«صير بني ياس» تاريـــــخ يرقد في أحضان الطبيعة

منوعات

تضم إمارة أبوظبي عدداً ضخماً من الجُزر يقارب 200 جزيرة، ويكتسب كثير من هذه الجزر أهمية خاصة لأسباب مختلفة، تاريخية واقتصادية ومناخية، وغيرها. بينما يكتسب بعض الجزر في أبوظبي بشكل خاص، والإمارات بشكل عام، أهمية متزايدة، باعتبارها محميات طبيعية تضم كائنات مختلفة من النباتات والحيوانات، التي كادت أن تنقرض في العالم.

بين العدد الكبير من الجزر الذي تضمه أبوظبي، تبرز جزيرة صير بني ياس، التي تقع إلى الغرب من مدينة أبوظبي على بُعد 250 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 230 كيلومتراً مربعاً، لتحتل مكانة فريدة، نظراً لما تمتلكه من مقومات عدة، فأهميتها لا تتوقف على كونها إحدى أكبر الجزر الطبيعيّة في الإمارة فقط، فهي أيضاً تضم أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، وهي كذلك أحد أفخم المنتجعات السياحية والترفيهية في الإمارات. أما في مجال الزراعة، فتمثل جزيرة صير بني ياس معجزة، بحسب وصف خبراء زراعيين من مختلف دول العالم، تعكس مدى ما كان يتمتع به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من عزم وإصرار في تنفيذ مشروعات الاستصلاح الزراعي في الإمارات، وعمله بجد لتخطي كل الصعوبات التي تقف أمام تنفيذ مشروعاته الزراعية والبيئية. فقد رفض الشيخ زايد الآراء التي حذّرته من عدم جدوى خطط زراعة الصحراء، التي كان يرغب في تنفيذها في الجزيرة ومناطق مختلفة من الدولة، مرجعين تخوفهم إلى صعوبة المناخ في المنطقة، وطبيعة الأرض كذلك، لكنه لم يستسلم وعمل على الاستعانة بأفضل الخبراء والتقنيات في الزراعة والري في تلك الفترة، وبعد جهود استمرت عشرات السنين، نجح برنامج «تشجير الصحراء»، الذي أطلقه الشيخ زايد في عام 1971، في قهر الصحراء وتحقيق المعجزة، لتصبح الجزيرة ذات الطبيعة الصخرية الجرداء، واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في شبه الجزيرة العربية. وتعدّ الجزيرة اليوم موطناً لآلاف الحيوانات التي تتجوّل بحرية كبيرة، إلى جانب ملايين من الأشجار والنباتات، كما أنها ملاذ للطيور المهاجرة، وتتّبع الجزيرة برامج تناسل عدة للفصائل المهدّدة بالانقراض.

من جانب آخر، تمتلك صير بني ياس أهمية كبيرة تاريخياً وأثرياً، حيث اكتُشف بها حتى الآن، أكثر من 36 موقعاً أثرياً، منذ أن بدأت أعمال المسح والتنقيب، من أبرزها بقايا كنيسة الجزيرة الوحيدة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، ففي عام 1992 وخلال أعمال تنقيب تم اكتشاف دير مسيحي هو الوحيد في الإمارات، ويعتقد بأنه بُني سنة 600 للميلاد، من قبل كنيسة الشرق المعروفة أيضاً باسم الكنيسة السريانية الشرقية، ويحاط بالكتلة الرئيسة للموقع سور خارجي يحتضن صوامع للكهنة ومطابخ ومخازن وحظائر للحيوانات، تتوزع جميعها حول فناء مركزي يتوسطه مبنى الكنيسة، وتزخر جدرانها بكثير من الزخارف الجصية مع تصاميم وزخارف، وعلى بُعد بضع مئات من الأمتار، لاسيما إلى الشمال والشمال الغربي من الموقع، توجد مبانٍ عدة أصغر حجماً قد تكون منازل لكبار الرهبان، إضافة إلى خزان كبير للمياه موصول بقناة.

