خادم الحرمين يشدد على ضرورة إيقاف المد الإرهابي

أخبار

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدة أمس أزمات المنطقة واحتمالات تأثيرها على إمدادات النفط العالمية، مؤكداً ضرورة إيقاف المد الإرهابي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك عبدالله استقبل كيري في قصره بجدة، حيث بحثا تطورات الأحداث في المنطقة ومجمل المستجدات على الساحة الدولية. وقالت مصادر في السفارة الأميركية في الرياض إن أزمتي العراق وسوريا واحتمالات حدوث اضطراب في إمدادات النفط العالمية بسبب الأزمة العراقية، إضافة إلى مسألة البرنامج النووي الإيراني كانت محور المحادثات. وأضافت أن الجانب الأميركي ناقش مع نظيره السعودي إمكانية تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» والجهود المبذولة لتشكيل حكومة عراقية لا تقصي أحداً وتتجاوز الانقسامات الطائفية التي استغلها المتشددون. وأوضحت أن العاهل السعودي شدد خلال اللقاء على «ضرورة الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة عراقية تمثل كل أطياف المجتمع وإيقاف المد الإرهابي في ذلك البلد بأي وجه من الوجوه ومحاسبة المسؤولين عن تنامي حركات التطرف وبث روح الطائفية بين أبناء الأمة الواحدة».

وكشفت أن كيري أطلع المسؤولين السعوديين على معلومات تفيد بوجود دعم من الحكومة السورية لتنظيم «داعش» بهدف صرف الأنظار عما يرتكبه النظام السوري من أعمال إرهابية ضد السوريين بحجة التصدي لقوات المعارضة السورية.

قالت المصادر ذاتها إن السعودية أبدت استعدادها لتعويض أي نقص في إمدادات بنفط إضافي لتلبية أي ارتفاع في الطلب أو إذا تعثرت إمدادات الخام لضمان توازن سوق النفط العالمية.

في السياق نفسه رفضت الولايات المتحدة أي تدخل عسكري نظامي سوري في العراق، داعية المعارضة السورية «المعتدلة» إلى المساهمة في صد تنظيم «داعش» هناك، كما رأت أن إيران يمكنها القيام بدور في حل الأزمة السياسية العراقية.

وتعليقاً على تصريح رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أمس الأول، بأن الجيش السوري شن يوم الثلاثاء الماضي غارات جوية على مواقع المتمردين في الجانب السوري من الحدود مع العراق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف لصحفيين في واشنطن الليلة قبل الماضية: «إن تدخلاً عسكرياً من قبل النظام السوري لا يمكن بأي حال أن يكون مفيداً لأمن العراق». وأضافت أنه يمكن أن تقوم بدور «بناء» في العراق إذا عملت حقيقة على تشجيع قيام حكومة جامعة تضم جميع الأطراف وليس بطريقة طائفية من خلال الدفاع فقط عن المصالح الشيعية».

وأعلن مسؤولون سوريون وعراقيون أن الطائرات الحربية السورية قصفت بلدة القائم على الحدود المشتركة، فيما وقال المالكي: «إن الغارات الجوية نفذت داخل الأراضي السورية، ولم يكن هناك تعاون مباشر بين البلدين في شنها». وذكرت هارف أنه لا توجد أدلة تؤكد صحة تقارير أخرى بأن الغارات ضربت أهدافاً لتنظيم «داعش» داخل العراقية.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بعد لقائه رئيس «الائتلاف السوري» المعارض أحمد الجربا في جدة أمس: «إن المعارضة السورية المعتدلة بإمكانها لعب دور مهم في صد تنظيم داعش ليس فقط في سوريا، وإنما في العراق أيضاً». وأضاف «الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق (أيضاً)، وهو يعرف أشخاصاً هناك، كما أن وجهة نظره ووجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدماً. نحن في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة».

وقد صرح مسؤولون أميركيون أمس الأول بأن معلومات استخبارات بلادهم عن هجوم «داعش» والتنظيمات المتشددة في العراق، أصبحت أكثر توافراً لكن استكمال الصورة التفصيلية عن حجم قوات «داعش» المنتشرة على الأرض ونواياها ومخزوناتها يحتاج إلى أسابيع عديدة، وأن أي ضربات جوية أميركية ليست وشيكة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الجنرال ستيف وارين، أن 50 جندياً إضافياً من أفراد قوات العمليات الخاصة وصلوا إلى بغداد يوم الأربعاء الماضي، ليرتفع العدد هناك إلى نحو 180 جندياً، مع استمرار الجيش الأميركي في تعزيز بعثة المستشارين لمساعدة العراق.

أضاف أن العمل بدأ في أول مركزين للعمليات المشتركة المزمع إنشاؤها في العراق، مما يعزز القدرة على متابعة الفرق الأميركية وجمع المعلومات عن الوضع الميداني، بما في ذلك قوات الأمن العراقية ثم تحليلها. وسيتم استكمال ذلك بمعلومات من طلعات استطلاع فوق العراق تقوم بها طائرات بطيارين وبدون طيارين، قدرها بما يتراوح بين 30 و35 طلعة يومياً. وأوضح أن بعثة المشورة والدعم في العراق أصبحت تحت قيادة الميجر جنرال دانا بتارد.

وذكرت شبكة «سي إن. إن» التلفزيونية الأميركية، نقلاً عن مسؤول لم تسمه، أن طائرات مسلحة من دون طيارين بدأت أمس طلعات بغداد، وليس من المفترض استخدامها في شن غارات جوية على مواقع «داعش»، بل لحماية الجنود والمستشارين العسكريين الأميركيين. وقال مسؤولون أميركيون لوكالة «رويترز»: «إنه قد تكون هناك أيضاً طلعات لطائرات استطلاع سورية وإيرانية فوق أراضي العراق».

المصدر: (عواصم – وكالات)