثبيت هدنة جديدة في اليمن خلال أسبوعين، تمهيداً لجولة حاسمة من المفاوضات حول خطة أممية تتضمن انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء، وتسليم أسلحتهم البالستية «لطرف محايد»، مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.

في السياق، عقدت اللجنة الرباعية لإحلال السلام في اليمن، المكونة من وزراء خارجية السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، اجتماعاً في الرياض، بمشاركة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي، ووضع المشاركون إيضاحات لخريطة الطريق الخاصة بالحل السلمي في اليمن، وأكدوا أهمية مرجعياتها الثلاث، المبادرة الخليجية، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216. فيما تم تكليف الوزير العماني للقيام بالوساطة والتواصل مع الميليشيات الانقلابية في صنعاء.

على الصعيد الميداني، حققت قوات الشرعية في محافظة مأرب انتصارات نوعية بالتقدم في مناطق «النصيب الأحمر وتباب الحماجرة وغرب سوق صرواح»، على الطريق الرابط بين المحافظة وريف العاصمة صنعاء.

كما شنت قوات الشرعية هجوماً كاسحاً على مواقع الميليشيات في أطراف منطقة صرواح، وتمكنت من تدمير عدد من الآليات وإحراق أطقم عسكرية على الطرق الرابط بين مأرب وصنعاء من جهة خولان الطيال، كانت في طريقها إلى مناطق التماس في صرواح، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في المخدرة وهيلان ومحيط صرواح الشرقي.

وفي مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء الشيخ عبدالله الشندقي، جاهزية قوات الشرعية والمقاومة لتحرير العاصمة، مشيراً إلى أنهم ينتظرون التوجيهات من القيادة السياسية والعسكرية للشرعية والتحالف العربي، مؤكداً في تصريح صحافي استمرار المعارك في مختلف محاور نهم، إلى جانب محاور صرواح بمأرب المحاذية للعاصمة من الجهة الجنوبية الشرقية.

وقال الشندقي إن للمقاومة خطة كاملة للسيطرة على مديرية نهم والتقدم إلى صنعاء، والسيطرة على العاصمة «في القريب العاجل».

وكانت مناطق المجاوحة ومحلي ومسورة شهدت مواجهات بين الجانبين أسفرت عن مقتل عدد من الميليشيات، تم نقل جثثهم على متن ثلاثة أطقم عسكرية إلى سوق جامعة ارحب التي حولتها الميليشيات إلى مقر لإدارة المعارك في شمال شرق المدينة.

وفي عمران، واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها المكثفة على مواقع الميليشيات في معسكر العمالقية بمنطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، ومقر «اللواء 127» في مديرية قفلة عذر.

وفي البيضاء وسط اليمن، أكدت مصادر في المقاومة الشعبية انهم تمكنوا من تأمين كامل جبل «كعواش» في مديرية ذي ناعم، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات التي تقهقرت أمام ضربات المقاومة، وولت الفرار مخلفة جثث قتلاها مرمية في شعاب الجبل.

وفي جبهات تعز تمكنت قوات الجيش الوطني في الجبهة الشرقية للمدينة من تطهير «صالة الملوك، ومدرسة الأمجاد، ومدرسة جنة المعارف»، وحاصرت عناصر الميليشيات في مستشفى الكندي، بعد تمكنها من قتل اثنين منهم حاولا إطلاق النار على عناصر الجيش الوطني، كما فرضت حصاراً مماثلاً على مجموعة من القناصة والمسلحين في مبنى كلية الطب.

وكانت قوات الجيش الوطني خاضت معارك عنيفة مع الميليشيات في تلك الأحياء والمناطق أدت إلى مقتل عدد كبير من الميليشيات معظمهم من الأطفال، كما تم إعطاب طقم عسكري ومدرعة عليها رشاش دوشكا.

ووفقاً لمصادر في الجيش الوطني، فقد تمكنت قواتهم من التقدم إلى الشارع المحاذي لمعسكر التشريفات جوار القصر الجمهوري، مؤكداً قرب سقوط المعسكر والقصر، فضلاً عن مقر قيادة قوات الأمن الخاصة، الذي يعد مركز عمليات الميليشيات في تعز.

وتأتي عمليات الجبهة الشرقية بعد يوم واحد من استعادة معسكر الدفاع الجوفي شمال غرب المدينة من أيدي الميليشيات التي تكبدت 41 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم قيادي ميداني، فيما استشهد تسعة وأصيب 15 من قوات الجيش الوطني.

وكانت الميليشيات دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه جبل الحريم في مديرية شرعب الرونة والمطل مباشرة على جبال ميراب في مديرية مقبنة بعد فشلها السيطرة عليها، ونصب أسلحة ومدفعية بعيدة المدى من اجل السيطرة النارية على المخاء والطريق الدولي الرابط بين الحديدة وتعز، وكذا منطقة الضباب وطريق عدن تعز.

وذكر شهود عيان في مديرية شرعب الرونة أن أطقماً عسكرية ومدرعات شوهدت وهي تتجه نحو جبل الحريم في المديرية، الذي يعد أكبر جبال تعز الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية، مشيرة إلى أن التعزيزات العسكرية لقيت مساندة من أبناء المنطقة الموالين للمخلوع صالح.

ويأتي تمركز الحوثيين في جبل الحريم بشرعب الرونة المشرف على جبل ميراب بعد ثلاثة أيام من مقتل ١١ حوثياً في ميراب شمير بمديرية مقبة في هجوم فاشل شنته الميليشيات الانقلابية للقبض على مناهضين لها في المنطقة.

وفي صعدة، كثفت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع ومعسكرات الميليشيات مستهدفة مديرية «رازح» غرب المحافظة، ومعسكر كهلان قرب مدينة صعدة.

يأتي هذا بالتزامن مع معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى بمديريتي باقم والبقع شمال وشرق المحافظة.

المصدر: الإمارات اليوم