طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

لنتفهم مشاعر وقلق أهالي المبتعثين

آراء

وجدت حرجا كبيرا وأنا أتصل بملحقنا الثقافي في الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى، لمتابعة موضوع أحد أبنائنا المبتعثين، ذلك أنني أدرك حجم الاتصالات التي يتلقاها الملحق يوميا من السعودية ومن داخل أميركا لقضايا مشابهة، وأدرك أن كل متصل يرى أن موضوعه مهم، إن لم يكن الأهم، وأن كل هؤلاء يرون أن الملحق ينبغي عليه أن يرد على كل اتصال وأن يستقبل في مكتبه كل من يود الالتقاء به، وأتفهم مشاعر الأبناء في أميركا ومشاعر الآباء والأمهات داخل السعودية، ذلك أن الأبناء المبتعثين يرون في الملحقية مرجعهم وملاذهم في غربتهم، وأنها الجهة التي يفترض فيها تسهيل أمورهم وحل مشاكلهم وإزاحة كل العقبات التي تعترض مسيرتهم، وعون لهم في فترة دراستهم، كذلك، أيضا، في السعودية يرى أهالي المبتعثين أن تلك المهام من أبسط ما ينبغي أن تقوم به الملحقية تجاه أبنائهم.

أقول وجدت حرجا وأنا أتحدث مع الدكتور محمد، وكنت أكرر عليه أسفي واعتذاري، عطفا على توقعاتي أن مثلي كثير ممن يتصلون به، ولكنني وجدت الدكتور متفهما لمثل هذه الاتصالات ومتفهما لمشاعر الأهل في السعودية وخوفهم وقلقهم على أبنائهم في الخارج، في حال واجهتهم مشاكل، كتعرضهم للسرقة أو فقدان جواز سفرهم أو مرورهم بأزمات صحية أو حصول حوادث سير لهم أو غيرها من المشاكل، وكان يؤكد لي أن ما يقوم به وبقية الزملاء جزء من عملهم ومن الواجب المناط بهم، مبديا اهتمامه بكل ما يمكن أن يخدم أبناءنا المبتعثين ويساعدهم وما يطمئن أهاليهم عليهم.

أقول ما قلته لظني أن عدد الطلبة المبتعثين، في أميركا تحديدا، يستدعي من حكومتنا دعم ملحقياتنا وقنصلياتنا هناك بكل ما يساعدهم على الإيفاء بأعمالهم وواجباتهم تجاه الطلبة، سواء كان هذا الدعم ماديا أو بشريا أو تنظيميا، ومنحهم المزيد من الصلاحيات التي تيسر أعمالهم وتعجل في إنجاز مهامهم، خاصة أن سقف المطالب عند الطلبة مرتفع جدا، وحتى تتناسب هذه المطالب مع حجم المعطيات المتوفرة في ملحقياتنا، ومن ثم لنرفع الحرج عن كل العاملين في تلك الملحقيات فيما لو كان حجم المطالب وحجم الاتصالات أكبر من أن يتمكنوا من الإيفاء بها والتجاوب معها وفق ما ينبغي ودون تأخير.

بقي أن أكرر هنا شكري واعتذاري للدكتور محمد العيسى، كما أشكر أيضا قنصلنا العام في لوس آنجلوس، الأستاذ عبدالله سعيد الحارثي، على حسن أخلاقه وتعامله الراقي مع طلبتنا.

المصدر: الوطن أون لاين