عبدالله بن زايد: فريق عمل إماراتي ألماني لدعم التشاور حول القضايا العاجلة

أخبار

HH SABZ
أعلن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية عن تشكيل فريق عمل ثنائي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك لبحث القضايا العاجلة في إطار المشاورات المستمرة بين البلدين الصديقين إلى جانب اللجنة العليا المشتركة بينهما.

كما أعلن سموه أن الخلافات الخليجية مع إيران تتجاوز الملف النووي الإيراني، مشيداً سموه بالشراكة القائمة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر لتجاوز صعوبة الأوضاع التي شهدتها الساحة المصرية خلال الفترة الماضية.

كما أعرب سموه عن أسفه لفشل أي حل سياسي للأزمة السورية بسبب عدم تحقيق توافق سياسي على الأرض وكذلك التوافق الدولي، موضحاً أن الإمارات رفضت السماح لإجراء انتخابات رئاسية سورية على أراضيها نتيجة موقف تتشارك فيه مع عدد كبير من دول العالم.

وأكد سموه أن الدعم الإماراتي لمصر خلال المرحلة المقبلة سيختلف عمّا قبلها لأن هذه المرحلة ستكون أكثر استقراراً وستشهد المزيد من الدعم من الإمارات وشركائها.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه بعد ظهر أمس بمقر وزارة الخارجية في أبوظبي مع معالي فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية.

وأكد سموه على طبيعة العلاقات المميزة والاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين، وقال إن زيارة الوزير الألماني امتداد لاجتماعات ولقاءات سابقة في مناسبات عدة، كما أن زيارته الحالية ولقاءه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت مناسبة لبحث العديد من القضايا الدولية، وكذلك آفاق العلاقات بين البلدين.

وأشاد سموه بما تحقق على كل أوجه وصعد العلاقات بين الإمارات وألمانيا، منوهاً بوجود أكثر من 12 ألف مقيم ألماني في الدولة، وهناك ما يزيد على 15 رحلة جوية يومياً بين البلدين، وهناك أكثر من 1000 شركة ألمانية تعمل في الإمارات إلى جانب وجود 3 مدارس ألمانية في الدولة، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 10 مليارات يورو.

وقال سموه: إن التباحث والتشاور حول القضايا الدولية بين البلدين هو امتداد لهذه العلاقات المتميزة بينهما، مضيفاً أن اللقاء كان فرصة للتباحث حول مفاوضات مجموعة 5+1 الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني والتي تشارك فيها ألمانيا كما جرى بحث ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط – على حد قول سموه – كذلك جرى بحث التطورات في ليبيا.

دعم مصر

وحول الدعم الإماراتي لمصر في المرحلة المقبلة قال سمو وزير الخارجية: إن طريقة عمل الإمارات عند تقديم أي مساعدات هو الحرص على إقامة شراكة وليس فقط التعامل بين طرف داعم وآخر مُتلقٍ، وهذا ما قمنا بتطبيقه في مصر خلال الأشهر الماضية مع أن التعامل مع مصر كان أكبر من الخطط العادية وقد تعلّمنا من الدروس ومن الأخطاء كما أننا تمكّنا من التعرف أكثر على المنظومة الجديدة في مصر، وهي دروس مختلفة بسبب الحجم والخبرة، مضيفاً سموه بأننا حاولنا قدر الإمكان التأقلم مع الوضع الجديد، وأعتقد أن الوزير سلطان الجابر لعب دوراً كبيراً وهاماً مع زملائه في مصر، وهو دور يُشكر عليه سواء من قبل فريق الحكومة المصرية أو المؤسسات التي عمل معها.

واستطرد سموه قائلاً: إن الفترة القادمة ستكون مختلفة لأننا سننتقل إلى مرحلة أكثر استقراراً ووفق خارطة الطريق المصرية، فسيعقب ذلك انتخابات برلمانية.

وقال سموه: إننا نبحث عن شركاء حول العالم بمن فيهم ألمانيا والمجتمع الدولي والبنك الدولي وصندوق النقد لأجل دعم مصر، وعلى رأس كل ذلك قال سموه: إننا نتشرف بالعمل والشراكة والتواصل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، التي حقيقة لولا العمل الثلاثي مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية لكان الوضع أصعب مما هو عليه، ولهذا السبب نأمل أن يستمر ما قُمنا ببنائه في الفترة الماضية وبطريقة مختلفة لأن هناك مؤسسات أكثر استقراراً في مصر نستطيع أن نبني على تجربتها.

العلاقة مع إيران

وحول ما إذا كان هناك توجه خليجي جديد نحو إيران وتأثير ذلك على الإمارات، قال سمو وزير الخارجية: إن إحدى القضايا التي تم بحثها مع وزير الخارجية الألماني اليوم هو دور بلاده ضمن مجموعة 5+1، وهو دور غاية في الأهمية وحول مستقبل هذه المفاوضات.

وقال سموه: نحن سعداء لأن هناك فترة انتقالية لهذه المباحثات مع إيران، ونأمل أن يتم الاتفاق حسب الجدول المحدد قبل نهاية الشهر المقبل، وهذا سيأخذنا إلى حوالى 60 يوماً إضافياً من الآن للفترة الانتقالية إذا ما انتعشت هذه المفاوضات، فستكون هناك 6 أشهر إضافية لإتمامها، ونأمل منها ليس فقط تعزيز المصداقية الدولية مع إيران، ولكن أيضاً تعزيز مصداقية المنطقة.

