عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

سحر المطبخ

آراء

من الأحاديث التي لا يمر يوم دون أن نتناولها باستفاضة وتلذذ أحياناً، هو الحديث عن الطعام والطهي، فالحديث عن الأكل من أخف وأقرب الأحاديث إلى نفوس الكثيرين، حيث يمكنك أن تلتقطها وهي تدور على طاولات الطعام، وفي الحفلات والأعراس، وجلسات النميمة النسائية.

وفي الاستراحات القصيرة أثناء العمل، وخلال زيارات المرضى في المشافي، أما أثناء جلوسنا في غرف الانتظار فإنه لا مانع من التقاط إحدى المجلات النسائية، والبحث فيها عن وصفات طعام سهلة أو صور لأطباق تفتح الشهية !

إن طقوس الطهي أو ثقافة الطعام لدى شعوب العالم من أكثر المواد، التي تتوزع على قنوات التلفزة، وبرامج اليوتيوب، وصفحات السوشال ميديا، حتى إن عدد نجوم الطهي على الإنستغرام والفيسبوك واليوتيوب أكثر عدداً هذه الأيام من نجوم الفن، بعد أن تحول الطعام من مجرد لقيمات تقيم أود الإنسان وتسد جوعه، إلى: سياسة واقتصاد وفن وأدب، ومسابقات، ومشاريع تجارية ضخمة، تنافس تجارة الأزياء والعطور وعمليات التجميل.

لا يمر يوم دون أن يتصل بك أحد إخوتك أو أصدقائك ليسألك عن: المطاعم الأفضل في المدينة، والمطابخ الأشهى التي تنصح بها، وإلى أين يمكنه أن يأخذ ضيفاً عزيزاً يحل عليه، ولذلك فلا عجب أن يولي الناس اهتماماً رفيعاً بمطابخهم، وبكل ما له علاقة بها، ومع مضي الوقت يؤسس الناس لحياة موازية، يكون فيها المطبخ هو المكان المفضل، فيستقبلون فيه أصدقاءهم المقربين، ويقوم بأعماله على طاولة المطبخ حتى وقت متأخر من الليل كما يفعل الكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي.

يقول موراكامي إن ولادة قصته «الكرة والدبابيس» تزامنت مع إدارته نادي الجاز، الذي كان يعمل فيه حتى وقت متأخر، وحين يعود ينكب على الكتاب في المطبخ، حتى ساعات متأخرة، يقول: «إن ذلك يعني عملياً أنني أنجزت ذلك النص في ساعات الليل المتقدمة على طاولة المطبخ» أحب طاولة المطبخ، وأجد فيها سراً يكمن في سحر المطبخ وثقافته العميقة.

المصدر: البيان