دراسة: ضعف الحوار الأسري يعرّض الأبناء للانحراف

أخبار

أفادت دراسة بحثية ميدانية أشرف عليها قسم البحوث والدراسات في إدارة مراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، تحت اسم «ديناميكية الحوار في الأسرة الإماراتية»، بأن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الحوار الأسري في الدولة، انشغال الأب والأم بأعمالهما، والجهل بأساليب الحوار الفعالة مع الأبناء، وتباين المستوى الثقافي والعلمي بين أفراد الأسرة، واستيلاء الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي على الوقت الذي تقضيه الأسرة في الحديث.

وأشارت إلى أن انشغال الأب في عمله، وابتعاده عن التواصل مع أبنائه، قد يُفضي في الغالب إلى لجوء الأبناء إلى التواصل مع أصدقائهم للتعويض عن التواصل الأسري، وربما يكونون من أصدقاء السوء، فيتعرضون للانحراف عن المسار السلوكي والأخلاقي الذي كان يُفترض بالتنشئة الأسرية تبنّيه.

وحذرت الدراسة من الطلاق الذي يُعد السبب الأخطر لاختراق الترابط الأسري، ووقوع الأسرة في حالة من التفكك.

وتفصيلاً، أكدت الدراسة در أن «للأصدقاء تأثيراً انعكاسياً كبيراً على الأشخاص، خصوصاً في سن المراهقة، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، وتكمن الخطورة عندما يكون هؤلاء الأصدقاء من المنحرفين خلقياً أو من المجرمين، لذا لابد للعائلة، سواء الأب أو الأم أو الأخ الكبير، أن يكثفوا من الرقابة على الولد أو البنت في هذا الإطار للتأكد من طبيعة هذه الصحبة».

وأشارت إلى أن الآباء الأصغر سناً الذين يعملون لعدد ساعات عمل أطول كانوا أكثر قدرة على تنمية الحوار مع أبنائهم مقارنة بالكبار منهم، موضحة أن أفضل الأساليب المستخدمة من قبل الآباء هو في أخذ رأي الأبناء عند المحاورة، معتبرة أن النقاش أكثر الأساليب التي يتم من خلالها الحوار بين طرفين، خصوصاً في الأمور التي تنحى منحى الجدية أكثر.

وأوضحت الدراسة أن المشكلات الأسرية حالة طبيعية بسبب اختلاف وجهات النظر، وأنه من المهم ألا يتصور أحد الأبوين أن الحياة الزوجية والعائلية، حياة مثالية لا تعتريها المشكلات والصعوبات الحياتية، ولذا ينبغي على الزوجين إدراك هذه الحقيقة وتسويقها إلى الأبناء، وتوخي الصبر والحلم والحكمة في معالجتها بأسرع وقت قبل أن تستفحل وتصل إلى طريق مسدود.

وتابعت أن انفصال الوالدين يشكل واحداً من أهم أسباب التفكك الأسري، حيث يحرم الأبناء من أهم أسس التنشئة الصحيحة بين أحضان والديهم، فيفقدون الحنان والعطف والرعاية والمتابعة والرقابة، ويتعرضون إلى كل ما لا يحمد عقباه، لافتة إلى أنه إذا كان الطلاق من وجهة نظر الزوجين هو الحل الأسلم والأمثل والضروري لمشكلاتهما، فإنه يسبب المشكلات للأبناء.

وذكرت الدراسة أن انشغال الأب بالمصالح المالية والتجارية وغيرها غالباً ما يؤدي إلى التفكك الأسري، خصوصاً عندما يحاولون تعويض الأبناء بشراء أبوة وأمومة المربّين والخدم.

المصدر: الإمارات اليوم