بشكل عام، يذكر باحثو الآثار أن جزيرة صير بني ياس ظلت مأهولة بالسكان على مدى أكثر من 7500 عام، وتتضمن المكتشفات الأثرية في الجزيرة مدفناً دائرياً يعتقد أنه يعود لـ4000 عام وبرج مراقبة ومسجداً وأدلة على صناعة اللؤلؤ القديمة في الجزيرة. وبعض المواقع الأثرية فيها يعود للعصر الحجري قبل 7000 سنة، ومنها ما يعود إلى العصر البرونزي أي قبل 4000 سنة، ثم الحقبة التي تعود إلى 600 ميلادي، حيث بُني الدير الكنسي المكتشف. فإلى الشمال يمتد لسان طبيعي في البحر يُسمى «رأس الدنان» وسكنه إنسان العصر الحجري، واستمر آهلاً حتى العصر الإسلامي، حيث نهضت عليه قرية الزاهر وفيما تبقى من آثار هذه القرية عثر الآثاريون على بقايا مسجد يعود إلى 300 سنة خلت، وعدد من المقابر، وبقايا عظام حيوانات، وحوض ماء. وظلت هذه الجزيرة التي صارت قبلة صيادي اللؤلؤ، ومحطة استجمام الطيور المهاجرة، مأهولة بالسكان منذ أكثر من 5000 عام. ولعل موقعها الذي تميز بالانخفاض وسط تلال بركانية شكّل فيها مرفأ طبيعياً «خور دعسة»، الذي عرّفه البريطانيون بـ«خليج ميرتون» ذي المدخل الضيق والعميق الذي يصل إلى 36 قدماً والقاع المغطى بالطمي، إلى جانب (جروف اللؤلؤ: غشة، أم الكركم، البويردة، ظهر الياس)، كل ذلك جعلها محط أنظار القدماء الذين استوطنوها، أو ارتادوها في رحلات جابوا بها أعماق الخليج طلباً للآلئ. ويرجح علماء الآثار والتاريخ أن أول مرة ذكرت اسم جزيرة صير بن ياس كان عام 1590، ما يعني وجود قبيلة بني ياس قبل هذه الحقبة.

فضلاً عن أهميتها الأثرية ومحمية للحياة البرية، تعدّ جزيرة صير بني ياس إحدى الوجهات الترفيهية والسياحية في إمارة أبوظبي، حيث توفر لزوارها عدداً من النشاطات السياحية، مثل: رحلات السفاري والمغامرة، والتجديف، وركوب الدرّاجات الجبلية، والرماية، والمشي والغطس وركوب الخيل، إلى جانب فرصة الاسترخاء في أجواء طبيعية تماماً بعيداً عن أضواء وضوضاء المدينة.

بين العدد الكبير من الجزر الذي تضمه أبوظبي، تبرز جزيرة صير بني ياس، التي تقع إلى الغرب من مدينة أبوظبي على بُعد 250 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 230 كيلومتراً مربعاً، لتحتل مكانة فريدة، نظراً لما تمتلكه من مقومات عدة، فأهميتها لا تتوقف على كونها إحدى أكبر الجزر الطبيعيّة في الإمارة فقط، فهي أيضاً تضم أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، وهي كذلك أحد أفخم المنتجعات السياحية والترفيهية في الإمارات. أما في مجال الزراعة، فتمثل جزيرة صير بني ياس معجزة، بحسب وصف خبراء زراعيين من مختلف دول العالم، تعكس مدى ما كان يتمتع به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من عزم وإصرار في تنفيذ مشروعات الاستصلاح الزراعي في الإمارات، وعمله بجد لتخطي كل الصعوبات التي تقف أمام تنفيذ مشروعاته الزراعية والبيئية. فقد رفض الشيخ زايد الآراء التي حذّرته من عدم جدوى خطط زراعة الصحراء، التي كان يرغب في تنفيذها في الجزيرة ومناطق مختلفة من الدولة، مرجعين تخوفهم إلى صعوبة المناخ في المنطقة، وطبيعة الأرض كذلك، لكنه لم يستسلم وعمل على الاستعانة بأفضل الخبراء والتقنيات في الزراعة والري في تلك الفترة، وبعد جهود استمرت عشرات السنين، نجح برنامج «تشجير الصحراء»، الذي أطلقه الشيخ زايد في عام 1971، في قهر الصحراء وتحقيق المعجزة، لتصبح الجزيرة ذات الطبيعة الصخرية الجرداء، واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في شبه الجزيرة العربية. وتعدّ الجزيرة اليوم موطناً لآلاف الحيوانات التي تتجوّل بحرية كبيرة، إلى جانب ملايين من الأشجار والنباتات، كما أنها ملاذ للطيور المهاجرة، وتتّبع الجزيرة برامج تناسل عدة للفصائل المهدّدة بالانقراض.

