موريشيوس.. «دنيا العروبة»

آراء

في عام 2001 حضرت محاضرة شيقة ألقاها رئيس معهد الإنتاجية والجودة في موريشيوس، عن كيفية نجاح هذه الدولة القابعة في المحيط الهندي في تطبيق الجودة بفاعلية في القطاع الحكومي، باستخدام مفهوم التحسين المستمر «كايزن» الذي نشأ في اليابان، وكيف أن رئيس موريشيوس شارك بفاعلية في الحملة الإعلامية لرفع وعي المجتمع بأهمية الجودة، وكذلك ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، ومنذ ذلك الحين وأنا أتذكر موريشيوس بين الحين والآخر ودائماً ما أقرأ عنها قصة نجاح في مجالٍ ما، إلى أن دعاني صديق لزيارته مطلع 2023، وقد شجعني ذلك لمعرفة المزيد عن هذا البلد، وكالعادة أتوق دائماً لمشاركة ما أتعلمه مع قرائي الأعزاء.

تعتبر موريشيوس نقطة جذب مذهلة للزوار، وتبعد تلك الجزيرة الإفريفية 900 كم عن مدغشقر و180 كم عن شمال شرق ريونيون الفرنسية، وتضم جزراً عدة من أصل بركاني.

وإلى جانب جزيرة موريشيوس الرئيسة، توجد جزيرة رودريغز على بعد 600 كم إلى الشرق، وجزيرتان خارجيتان هما أجاليجا وأرخبيل سانت براندون.

يبلغ عدد سكان موريشيوس 1.4 مليون نسمة، ويعيش جميع السكان تقريباً في العاصمة، وأكبر مدينة هي بورت لويس.

تشتهر موريشيوس بطائر الدودو، الذي انقرض على يد المستعمرين الأوروبيين، وتشتهر أيضاً بسكانها متعددي الثقافات. وبحسب موقع Nationsonline.org فمنتجعات موريشيوس من أرقى وأجمل المنتجعات في العالم، وهي باهظة الثمن، حيث تصل إلى أكثر من 600 دولار في الليلة، وبها عشرات من أماكن الجذب، خصوصاً الأرض الملونة، وشلال تحت الماء، وزنابق الماء العملاقة في حديقة «بامبلموسيس» النباتية، وطبل رافان، وموسيقى سيجا، وملاعب غولف عالية الجودة.

الشيق في رحلة تعلمي عن هذه الجزيرة هو أن أول من اكتشفها هم العرب وسموها «دنيا العروبة»، وتبعهم قبائل الملايو، وبعد ذلك بنحو 100 عام اكتشفها البرتغاليون في أوائل القرن الـ16، ثم احتلها الهولنديون والفرنسيون والبريطانيون.

وقد حصلت على استقلالها عام 1968، ومنذ ذلك الحين تطورت موريشيوس من اقتصاد زراعي منخفض الدخل إلى اقتصاد متنوع متوسط الدخل مع نمو القطاع الصناعي والمالي والسياحي، وتعتبر واحدة من أعلى الدول من حيث دخل الفرد في إفريقيا، بل إنها من أغنى البلدان في إفريقيا، وتسبقها فقط غينيا الاستوائية وسيشيل. لديها ديمقراطية مستقرة مع انتخابات حرة منتظمة وسجل إيجابي في حقوق الإنسان.

يعتمد الاقتصاد النامي المختلط في موريشيوس على الزراعة، خصوصاً قصب السكر، بجانب الخدمات المالية والسياحة. وتعتبر مرافق الميناء في بورت لويس من أفضل المرافق، ويتم نقل معظم صادرات البلاد عن طريق هذا الميناء، كما يقع المطار الدولي الرئيس على الجانب الآخر من الجزيرة.

لقد أصبحت موريشيوس قصة نجاح حقيقية من خلال الحفاظ على ديمقراطية مستقرة والتزامها بحقوق الإنسان، وهي وجهة شهيرة للسياح الذين يبحثون عن الفخامة بفضل جمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي ومناطق الجذب المثيرة للاهتمام، وتفخر موريشيوس بامتلاكها أعلى مؤشر للتنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (HDI) على مستوى القارة الإفريقية. وللحديث بقية.

المصدر: الامارات اليوم