حرائق تلتهم غابات ومستوطنات «إسرائيلية»

أخبار

استمرت الحرائق الهائلة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومستوطنات القدس والضفة، منذ ثلاثة أيام، في الزحف نحو مزيد من الشوارع والأحياء موقعة خسائر فادحة، بينما أخلى الاحتلال ما يقارب 60 ألفاً من ساكني مدينة حيفا، في حين أصيب أكثر من 100 في الحرائق. وحذر رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو من أن أي حريق متعمد سيتم التعامل معه «كعمل إرهابي»، وقال أمام أحد مواقع الحريق «تعمل كل القوى الفاعلة على مدار الساعة لإطفاء الحرائق وتقوم بجهد كبير في 15 موقعاً»، في وقت تداعت ست دول للمساعدة في إخماد النيران.

وأعلنت بلدية الاحتلال في مدينة حيفا إجلاء نحو 60 ألف شخص من بيوتهم في مدينة حيفا، خوفاً من وصول حرائق الأحراج المجاورة للمدينة. وقال رئيس البلدية، يونا ياهف، إن هناك عدة مناطق تشتعل بها النيران في المدينة، حيث أجبرت الحرائق السلطات على قطع الطرق وإغلاق المدارس وإجلاء مئات السكان من بعض الأحياء، وأشار إلى وجود مؤشرات على أن سبب الحرائق هو قيام شخص ما «بإلقاء سيجارة في منطقة مليئة بالزيوت والسوائل القابلة للاشتعال» في إحدى المناطق الصناعية. وأظهرت لقطات تلفزيونية دخاناً سميكاً يتصاعد فوق المنازل، فيما أحرقت النيران المتصاعدة الأشجار والمساحات الخضراء القريبة.

وأعلن جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، استدعاء كتيبتين مما يسمى قيادة الجبهة الداخلية وقوات احتياط للمساعدة في إطفاء الحرائق المندلعة في حيفا، والتي شهدت عمليات لإجلاء السكان من عشرات المنازل وإخلاء مساجين من معتقلين اثنين، وإغلاق المطار والميناء. وقال متحدث باسم الجيش «في ضوء الحرائق المشتعلة في مدينة حيفا، تم استدعاء كتيبتين لأغراض تنفيذ مهام مساندة في المدينة».

من جهتها أعلنت الشرطة «الإسرائيلية» إجلاء الآلاف من بيوتهم بمدينة حيفا بسبب الحرائق. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الشرطة قوله إن الحرائق وصلت «لنحو ثمانية إلى عشرة شوارع في حيفا»، وأضاف «يُجرى العمل والتنسيق مع الطائرات والشرطة ورجال الإطفاء الذين يعملون على مساعدة الناس بالسرعة الممكنة».

ودعت السلطات «الإسرائيلية» سكان حيفا إلى إخلاء منازلهم والابتعاد عن الأحياء التي امتدت إليها النيران. ووصف متحدث باسم الدفاع المدني ما يجري بأنه حالة حرب حقيقية مع «النيران العملاقة».

وقالت شرطة الاحتلال إن الحرائق بدأت قبل ثلاثة أيام، في مستوطنة «نفيه شالوم» قرب القدس. وفي وقت لاحق، اندلعت حرائق في منطقة «زخرون ياكوف» شمالي الأراضي المحتلة وأماكن أخرى قرب القدس.

وذكر شهود عيان في المدينة أن حالة من الفوضى والذعر تسيطر على الناس، كما يسمع دوي انفجارات بين الحين والآخر ناجمة عن انفجار أسطوانات الغاز المنزلية، بينما تهدد النيران عدداً من محطات الوقود.

ونشبت حرائق هائلة في الأحراج بسلسلة الجبال الغربية بالقدس المحتلة بالموازاة مع حرائق تجتاح مختلف مناطق الأراضي المحتلة عام 1948، وسط مساع لطواقم الإطفاء تسندها ست طائرات لإخماد النيران ومنع انتشارها باتجاه المنازل والشوارع. وتحاول طواقم الإطفاء جاهدة منع وصول الحرائق للشارع الرئيسي الذي يربط بين «تل أبيب» والقدس، حيث إن الرياح الشرقية العاتية أسهمت في سرعة انتشار النيران.

وذكرت الإذاعة «الإسرائيلية» أنه تم إجلاء عشرات العائلات مع اقتراب ألسنة اللهب من منازلهم في مستوطنة «طلمون» شمال القدس. وأعلنت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة «الإسرائيلية»، أن النيران توسعت قرب مستوطنة «موديعين» في وسط الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة العامة أن حريقاً وقع قرب مدينة أم الفحم (شمالاً). والتهمت الحرائق آلاف الدونمات من الأراضي وأدت إلى تدمير عشرات المنازل بالكامل.

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن طواقم الإطفاء تتعامل مع 13 حريقاً، اندلعت في عدة مناطق بينها القدس و«نهاريا» و«معلوت» و«الجليل» إلى جانب مناطق مفتوحة داخل الأراضي المحتلة.

ولم يتضح بعد السبب الرئيسي لهذه الحرائق، لكن بعض الجهات «الإسرائيلية» لم تستبعد أن تكون متعمدة وبفعل فاعل، إضافة إلى الإهمال من قبل المتنزهين، وتأثيرات الرياح العاتية، وحالة الجفاف المستمرة التي ساعدت على سرعة انتشار الحرائق.

وقالت الإذاعة «الإسرائيلية» إن ما يسمى وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان والمفتش العام للشرطة روني الشيخ قررا نشر قوات من الشرطة وما يسمى «حرس الحدود» في بعض المناطق المفتوحة، بعد أن أشارت التحقيقات إلى أن بعض الحرائق التي شبت في اليومين الماضيين كانت مفتعلة.

وقالت شرطة الاحتلال إنه جرى اعتقال أربعة فلسطينيين على صلة بأحد الحرائق الكبيرة، التي دمرت منازل ودفعت آلاف الأشخاص إلى إخلاء منازلهم. وقال المتحدث، ميكي روزنفيلد، إن الشرطة تحقق في كافة الأسباب المحتملة، من بينها الحريق المتعمد. وأوضح روزنفيلد أن الفلسطينيين الأربعة المقبوض عليهم سوف يمثلون أمام المحكمة، بزعم ضلوعهم في إشعال إحدى الحرائق.

في الأثناء، رحب نتنياهو بعرض القيادة التركية إرسال طائرتي إطفاء كبيرتين للمساهمة في جهود إخماد الحرائق المشتعلة.

وانضمت تركيا إلى روسيا واليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتيا التي أرسلت طائرات إطفاء لمباشرة عملية إخماد الحرائق المنتشرة. وقال مكتب رئيس الوزراء ««الإسرائيلي»» إن ست دول أرسلت طائرات للمساعدة في إخماد الحرائق. وأضاف المكتب في تصريح مكتوب أن الدول التي أرسلت طائرات إطفاء هي اليونان وإيطاليا وكرواتيا وروسيا وقبرص وتركيا، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

في السياق، قالت وزارة الطوارئ الروسية إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين أرسلت طائرتان برمائيتان من طراز «بي- 200» للمساعدة في إخماد الحرائق. (وكالات)

المصدر: الخليج