من جانب آخر، تمتلك صير بني ياس أهمية كبيرة تاريخياً وأثرياً، حيث اكتُشف بها حتى الآن، أكثر من 36 موقعاً أثرياً، منذ أن بدأت أعمال المسح والتنقيب، من أبرزها بقايا كنيسة الجزيرة الوحيدة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، ففي عام 1992 وخلال أعمال تنقيب تم اكتشاف دير مسيحي هو الوحيد في الإمارات، ويعتقد بأنه بُني سنة 600 للميلاد، من قبل كنيسة الشرق المعروفة أيضاً باسم الكنيسة السريانية الشرقية، ويحاط بالكتلة الرئيسة للموقع سور خارجي يحتضن صوامع للكهنة ومطابخ ومخازن وحظائر للحيوانات، تتوزع جميعها حول فناء مركزي يتوسطه مبنى الكنيسة، وتزخر جدرانها بكثير من الزخارف الجصية مع تصاميم وزخارف، وعلى بُعد بضع مئات من الأمتار، لاسيما إلى الشمال والشمال الغربي من الموقع، توجد مبانٍ عدة أصغر حجماً قد تكون منازل لكبار الرهبان، إضافة إلى خزان كبير للمياه موصول بقناة.

بشكل عام، يذكر باحثو الآثار أن جزيرة صير بني ياس ظلت مأهولة بالسكان على مدى أكثر من 7500 عام، وتتضمن المكتشفات الأثرية في الجزيرة مدفناً دائرياً يعتقد أنه يعود لـ4000 عام وبرج مراقبة ومسجداً وأدلة على صناعة اللؤلؤ القديمة في الجزيرة. وبعض المواقع الأثرية فيها يعود للعصر الحجري قبل 7000 سنة، ومنها ما يعود إلى العصر البرونزي أي قبل 4000 سنة، ثم الحقبة التي تعود إلى 600 ميلادي، حيث بُني الدير الكنسي المكتشف. فإلى الشمال يمتد لسان طبيعي في البحر يُسمى «رأس الدنان» وسكنه إنسان العصر الحجري، واستمر آهلاً حتى العصر الإسلامي، حيث نهضت عليه قرية الزاهر وفيما تبقى من آثار هذه القرية عثر الآثاريون على بقايا مسجد يعود إلى 300 سنة خلت، وعدد من المقابر، وبقايا عظام حيوانات، وحوض ماء. وظلت هذه الجزيرة التي صارت قبلة صيادي اللؤلؤ، ومحطة استجمام الطيور المهاجرة، مأهولة بالسكان منذ أكثر من 5000 عام. ولعل موقعها الذي تميز بالانخفاض وسط تلال بركانية شكّل فيها مرفأ طبيعياً «خور دعسة»، الذي عرّفه البريطانيون بـ«خليج ميرتون» ذي المدخل الضيق والعميق الذي يصل إلى 36 قدماً والقاع المغطى بالطمي، إلى جانب (جروف اللؤلؤ: غشة، أم الكركم، البويردة، ظهر الياس)، كل ذلك جعلها محط أنظار القدماء الذين استوطنوها، أو ارتادوها في رحلات جابوا بها أعماق الخليج طلباً للآلئ. ويرجح علماء الآثار والتاريخ أن أول مرة ذكرت اسم جزيرة صير بن ياس كان عام 1590، ما يعني وجود قبيلة بني ياس قبل هذه الحقبة.

فضلاً عن أهميتها الأثرية ومحمية للحياة البرية، تعدّ جزيرة صير بني ياس إحدى الوجهات الترفيهية والسياحية في إمارة أبوظبي، حيث توفر لزوارها عدداً من النشاطات السياحية، مثل: رحلات السفاري والمغامرة، والتجديف، وركوب الدرّاجات الجبلية، والرماية، والمشي والغطس وركوب الخيل، إلى جانب فرصة الاسترخاء في أجواء طبيعية تماماً بعيداً عن أضواء وضوضاء المدينة.

المصدر: صحيفة الإمارات اليوم