قمة الملك سلمان وبوتين.. توافق على تسوية أزمات المنطقة

أخبار

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على ضرورة استمرار العمل في سبيل إنهاء الأزمة السورية داعيا إيران الى وقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة.

وخلال جلسة محادثات موسعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال خادم الحرمين، «في ما يخص الأزمة السورية فإننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقا لقرارات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها».

دعا الملك سلمان إلى وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق سلام عادل وشامل على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدا دعم الرياض لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، مطالبا المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته تجاه مسلمي الروهينجا، كما شدد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات.

وقال الملك سلمان، نحن حريصون على تكثيف الجهود لمحاربة التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه، وطالب بتأسيس مركز أممي لمحاربة الإرهاب. وذكر أن الرياض طرحت مبادرة بإنشاء مركز عالمي لمحاربة هذه الظاهرة تحت مظلة الأمم المتحدة وخصصت 110 ملايين دولار لتحقيق ذلك.

وفي ملف النفط، أكد الملك سلمان أننا سنواصل العمل مع روسيا على استقرار أسعار النفط، قبل أن يوجه دعوة رسمية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الرياض، مؤكدا أن هناك توافقا بين المملكة وروسيا في العديد من الملفات. وقال الملك سلمان إننا نتطلع لتعزيز العلاقات مع روسيا لخدمة الاستقرار العالمي.

وبدأ لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في موسكو. وأشاد بوتين بالعلاقات التاريخية بين بلاده والسعودية، وقال متوجها للملك سلمان: أثق أن زيارتكم ستعطي زخما كبيرا للعلاقات المشتركة.

ونظمت في الكرملين امس الخميس، مراسم استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز الذي وصل الى موسكو الاربعاء، في أول زيارة لعاهل سعودي إلى روسيا. وجرت مراسم الاستقبال في قاعة «أندرييفسكي» بالكرملين، حيث التقى الرئيس الروسي بالملك السعودي وتصافحا، واستمعا إلى النشيدين الوطنيين للبلدين، ومن ثم بدأت المحادثات بينهما بحضور وفدين من الجانبين.

وأعرب الرئيس الروسي للملك سلمان عن قناعته بأن هذه الزيارة ستعطي زخما إيجابيا للعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن أول زيارة لعاهل سعودي إلى روسيا هي حدث رمزي بحد ذاته. وأعاد بوتين إلى الأذهان تاريخ العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، مذكرا بأن الاتحاد السوفييتي كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية في عام 1926.

وحضر اجتماع القمة بين الزعيمين وفدان يضمان كبار المسؤولين، حيث مثل الطرف الروسي كل من وزراء الخارجية، سيرغي لافروف، والدفاع سيرغي شويغو والاقتصاد ألكسندر نوفاك، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف، بينما حضر من الطرف السعودي كل من وزير الخارجية عادل الجبير ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح بالإضافة إلى مسؤولين آخرين.

وفي أعقاب الاجتماع المغلق، وصف بوتين مفاوضاته مع الملك سلمان بأنها كانت غنية المضمون ومفصلة ومتسمة بالثقة وتناولت الملفات الثنائية والإقليمية والدولية العديدة. من جانبه، أشاد الملك السعودي بالمشاعر الودية من قبل روسيا، معربا عن سعادته لزيارة هذه الدولة الصديقة من أجل تعزيز العلاقات بين الشعبين في مختلف المجالات.

وكان خادم الحرمين الشريفين أعرب خلال اجتماع مجلس الوزراء السعودي في جدة عن تطلعه لأن تحقق زيارته إلى روسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي والمسؤولين في موسكو ما يطمح له البلدان من تعزيز وتطوير للعلاقات الثنائية في كل المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة وجهود تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

14 اتفاقية.. ومنصتا استثمار في قطاعي الطاقة والتقنية

وقعت السعودية وروسيا أمس الخميس، خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا، حزمة اتفاقيات تعاون بين البلدين، من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية. ووقع الجانبان السعودي والروسي على 14 وثيقة في ختام المباحثات السعودية الروسية، شملت إطلاق صندوق استثماري بين الرياض وموسكو بقيمة مليار دولار.

ووقعت شركة سايبور الروسية، اتفاقية مع شركة أرامكو السعودية لاستكشاف الفرص في البلدين، إلى جانب الإعلان عن شراكة لزيادة استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركات التكنولوجيا.

وقال ديمتري كونوف، رئيس مجلس إدارة سيبور: «ستتيح الشراكة مع واحدة من كبريات شركات البتروكيماويات السعودية لسيبور، تطوير خبرتها ومجالات مبيعاتها ودراسة سوق الشرق الأوسط».

كما تم التوقيع على شراكة بين السعودية ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، وروسيا، ومبادلة للاستثمار في البنية التحتية، إلى جانب اتفاقية مع الجانب الروسي، تتيح لصندوق الاستثمارات العامة اكتشاف الفرص في الشركات الروسية التقنية.

كما وقع الجانبان على خريطة طريق لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، إلى جانب اتفاقية لاستثمار نحو 228 مليون دولار، في مشاريع البنى التحتية للمواصلات في موسكو، وسان بطرسبورج، والتوقيع على اتفاقية استكشاف وتعاون في الفضاء للأغراض السلمية.(وكالات)

تتضمن توطين الصناعات العسكرية في المملكة

اتفاقية لشراء أنظمة «إس-400»

وقعت السعودية، أمس الخميس، اتفاقا أولياً مع روسيا يمهد لشراء أنظمة صواريخ روسية مضادة للطيران من نوع إس-400، إضافة إلى تصنيعها في المملكة.

وبموجب الاتفاق تشتري الرياض صواريخ من نوع إس-400، وأنظمة مضادة للدروع من نوع «كورنت-اي ام»، وقاذفات صاروخية من نوع «توس-1اي» وقاذفات قنابل يدوية «اي جي إس-30»، ورشاشات كلاشينكوف من نوع اي كي-103، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الشركة السعودية للصناعات العسكرية.

وقالت الشركة السعودية للصناعات العسكرية في بيان إن البلدين وقعا مذكرة تفاهم لمساعدة المملكة في جهودها لتطوير صناعاتها الدفاعية. وأضافت أن مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة روسوبورون اكسبورت لتصدير الأسلحة والمملوكة للدولة، يأتي في سياق عقود موقعة لشراء نظام صواريخ إس-400 ونظام صواريخ كورنيت-إي.إم ونظام توس-1إيه ونظام إيه.جي.إس-30 وبنادق كلاشينكوف إيه.كيه-103.

(وكالات) المصدر: الخليج