عهود الرومي: محمد بن راشد ضرب المثل في القيادة

أخبار

120 دقيقة، رغم أنها تجاوزت الوقت المحدّد للجلسة الحوارية، فإنها لم تكن كافية لاستيعاب الآراء والأفكار والقيم والدلالات التي يزخر بها كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»، أحدث كتاب أصدره صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي الجلسة التي أقيمت ضمن فعاليات «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، مساء أول من أمس، في فندق «إنتركونتيننتال – دبي فيستفال سيتي».

ومع إشارة الجهة المنظمة للحدث «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، إلى أن الندوة حول الكتاب ستُدار باللغة العربية، إلا أن عدداً كبيراً من الكتّاب والشعراء غير الناطقين بالعربية والمشاركين في المهرجان، فضلاً عن جمهوره، حرصوا على حضور الجلسة، مستعينين بتقنية الترجمة الفورية.

وتحدثت في الجلسة وزيرة الدولة للسعادة، عهود بنت خلفان الرومي، والدكتور خليفة السويدي، إعلامي وعضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الإمارات، وفهد هيكل، إعلامي إماراتي ومن روّاد التواصل الاجتماعي المتخصصين في الإيجابية والسعادة والتفاؤل واعتمادها كأسلوب حياة، والكاتب الكويتي محمد النغيمش، الذي أدار الجلسة.

وتناولت الجلسة تجربة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، التي عرضها في الكتاب من أربعة محاور مختلفة طالت فلسفة سموّه الخاصة بالسعادة والإيجابية، وتأثيرها في العمل الحكومي والإداري والتربوي والاجتماعي.

حول فلسفة سموّه في العمل الحكومي، تحدثت الوزيرة عهود الرومي، عن تجربتها في العمل الحكومي، ضمن فريق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وأشارت إلى عدد من المواقف والقصص التي شهدتها، التي ترجمت رؤية سموّه في الحياة والسعادة والإيجابية. وقالت الرومي: «كان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، حريصاً على إضافة كلمة (الإيجابية) إلى مُسمى البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، وذلك كون ارتباط الإيجابية بالسعادة كارتباط المقدمة بالنهاية، ومتى كانت نظرة الإنسان إلى الأمور ‬إيجابية‭ ‬رأى في التحديات فرصاً». ‭ ‭ ‬

وتحدثت الرومي عن الحكومة الإيجابية من منظور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، مشيرة إلى أن «عمل الحكومة لا يقتصر على سن القوانين والتشريعات ووضع اللوائح وتجهيز البنية التحتية وسواها من الخدمات، وإنما عملها يتمحور حول الموازنة بين توفير الخدمات والعمل على منظومة القيم، وأن السعادة في العمل الحكومي ليست رفاهية، بل هي المحفز على الإبداع والإنجاز، وتحقيق مستقبل أفضل». وتحدثت الرومي عن بعض صفات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد القائد الحكومي الإيجابي، حيث قالت: «القائد الإيجابي يؤمن بقدرات فريق عمله، وسموّه لطالما قال إن اليد الواحدة لا تصفق، فتراه يعطي الفرصة لفريق عمله بالحديث ومشاركة أفكاره وإبداء آرائه واقتراحاته، وهو لطالما ضرب المثل في القيادة، خصوصاً أن بعض الأمور في العمل الحكومي لا تحتاج إلى تشريعات ولوائح، وإنما تحتاج فقط إلى قائد يضرب المثل بأفعاله».

قصة نجاح

من جانبه، تحدث الدكتور خليفة السويدي، عن بعض مميزات كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الجديد، قائلاً: «إن (كتاب تأملات في السعادة والإيجابية)، كما سائر كتب سموّه، تحمل للعالم الصورة الحقيقية عن المنطقة العربية القادرة على الإبداع والإنجاز». وأشار السويدي إلى أن «أهمية الكتاب تنبع من أهمية التجربة ونجاحها، فهو ليس كتاباً علمياً يستند إلى المراجع في نهايته، وإنما هو كتاب يروي قصة نجاح من بدايتها حتى نهايتها». وتحدث السويدي، كذلك، عن أسلوب الكتاب البسيط والقريب من القارئ، الذي يمكن أن يشكّل مرجعاً لكل شاب وشابة في العالم العربي يعيشون حالة من الإحباط، كي يتعرفوا إلى تجربة الإمارات التي كانت مليئة بالتحديات، والتي يمكن استنساخها في أي مكان حول العالم. وتمنى السويدي توفير نسخة إلكترونية مجانية من الكتاب، كي يصل إلى كل شاب وشابة في العالم العربي.

وذكر السويدي أن «كتاب سموّه يمكن تلخيصه في ثلاث كلمات ذكرها سموّه وأوضح العلاقة في ما بينها، وهي: الإيجابية والسعادة والنجاح»، مشيراً إلى أن «الإنتاج والإبداع يحتاجان إلى إيجابية، والإيجابية طريقة تفكير تقود إلى السعادة، التي بدورها توصل إلى النجاح». كما أشار السويدي إلى مصادر الإيجابية، بحسب كتاب سموّه، وهي: «الصلاة والتأمل والرياضة».

وسلط السويدي الضوء على أحد أقوال سموّه، التي ذكرها الكتاب وهي «وظيفة الحكومات تمكين الناس، وليس التمكن منهم»، مشيراً إلى أن «الإمارات نجحت في تمكين مواطنيها، وإيجاد الفرص للناس والشباب من مختلف أرجاء العالم، حتى باتت أرض الفرص لكثير من الحالمين بالعيش والعمل والاستقرار».

وصفة علاجية لحكومات المنطقة

أما في ما يرتبط بالجانب الاجتماعي، تحدث فهد هيكل عن تأثير الإيجابية والسعادة في المجتمع، وتحديداً فئة الشباب، حيث اعتبر أن «الكتاب بمثابة وصفة علاجية لمعظم حكومات المنطقة، خصوصاً أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، عرض في كتابه لحالة التشاؤم التي يعيشها الشباب العربي، وتأثير ذلك في الحاضر والمستقبل». وأشار هيكل إلى أن «السعادة وحب الحياة وتعايش الحضارات، هي جميعا في أصل الإنسان».

واعتبر هيكل أن «السعادة والإيجابية هما وجهان لعملة واحدة، وأن أهمية تجربة دولة الإمارات هي في إيمان قيادتها بالعطاء والسعادة وحب الشعب، وما قام به صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، هو ترجمة هذه القيم والمفاهيم إلى قوانين وتشريعات على أرض الواقع، فكانت وزيرة السعادة، ووزيرة للتسامح، وبرامج إسعاد المتعاملين، وسواها».

ليس كتاباً عادياً

من جانبه، تحدث الكاتب الكويتي المستشار في الإدارة، محمد النغيمش، عن تأثير السعادة والإيجابية في التنمية والعمل الإداري، ذاكراً العديد من النظريات العلمية التي تربط بين الإيجابية والإنتاجية، وتأثير السعادة في الأداء. وأكد النغيمش أن «كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ليس كتاباً عادياً، لأن تجربة سموّه التي عرضها في الكتاب، تتوافق مع كل النظريات العلمية العالمية التي تتحدث في الإيجابية والإدارة».

المصدر: الإمارات اليوم