خبيرة فرنسية: إفريقيا أصبحت مختبراً للجيش الأميركي

مقابلات

تحاول الولايات المتحدة أن تحافظ على وجودها في العالم منذ نهاية الحرب الباردة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تغييراً في استراتيجيتها. وتعتقد الخبيرة الاستراتيجية مايا كندل، أن الأميركيين لم يحققوا نجاحاً في مكافحتهم للإرهاب في القارة الإفريقية، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معها صحيفة «لوموند»:

– ما هي أولويات الاستراتيجية العسكرية الأميركية في إفريقيا؟

وفقاً للاستراتيجية العسكرية الحديثة التي تصنف المناطق في العالم حسب الأولوية الأمنية، فإن إفريقيا تأتي في ذيل القائمة تقريباً. والمشكلات مثل الهجرة وتهريب المخدرات والجريمة، يتم التعامل معها على أنها مشكلات داخلية.

– هل هذا تهميش للقارة من قبل واشنطن؟.

لا، القارة السمراء لديها نصيب من المساعدات الأميركية، فهي تحصل على مئات الملايين من الدولارات سنوياً، وبالنظر إلى مستوى اقتصادات البلدان الإفريقية، فهذه المبالغ مهمة، بالإضافة إلى ذلك فإن المسائل المتعلقة بالإرهاب تعد مصدر قلق كبير للولايات المتحدة، لقد أصبحت القارة محل اهتمام المسؤولين الأميركيين، ليس منذ هجمات سبتمبر 2011 بل قبل ذلك. أشير هنا إلى الهجمات التي استهدفت السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.

– ما هي المناطق التي تجذب اهتماماً أكبر؟

تحتفظ الولايات المتحدة دائماً بفكرة أنها وريث الإمبراطورية البريطانية، وبالتالي فالأميركيون يهتمون أكثر بالبلدان الناطقة بالإنجليزية.

– هل طورت أميركا طريقة معينة في ما يخص الدعم الأمني للقارة؟

إنها تتبع الاستراتيجية نفسها منذ الحرب الباردة، إلا أن الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما شهدت توجهاً جديداً يتمثل في «البصمة الخفيفة» للوجود الأميركي، من خلال الاعتماد على الشراكة، وتدريب القوات المحلية التي بإمكانها أن تقوم بـ«المهام» بدلاً من الأميركيين. هذا المبدأ يطبق بشكل أساسي في إفريقيا، التي باتت مختبراً للجيش الأميركي.

– ماذا تقصدين بالمختبر؟

هم يريدون أن يعرفوا ما إذا كان بالإمكان محاربة الإرهاب بهذه الطريقة، ولذلك دعم الأميركيون الجهود الفرنسية في الساحل الإفريقي، وهذا يساعدهم على عدم الظهور على أنهم مولعون بالقتال، وفي الوقت نفسه يبقون على علم بما يحدث، تبقى أميركا القوة العظمى في العالم، وهي تريد أن يكون لها موطئ قدم في كل مكان من خلال إقامة علاقات مع جميع الدول بما في ذلك الإفريقية.

– هل هذه الطريق فعالة؟

حتى الآن، لم تثبت فاعليتها في ما يخص مكافحة الإرهاب، الاستراتيجية الأميركية لا تأخذ هذه المسألة من كل الجوانب، وهذا أحد أكبر الإخفاقات بالنسبة لإدارة أوباما، لقد تحول الأخير عن سياسة سلفه (جورج بوش) واعتمد استراتيجية اقتصادية واجتماعية في المنطقة، والتي لم تعد ذات صلة.

– لماذا إذاً الاستمرار في هذه الاستراتيجية؟

لقد تلقى الأميركيون صدمة كبيرة في الصومال عام 1993، بمقتل 17 جندياً من القوات الخاصة في مقديشو على أيدي مسلحين. ورؤية جثثهم وهي تسحل في الشوارع، ما تسبب في صدمة عميقة للرأي العام الأميركي، ومنذ ذلك الحين عملت الولايات المتحدة على ألا يكون تواجدها في القارة علنياً.