مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

غلطة الشاطر بألف

آراء

لم يتمكن الزميل صالح الشيحي من التحكم بانفعالاته خلال حلقة “يا هلا” التي عرضتها “روتانا خليجية” الأسبوع الماضي، وأدارها علي العلياني باقتدار، خاصة حين طلب إقفال الصوت عند احتدام الملاسنة الهاتفية على الهواء بين الشيحي والكاتب أحمد العرفج، إذ بدأ تراشق الاتهامات بينهما ليصل حد إعلان “عدم الاحترام”! ولم تكن الألفاظ المتبادلة ترضي أيا من قرائهما أو الجمهور الذي كان يتابع الحلقة.

لم تصل الحلقة إلى نتيجة حول “الخزي والعار” الذي رآه الشيحي أثناء انعقاد المؤتمر الثاني للمثقفين السعوديين، وتحدث عنه في تغريدته على “تويتر”. تلك التغريدة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، وأعادت صراع التيارات إلى الأضواء، ومن يتابع التعليقات على “تويتر” و”فيس بوك” و”يوتيوب” يكتشف حدة الانقسام المجتمعي حول فكرة المخالفات الشرعية وما يجوز وما لا يجوز في الملتقيات الثقافية.

رغم أن موضوع “يا هلا” لا يستحق هذا الجدل حسب رأي ضيف الحلقة الكاتب عبده خال، إلا أنه بالإضافة للزميل عضوان الأحمري، تحدثا خلال الحلقة بهدوء وأعطياها عمقا.. ولو شارك الوزير د. عبدالعزيز خوجة لقدم رؤية تضاف إلى “تغريدته” التي رد بها على الشيحي، لكنه أشار على صفحته في “تويتر” إلى أن ظرفا منعه من ذلك، ولم يتمكن حتى من مشاهدة الحلقة.

باختصار، قد يكون الزميل صالح الشيحي أخطأ إذ نشر “تغريدته” على الملأ.. ولو كان اعتذر وقال إنه تعجل في “التغريدة” لأنهى الجدل، ولو كان لم ينفعل بعد ذلك في أحاديثه عن “ممارسة إرهاب نفسي عليه للتراجع عن قناعاته” وعن حلقة فيها “خمسة أشخاص ضد شخص واحد” وغير ذلك لربما هدأت الأمور.. ولو كان لم يرد الاتهامات له باتهامات مضادة لخصوم “تغريدته” وأوضح حقيقة ما رأى، لما تضخمت القضية لتصبح محور جدل في حلقة فضائية، وحلقات أخرى محتملة.

هو لم يفعل كل ذلك، ولعله أخطأ إذ لم يتقن إدارة جولة ما بعد “التغريدة” لغاية الآن.. وبكل مودة أقول: غلطة الشاطر بألف، حتى وإن عبر ما أعلنه عن قناعته الشخصية، فبعض القناعات تحرج المرء إن ظهرت في غير مكانها وزمانها.