وقال سموه: إن هذا الأمر يعيدنا لنقطة في غاية الأهمية، وهي أن خلافاتنا مع إيران لا تقتصر على البرنامج النووي، صحيح أن 5+1 تناقش إيران حول هذا الملف، ولكن خلافات المنطقة مع إيران تتعدى البرنامج النووي، فهي عديدة من ملف الإمارات إلى التدخلات الإيرانية في القضايا العربية إلى بعض الملفات العالقة مع بعض الدول وقضايا أخرى عالقة والملف النووي الإيراني مجرد جزءٍ من هذه القضايا.

الوضع في سوريا

وحول الوضع في سوريا، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: إن الوضع المقلق لنا جميعاً في سوريا استغرق وقتاً طويلاً في هذه المباحثات، مضيفاً أن طبيعة العلاقات المميزة والاستراتيجية بين البلدين جعلتنا اليوم نتفق على تشكيل فريق عمل ثنائي لبحث القضايا العاجلة والهامة، إضافة إلى مسار اللجنة المشتركة بينهما، مشيراً إلى أن الفريق الثنائي سيكون على مستوى عالٍ من وزيري دولة في البلدين وسيبحث القضايا المستجدة.

وقال سموه: إن الإمارات رفضت أن يتم على أراضيها تنظيم ما يسمى الانتخابات الرئاسية السورية في البعثة الدبلوماسية هنا، قائلاً: إن هذا الموقف تم بناء على اتفاق مجموعة من الدول، وهو موقف يمثل وقفة مع النفس.

وفيما إذا كانت تلك الانتخابات تمثل مدخلاً لحل سياسي للأزمة السورية قال سموه: إن الحل السياسي لأي أزمة هو الخيار الأول لها، ولكن أي حل سياسي يحتاج لأن يكون هناك توافق دولي عليه، إذ لا يكفي أن يكون هناك توافق مع الأطراف اللاعبة على الأرض سواء كان النظام أو المعارضة، ولكن يتطلب أيضاً توافقاً دولياً وهذا ما كان غائباً، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الألماني بأنه وراء الفشل الحقيقي لمهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

جهد ألماني

من جهته، أعرب معالي فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية عن اعتزاز بلاده لمستوى العلاقات المتميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن زيارته امتداد للقاءات واجتماعات لمعاليه مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في برلين، منوهاً بدور الشركات الألمانية العاملة في الإمارات والاستثمارات الإماراتية في بلاده، كما أشار إلى مستوى العلاقات المتطورة بين البلدين في الجانب الثقافي، وقال إن البلدين دأبا على التنسيق والتشاور الدائم حول الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية. وأضاف أن زيارته جاءت في إطار جولة له بدأها في لبنان حيث اطلع على الضغط الذي يعاني منه ذلك البلد جرّاء الأزمة في سوريا، حيث أصبح أكثر من ربع سكان لبنان من النازحين السوريين، واطلع على الأوضاع التي يعيشون فيها سواء في مخيمات دول الجوار أو في الداخل السوري. وقال شتاينماير: إن هناك جهداً كبيراً يُبذل للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني الناجم عن هذه الأزمة التي تهدد بصورة خطيرة الاستقرار في المنطقة، وأعرب عن أسفه لفشل مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي جرّاء عدم وجود توافق دولي حول الأزمة السورية.

كما أعرب عن أمله بأن تقود مفاوضات 5+1 مع إيران، التي تشارك فيها بلاده عن التوصل لاتفاق، مشدداً على وجود إجماع برفض امتلاك طهران تكنولوجيا نووية عسكرية.

كما نفى وزير الخارجية الألماني أن تكون لجولته الحالية أي علاقة بالأزمة الأوكرانية واعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة من روسيا، وقال إن بلاده تعمل دائماً على تنويع مصادر تزويدها بالطاقة سواءً من أوروبا أو من خارجها.

غداء عمل لوفدي البلدين

في ختام المؤتمر الصحفي المشترك، أقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مأدبة غداء على شرف معالي فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني والوفد المرافق له، بحضور الوفدين الاقتصادي الإماراتي والألماني.

وفي كلمة ألقاها سموه في بداية المأدبة، أثنى من خلالها على العلاقات الثنائية مع جمهورية ألمانيا وبالأخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعزيز الشراكات الثنائية، مؤكداً سموه أهمية دولة الإمارات التي تعد مركزاً مهماً للوصول للأسواق الناشئة سواء كانت في أفريقيا أو شرق آسيا وغيرها من الدول.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني أهمية بذل المزيد من الجهود بين البلدين للانتقال لمرحلة أكثر ازدهاراً، حيث يرافقه نخبة من رجال الاقتصاد والأعمال ومن البرلمان الألماني في هذه الزيارة للاستفادة من الفرص المستقبلية بين الوفدين الاقتصاديين الإماراتي والألماني.

وأكد وزير خارجية ألمانيا أن العلاقات الثنائية بين البلدين مهمة، وهي لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، وإنما تتطرق إلى جوانب أخرى كالثقافة والتربية والتعليم. اختتمت مأدبة الغداء بصورة جماعية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد ووزير الخارجية الألماني مع الوفدين الاقتصادي الإماراتي والاقتصادي الألماني.

سؤال مباغت عن «المونديال»

استهل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بسؤال لضيفه عن حظوظ المنتخب الألماني في تصفيات كأس العالم لكرة القدم التي ستنطلق في البرازيل في الثاني عشر من يونيو الجاري، فردّ شتاينماير ضاحكاً وقد باغته السؤال بأن فريق بلاده يراهن على الوصول إلى النهائيات.

المصدر: علي العمودي (أبوظبي) – الإتحاد